السياسة الايرانية بين البعدين الدينى والقومى
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ما تفتأ النخبة الايراتية الحاكمة فى طهران ومناصريها تؤكد ان ايران هى دولة اسلامية تنطلق سياستها من البعد الدينى المناصر للمحرومين و للمظلومين فى الارض فى مواجهة مملكة الشياطين التى يقودها الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن المراجعة الدقيقة للسلوك الايرانى تجعل تلك المقولة محل نظر. حيث لاحظ المراقبون والنقاد ان هناك خطا مستمرا ثابتا لا يتغير بتغير الحكومات والعهود فى طهران منذ قيام الثورة الايرانية عام 1979. وهذا الثابت المستمر يتمثل فى ان النخبة الحاكمة تتصرف وكأنها دولة اسلامية تمثل المرجعية الايديولوجية عنصرا مهما من عناصر التأثير على السياسة الخارجية الايرانية ةولكن المؤثر الرئيسى والحاسم فى تلك السياسة الخارجية هو البعد القومى. ومن هنا يمكن تفهم صدور دعوات من أحد قادة النظام الايرانى تطالب بعودة دولة مستقلة ذات سيادة عضو فى الامم المتحدة وهى البحرين اليها، كجزء من الأراضى الفارسية، ومن ثم فأن ايران تنطلق من منحى قومى، حتى تحالفاتها ليست اسلامية بالضرورة بدليل تعاملها مع الولايات المتحدة الأمريكية فى حرب الخليج الأولى، بل وتعاملها مع اسرائيل، ونلاحظ أن تحالفها الرئيسى فى المنطقة مع سوريا التى يحكمها حزب البعث السورى وهو حزب علمانى.
كما أن الخطاب السياسى الذى يستخدمه الرئيس احمدى نجاد ( الذى يمثل التكنوقراط المتحالفين مع رجال الدين والممثليين لطلائع تطوير ايران والمدنيون الأوفياء للمذهب الشيعى ) هذا الخطاب السياسى العالى النبرة والذى يعلى من شعارات المقاومة ضد اسرائيل والولايات المتحدة والحملة الدعائية الضخمة التى يتزعمها، لا تنطلق من منطلق اسلامى، انما منطلقها أن اسرائيل تمثل خطرا على ايران، ومن دلائل المرتكز القومى الطائفى لايران هو دعمها للشيعة فى القضاء على السنة العراقية ولذلك فان مصالحنا كعرب تختلف مع المصلحة الايرانية لأن الأخيرة تستهدف ألا تقوم قائمة للعراق حتى تحمى حدودها من كل الجوانب. كما تنظر إيران إلى العراق باعتباره الساحة الخلفية لها، وقد حلت الآن محل الولايات المتحدة كقوة ذات نفوذ كبير هناك. وهو ما يتيح لها أن تلعب دوراً رئيسياً فى رسم مستقبل العراق. وعندما يتحدثون عن ايران يصفونها بالقوة الاقليمية العظمى، هم لا يتحدثون عن شراكة اقليمية بل يتحدثون ويعنون نظاما اقليميا يكون لهم فيه اليد العليا فى السيطرة والهيمنة أو القوامة عليه ! كما أن قطاعاً عريضاً من النظام الحاكم يقاسم الرئيس الايرانى اعتقاده الشديد بأن إيران هى محور الارتكاز فى منطقة عريضة من الشرق الأوسط، وبإمكانها المحافظة على مواقع مستقلة ثابتة. ويدعم نظرتهم هذه فى انهم المستفيدون الرئيسيون من الحرب على الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط. فقد أزالت الولايات المتحدة بمساعدة حلفائها حكومتين إقليميتين كانتا منافستين لإيران، وهما حركة طالبان فى أفغانستان فى نوفمبر 2001، ونظام صدام حسين فى العراق فى إبريل 2003.
ولكنها فشلت فى إحلال محلهما نظاماً سياسياً مستمراً ومستقراً فى كل من البلدين.
وهذا ليست دعوة للعداء مع ايران الدولة المسلمة الجارة الموجودة جغرافيا فى المنطقة ولكن يستهدف القول اننا كعرب تختلف مصالحنا مع ايران فى امور كثيرة وتتفق مصالحنا فى أمور أخرى لذا من المهم عمل تقدير موقف حقيقى وعملى من ايران و بناء على تحديد المصالح والأهداف ثم التعامل مع القضايا المختلفة بشكل واقعى.
د. عبدالعظيم محمود حنفى
باحث متخصص فى النظم السياسية
التعليقات
أضحكتني
جمال -ايران تدهم الشيعة للقضاء على السنة عبارة نتوقع ان نسمعها من الدليمي وليس من شخص يعرّف نفسه بانه باحث متخصص في النظم السياسية والعاقل يفهم حتى بدون اشارة
كفى
jasim -طرح طائفي كان مستبعدا من باحث متخصص وشكرا لايلاف
باحث
واحد -كيف تريد ان تقنعنا بانك باحث قدير وانت تجهل معلومة بسيطة جدا وهي ان من طالب بالحاق البحرين هو صحافي يرأس صحيفة كيهان المتشددة وليس من قادة النظام الايراني ، هل نعتبر كلامك فقرا في المعلومات أم دعوة لاثارة الاحقاد؟حاول ان تكون مهتما بمصداقيتك وان كنت تجهل ابسط المعلومات فارجوك لاتكتب فالعرب قالت السكوت من ذهب
لقد انصفت واجدت
الفراتي -شكراً الى الكاتب القدير د. عبدالعظيم محمود حنفى . واقول لصاحب الاسم *واحد* انك تخدع نفسك وتريد الاخرين ان يصدقوك .. كيهان صحيفة تمثل الجناح المتشدد , وكاتب المقال من المقربين إلى مرشد النظام الفارسي القومي .. وإلا اين الإعتراض على كاتب هذا المقال من قبل القيادات الفارسية : وماذا لو كان هذا الكاتب المتعصب قد أخطأ بحق الخامنئي أو الخميني ماذا كان يحصل ؟؟ الا يفصلوه من وظيفته ويعاقبوه . بل ويتهموه انه عدو الله وعدو الاسلام وعدو ولاية الفقيه ... والى آخره ..
ايران
جواد كاظم حسين -طرح شفاف ورؤية واقعيه أتفق معها وللغير حق الاختلاف بالتأكيد وعلينا كعرب التعامل مع ايران على أساس المصالح العربيه كما هي تعمل على أساس المصالح الفارسيه التي تقدمها على كل شيء , أما الاساس الديني فمن الممكن الاتفاق عليه من خلال منظمة الدول الاسلامية وليس عن طريق الاسناد المذهبي التي أوصلت العراق الى مرحلة الانهيار والتفتت
الى الفراتي
واحد -اليس من المضحك انك تدافع عن الحنفي لانه اعتبر الصحافي قائدا وتتجاهل تصريحات رئيس مصر حينما اعتبر جميع الشيعة في العالم عملاء لايران ؟
فراتي
واحد -والعجيب في الامر ايها الفراتي العزيز ان حنفي هذا لايعرف ان طهران استضافت في الاسبوع الماضي ندوة الحوار الايراني المصري بتنظيم من الرئيس الايراني السابق خاتمي وحضور اكاديميين من ايران ومصر وملخص الكلام الله يحفظنا من القومجيين عربا كانوا او فرسا