أصداء

إعلان دمشق: شبهة الصمت، أم ماذا؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الرهط الذين صمتوا ولازالوا على الاعتقالات الأخيرة في صفوف إعلان دمشق، برهنوا أن مرحلة نضالهم السابقة كانت ملتبسة في شكلها ومضمونها و يريدون (تصحيحها) بالهرب منها، هرب مبهم غامض متناقض مع وقائع بعض معطيات الماضي الرفاقي النضالي مرتين، مرة تاريخاً سياسياً معارضاً للنظام سابقاً، دفعوا فاتورته كل حسب فكرته وقياسها و حركته وقوتها واتجاهها، والثانية صمتاً مطبقاً على الاعتقالات الأخيرة بما يوحي بعدم التأييد أو الثقة في إعلان دمشق كإطار تنظيمي للمعارضة الداخلية، وأظهروا اختلافاتهم ونصبوها على أرضية تشبيه وشبه بين النظام والمعارضة على أنهما دمية إلكترونية في يد الخارج، هنا لا يصح الجمع ولا التشبيه، بقدر ما يوحي الأمر بأنه موقف أقرب إلى تكفير نضال سابق ظنوه ذنباً مغفوراً...و تسويق الاستبداد على شماعة الخارج...يبتغون فيه رضى النظام في موقف، حسبوه مقروءاً ومشكورا!.


إذ لمن الدهشة هذا التناقض بين الماضي والحاضر، بين الهدف والموقف! كيف فاتهم أن ربيبة الاستبداد هو منه سواء كان فكراً أو تموضعاً سياسياً أو أهلياً في حضنه من جديد؟!، أو سلطةً متهالكةً على مفترق طرق النظام الدولي الجديد في شرقنا، القديم في كل شيء، وهو موقف يشي أن حصاد النضال السابق يُِِراد توظيفه في معركة النظام المزعومة مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وتحرير الجولان!،المباع والمقبوض ثمنه عداً ونقداً!، وفاتهم في قلق اللحظة الراهنة ماضيهم ومستقبل شعبهم، ووطنهم الذي أصبح على كف عفريت،بل عفريتين،بل عفاريت...!.
عجباً لا تذكير ينفع، ولا تحذير يردع، ولا قمع يمنع، ولا استبداد نظام في طيشه يرتع، ولا واجب وطني يجمع، ولا عذاب شعب ووطن يهز ويدفع!.
ماذا يحرك العقول والضمائر إذاً؟!


عجباً، ورثة السياسة والسلطة والتنظير والتحوير! تختلسون الصمت مواربةً وتقيةً في مظهر النظام التمويهي الفاضح بين الممانعة الحقيقية وطريقها معروف، وبين المساومة والزحف وبطنه وظهره كلاهما عاري ومكشوف!
فالموقف الصامت مما يجري من اعتقالات بالجملة شملت حتى كبرياء الوطن ورمزية شرفه وكرامته، المرأة هذه المرة ( فداء حوراني )، ثم اتهام المعارضة الداخلية من أبواق النظام الفاسدة والمرتبطة معه استراتيجياً في ردف ومساعدة وتبرير قمعه وسلوكه المشين على الساحة الوطنية والقومية والدولية، ليس لها وصف حقيقةً سوى أن الاستبداد وصل مرحلة التفريخ السرطاني في نسيج المجتمع السوري وعقله، ومواقف الصمت والتشويه والاتهامات الرخيصة،لا تشكل سبباً لصدور هذا الموقف الهجين،فالمعارضة معروفة وموصوفة، لكن الواجب الوطني يفرض في المرحلة الحالية تحمل كل طرف وكل فرد مسؤوليته الوطنية بوضوح في إنقاذ السفينة الوطنية من الغرق بنا جميعاً.


إنقاذها من تسلط قيادة طائشة لا تعرف أن تقود، مخادعة تكذب ولا تفي بالوعود، ولا تعرف الحقيقة وتضلل الشعب بين واعد وموعود.
عجباً، عندما يتوقف العقل على بوابات الظلم والتمويه ويتلاشى الانتماء والفعل،ويتمكن الاستبداد من تحييده أو تبديده أو تغييبه، الاستبداد المتوارث شكلاً ومضموناً ووسيلةً، والمحدد في نظام سياسي رث " لقيط " من كل سلالات الاستبداد وإرثهم وتصرفاتهم، نظام سياسي يعمل بالعصي،أو بشكل أدق يعمل بنصفه السفلي أي برجليه فقط، وتعطل عقله عن التفكير وقلبه عن الخفقان على شعب ووطن!.
نظام بهذا الوصف، أيستهوي الصامتين والمترددين والخائفين؟!


