الروزخون الحكومي ومصير البصرة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الاغلبية الصامتة في البصرة تراقب منذ اكثر من اربعة اعوام الذي يحدث في المدينة، اي منذ تلك الانتخابات التي اشعلت خلالها الاحزاب الدينية العاطفة المذهبية للناخبين لكي تسوق مقولات و مصطلحات ما يعرف باسم ( المظلومية الشيعية ) وتولي الطائفة الاقل عددا ونسبة حكم الدولة العراقية منذ نشوئها في القرن الماضي.
الان احزاب شعار المظلومية تتقاتل فيما بينها ليس من اجل توفير الحياة و المستقبل الكريم لهؤلاء المظلومين، وانما لتمعن في ظلمهم و اذلالهم وتحويل حياتهم الى جحيم لم يشهدوا مثل ناره المتأججة منذ ان ولدوا وكبروا ليعبث بهم الطاغية و الان على يد ضحاياه وبشكل لا يقل بشاعة وقذارة.
الاحتراب الشيعي - الشيعي في اعلى و اسفل الهرم المجتمعي و السلطوي، تطايرت شظاياه في كل مكان منذرا بتحويل البصرة اغني مدن العراق وبوابته المطلة على الخليج الى ساحة مفتوحة لنزاع مسلح للسيطرة على النفوذ و الثروة بعد ان تغادرها بالكامل القوات البريطانية التي حزمت حقائبها استعدادا للرحيل النهائي.
ان ما تقوم به الجماعات الدينية المختلفة من ممارسات هو في جوهره ( تجسيد لسلوك سياسي و ثقافي قامع لحركة المجتمع، يعكس حقيقة واحدة غير قابلة للشك او التشكيك و هي ان البلاد استبدلت ديكتاتورية السلطة السابقة بسلوك يستند الى ديكتاتورية دينية).
ولم يتوقف التسلط الديني في البصرة عند لصق الشعارات التي كان احدها على جدران جامعة البصرة ونصه( البصرة ستظل بصرة مقتدى ) على غرار الشعار البعثي ( البصرة تدين بالولاء للرئيس القائد )، او استثمارتقاليد المآتم الحسينية، بل ان هذا التيار يستخدم ( محاكمه الشرعية ) التي اصبحت فوق القانون، حيث اخذت تصدر احكاما مختلفة بحق المواطنين تصل احيانا الى الاعدام او مصادرة الممتلكات حتى تلك التابعة للمؤسسات الرسمية، ولا يمكن نسيان واقعة مهاجمة عناصر جيش المهدي المدججة بالعصي و الاسلاك الغليظة و الاسلحة طلبة كلية الهندسة اثناء قيامهم برحلة الى حدائق الاندلس و اتهامهم بممارسات مخلة بالاسلام.
ان القرار الذي كانت اتخذته القوات البريطانية بزج عناصر المليشيات في الاجهزة الامنية وانسحاب الحكومة المركزية التام من البصرة، حول المدينة الى قاعدة لوجستية وقانونية للتحكم بمواردها وتحديد مستقبلها لاسيما و ان الادارة المحلية هي في جوهرهاالحزبي والرسمي حاضنة لهذه المليشيات، ولعل استنتاج المحلل في مركز الدراسات الستراتيجية في لندن مارتن نافياس الذي يشير الى ( ان القوات البريطانية سمحت لمختلف الجماعات المتنافسة باحكام هيمنتها في البصرة، فيما كانت سيطرتها هي ضعيفة وهامشية للغاية)، يمثل اولا دليلا على فشل هذه القوات والحكومة البريطانية التي تقف ورائها ليس في بناء نموذج الادارة المحلية الديمقراطية القوية و الفعالة فقط، وانما اخفاقها الشنيع في حماية المواطنين من ارهاب و عنف وعبث القوى السياسية الدينية المتحكمة بالسلطة، والحفاظ على ممتلكات الدولة و ثرواتها من النهب الشامل.
