العدالة حين تغيب مع عبدالله أوجلان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لم يمكث على طول التاريخ الأنساني متهما مثل الفترة التي مكثها السيد عبد الله أوجلان، ولم يبق متهما، والمتهم بريء حتى تثبت أدانته، طوال تلك السنوات الحالكة، في زنزانة منفردة، وسط سجن معزول، في جزيرة معزولة عن العالم لايصلها البشر.
يصاحب هذا صمت مريب من منظمات وتجمعات ومؤسسات تدافع عن حق الإنسان، لاتجد في عبد الله اوجلان سمة من سمات الحقوق التي تزعم أنها تدافع عنها، مع إن عبد الله أوجلان لم يطالب سوى بمطالب أهله من الكورد في تركيا، وهي مطالب جلها من الحقوق الأساسية التي قررتها الشرائع، وأكدتها المواثيق الدولية، ونص عليها الأعلان العلمي لحقوق الإنسان.
الصمت المريب من خلال السكوت على مهانة الإنسان وغياب العدالة وحقوق الإنسان في قضية عبد الله اوجلان، موت الضمير الأنساني في هذه القضية التي حكمها الجنرالات، والتي نسفت المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان كل قراراتها، ولم تعد ذات قيمة، غير إن سطوة الجنرالات صبت كل حقدها وظلمها على عبد الله اوجلان، بعد إن تجرد من كل الوسائل التي يملكها، ولم يتبق له سوى ضميره وصوته وقلمه الذي لم ينضب.
وعبد الله اوجلان المولود في الرابع من نيسان 1949 في قرية من قرى تركيا، كان قد طرح العديد من المبادرات السلمية الرامية الى وضع خطوط عامة لحل المشكلة الكوردية في تركيا، وطرح حلولا من شأنها إن تحقن الدماء بين القوات الحكومية وبين الأحزاب الكوردية التي تطالب بحقها في الحياة ضمن الدولة التركية.
وبدلا من الأنصات ودراسة تلك الحلول لجأت السلطة التركية المحكومة بعقلية الجنرالات والمشبعة بالشوفينية المقيتة التي لن توصل تركيا بأي حال من الأحوال الى طريق معبد وسهل وحضاري يتماشى مع الزمن، لجأت الحكومة التركية بتأثير تلك العقليات الى أهمال كل الحلول التي من شأنها أن تحفظ دماء ابناء تركيا من كل القوميات، وبلغت الغطرسة التركية إن تتجاوز حتى على حدود العراق بزعم وجود مقاتلي حزب العمال الكوردستاني على الأراضي التركية، غير إن ما فات تلك العقول أن القضية لاتموت بهذا الشكل، وان الحقوق لايمكن إن تنتهي بهذه الصورة، وستبقى حقوق شعب كوردستان مخرزا يقض مضاجع الجنرالات دائما، يؤرق ضمائرهم ويحملهم كل تلك الدماء التي تزهق تحت شعار أن لاحقوق ولاحريات الا بأرادة الجنرالات.
ومهما كانت النتائج فأن بقاء عبد الله اوجلان منذ شباط من العام 1999 وحتى اليوم موقوفا دون محكمة أو محاكمة ودون قرار قضائي يدلل على حجم المهانة الإنسانية التي وصلتها تركيا.
إن المراهنة على الخلافات بين قيادات الأحزاب الكوردستانية في تركيا مراهنة خاسرة، ويمكن للعاقل في تركيا إن يلمس حجم التكاتف والتوحد الذي يعم أرجاء كوردستان - تركيا، من اجل المطالبة بتلك الحقوق التي يطالب بها الكورد.
لاشك أن بعض الأصوات الخيرة في تركيا وفي المنطقة العربية تطالب بشدة بتقديم السيد أوجلان الى المحاكمة المدنية العادلة، وتطالب بتوفير كل مستلزمات القانون التي تتوفر لأبسط المتهمين، وان تزيل السلطة التركية حالة الأحتقان والحقد المتورم ضد الشعب الكوردي، وان تلجأ الى حلول أنسانية أخرى من شأنها أن تخدم المستقبل الأنساني لتركيا، غير إن الموقف الدولي من قضية عبد الله اوجلان يبقى لغزا تتحكم به الصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية، ومن المحزن أن نقول بأن المجتمع الدولي لم يرتق بعد إلى المستوى الذي يستطيع به وضع حد للجرائم التي ترتكب بحق الشعب الكُوردي في تركيا. بحيث نستطيع القول ان تلك العقول التي لم تزل تحكم تلك الشعوب لم تتعلم من دروس الطغاة والدكتاتورين والشوفينيين، ويمكن ان يكون الساسة الأتراك نموذجا لمثل تلك العقليات أزاء ما يحدث في تلك المنطقة الملتهبة، والتي يريدون زيادة لهيبها، والتي تعاظمت في زيادة الظلم ضد عبد الله اوجلان وملابسات قضيته التي أكل الدهر عليها وشرب، ولكنها لم تزل باقية في ضمائر العديد من متابعي حقوق الانسان.
