مقتطفات بمثابة الأعتذار الى المرأة!

كل كلمة حق عن المرأة واشادة بأنسانيتها، وكل كلمات الحب التي يقولها الرجل للمرأة.. هي بمثابة أعتذار الرجل عن جرائمه الازلية ضد رفيقة عمره وصانعة الحياة.. لابد للرجل ان يشعر بالذنب لما أرتكبه من جرائم أنتهكت انسانية المرأة وسلبت حقها في المساواة والاختلاف وادارة شؤون الحياة مناصفة مع الرجل وليس العمل كجارية مهمتها الترويح وتوفير المتعة وتفقيس الأطفال!

لاأستطيع مقاومة سحر وعمق كتاب عالم النفس الفرنسي (( بيير داكو/ المرأة بحث في سيكولوجية الاعماق )) فهو رحلة علمية عميقة في التحليل النفسي بنظرة انسانية تؤمن بأدمية المرأة كما هي حسب منطقها الانثوي الخاص، وليس حسب المقاييس الذكورية المتحيزة سلفا.

وسأنقل مقتطفات رائعة من كتاب داكو المذكور.

(( طوال سنوات من الممارسة السيكولوجية تعلمت من خلال رسائل النساء من جميع الاعمار ان السعادة المستقرة والوجود العميق هما وطنا المرأة.))

(( خدعة الحرية.. لم يسبق للمرأة ان كانت مسحوقة ومنهارة ومستعمرة وخامدة مثلما هي عليه الان.
ويمثل عصرنا اكثر العمليات دناءة في تاريخ المرأة.
فالمظاهر خداعة ذلك ان الفخ مموه على نحو يثير الاعجاب.
والجنسان في العمل يبديان وجها خارجيا باهتا على نحو متماثل ومع ذلك لم يطرأ أي تغير على صراعهما بل أصبح اكثر ضراوة.
والوردة تحف بمعتقل العمل في الخارج فالنساء من جهة ينلن حقوقهن العادلة الاجتماعية والقانونية والعمل ومن جهة اخرى ممنوح لهن في العالم الى حد الاشباع ولكن في أي عالم؟ في عالم الرجال بالطبع.

والنجاح الكبير في هذا السياق من الخداع ان المرأة تظن غالبا ان هذه الحالة الجديدة حرية حديثة العهد ويمكن للرجال الذين يرغبون في استعباد المرأة ان يتنفسوا الصعداء لقد تم الأمر ووقعت في الفخ انها على وشك ان تفقد شخصيتها واصالتها الخاصيتين.))

(( الامر الذي يثير الاهتمام ان يلاحظ المرء أمراة بين اصحاب النزعات العقلية هؤلاء اصحاب الافكار انها تدخل تدريجيا في حالة من الشرود وتتلاشى نظراتها ولاتتابع المناقشات وتنتظر ان ينتهي ذلك وان تصبح المناقشات ثانية مناقشات انسانية.
ذلك ان المرأة تعطي مليونا من الافكار مقابل حب صادر من القلب انها لاتفهم محاولات الرجال لصنع معنى للوجود فهي تعيش دون ارادة منها ودون ان تعرف تعيش هذا المعنى ))

(( طرافة المكيدة.. قامت المرأة بدور حتى تعجب الرجل وتكون محبوبة منه وتتجنب الوحدة فأستحالت الى امرأة ضعيفة متيحة للرجل على هذا النحو ان يعتقد في نفسه انه القوي العظيم.
ونفخ الرجل صدره ونفسه حتى لايفقد مكانته امام المرأة التي كانت تنتظره عند المنعطف ))

(( مليارات من الرجال سادوا مليارات من النساء خلال القرون انه ضرب من ابادة الجنس.
ذلك يعني ان ثمة كثيرا من المجرمين وكثيرا من الضحايا ))

((على الرجل ان يصنع كل شيء يطمئنه ويحميه اما المرأة المتصلة بالاشياء فأن داخليتها هي من الغنى بحيث لاتحتاج الى المصطنع ومن هذه الداخلية الغنية تستمد المرأة امنها واطمئنانها ))

(( المرأة هي التي تصنع الرجل وتجعله على وفاق مع الديمومة والمادة والحيوانية/ الفطرة / العميقة والحياة والموت.
المرأة وطن الرجل الأم اليها يرجع دائما بين سفرين وبدونها يضيع ))

(( تعلم المرأة ان الحياة الفعلية ليست الحياة الآنية وحياة الرقم والهياج ولكنها حياة الديمومة والصمت والخلق ))

(( ذكاء الانوثة عرضا وذكاء الذكورة يمتد عموديا أوليس ذلك ضربا من التكاملية الرائعة التي ينبغي لكل رجل وامراة يحوز عليها كل في ذاته؟))

(( والمرأة لاتتساءل ان كان الامر ممكنا بل تتساءل ان كان مفيدا.
ويتصرف الرجل بعكس تصرف المرأة مع احتمال ان يدمر نفسه ودور المرأة المترامي الاطراف ان تمنح ثانية ضربا من المعنى للأفكار الفارغة من كل جوهر انساني ))

(( قد تكون المرأة العادية سعيدة أما الرجل العادي فلن يكون سعيدا على الاطلاق ))

(( ولكن قولوا لي جميعكن وجميعكم ماذا فعلنا في ايامنا هذه بهذه المرأة اياها؟))

خضير طاهر

kodhayer@netzero.com