الفوضى التي يعيشها مجلس المدينة منذ عدة اشهرو المتجسدة في الانقسامات الحادة وحرب الصلاحيات المحتدمة والتي لم تخلو من التراشق بالاسلحة المختلفة على انغام العزل و العزل المضاد، تمثل اخفاقا اضافيا لحكومة المالكي الطائفية وعجز رئيسها المحاط ب(زمرة) من عديمي الكفاءة الادارية و العلمية و السياسية الذين قدموا من دولة مجاورة يحملون اجندتها، و الا كيف يمكن تفسير استمرار تفاقم المشكلة التي يكتفي مبعوثو المالكي و مستشاريه الذين اصلا لايفقهون شيئا لا في السياسة و لا في الادارة فضلا عن انهم جزء من المشكلة وليس من الحل بترديد حكايات الروزخون كنهج لانقاذ البصرة من الهلاك و الكارثة.
ويشيرالبصراويون الى ان دور مجلس المحافظة يتقلص و ينحسر باستمرار بعد اخفاقه في استمالة الحكومة، مما دفع اعضائه الى تكريس وقتهم لتحقيق المزيد من المكاسب الشخصية قبل الانتخابات المرتقبة.
ويسخر العاملون في شركة نفط الجنوب من نفي وزير النفط حسين الشهرستاني لعمليات تهريب للنفط، مشيرين الى ان شط العرب ملوث من النفط المتسرب من عشرات القطع البحرية التي تقوم بتهريبه، فيما قال مدير العمليات الفريق موحان حافظ ان الشرطة عاجزة عن تنفيذ مهمانها لان معظم ضباطها خاضعون للاحزاب و الميليشيات وولائها ليس للدولة، وان اية جريمة تحدث تكاد لا تخلو من سيارة للشرطة او افراد من قوى الامن الداخلي.
وفي الواقع ان الاختراق الايراني للبصرة يتم عبر الاحزاب القادمة من هناك و المسيطرة على مفاصل القرار في المدينة، الى درجة ان وزير الخارجية هوشيار زيباري كان ابلغ طهران احتجاج الحكومة لابرامها عقود مشاريع مع مجلس المحافظة من دون علم و موافقة السلطة المركزية.
وقامت ايران بتقديم ما يكفي من التمويلا ت المالية لهذه الاحزاب لتشييد المدارس الدينية وتأسيس المنتديات و الجمعيات الخيرية التي تقدم الخدمات الطبية و المساعدات الانسانية و المالية للعائلات الفقيرة التي تبعث مقابل ذلك باولادها و بناتها ليكونون في خدمة مخططاتها للسيطرة على البلاد باشكالها المختلفة بما فيها المشاركة في الانتخابات بالتصويت للمرشح الذي يريده فيلق القدس في الحرس الثوري، وهو نموذج نجح في تطبيقه ملالي ايران في جنوب لبنان على يد وكيلها صاحب النصر الالهي حسن نصر الله وفي غزة ( المستقلة) برعاية آيات الله الجدد في حماس.
قبل ايام اعلن قائد شرطة البصرة اللواء الركن جليل خلف، الذي نجا من سادس محاولة اغتيال( ان جماعات سياسية و مافيات مرتبطة بها جمعت اموالا طائلة من سرقة المال العام و التهريب، اصبحت اكثر عدوانية في تحديها لسلطة القانون) و اضاف ( اقاتل دولا لها امكانات كبيرة خارج طاقتنا!).
لقد لخص استاذ جامعي رفض ذكر اسمه لدواع امنية مايجري في البصرة بالكلمات التالية(لا احد يجرؤ على قول كلمة، ولا احد يعرف من يحكم البصرة!).
د. محمد خلف
Khalaf088@yahoo.com
التعليقات
خراب البصرة
ابن العراق البار -خراب البصرة سيقود الى خراب العراق لقد خرج رجال الدين من كهوف القرون الوسطى ليحكموا شعبا يريد الخبز والحرية انهم يحكمونه بالترهيب والاغراء وهذه سياسة شيطانية عادت على صاحبها صدام وعلى العراق بالوبال ليس من مخرج الا الحداثة والتحديث وعودة اصحاب العمائم الى مكانهم الاصلي كهوف القرون الوسطي على رجال الدين من العراقيين ان لايختزلوا تاريخ العراق بالفتح الاسلامي العراق موجود قبل هذا الفتح بالاف السنين هل من كمال اتاتورك عراقي ليخلصنا من هذه الشلة غير المتعلمة
الروزخون الحاكم
علي الغرباوي -العراق اليوم يشهد عودة الى فترة حكم هولاكو و تيمورلنك و ربما اكثر ظلامية و قسوة وتخلف !كل شئ مباح حتى يطلع على عراقنا الصباح من جديد !