ما يغيب عن عقل القيادة التركية حين تعتقد ان قضية شعب كوردستان في تركيا ترتبط بشخص عبد الله اوجلان فتزيد من عزلته وتضغط عليه نفسيا وماديا، وتمنع عليه ابسط الحقوق، وفي تلك الحال تزيد من أعتقادنا بأنها تحاول التفكير بعقلية متخلفة لايمكن ان تنسجم مع الزمن ولاتفيد المستقبل التركي ابدا.
ما يغب عن بال تركيا انها حين تنتفخ اوداجها، وتنشر قواتها أعتمادا على تلك الترسانة التبي قامت ببنائها على حساب دماء ابناء تركيا وجوةعهم وعوزهم وتشردهم، فأنها مثل البالون المنتفخ لاتلبث ان تعمل اشعة الشمس فعلها فتعيدها إلى حقيقتها.
الحياة اليوم لاتنتهي عند نهاية عبد الله اوجلان ولا في زيادة عزلته وظلمه، ولا في محاولات أضفاء نوع من طلاء الحقيقة لأظهاره كأرهابي يريد ان يحقق مأرب خاصة ونزعات متطرفة، بعكس حقيقته في الدفاع عن قضية نبيلة وكبيرة سيحمل مشعلها كل كوردي في تركيا، وستبقى متوهجة في ضمير كل كوردي في العالم، فالحقوق مسألة لايمكن لن تغيب، وماحققه الأعلام الأمريكي والتركي والأسرائيلي لن يتمكن أن ينتصر على قضايا الشعوب.
أن تركيا تقف اليوم موقفا حاسما تجاه مستقبلها ودعوات أحزابها السياسية في بناء تركيا، او الوقوف بشكل قمعي أزاء قضية الكورد في بلدها، وتتحول إلى منطقة ملتهبة تخسر بها اولادها مثلما يخسر الكورد أولادهم، وتخسر معها تركيا جزء كبير من مستقبلها.
ويمكن انيكون تحقيق الكورد للفيدرالية في العراق حافزا لمطالبة الاكراد في تركيا بمثل تلك الحقوق، كما أن معالم القضية الكوردية التي وصلت إلى المحافل الدولية ساهم في أظهار حقيقة تلك المطالبات، وأزاء عدم تقبل تركيل للأقرار بتلك الحقوق يعني انها تتحمل نتائج ذلك الأصرار والنهج الشوفيني الذي سيضر بتركيا اكثر مما يفيدها.
أن الهوية الكوردية في تركيا باتت واضحة، كما أن الظروف الذاتية والموضوعية لن تبقى كما تريدها تركيا والولايات المتحدة واسرائيل في المنطقة، فثمة متغيرات كثيرة ومهمة جرت في العالم، على تركيا ان تدرك انها ازاء حقوق دستورية تدخل ضمن تفاصيل الحياة التركية، ويبدو ان سياسة مجلس الأمن وعقلية الجنرالات ستبقى الى مدة غير قصيرة تتحكم في سياسة تركيا، الا ان بعض العقليات الموجودة يمكن ان تنقلب على تلك السياسات وفقا لمتغيرات الزمن والتطور الحضاري للأنسان.
وتبقى قضية عبد الله اوجلان جرصا يدق في ضمائر المهتمين بقضايا حقوق الأنسان، والسكوت عن بقاءه في المعتقل يشكل جريمة وخرقا للقوانين والدستور التركي بحد ذاته، كما أن تعذيب الأنسان ومهانته بهذا الشكل يجعل من القيادات التركية متهمة بجرائم ضد حقوق الأنسان، ومن يدقق في القضية بشكل تفصيلي يجد ان السيد عبد الله اوجلان اليوم محتجزا بشكل تعسفي دون محاكمة ودون قرار حكم قضائي، في قضية لم تبان معالمها او تفاصيل سندات الأثبات ومعالم الأتهام، غير ان المدة من 15 فبراير 1999 حيث تم القبض عليه في كينيا في عملية مشتركة بين قوات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ووكالة الإستخبارات الوطنية التركية (MIT) وبمساعدة المخابرات الاسرائيلية، وتم نقله بعدها جواً إلى تركيا للمحاكمة بطائرة خاصة، حيث وُضِعَ أوجلان في الحجز الإنفرادي في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة في تركيا منذ أن قبض عليه.
