أصداء

لماذا فشلت الديانات في تحقيق العدالة للمرأة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في كافة محطات التاريخ الذي صاحبته نزول الديانات السماوية لم تتمكن هذه الديانات من تحقيق العدالة والمساواة للمرأة، وتقنع الرجل على معاملتها كأنسان مساوي له بالقيمة والحقوق، وظلت المرأة رغم المسار الطويل الذي قطعته البشرية في التحولات والتطور الحضاري والفكري والتشريعي تعاني من الاضطهاد النفسي والمادي والقهر الذكوري البشع.

والسؤال الذي لابد ان يطرح نفسه هو: لماذا فشلت كافة الديانات عبر التاريخ في تحقيق العدالة للمرأة؟


لابد من النظر الى وظيفة الدين نظرة صحيحة، فالدين ليس هو المحرك الأكبر في حياة الأفراد والجماعات، ففعالية الدين وتأثيره في تفكير وسلوك البشر ليس بالقوة الجبارة التي يتوهم الكثير وجودها عندما يحاكمون المجتمعات، والدين لايخرج عن كونه اقتراحات مثالية موجهة الى البشرية، وهذه الاقتراحات المثالية تبقى معلقة في السماء تدغدغ احلام الناس المؤمنين للوصول اليها.

والقوة المحركة لتفكير وسلوك الناس دائما وابدا هي مصالحهم الشخصية، وصراعاتهم مع بعضهم البعض لتحقيقها، ولعل الدين هو الحلقة الأضعف في خضم طغيان سطوة المصالح الشخصية على النفس البشرية.

لاحظ كيف فشلت الديانة المسيحيية في منع انتشار الفكر النازي الهتلري الاجرامي، وكذلك كيف فشلت المسيحيية في منع تمدد الشيوعية الى ملايين المسيحيين وتشكيلهم لنظم سياسية اجرامية.

وكيف فشل الاسلام في منع قيام امبراطوريات الاموية والعباسية وقيامها في عمليات غزو عدواني للدول الاخرى وتدمير حضارتها وسبي نسائها،
وكيف فشل الاسلام في منع نشوء الافكار التكفيرية الاجرامية للقاعدة والخمينية الايرانية وتوابعها.

فالمرأة ستظل محكومة بموازيين القوى الذكورية، ويبدو ان هذه هي سنة الحياة للأسف الشديد التي جعلت انانية الرجل ودفاعه عن مصالحه يمارس مجازره الوحشية ضد المرأة عبر التاريخ، وسيستمر مسلسل ظلم المرأة طالما يوجد الرجل على وجه الارض، فالعدالة المطلقة لاوجود لها، والنفس البشرية ليست نزاعة للخير، وانما تسعى الى تحقيق مصالحها مهما بلغت درجة من التحضر والرقي الانساني.

ان على الرجل ان يشعر بالعار دائما من تاريخه المخزي وجرائمه ضد المرأة... ترى هل يعلم الرجل ان المرأة هي أمه؟

خضير طاهر

kodhayer@netzero.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف