أصداء

الهرطقة الدستورية في لبنان

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يقول رئيس مجلس النواب أن لديه طريقة لتعديل الدستور دون الحاجة لموافقة الحكومة أو رئيس الجمهورية ولا أدري عن أي شيخ أخذ هذه الطريقة باستثناء غير الشيخ غوار الطوشه الذي أكد لقريته " غربه " أن الدستور الذي استنه لدولتهم هو في خرج الحمار.

المستقر في الأعراف الدستورية أنه في حالة غياب رأس الدولة لأي سبب من الأسباب يمتنع في تلك الحالة المس بالأمور السيادية الجوهرية من مثل عقد المعاهدات وتعديل الدستور وإقالة أو قبول استقالة الوزراء وحل مجلس النواب. هذا في غير لبنان أما في لبنان فدستورهم توارى خجلاً لكثرة ما تعدل لصالح أفراد بعينهم وخاصة المادة (49) التي وضعها المشرع كيلا ينتقل قائد الجيش مباشرة إلى رئاسة الجمهورية.

دولة نبيه بري يقول أن التعديل المقترح بغرض انتقال قائد الجيش إلى رئاسة الجمهورية يجب ألا يأتي عن طريق الحكومة فاقدة الشرعية وغير الدستورية وغير الميثاقية إلا إذا قدمت استقالتها لتصبح حكومة تصريف أعمال فيعود إليها الوزراء الشيعة المستقيلون!! أي شيخ أفتى لبري بذلك، دولته لا يفصح عن ذلك!! الحكومة تقدم استقالتها لمن؟ ومن سيقبل استقالتها كيما تكون شرعية وقانونية؟! واحتراماً لروح الدستور وحرصاً على كيان الدولة لا يجوز للوزارة التي انتقلت إليها صلاحيات رئيس الجمهورية أن تستقيل فتضع مصير الدولة في مهب الريح؛ كما أن استقالتها تعني استقالة رئيس الجمهورية وليس من صلاحية مجلس الوزراء أن يقيل رئيس الجمهورية. ثم كيف لحكومة تصريف أعمال أن تعدل الدستور؟ وهل يعتقد دولته أن الدستور اللبناني يصرّف في هكذا مصارف؟ إننا أمام حالة يبدو فيها " غوار الطوشة" أكثر دستورية من نبيه بري!!

امتنع فؤاد السنيورة عن قبول استقالة الوزراء الشيعة الذين لم يستقيلوا انتصاراً للتشيع أو حفاظاً عليه بل تعطيلاً لإنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي أو لنقل لأسباب سياسية لها صلة بجهات خارج لبنان وليس بجهة الشيعة داخل لبنان. واليوم يستطيع السنيورة أن يقرر قبول استقالة هؤلاء الوزراء وأن يعيّن خمسة وزراء من الطائفة الشيعية مكانهم طالما أنه يمتلك خاتم رئيس الجمهورية لكنه مع ذلك يأبى أن يقوم بذلك وفيه امتهان لروح الدستور. إننا ونحن نقدر للسنيورة مثل هذه الروح الدستورية فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع ابتلاع استعداده لتقديم مشروع لتعديل الدستور بغياب رئيس الجمهورية. مثل هذا الإجراء سيكون خطأ لا يليق بالسنيورة إقترافه. كما أننا نشتبه فيما صدر عن بعض الوزراء وقد اشترطوا عودة الوزراء المستقيلين كخطوة لازمة لإقرار التعديل الدستوري. يشترطون ذلك بينما بإمكان مجلس الوزراء أن يقبل استقالتهم ويستبدلهم بآخرين في غمرة امتهان الدستور.

السيد روبير غانم وبعد ترؤسه اجتماعاً للجنة القانونية في مجلس النواب حذر أولئك العابثين بالدستور وقد وقع تحذيره في نفوس الشعب موقعاً حسناً. لا بدّ أن يترتب على العبث بالدستور مسؤوليات قانونية جرمية وليس مسؤولية تاريخية فقط. كل اللبنانيين يضمون صوتهم لصوت روبير غانم وينذرون العابثين بالدستور بأوخم العواقب.

الغم والحزن يستوليان على الشعب اللبناني وهو يرى ثورة الأرز تنهار لأن جماهير 14 آذار استودعت الثورة في أيدي ليست ثورية وليست لثوار ولا تنتمي على الإطلاق لشهيدي الحرية والإستقلال كمال جنبلاط ورفيق الحريري.

عبد الغني مصطفى

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احسنت يا عبد الغني
هاشم -

احسنت حضرة الكاتب فهذا الثعلب الماكر كعادته لا ينفك يعبث كما يشاء بالدستور و في البلاد كلها انه ثعلب السياسة يغير و يبدل كما يشاء دون رادع بعد ان سرق و ابتلع مقدرات البلاد.و كيف له ان يحكم على الحكومة لوحده دون انعقاد مجلس النواب من هنا بدأت الهرطقة و لا يزال يهرطق حتى يومنا هذا

lOeil du CYCLONE -

لــبــنــان هذه السلطة( الأكلة) وليس النظام, التي لم ينته تحضيرها من سنين طويلة. وهذا (الجاط) الذي تأكل منه وفيه جميع الذئاب الجائعة.أبكي. أبكي عليك يا آخر زاوية للحضارة في الشرق, يا أخر ملجأ للفكر المتحرر. أصبحت مرتعا للوحوش الكاسرة ومنبرا لكل تعصب طائفي وفكر رجعي عائلي عشائري متأخر متحجر.لهذا السبب لبنان يقتله أبناؤه...

عتب
يوسف خضرا -

عتبي على فارس سعيد وسمير جعجع لماذا ينضمون لرجال مرعوبين خائري القوى كوليد جنبلاط وسعد الحريري!!! أينكم يا رجال لبنان والجبل الأشمّ؟؟

بري ليس وحده
العربي العايدي -

في النظام الطائفي، كما هو الحال في لبنان، لا توجد حرمة لا لدستور، ولا لقضاء، ولا لبرلمان، ولا لحكومة، ولا حتى لرئيس الجمهورية، العالم يعاين ويتابع هذا الأمر من بيروت عبر القنوات الفضائية.. في مثل هذا النظام، يكفي اجتماع أمراء الطوائف أمثال سمير، ووليد، وسعد، وبري وميشال.. ويتفقون فيما بينهم على أي شيء، وقتها لن يملك اللبنانيون إلا الانصياع له. ومع ذلك، أخالف الكاتب في تحميله لنبيه بري لوحده مسؤولية البهدلة التي قد يتعرض إليها الدستور اللبناني، فجماعة 14 آذار هي التي اقترحت ترشيح قائد الجيش ميشال سليمان لرئاسة لبنان، وتعديل الدستور لوصوله إلى منصب الرئيس، وبري بارك الأمر ويبحث بمعية أقطاب الطوائف عن الصيغة المناسبة لإعداد الطبخة التي تُرضي سادتها..

free lebanon
christian -

النظام في لبنان نظام مهترئ, نظام طاءفي, لم يعد يصلح او يلبي احتياجات العصر......ليس هناك سوى حل واحد اوحد........الغــــــــــــاء الطــــــــــــاءفيه.........

ملينا وقرفنا
بحر العلوم -

فعلا أصابنا الملل والقرف والاشمئزاز من الفيديو كليب اليومي الذي نراه في كل نشرات الأخبار عن المعارضة والموالاة في لبنان ومعضلة انتخاب الرئيس ومعضلة انعقاد المجلس ومعضلة البطاطا والليمون الخ.... يا أخي اللبنانيين اذا كانوا رجالا فعلا يحلون أمورهم بأنفسهم لكن الحقيقة أن اللبنانيين هم من يسمحون للقوى الخارجية بالتدخل في لبنان وذلك لتحقيق المكاسب المادية بسبب عدم توفر اي مصدر آخر للرزق باستثناء فنانات التعري اللاتي صرن أكثر من الفجلئ.للسف تاريخ لبنان حافل بالاستزلام للأجنبي منذ أيام العثمانيين وحتى ايام عبد الناصر وارجعوا للتاريخ لتتأكدوا

أصبت
ندى -

أصبت أيها الغني أغناك الله. أين وليد بك من كمال بك وأين الشيخ سعد من الشيخ رفيق والمثل يقول.. تبدلت غزلانها ... والباقي عندك

ثورة!!؟
محمد البغدادي -

اية ثورة ارز تتحدث عنها؟ واي ثوار؟ هل سعد الحريري ثائر؟ ام سمير جعجع؟انا لا اشكك في فرحة اللبنانيين الكبرى باخراج القوات السورية ولكن للثورة شروطها ومن اهمها مصداقية زعمائها وهذا غير متحقق في قيادة 14 أذار... وهناك شيء اخر، عندما تتحدث لاتكتب نيابة عن الشعب،فمرة تقول عن اقتراح روبير غانم انه وقع موقعا حسنا في نفوس الشعب، ومرة اخرى تقول ان الامر الفلاني اصاب الشعب بالهم والحزن، كيف عرفت دواخل الشعب ايها الكاتب الكبير؟