زهير كاظم عبود
التعليقات
لكنه متهم بالارهاب
رعد الحافظ -استاذنا العزيز..القاضي الفاضل د.زهير..لااعرف ان كنت نسيت ام انك تجاهلت على الاقل اتهام عبدالله اوجلان من الدولة التركية حكومة وشعبا بالارهاب..وفي هذه الحالة سؤاء كان الاتهام باطل ام صحيح ..فهو اتهام لايسمح بتجاهل تاريخ الرجل ولا تاثيره على اتباعه..لكن بقاءه طول هذه المدة دون محاكمة مسالة اخرى..وقد يكون السبب ضغط الاتحاد الاوربي على الحكومة التركية بعدم اعدامه
شكرا
نرجس -لا بد ان نوجه نحن الكرد في كل مقالة وموقف التحية للقاضي العادل الكاتب زهير كاظم عبود صديق الكرد بدون حدود بل اشعر كثيرا انه يحب الكرد اكثر منهم ولهذا نستطيع ان نزيل الجدران التي تنبها الانظمة بين الشعوب بهكذا قامات عالية فالاستاذ عبود كتب عدة كتب عن الكرد الايزيدية بافضل واروع ما يمكن وعن الكرد الفيلية وكل ما يخص الكرد معاناتهم واليوم يكتب عن القائد الكردي الاسير في سجن جزيرة ايمرالي بعد ان اعلن انه مستعد للدفاع عن اوجلان بشكل طوعي على الهواء مباشرة فشكرا لك استاذنا العزيز ولك محبنتا بدون حدود
حقوق الأنسان
رمزي -حقيقة ما اورده الكاتب الجليل قضية تشغل بال حقوق الانسان مع ان تلك المؤسسات تناست هذا الرجل وبات النسيان منهجا من مناهج تلك المؤسسات تحية للكاتب زهير عبود واملنا ان تلتفت الاحزاب والمنظمات لنضال الشعوب كما كانت سابقا قبل ان تسيطر امريكا
تحية للقاضي الفاضل
نواف -احييك ايها القاضي والانسان الرائع الذي كان لي ان اتعرف عليك وفي كل لقاء ازداد محبا واحتراما لك لما يحمله قلبك من محبة انسانية عظيمة لشعبك ولشعوب المنطقة وفي المقدمة منها شعبنا الكردي واليوم تكتب عن القائد الكردي الاسير في سجن جزيرة ايمرالي المعزول وسط بحر مرمرة وانت العارف لاطروحات اوجلان في مرافعاته فلك منا الكثير من المحبة والاحترام استاذ زهير
الإنسان الكبير
فرهاد حسو -بداية أشكر الإنسان الكبير الاستاذ زهير كاظم عبود على مقاله الرائع .إن الهوة الكبيرة التي وضعها الاستعمار بين الشعوب في الشرق الأوسط تتلاشى بقوة الكتاب والمثقفين النبلاء أمثال الاستاذ زهير.والسيد أوجلان أوضح في فكره النير دور المثقفين في إظار الحقائق للعالم. أشكرا الاستاذ زهير وكل من يملك فكر مثله، يا صديق الشعب الكردي.
افهم قبل ان تعلق
مازن الياسين -انت ياستاذ زهير كاظم عبود عليك تفهم المشكلة قبل الخوض بها اي لاتستعجل السبق الصحفي هل تعرف من هو اوجلان ؟ وكم هو عنصريتة ضد العرب او الاتراك ؟ هل تعرف بان عبداللة اوزلان يتعامل مع جماعتة بشكل ارهابي وكل من لايحترم قرارتة فهو يغدوا ضمن القتلة انت لاتعرف فعليك عدم الخوض بمواضيع انت --------- فيها عراقي بيشمركة مقاتل في انصار البشمركة من اجل تحرير العراق من طغمة صدام ومن اجل كردستان عرافية حرة وعرافية وفقط وليس تابعة لتركيا او تابعة لاحزاب عنصرية برجوازية كردية
لاتكتب--------------
مازن الياسين -يااستاذ زهير كاظم لاتكتب من اجل ان تكتب بل اكتب عندما يكون لديك فهما واضحا وشاملا للمشكلةوالا تحولت الى اي كاتب تجاري يكتب لاجل فوتة وربحة يوميتة افهم ان حزب العمال الكرستاني حزب عنصري شوفيني وارهابي حتى مع اعضائة الذين لايرضخون لة لة انا كنت بيشمركة او نصير لدى الحزب الشيوعي العراقي في كردستان العراق وعرفت عن قرب من يكونوا هؤلاء الذين يدعون حزب عمال كردستان وهم يقاتلون الشيوعيون العرافيون وعمالهم وعلما انو ليس هناك في كردستان طبفة عاملة فعلية فاغلبهم فلاحون وهذا متاساعد هذا الحزب بان يكون ويتواجد انهم حزب ارهابي عن حق وكل من يخالفهم الراي فالقتل مصيرة تحية لك ولصحيفة ايلاف التي تنشر لك ولكم عليك فراءة الموضوع ودراستة فبل الخوض بة من اجل الفوز بسبق صحفيتحياتي لك ولكن بتحفظ
