أصداء

الإسلام هو الحل... ولكن!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لكن للإستدراك, هكذا علمونا ونحن صغار. لكن (للإستدراك برضه) لم يقولوا لنا أن "لكن" عندما نكبر ونفهم ستصبح كأستيكة تمسح ما قيل قبلها. تستطيع أن تقول أى شىء فى بلاد الضاد ثم تضع بعدها "ولكن" لننفى كل ماقلته, وتستطيع أن توقع على ماشئت من تعهدات فى بلاد الأعراب ثم تلكن ما تعهدت به فيصبح كعصف مأكول! جميع الدول العربية وقعت تعهدات ومواثيق حقوق الإنسان العالمية ثم وضعت "ولكن", منها من وضع ولكن حسب القوانين المرعية! ومنها من لكن حسب الشريعة الإسلامية! ولكنها جميعا -فى النهاية- أفرغت من محتواها بلفظ "لكن" السحرى! يمكنك أيضا أن تقول أن حرية الإعتقاد مكفولة ولكن لا حرية للكفر! إذن الحرية المكفولة هى حرية الإعتقاد بمعتقدات الغالبية فقط! يمكنك أن تقول أيضا أنك تحب الأقليات ولكن بشروط... وعلى هذا قس!

فجأة تذكر الصحفيون والمثقفون العرب مفردات غابت عنهم من قلة الإستعمال أو عدمه, على حين غرة بدأ الصحفيون ومن والاهم من المثقفين يتذكرون مونتسكيو وجان جاك روسو وفولتير. أما من هم هؤلاء الأخر ياعزيزى القارىء فهم قادة الفكر والتطور الفلسفى الحقوقى فى فرنسا فى أواخر القرن الثامن عشر, هم من فلسفوا العلاقة بين السلطة والشعب. هم من قال بأن بين السلطة والشعب عقد إجتماعى بموجبه تخدم السلطة الشعب والشعب يمكنها من ذلك ولو بالتنازل عن بعض حقوقه على ألا يفتئت أحدهما على الآخر. هم من قالوا بالفصل بين السلطات ومنهم أخذت كافة الدساتير المعروفة ( المحترمة) بنظرية الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية حتى لا تفتئت إحداهما على الأخرى. هؤلاء وأتباعهم أطلق عليهم من مثقفى بنى عرب لقب التغريبيين والمتفرنجين وفى أغلب الأحيان كفروا وساحت دمائهم ولعن شرفهم وطمس تاريخهم!

تعالوا نبتسم فى شماتة للصحفيين المصريين الذين لطالما أشبعونا دعاية وإعلان عن جمال تطبيق الشريعة الإسلامية فى بلاد الكنانة. تعالوا نضحك على من فرح وشجع من قال أن على الأقباط أن يخضعوا لأحكام الإسلام وأن يدفعوا الجزية وهم صاغرون! تعالوا نتأمل فى الدعاية التى أشبعنا بها الإخوان والصحفيين منهم بالذات من أن الإسلام هو الحل! وعندما خلص إمام جامع الأزهر إلى أن حكم الإسلام هو أن يتم جلد الصحفيين المصريين بثمانين جلدة إن أخبروا بخبر كاذب, قامت قيامة الصحفيين ولم تقعد! إذن الإسلام هو الحل, وإقامة الحدود وذبح المرتدين عن الإسلام هو من الدين ولكن.... آه هنا مكان "ولكن", لا يصح جلد الصحفيين! أما فيما أخطأ إمام الجامع الأزهر عندما قال بجلد الصحفيين فلا أحد يتجرأ على الإجابة.

عادل حزين
نيويورك

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف