أصداء

الشرع والدبلوماسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أعتقد أن هناك إنساناً منحطاً في لغته، متهتكا في أسلوبه، وفي الوقت ذاته (سيء) ولا يدري أنه سيء مثل فاروق الشرع. تشعر حينما تسمع أو تقرأ مقولاته وتعليقاته السياسية أن الرجل يحمل كماً من الحمق والحقد والبذاءة، فضلاَ عن الغباء والبعد عن قراءة الأحداث قراءة موضوعية.


ماذا يريد، وعماذا يبحث، ولماذا قال هذه الجملة، أو تلفظ بذلك اللفظ ؟ أسئلة تبقى مستعصية على الفهم. فلا تدري لماذا تحدث، ولا تدري لماذا سكت! فالرجل عندما تتعامل معه تشعر أن فهمه في أصول اللغة الدبلوماسية، والعلاقات الدولية، لا يعدو أن يكون فهم وإدراك (رجل شارع) يتسكع خارج حدود الزمان والمكان، دونما قدر ولو ضئيل من الضوابط الأخلاقية. وعندما يتحدث الشرع تجد أنه أقرب ما يكون إلى رجل قام لتوه من عقد الستينات (عقد القوميين) ليجد نفسه يتعامل مع مستجدات العقد الأول من الألفية الثالثة. كل تصرفاته (مفارقات)، وأسئلة تبحث عن إجابة، تثير من الضحك بالقدر الذي تثيره من الاشمئزاز، و(قد) تعطف عليه وأنت تراه وصل إلى هذا المستوى المنحط في تعاملاته وخطاباته الدبلوماسية وهو يحتل منصب الرجل الثاني في التراتبية الدبلوماسية السورية. يقولون : أنه مازال (مهندس) الدبلوماسية السورية، ويقول آخرون : بل أنه (ركل) إلى الأعلى، إلى نائب الرئيس، بعد أن فشل في إدارة الدبلوماسية السياسية كما ينبغي، وليمارس أدواراً محددة قبل أن يُحال إلى (المعاش) الذي أراه الآن يقترب منه يوماً بعد يوم؛ فلا يُمكن أن يستمر رجلٌ بهذه العقلية وهذه اللغة على رأس مؤسسة دبلوماسية لإحدى (دول الموز) في أمريكا اللاتينية فكيف بدولة مؤثرة في المنطقة مثل سوريا؟


العزلة السياسية الخارجية التي تعيشها سوريا مع دول المنطقة - فيما عدا إيران - سببها رعونة الشرع السياسية كما يؤكد ذلك من يعرفوه وتعاملوا معه. فلديه - على ما يبدو - قصور لا يضاهيه فيه أحد في عدم قدرته على قراءة اللحظة المعاصرة بموضوعية؛ والتماهي مع متطلبات المرحلة، والتعلق بالأوهام، والبعد عن الحقائق، الأمر الذي جعل سوريا الآن تمر بأسوأ سنوات العزلة في تاريخها المعاصر على الإطلاق. كان الشرع مجرد (ناقل) رسائل في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكان الجميع يلقبونه آنذاك ب(الحمام الزاجل)، حيث كان لا يهش ولا ينش، مجرد ناقل تنتهي مهمته بإيصال الرسالة أو استلامها؛ وعندما تسنم سنام الدبلوماسية السورية ابتدأت الدبلوماسية السورية بالانحدار، والتخبط، والعزلة. ولعل ما تعانيه الدبلوماسية السورية من عزلة وعدم قدرة على النفاذ إلى ما وراء الحصار السياسي المفروض عملياً على القرار السياسي، فضلاً عن المستقبل المظلم الذي ينتظر بعض المتورطين في المحكمة الدولية في مقتل الرئيس الحريري، كل ذلك يحتم على القيادة السورية أن تعيد حساباتها في طريقة تعامل رجل كالشرع في قضايا تكتنفها هذه الحساسيات، وتريد رجالٌ يعرفون كيفة التعامل مع المرحلة الجديدة، خاصة وقد أثبتت التجارب أن الفترة التي أشرف فيها الشرع على الدبلوماسية السورية كانت من أسوء الفترات في تاريخ الدولة السورية الحديثة. فهل ينقذ السوريون وطنهم من تصرفات هذا الرجل القميء؟

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مــقــارنــة
نــظــام أســـود -