لماذا وعلى ماذا ولحساب من؟! فهل اختلطت الصورة بين الجلاد والضحية؟!
وهل اهتزَت الرؤية؟! وتخلخلت القناعة،وضعف الفرز بين الحريصين على مستقبل وحرية الوطن، الفرز بين الفاسد والمساوم والسجان؟!.
ورجوعاً إلى واقع المعارضة السورية الحزين بكل تجلياتها في الداخل والخارج، وعلى اختلاف توجهاتها الفكرية وبرامجها السياسية المتواضعة، وخلفياتها الأهلية والاجتماعية وتمايزاتها ومصالحها واصطفافاتها المختلفة الصارخة، مقروء أنها كلها أعلنت وأقرت الديمقراطية كإطار مشترك في موقفها من الاستبداد والقمع،أي من النظام الفردي في سورية الذي يقمعها بالسجون والتشريد وقطع الأرزاق والأعناق، والتسريح من العمل وشد الأحزمة على البطون، وكم الأفواه وحرمانها من حقوقها المدنية والسياسية ومن أدنى شروط المواطنة، أي بمعنى أنها توافقت على التغيير الوطني الديمقراطي كمطلب، ولازالت متناقضة في آليته!.
فما الذي يجعلها تتناقض فيما بينها وتتباعد في أطرها؟!،وتتشتت في موقفها من نظام فاسد بالطبع والطبيعة،وسيبقى كذلك، ينقل الشعب والمعارضة من سجن إلى آخر ومن مصيبة إلى فجيعة...!.
أهي القطيعة مع هموم الوطن والشعب؟!.أم الوهن الذي أضاع الذاكرة وما فيها!.
والحال كذلك وبنظام فقد عقله، ولم يعد يجيد غير إهانة الشعب، على المعارضة أن تدرك أنها طائر وسط إعصار، لا يمكن أن تطير سوى بجناحيها ( الداخل والخارج) لتتمكن من التحليق وتحقيق بعض الهدف الوطني المشترك، فالطائر يحلق بجناحيه، والطرفان ( الداخل والخارج) معاً شريكان يتكاملان،وبوحدتهما قوة وتنامي الفعل نحو التغيير الوطني الديمقراطي.
وليس هذا مطلباً تعجيزياً، يحتاج إلى نوابغ وخوارق لكي يتحقق!...بل يحتاج أولاً وأخيراً إلى التعارف والاعتراف والقبول ببعضها على قاعدة السواء الوطني وبدء الحوار...تحتاج إلى تواضع ومعرفة القدرة على الفعل والرغبة بذلك والبدء ولو مشياً على الأقدام، أملاً أن توحد صفوفها وتتطور قوتها وتتصلب إرادتها وتسرع حركتها باتجاه هدف التغيير...
حانت لحظة النفير...أتلتقطها في سياقها الوطني؟! بخلاف ذلك، ليس لها من خيار آخر غير القمع، تشارك بصمتها وضعفها وتفككها بهذا الشكل أو ذاك، مجبرة أو مختارة على القبول باستمرار حياة الشعب تحت إهانة الاستبداد بين قمع وآخر ومنكر ونكير...المتبدلة الأحوال والأشكال...بين صمت وضياع هنا...وهناك تفكك وتنظير!.


د.نصر حسن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
للاسف
محمد -

هم الان نفسهم لي كتبوا عن اعلان دمشق و مجدوه يهاجمونه لماذا لان رياض سيف قال اعلان دمشق هو اعلان دمشق و جبهة الخلاص هي جبهة الخلاص للايف نحن كمعارضة اسوء من نظام في تعاملنا مع بعض و الكاتب يعرف كيف انه انقلب علي الاستاذ1 احمد بكور و باعهم و ذهب الي خدام

قلب الحقيقة
دنور -

شكرا لك اجزلت حقيقة وشخصت ووصفت وعالجت ولكن اين المجيب نتمنى ان ينتفض الشعب كله من سباته الطويل ويتمرد ع هذا الواقع الاليم والمرير صراحة تعبنا كثيرا وبلغ السيل الزبا

نهاية النظام
غسان -

ان النظام الطائفي العلوي سوف يذهب قريبا وشمس الحرية قادمة الى سوريا

التعقل
hannajack -

اولا اتمنى من كل مواطن يؤمن بالحرية والديمقراطية الا يقحم العلويين بالنظام الطائفي بسورية لانها تدل على قصر النظر وتزيد من وباء الطائفيةكل الشعب السوري يعاني من الاستبداد وحتى الاخوة العلويين يعانون من هذا النظامخلاصة القول هو ان للاستبداد دين واله واحد هو الاستبداداتمنى من كل المعارضة الالتحام مع وكونات الشعب بكل طوائفه وتنوعاته والوانه الزاهية حول موضوع واحد هو الحرية والديمقراطية لكل افراد المجتمع بدون تمييز

