هل تغير القذافي؟!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
إن زيارة القذافي لفرنسا لا تزال تثير الاحتجاجات الداخلية لاستباحة حقوق الإنسان في ليبيا، ويردّ بعض المؤيدين للزيارة بأن القذافي ليس أول رئيس يزور فرنسا وله سجل معروف في هضم حقوق الإنسان.
لقد أخذ الرئيس الفرنسي فور انتخابه بالعمل لتنفيذ برنامجه الإصلاحي الداخلي الجريء، رغم موجة إضرابات نقابات العمال، وتحركات الطلبة. أما في السياسة الخارجية، فنعتقد أنه لم يطرح برنامجا محددا ومتكاملا، رغم قيامه بخطوات جريئة، مثل التخلص من قوقعة العداء الأعمى للولايات المتحدة، فهناك، في رأينا، تناقضات في بعض مواقفه السياسية، ويمكن القول إنه يفرط في ممارسة "الواقعية السياسية".
إن زيارة الزعيم الليبي في يوم الاحتفال بإعلان حقوق الإنسان قد أثار حتى احتجاج وزيرة شؤون حقوق الإنسان؛ على أننا لو تركنا جانبا هذه النقطة، فسوف نجد أن التغير الذي نسب للقذافي ليس له من مبرر.
إن الرئيس الليبي قد استغل القمة الأوروبية - الأفريقية لإطلاق تصريح خطير يقول إن الإرهاب هو "سلاح الضعفاء"!! هكذا بالتمام. فهل هذا موقف من تخلى حقا عن دعم العصابات الإرهابية في مناطق من العالم، وإرسال السلاح لايرلندا؟ نعم، لقد دفعت ليبيا تعويضات لضحايا عملية لوكربي تحت الضغوط البريطانية والأمريكية، ولكن تصريحه المذكور هو بمثابة تشجيع وتبرير لعمليات القاعدة وغيرها من شبكات الإرهاب. وفي قضية الممرضات البلغاريات، فقد تم سجنهن سنوات، وتعرضن للتعذيب والهوان، ولم ينقذهن غير التدخل الفرنسي، ولكن بثمن، ومن ذلك تزويد ليبيا بمفاعل نووي.
لم يكتف القذافي بنصب خيمته العتيدة وسط باريس، بل خرق جميع آداب اللياقة الدبلوماسية، حين وقف في منظمة اليونسكو مهاجما فرنسا وأوروبا بسبب سياسات الهجرة، كما أنه برر عنف الضواحي ملقيا المسئولية على فرنسا، وهذا ما يشجع الجانحين والمجرمين.
إن موضوع الهجرة هو شاغل الاتحاد الأوروبي بسبب الهجرة غير الشرعية، التي لا يمكن لأية دولة في العالم القبول بها، والقذافي هو آخر من يلقي دروسا في سخاء استقبال اللاجئين، و لم تنطو بعد عمليات طرد الموظفين الفلسطينيين والعرب من ليبيا، مع أنهم كانوا في أعمال ووظائف، فطردوا بدون صرف مستحقاتهم المالية. أما عن تبرير عنف الأقلية من أبناء الجرة الأفريقية والمغاربية، فإنه تجاهل مقصود لما اقترفته وتقترفه تلك الأقلية في الضواحي الفرنسية من جرائم، كحرق السيارات بالجملة، وحرق الحافلات العامة بوجود ركاب فيها، والاعتداء المستمر على المدرسين، ألخ. ألخ. إن السؤال الذي يجب توجيهه لعبقري صاحب الكتاب الأخضر الخالد، هو كيف يمكن تبرير جرائم كهذه؟ هل بالبطالة؟ ولكن البطالة لا تقتصر على شرائح من أبناء الضواحي. هل بالوضع المعيشي؟ ولكن هناك فرنسيين وجاليات أخرى قد تكون ظروفهم أصعب، ولكنهم لا يحرقون سيارات المواطنين، علما بأن معظم عائلات الهجرة تسكن في شقق البلديات، وإن كان العديد منها في حاجة إلى التحسين، بينما هناك آلاف من الفرنسيين بدون مأوى.
إن زعماء كالقذافي يبقون على طبيعة التقلب، وخلق المفاجئات. إنهم لا يمكن الثقة بهم رغم تبديل بعض مواقفهم تحت الضغوط الدولية ولأسباب تكتيكية.
أجل، لقد ربحت فرنسا من الزيارة عشرة مليارات من العقود، ولكن هذه الزيارة تظل محور سجال مثير.
مراد مصطفى
التعليقات
----------------
الكاظم -لماذا لاتتكلم عن الاضطهاد والاستعباد وهضم حقوق الانسان فى دول الخليج العربى سابقا ( الامريكى حاليا ) . هل منظمات وجبهات التحرير الفلسطينية وجبهة تحرير مورو وحركة تحرير كالدونيا الجديدة والجبهة السنديانية عصابات ارهابية . هل دعم نيلسون مانديلا وحركته التحريرية جريمة . لماذا لاتتكلم عن حقبة الاستعمار الفرنسى للجزائر وجرائم الحرب والابادة الجماعية التى ارتكبها ضد شعب اعزل مسالم . اين حقوق الانسان الفرنسية فى منع المسلمات من ارتداء الحجاب فى المدارس . اين اللياقة والدبلوماسية الخليجية والغربية فى سحق الشعب العراقى واغتصاب نسائه الماجدات. اين حقوق الانسان من السجون الامريكية الطائرة والتابتة فى اوروبا .اين حقوق الانسان من قيام فرنسيين بخطف اطفال من تشاد والسودان لبيعهم فى بلاد حقوق الانسان فى اوروبا وامريكا . اين هى الدولة العربية التى تتمتع بحقوق الانسان ولايوجد فيها سجون ولاسجناء رأى. وتتمع باللياقة الدبلوماسية والشفافية
الشعب الليبى محاصر م
ali -ليس فى ليبيا احترام من الحكومة للمواطن الليبى وحقوق الانسان فى ليبيا سيئة للغاية. وهناك اعتقاد كبير ان سبب تسليم القذافى لاسلحة الدمار الشامل هو ما حدث لصدام الرئيس وليس ما حدث لشعب العراق. ليبيا تلوثت بالفساد فى مختلف المجالات بسبب سياسات القذافى. وكل ما يقال ان الشعب هو الذى يحكم فى ليبيا كذب فى كذب. لو كان ذلك صحيحا فان الشعب الليبى لم يطلب من القذافى الذهاب الى فرنسا وابرام عقود بالملايين نيابة عن الشعب. الشعب الليبى محاصر من قبل حكومته منذ وقت طويل. لكن يوم الظالمين قريب.
اداب اللياقة وتشجيع
وليد خالد -المقاومة هي سلاح الضعفاء يسمونها الان ارهاب فهل ابو عمار ارهابي او نيلسون مانديلا او مروان البرغوثي او حتى شيخ المجاهدين عمر المختار؟؟؟ لقد اصاب القذافي في تحليله...واضح ان كاتب المقال متحامل فكيف يصبح انتقاد سياسة فرنسا واوروبا للهجرة خرق لاداب اللياقة الدبلوماسية؟؟؟فالاوروبيون والفرنسيون ينتقدون تلك السياسة انفسهم....كما يحملون الحكومة الفرنسية مسؤولية عنف الضواحي...لكن عندما يصدر ذلك عن رئيس دولة عربية يعتبره الكاتب تشجيعا للجانحين والمجرمين...كفاك تحاملا يا سيد مراد مصطفى
كفاية تزلف
ليبى مل من التجنى -أينما كنت وأيما كانت بلدك أترك ليبيا وشأن ليبيا للليبين وأذهب وعالج مشاكل بلدك وكفاية تزلف وأسترزاق من عرق قلمك المأجور وأستحى فأحقادك قد زكمت الأنوف .أتمنى من أيلاف النشر وشكرآ