أصداء

عززوا العلاقات مع ايران وتركيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مالذى حصلنا عليه من الدول العربية غير الخراب والدمار جراء ارسالهم المال والأسلحة الى الارهابيين والمفخخين وارسالهم الانتحاريين المجرمين لقتل اهالينا وتخريب بلدنا، وبث الفرقة وتشجيع الطائفية وتحريض بعضنا على البعض الآخر، تارة باسم القومية واخرى باسم الدين؟ هل هناك بلد عربي واحد لم يرسل (مجاهدين) الينا؟ يقتلون أكثر من 150 عراقيا مقابل كل أمريكى وهم يدعون انهم جاؤا لمحاربة الأمريكان. يدعون الدين ويخالفون أبسط نواهيه وهو القتل العمد وبدون تمييز بين شيخ وامرأة وطفل ومريض. أي دين تراهم يتبعون؟

أنا لا أدعو الى مقاطعة الدول العربية ولكن يجب أن نكون حذرين فى التعامل مع من يأتينا منها، مثل فرض الحصول على تأشيرة الدخول من السفارت العراقية التى يجب ان لاتمنح الا بعد التدقيق والتأكد من سبب الزيارة والتثبت من هوية الزائر. لننسى حاليا أبناء عمومتنا العربان ونلتفت الى جارتينا ايران وتركيا ونحاول تحسين وتمتين العلاقات معهما. قد نختلف معهما ولا نؤيد سياستهما وخاصة ايران، وهذا شأنهم وحدهم، ولكن الحكومات تتبدل والسياسات تتبدل والشعوب وحدها هى الباقية.

مهما طال بقاء الأمريكيين فى العراق فلا بد أن يغادروه، وعندئذ يبقى علينا تنظيف دارنا من كل أجنبي يشكل وجوده خطرا علينا من اية جنسية كان. تركيا وايران يربطنا معهما تأريخ مشترك حافل بالأحداث، من نزاع وصلح وغزوات وتجارة وزيارات. يأتون الى بلدنا زرافات ووحدانا لزيارة المراقد المقدسة فى النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، ونذهب اليهم لزيارة الأماكن المقدسة وللترويح عن النفس فتنتعش السياحة و تنتعش التجارة ويستفيد الجميع. أما الادعاء بأن ايران او تركيا تريد احتلال العراق فهذا وهم وخيال لأن الاستعمار قد ولى وانتهى الى غير رجعة.

مشكلتنا الحالية مع تركيا هى بسبب وجود الأكراد من حزب العمال الكردستاني الذين يهاجمون تركيا من قواعد لهم فى داخل العراق (كما يقال)، والحكومة العراقية عاجزة عن عمل شيء
فجيشنا الصغير القليل التجهيزات لا يستطيع عمل شيء خاصة وان حكومة كردستان العراق تتعاطف بشكل أو بآخر مع هؤلاء، وقد يجلب عليهم هذا التعاطف أسوأ الكوارث، لأنه من غير المعقول ان تتخلى أمريكا عن حليف قوي مثل تركيا من أجل الأكراد، فهى مستعدة ان تتخلى عنهم كما تخلت عن غيرهم فى السابق، وصدام الذى كان طفل أمريكا المدلل أقرب مثال على ذلك.
كما ان تركيا لا يمكن ان تسكت الى الأبد عن الغارات التى تشن عليها من داخل العراق. لقد عانى الأكراد فى العراق الكثير على مختلف العهود وهم الآن يتمتعون بحكم ذاتي لن يتاح للأكراد فى اي من الدول المجاورة، وعليهم الحفاظ على ما حصلوا عليه ويحسنوا التعامل مع الحكومة المركزية ويطردوا المسلحين الغرباء، والا أضاعوا كل ما حصلوا عليه من مكاسب.
حدودنا مع ايران هى أطول حدود تفصلنا عن جيراننا، ولنا معهم مصالح حيوية كبيرة لا يمكن التغاضى عنها او انكارها. ما يفعلونه اليوم من ارسال اسلحة ومتفجرات لعملائهم هو نكاية بالأمريكان لا غير، فهم يعرفون حق المعرفة ان العرب الشيعة فى العراق هم عراقيون اولا وقبل كل شيء. ومن الناحية الثانية فان وصف الايرانيين بالصفويين والمجوس من قبل البعض هو سباب صبياني لا يردده الا المغرضون والجهلاء وبدأه الحكم البعثي المباد. هب ان الايرانيين او غيرهم من دول الجوار يدينون بدين غير ديننا فما شأننا بهم؟ هل نبيح لأنفسنا ان نكون دعاة او حماة دين ونقاطع ونهاجم كل من كان على غير ديننا أو مذهبنا؟
ان الأوقات قد تغيرت ونحن مازلنا نراوح فى أماكننا، نذكر الماضى ونتحسرونبكى عليه، ونفعل كما فعل دون كيشوت الذى أصر على عهد الفروسية فى القرون الوسطى، فامتطى حصانه وراح يطعن الطواحين الهوائية برمحه، فكانت النتيجة ان تكسرت أضلاعه. على اولئك الحالمين بالجهاد فى سبيل الله كما يقولون، عليهم اعادة النظرفى واقع الحال، فان أحلامهم وأمانيهم بنشر الاسلام عن طريق القتل والارهاب لن تتحقق مطلقا، بل على العكس فانها ستؤلب العالم كله عليهم والذى قد يضطرهم فى النهاية الى اتخاذ قرارات حدية تقطع دابرهم.
ان زمن ما سمي بالفتوحات الاسلامية قد مضى وانقضى ولن يعود. واذا كان هناك جهاد فيجب ان يكون جهاد النفس لمنعها وكبحها عن الاساءة للغير، والجهاد الأكبرهوالجهاد الذى دعى اليه الرسول فى سبيل العائلة التى هى أساس المجتمع والدولة، فنربى أطفالنا ونعلمهم فمنهم سيبرز قادة المستقبل وعلماؤه ومفكروه، وعلينا ان نسعى الى اصلاح ما خربه الطغاة والطامعون والمتشددون من رجال الدين المزيفين وغيرهم لنبنى عراقا جديدا صحيحا متحدا يحتضن كافة أبناءه على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم، ونقطع الطريق على المغامرين والقتلة واللصوص الذين عاثوا فسادا فى هذا البلد الطيب.

عاطف العزي

كندا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف