أصداء

ما الذي يملكه الفلسطينيون من خيارات؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لقد صدّع بعض الفلسطينيين رؤوسنا وهم ينعون إلينا مسبقا موت عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. "لا أمل من طريق المفاوضات".. "لقد جربنا إسرائيل في أوسلو وخذلتنا".. "الرئيس بوش يريد أن ينهي ولايته بالإيحاء أنه حاول حل القضية الفلسطينية" و" لا يمكن توقع الحل المنشود طالما أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا جدية على إسرائيل".." الولايات المتحدة تريد من وراء المؤتمر تحقيق بعض الانجازات على الجبهة الفلسطينية - الإسرائيلية بعد أن هزمت في العراق".

كل هذا وذاك من الحجج التي يصوغها المنتقدون لمؤتمر أنابوليس وللمشاركين فيه تزيد قناعتنا بأن لا أمل يرتجى من أية مفاوضات مع إسرائيل" التي لا تريد السلام" " فإسرائيل لا تستجيب للمطالب الفلسطينية" "فهي تريد الأرض وترفض الاعتراف بـأي من حقوق الفلسطينيين" و"أنها إلى جانب الولايات المتحدة تريدان كسب الوقت".

لقد اقتنعنا، والله، بكل هذه المعزوفات وتلك. ونعتقد أن الكثير من هذه الآراء مصيب ولا يحتاج للأخذ والرد أو الجدل. إلا أن الرفض المسبق لعقد مثل هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات التي لم تثمر ولا يتوقع لها أن تثمر، لا بد وأن يقدم هؤلاء الرافضون على طول الخط للفلسطينيين خيارات أخرى أكثر جدوى من هذه المؤتمرات. وهذا ما يجعلنا منطقيا نتساءل: ماذا بيد الفلسطينيين أن يفعلوا إذا ما اقتنعوا بعدم جدوى المفاوضات؟ هل هم مستعدون للحرب للحصول على حقوقهم بالقوة؟ وماذا لديهم من وسائل الحرب القادرة على هزيمة إسرائيل وجرها من أذنها نحو المفاوضات التي تجبرها على إحقاق حقوقهم.؟ هل يملك الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلف المقاطعة مفاعل يقل أو يزيد كفاءة عن مفاعل ديمونة ويتمنع عن استخدامه مثلا؟ وهل بمقدور "المواسير" المسماة "صواريخ القسام" أن تقلب موازين القوى في حال تجديد استخدامها ؟ ماذا بمكنة الفلسطينيين أن يفعلوا أمام رابع قوة عسكرية في العالم؟ هل بإمكانهم مثلا محاصرة إسرائيل؟. طيب لنقل أن كل هذا غير ممكن ولا يمكن أن يأتي بنتيجة، وربما اقتنعنا بضرورة وضع السلاح جانبا لأنه أثبت عدم جدواه ونجاعته وربما كان من الأجدى استخدام إجراءات عقابية أخرى مثلا تكون في متناول اليد. ولكن ما هي هذه الإجراءات وما هي طبيعتها؟ هل يلجأ الفلسطينيون مثلا إلى قطع الماء والكهرباء والوقود عن الكيان الصهيوني.؟ أم تراهم سيلجئون إلى حصار إسرائيل وتقطيع أوصالها بوضع الحواجز الفلسطينية بين المدن والبلدات الإسرائيلية؟ أو هل سيلجئون إلى هدم بيوت المستوطنين الإسرائيليين فوق رؤوس ساكنيها؟ أم تراهم سيقومون بحملات اعتقال تنال من كل إسرائيلي تسول له نفسه إطلاق النار على الفلسطينيين؟ هل سيلجئون مثلا منع شحنات الأغذية التي يتزود بها الإسرائيليون من المناطق الفلسطينية وفرض سياسة التجويع على هذا الكيان الغاصب؟!!

لا بأس، إذا كان الفلسطينيون قادرين على فعل كل هذا فهم ليسوا في حاجة إلى الذهاب إلى أنابولس وغيرها لمفاوضة الإسرائيليين. بإمكانهم أن يمارسوا كل هذه الضغوط على إسرائيل وهم في مكانهم، ودون الحاجة لتكليف أنفسهم عناء السفر وعناء المفاوضات، إذا ما كانوا قادرين حقا التأثير على هذا النحو، وهم سيكونون حقا موضع شك في وطنيتهم إذا لم يستخدموا كل أوراق الضغط هذه إذا ما كانت في حوزتهم. أما أن يظل البعض ينتقد الفلسطينيين على قبولهم التفاوض في أنابولس دون وضع أجندة عمل فلسطينية تكون مؤثرة وضاغطة تجبر إسرائيل على تقديم التنازلات، فإن هذا يعتبر من قبيل التعجيز لأناس لا يريدون التحرك ولا بأي اتجاه.

أجل ليس في ذهن هؤلاء العدميين أي تصور عن صورة المستقبل في ظل الرفض الفلسطيني لطريق التفاوض. هذا البعض يريد فقط تثبيت وجهة نظره العبثية فقط لا غير. وربما كان التساؤل الأهم هنا، هو ما إذا كان الوفد الفلسطيني المفاوض في أنابولس أو في المفوضات المقبلة التي ستبدأ في الثاني عشر من شهر ديسمبر الجاري، يعي تماما أنه هو الطرف الأضعف، وأنه هو الطرف المهزوم الذي ينتظر منه الطرف المنتصر أن يقدم التنازلات، أو إذا ما كان هذا الوفد يدرك حقيقة أنه من المستحيل عليه أن يحصل سلما على ما عجز عن تحقيقه من خلال الانتفاضة المسلحة الثانية؟

أجل، السلام بحاجة إلى تنازلات متبادلة وتجارب التاريخ كلها تشير إلى حقيقة أن من يقدم هذه التنازلات المؤلمة في العادة هو الطرف المهزوم، فهل يدرك الفلسطينيون حقيقة أنهم هم الطرف الذي هزم في هذا الصراع وأن عليهم تقديم مثل هذه التنازلات المؤلمة وأن ليس لديهم أي خيار فعلي وحقيقي حاليا سوى تقديم التنازلات إذا ما أرادوا السلام؟

نادية عيلبوني

صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تعليق
أبو سفيان -

الصديقة نادية : مايزال يتذكر جيلنا دولة الآبارتهايد في جنوب أفريقيا التي كانت أيضا مدججة بالقدرة النووية، وأدوات الموت وأقلية بيضاء( من الهولنديين والإنكلوسكسون ) تمارس بطشها وطغيانها ضد أغلبية سوداء لاتملك إلا قوة الضمير ، وعذاب السجناء وصراخ الأرامل ( ونلسون مانديلا )والقبضات العارية والسيقان الهزيلة التي ارتجتف وهي تجر عربات السادة البيض؟؟ لكن أرادتهم إنتصرت وأصبحت روديسيا العنصرية شيئا من مرارة الماضي. تحياتي لك

مقالة حكيمة
م.فادي فلسطين -

يا ليت كل الفلسطينيين ينظرون لما كتبته بحكمة وبمنطق ، قضية فلسطين لا يمكن حلها من خلال التأزيم المسلح ، لان فرق القوة واضح لا مجال لنخدع انفسنا به ، المطلوب وطنيا هو التعامل مع ما يعتير شرعية دولية والعمل ضمنها ، اي ان تكون المقاومة المسلحه والجماهيرية محدوده فقط في اراضي العام 67 وموجهة فقط ضد المستوطنين المسلحين والجنود الاسرائيليين ، وفي نفس الوقت ان تكون مطالبنا واضحه وهي الثوابت الوطنية وخيار الدولتين على ارض فلسطين ، هذا هو المنطق الذي يمكن ان يثمر ، اما ان نقوم بعمليات تفجيرية ضد المدنيين ونطلق صواريخ مهترئة بأتجاه اراضي العام 48 وضد مدنيين ايضا ، فان ذلك يعتبر ارهابا بكل المعنى الحرفي للكلمة وهو يسيء لنضالات شعبنا وتضحياته ، وحركة حماس التي اتبعت هذا النهج هي من ساهمت بالقضاء على اي انجاز فلسطيني بأتباعها تلك الاساليب والتي هي تخدم فقط اليمين الاسرائيلي المتطرف ويجعلنا ابعد ما يمكن من انجاز على ارض الواقع بل بالعكس هو عامل مدمر للقضيه وللشعب.

الجزائر وجنوب افريقا
س .ال. -

العزيزة نادية.لقدانتصر الجزائريون على الفرنسيين بعد 132سنة من الاحتلال المقيت وسياسة الفصل العنصري .انتصروا بروعة جهادهم ونضالهم واعطوا العالم رمزا في الكفاح من اجل الحرية رغم التفوق العسكري الكبير للفرنسيين على الجزائريين .ورغم وجود الحركيين اي العملاءوهذاما يشابه تجار سمنت الجدار العازل في فلسطين اصافة الى هذا المثل الرائع فأن الافارقة اخوتنا في الانسانية وفي النضال في جنوب افريقيا اعطوا العالممثلا رائع آخر وقيمة اخلاقية وانسانية في كفاحهمضد النطام العنصري والذي يشبهه او يكاد يتطابق معه النظام الصهيوني العنصري في فلسطين.فلا توجد امة في العالم اهداها المحتل حقوقها عبر المفاوضات .

لا وجه للمقارنة
علي ابو شاويش -

ربما ينسى من يأتون بالأمثلة عن جنوب افريقيا أو الجزائر أنه في الحالة الأولى كان العالم كله يتعاطف مع نضال السود في جنوب أفريقياوأن العالم الغربي فرض عقوبات على حكومة جنوب أفريقيا وأنه في الحالة الثانية ، أعني الجزائر كان هناك الاتحاد السوفيتي يقف إلى جانب الجزائريين وأنه في الحالة الفلسطينية فإن العالم الحر يقف كله إلى جانب إسرائيل في ظل اختلال تام لموازيين القوى الدولية إلى جانب الولايات المتحدة التي تدعم وتساند إسرائيل، الفروق كبيرة وواسعة . دعونا اذن من الكلام الكبير والشعارات الطنانة ودعونا من منطق استعراض العضلات الذي لم يجد نفعا ولا يمكن أن يجدي نفعا.

لماذا الجزائر
مصرى وبس -

وجنوب أقريقيا والأمثلة كثرة جدا من تاريخنا الكاذب... هل نسيتم كيف أن فئة قليلة تغلبب فئة كثيرة بإذن الله؟ وكيف يجعل تدبيرهم فى تضليل, وأيضا مالكم تنسون الطير الأبابيل والحجارة التى من سجيل؟ وطالما أنتم تختصرون الأمثلة فى الجزائر وجنوب أفريقيا وترون التماثل بين هذا وذاك, حتى المثقفين منكم... يبقى إبشر بطول سلامة يامربع.

we did not
palestinian -

we are very happy with our amman