سؤال
غسان الناصري -اعتقد ان الاخ الذي كتب باسم مازن الياسين لا يعرف البته حزب العمال الكردستاني لسبب بسيط جدا ان قادة الحزب وبعض مؤسسيه هم اتراك والبعض يتولى حتى الان ارفع المناصب اما عنصرية الحزب تجاه العرب فهذه تهمة باطلة ومعلومة كاذبة لا اساس لها من الصحة فانا فلسطيني ولا يمكن ان انسى شهادات مناضلي الشعب الفلسطيني عن بسالة مقاتلي حزب العمال الكردستاني في مواجهة الاجتياح الاسرائيلي سنة 1982 واستشهاد ثمانية منهم في قلعة شقيف لا زالت اتذكر الملصق الذي وزع صورهم وعلق في لبنان وسوريا وكذلك اسرالعديد منهم قرانا لقاءات معهم بعد الافراج عنهم في مجلة الحرية الفلسطينية التي لا زلت احتفظ بها في بيتي لدى اهلي في لبنان لاني الان في اوروبا والبعض يقول ان ذلك الموقف المشرف لاوجلان وانصاره هو ما دفع اسرائيل للمساهمة في اعتقال اوجلان وتسليمه لتركيا
الكاتب
نوزت حاجي -شكرا لك من القلب وكل عربي شريف
تعليق صغير
محمد تالاتي -يشكر الكاتب على رؤيته الانسانية ومشاعره النبيلة تجاه قضية الشعب الكوردي. يبدو ان هذه المشاعر الرفيعة غلبته على حساب حقائق معروفة في تناوله لقضية القائد عبدالله اوجلان.فهذاالقائد نجح في ايقاظ المشاعر القومية الكوردية في تركيا ودفعها للامام،ونجح اكثر من اي شيء آخر في صنع حزب يتبعه شخصيا بشكل مطلق وعلى حساب مبادئ كبيرة مثل تحرير كوردستان واستقلالها،تلك الشعارات التي دفع ثمنها باهظا ابطال من حزبه،والتي تراجع عنها القائد اوجلان واصبحت مجرد حقوق ثقافية وقومية بسيطة.لقد ضرب القائد اوجلان القضية الكوردية في تركيا بتراجعه عن مبادئ الحرية والاستقلال واعطى صورة غريبة عن قائد كوردي يعتبر قتلى جنود اعدائه شهداءهؤلاء الجنود الذي قتلوا الالاف من حزبه ومن الشعب الكوردي،وراح يعتذر من امهاتهم. وقد لعب طويلا على الساحة الكوردية في سوريا ضد القضية الكوردية واحزابها، ولصالح النظام السوري البعثي،ولا يزال رفاقه من قادة الحزب يكنون له الاحترام والتبجيل حتى اليوم.ولوسئل اي عضو في حزبه عن حرية القائد او حرية الشعب لاجاب على الفور حرية القائد، هذا نجح السيد اوجلان في صنعها ببراعة على لى حساب مبادئ كثيرة.
احذور من الافاقين
علي دجلة -اعتقد ان اتهام كاتب بوزن القاضي الفاضل زهير كاظم عبود بعدم الالمام بقضية يكتب عنها ليس عملا بريئا لانه يستهدف احد اعمدة الحكمة العربية والصداقة العظيمة للشعب الكردي لكني اعتبر انك ايها القاضي والصديق كالشجرة المثمرة التي ترمى من بعض الكرد العاقين اذا كانو كردا لان البعض يدعي الكردية وهي منهم براء اما في حالة المدعي الاخير الذي يتهم اعضاء ومناصري الحزب بشتى التهم فهي مردودة لسبب بسيط وواضح لان كل تعليقاتك يا تلاتي هي الدفاع عن اسيادك في كردستان العراق حتى ان لم يعترفو بك والواضح من تلك التعليقات انك انت من ترى قادة الكرد اغلى من كردستان ويمكن لاي قارى ان يراجع المقالات الاخيرة للاخوة شيرزاد شيخاني وعلي سيريني ليرى من هو العبد والسيد في حزبيته