الميليشيات
حسين علي -مقال عظيم , ولا تنسى اخي دور احدى دويلات الخليج التي لها ميليشيا خاصة بها تمولها وهذا سبب الصراع على وزارة النفط!
بل اكثر من ذلك
ابو سلام -ياسيدي الكريم منذ سبعة شهور لقد كتبت انا شخصيا عن هذه المشكلة بموقع كتاب العراق-وذكرت فيه تفاصيل عن تحكم المليشيات في البصره ولا توجد هناك قوة او قانون يوقف هذه المليشيات المدعومة من دول الجوار وعلى راْسها ايران ولكن للاسف ان الحكومة المركزية هي الاخرى لا تمتلك سلطة للسيطره على هذه المجاميع لانهم متغلغلين داخل صفوف قوات الشرطة والجيش - وكما نعلم رغم تسريح الكثيرين من هؤلاء من قبل قائد الشرطة اللواء عبدالجليل خلف وبدون جدوى لان هذه المجاميع اخترقت كل الاجهزه الحكومية ولها من يسندها داخل الاجهزه الحكومية وذلك لتسهيل التهريب والنهب بكل انواعه --فلذلك باعتقادي ان البصريون بحاجة الى صحوة وانتفاضة عارمة تزيد على صحوة المدن التي سميت بالساخنة حتى يستطيعوا طرد هؤلاء العابثين ليس الا----
قاوموا يا بصريون
سامي -صحوة المحافظات الشيعية أصبحت لا بد منها ولتكن البصرة هي الرائدة.قاوموا يا بصريون هذا الجراد الإيراني الذي داخل عقول كوادر الأحزاب الدينية وصار الدرهم والدينار يطن في ضمائرهم وتحت عمائمهم المغشوشة. قاوموا بالوعي وتثقيف أبنائكم كي لا يكونوا وقوداً لنيران رفسنجاني وأحقاده العنصرية.
على رسلك
محمد القيسي -مع اني اتفق معك بدور الاحزاب الدينيه التخريبي في العراق ولكني اشم رائحة التحيز الطائفي في المقاله وهذا سيفقد مقالك المصداقيه.. كان يجب ان تفضح الكل
البصرة بحاجة لصحوة
د. اسماعيل الجبوري -اعتقد خروج البريطانين من مدينة البصرة هو قرار تكتيكي والقصد منه خلق فوضى ومعارك طاحنة بين الاحزاب الدينية الطائفية التي لا زالت تتمتع بنفوذ قوي بين الناس ولا زالت تثق بهذه الميليشيات والعصابات الاجرامية وهذة المعارك التي يتوقع حدوثها والتي سيذهب من خلالها آلاف الضحايا سوف تجبر اهالي البصرة القيام بصحوة او انتفاضة كما حدث في محافظة الانبار والمناطق السنية الاخرى ونظفت مناطقها من القاعدة ومجرمي بقايا البعث بعد ان كان اهالي هذه المناطق رهائن بيد هذه العصابات الاجرامية
ماذا بعد خراب البصرة
كركوك أوغلوا -هؤلاء من الطابور الخامس كانوا السبب الرئيسي للمقابر الجماعية !!00والتي سميت بلأنتفاضة ؟؟!!00حيث تم رفع نفس شعارات اليوم ونفس الصور وخاصة صور الخميني !!!00هذه هي الحقيقة , فالخميني لم يتمكن من السيطرة على الفاو والبصرة في الحرب ولكنه تمكن الآن من الأستيلاء ودمجها بلأمبراطورية الخمينية بطابوره الخامس ؟؟!!00وماذا بقى بعد خراب البصرة , والعراق أيضا