بعد قراءتي لهذا المقال الحاد عدة مرات, أتساءل فيما إذا كان كاتبه يحاول التسابق مع الشخصية السياسية التي يشتمها في الجهل والحقد.كم يؤلمني قراءة هذا النوع من النقد السياسي الذي لا يرفع لا من مستوى السياسة ولا الفكر ولا أبسط الكتابة العادية.لست من مؤيدي السيد الشرع ولا سياسته ولا تصاريحه ولا الحكم الذي يمثله. ولكن الشتائم العربية المتبادلة لا ترفع من مستوى العرب فكريا أو عالميا أو سياسيا.ولكننا مع الأسف نبرع في تقتيل و تمزيق بعضنا البعض.. وهذا يدوم من خمسة عشر قرنا.. تابعوا, تابعوا هناك جار يضحك ويرقص كلما تفرقتم ومزقتم وقتلتم وفجرتم!!! يا سيادة الكاتب قليلا من التعقل والتحليل والتهذيب والركازة!!!

مجرد مأجور للعبد
F@di -

يبدو ان عقدة النقص تلازم نظام الطاغية وحاشيته ومن بينهم المدعو فاروق. فهذا الفاروق كان المطيع الامين لحافظ اسد وبتوريث ولي عهده بشار إنتقل الفاروق واصبح المطيع الامين للطاغية الجديد بعد ان ازال ازلام العهد القديم. ومن هنا بدأت مشاكل نظام السوري بدء بإغتيال الرئيس الحريري وإنتهاء بتوريط وتدمير لبنان وسلسلة الاغتيالات التي كان آخرها بالامس القريب اللواء في قيادة الجيش. والسوأل المطروح الى متى السكوت وتغطية نظام هذا الطاغية ؟؟؟

samramsy@yahoo.com
Sam -

Whatever you say about the man would not make him look any less. At least he is educated and speaks openly. ...

تــأيـيـد وانـتـقـاد
وداد هشام آغـا -

تأييدي يذهب للمعلق السيد نظام أسود على تهذيبه وحجته الراكزة وكلماته الأدبية. وانتقادي موجه لكاتب المقال السيد محمدعبداللطيف آل شيخ بسبب كلامه الجارح والخارج عن جميع اطوار التهذيب والأدب تجاه مسؤول سياسي عربي. ولو كنا لسنا موافقين على آراء السيد فاروق الشرع وأحكامه وتصرفاته السياسية, يمكننا انتقاده بكل تهذيب, حجة بحجة, وجملة بجملة, وفكرة بفكرة, بكل ما تسمحه الديمقراطية الصحيحة من النقد والمواجهة المهذبة. ولكننا نحن العرب لا نعرف من النقد السياسي او الديني سوى سحل من لا يفكر مثلنا او يصادق ويؤمن معنا بكل رياء وبلا قيد ولا شرط.لهذا السبب يسموننا ثلث او ربع العالم وأننا لا نفقه ولا نعرف ما معنى الديمقراطية.. ويستفيد حكامنا من جهلنا بقولهم أننا لا نستحقها.يا سيد آل شيخ أرجوك انقد ما شئت أو من تشاء.. ولكن ضمن حدود اللياقة والأدب. مع صادق التحية.

قليلآ من التهـذيـب
Don QUICHOTTE -

إلى السيد محمد عبد اللطيف آل شيخ.أستغرب شتائمك الموجهة إلى السيد فروق الشرع نائب رئيس الجمهورية السورية. كم يؤسفني أن يتدنى ما يسمى الكتاب السعوديون إلى هذه الدرجة من التفاهة الغوغائية, في الوقت الذي يحتاج فيه العرب المتفرقون من مئات السنين إلى تعاضد متين موحد في هذه العركة العالمية اليوم.يا سيدي يمكننا ان نبدي اعتراضنا الكامل على سياسة فاروق الشرع وتصريحاته التي ليست سوى أصداء أصوات أسياده, وذلك بكل دبلوماسية مهذبة. وهذا ما يفرق الحضارة الغربية عن لاحضارتنا الصحراوية. هم يؤمنون بفولتير وروسوVOLTAIRE et ROUSSEAU والديمقراطية وحقوق الإنسان.. ونحن لا نؤمن سوى بالسحل والرجم والسيوف المصدأة والخطابات الخشبية وبل الكرتونية.إذن خلاصنا ليس اليوم أو غدا مع مزيد الحزن والأسف!!!