نظام طائفي
يزيد -

الجميع يعرف ان النظام الحاكم في سوريا نظام طائفي (علوي) تبلغ نسبته 6% من الشعب السوري وهي محتكرة معظم المناصب السياسية والعسكريةولابدة للاكثربة ان ان تسترجع السلطةوتاخذ حقها

مواقف حازمة للمعارضة
برجس شويش -

ينبغي ان تتخذ المعارضة بشقيه العربي والكوردي ان يتخذوا مواقف حازمة اتجاه نظام الاستبداد والقمع و القيام بعمل التحدي ضد سياساته الداخلية والخارجية ومن الخطأ الفادح ارضاء النظام في بعض سياساته وخاصة الخارجية فتحرير جولان يبدأ بتحرير الشعب السوري من عصابات البعث و هذه المواقف الحازمة والصلبة اتجاه النظام سيوحد ويشجع الشعب في وحه الاجهزة القمعية للنظام مما سيعجل من تحقيق الحرية والديمقراطية لسوريا التي وصلت الى مرحلة لا بد من التخلص من نظام الوصاية، لا اعتقد بان المعارضة ستكون مواقفها وطنية اذا ما تهادنت مع النظام او حاولت كسب رضائه في تأيد سياساته الخارجية، وعلى المعارضة ان تحاول كسب التأيد الدولي لقضايا الشعب السوري وطلب دعمه وعدم اعتباره استقواءا بالاجنبي كما يطيب للنظام في تخوين المعارضة بهذه التهم الرخيصة

طريقان
سميح -

لا يوجد امام المعارضة السورية والشعب السوري والعرب والعالم الا من طريقين للتخلص من طغمة البعث السوري : الاول هو الخلع العسكري الخارجي ، والثاني هو تأليب الشعب ضد هذا النظام وأسرع طريقة لذلك هو الضرب على الوتر الطائفي أو ركوب الموجة الطائفية.

عجبا لكم
الدكتور رياض يوسف -

كم استغرب تعليقات من لا يستطيعوا ان يروا ابعد من انوفهم و لا يفقهوا من السياسية الا ما يملى عليهم .الجواب كان اليوم جليا مثل المناسبة و هي زيارة الرئيس الحكيم بشار الاسد الى دير السريان بدمشق لمعايدتهم بمناسبة عيد ميلاد السيد المسيح له المجد و كم كانت رائعة تلك الوقفة التاريخية للشاب المتنور قلبا و عقلا بين رجال الدين المسيحي و الاسلامي و الدرزي.نحن في سوريا نعيش بعصر تآخي الصليب و الهلال بقيادة البعث الرائد و بوحي من نضالات الاب القائد حافظ الاسد و زعامة الدكتور بشار الاسد .كل عام و الامة السورية بكل مكوناتها المتآخية بنسيج اجتماعي رائع بالف خير .

نهاية النظام
أبو مصطفى -

النهاية قادمة لا مخالة فالعثمانيون حكموا 400 سنة و إنتهى النظام بعدها و لذالك يجب أن يعرف أن نهاية النظام قادمة على يد الشعب و إلا أنا سأتكفل به قريبا ...

...
جعفر -

طائفيون ......خاب فعلكم ...رئيساً ومرؤوسين تصطف على دفة موت هذا الوطن الحزين..,أرموز ممانعة وتحرير من الجولان لفلسطين!الجولان يقول لكم ...وفلسطين تقول لكمولبنان والعراق ...ونحن نرددها رافعي الرؤوس...يا من أصبحتم قاعاً وأرجلاً بلا رأس وجلاداً يحاور وطناً بالعصى والفأسعصابة تصيح ممانعةًوتزحف على بطنها وظهرها بجهر وهمسيقولها تاريخ بلادي من فجر الحياة إلى الأمسالأمس قالتها الحرية...تباً لكم ...يامن أدمنتم طعم الذليا سلالة بعضها نخجل من ذكرهوبعضها الآخر بزَ الرجس...قالتها الحرية يرافقها شعاع الشمسالوطن سيغادر أحزانهوسيرمي غربانهوسيمسح بصمات البؤستاريخنا ينادي معتصماًأحفاده قالوها بالأمسانفجروا غيطاًطيشوا لؤماًعبثاً , بل وهماًسواد ضمائركم ,يحاول أن يطفئ ضوء الشمس