أمريکا و الاستحقاق الايراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ليس بالامکان رسم خط عام للسياسة الامريکية في المنطقة بعد إنهيار المعسکر الشرقي من دون بصمات إيرانية واضحة في ذلك الخط. ومع إن الولايات المتحدة الامريکية قد حققت نصرها التأريخي الذي کانت تطمح إليه في صراعها مع المعسکر الاشتراکي، لکنها لم تتمکن من أن تهنأ کثيرا بهذا النصر سيما بعد أن خرج من خلف کواليس و أنقاض عصر صراع القطبين، أکثر من عدو"غير تقليدي" لم يقلق واشنطن فحسب و إنما حتى باغتها في عقر دارها و شکل لها أکثر من صراع مزمن و أرق ليس بإمکان المسکنات معالجته و وضع حد له. ولعل الاشارة الى أعداء الولايات المتحدة الامريکية الرئيسيين يقودنا الى الجمهورية الاسلامية الايرانية التي حملت لواء معاداة واشنطن و مناهضة سياستها في المنطقة بشکل خاص و العالم بشکل عام، خصوصا و إن الزعيم الديني الراحل الامام الخميني قد إشتهر عنه بکرهه و سخطه الاستثنائيين لأمريکا حتى إن معاداة هذه الدولة العظمى صار رداءا يلبسه کل من کان يرجو قربا و منزلة لدى عدو أمريکا اللدود.
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي کان زعيمها الراحل قد تنبأ بإنهيار الاتحاد السوفياتي، يبدو إنها و في خضم المشاکل و الازمات العديدة التي کانت تعاني منها، لم تنسى الإعداد لمرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي و وضعت حسابات خاصة لتلك المرحلة مدعومة بأسس متينة مبنية على دعامات قوية ليس بإمکان التقنية العسکرية و الاستخبارية المتطورة لأمريکا من أن تهزها. وقد تجلى الذکاء الايراني في أن الخط العام لسياستها بهذا الخصوص قد بني أساسا على المشروع السياسي ـ العسکري الامريکي و تداعياته في المنطقة إستطاع أن يحفر له مکانا خاصا جدا في آجم الجذع الامريکي الغليظ بصورة تمکنت من خلاله خلق حالة من التداخل و التغشي بحيث لم يعد في إمکان واشنطن أن تمسح لك المکان عن جذعها مثلما لم يعد في إستطاعتها أن تنأى بنفسها بعيدا عن تأثيرات الإشعاعات السياسية القادمة من طهران. و طوال فترة الصراع الامريکي ـ الايراني على مناطق النفوذ(السياسي ـ الفکري ـ العسکري ـ الاقتصادي)في المنطقة، کان واضح أن طهران تلاعب اليانکي الامريکي بذکاء مفرط بل و إنها تمکنت في الکثير من الاحيان من دفع رجل الکاوبوي الى إرتکاب أخطاء جسيمة وضعته غالبا في موقف البلاهة و حتى الغباء. لقد نجحت السياسة الايرانية في کل من إفغانستان و العراق و لبنان و الاراضي الفلسطينية، کما إنها کانت متوفقة ولو بصورة أقل رونقا من الاولى على الصعيد الدولي عموما و على الصعيد الاوربي خصوصا. و يظهر النجاح الايراني بشکل واضح عندما لا تتمکن واشنطن من أن تحتفل بنجاحها العسکري الملحوظ على الارض العراقية خلال الاشهر القليلة الماضية دون عقد إتفاق سياسي ـ عسکري ثابت مع طهران، بيد أن القادة الايرانيون ينظرون بعين الريبة الى کل إتفاق"ثابت"مع واشنطن و يعتبرونه بمثابة رمال أمريکية متحرکة لجر القدم الايرانية داخلها، خصوصا وأن ساسة طهران يجدون ضعفا واضحا في الموقف الامريکي و هشاشة التحالف الدولي القائم معها. کما أن نجاح السياسة النووية لطهران قد جاء هو الآخر عاملا مساعدا قويا لا لکي"تتعنت"طهران أکثر فأکثر أمام المطالب الامريکية بل وحتى دفعتها لکي تصر على مواقفها السابقة إن لم تطورها بسياق أکبر في ظل تداعيات الموقف الدولي الحالي.
الولايات المتحدة الامريکية تقف اليوم قبالة إستحقاقات إيرانية سعت طويلا للتملص منها أو حتى التمويه عليها، وهي"أي أمريکا" باتت تدرك أن طهران ليست في ذلك الوضع من الضعف الذي صورته لسنين عديدة خلت بل وانها باتت اليوم أقوى من أي فترة مضت و جلي أن الاستحقاقات الايرانية لو رضخت لها واشنطن، فإنها سوف تکون بداية لمرحلة جديدة إستثنائية من عمر و تأريخ المنطقة تصبح الجمهورية الاسلامية الايرانية خلالها ليس قوة إقليمية معتبرة و إنما حتى تصبح في إطار عالمي تعيد بذلك الى الاذهان مجدها الغابر أيام کانت تدک سنابک خيولها الاصقاع المختلفة. هذا الخيار الذي يبدو صعبا جدا على واشنطن، فإن خيار المواجهة"الذي لايزال قائما"وبشهادة کل الخبراء و المعنيين هو الاصعب و الاخطر على واشنطن.
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com
التعليقات
زواج سري وطلاق معلن
محمد صالح ياسين -امريكا وايران ياسيد نزار الجاف في خالة زواج سري وطلاق معلن فالولايات المتجدة هي التي اسقطت الشاه واتت بالخميني باعتراف عدد من رجالات الخميني انفسهم وفي مقدمتهم ابو الحسن بني صدر رئيس ايران الاسبق الهارب الى فرنسا وكان للتصرق الامريكي دواعيه في تجنب وقوع ايران بايدي القوى اليسارية التي اشعلت الثورة ضد الشاه في احداث اصفهان عام 1977 خاصة وان الاتحاد السوفيتي السابق كان قد هيمن على افغانستان فصارت ايران في مرمى النار وكان للسياسة الامريكية الاسرائيلية المشتركة هدف ثاني اخر وهو تهدييد العرب بالفرس واهدافهم التوسعية والثارية من العرب وهي الاهداف التي قرر شاه ايران وقتها ان يخفف منها رافضا اشعال الحرب على العراق فقررت امريكاو اسرائيل ازالة الشاه للاتيان بمن يشعل هذه الحرب والنزاعات الطائفية في البلدان العربية والاء العرب بها بدل توحيد مواقفهم ضد اسرائيل وسياساتها وان ما يجري الان ليس الا لعبة تقاسم سرية بين امريكا وايران واسرائيل متعلقة بمن يقرر ومن ينفذ ومن يوزع الحصص لا اكثر ولا اقل وسوف تكشف الايام خطورة هذا التحالف
اسرائيل هي الخاسر
اكرم سلامة -يسرني ان يكون هذا التوصيف للعلاقة الامريكية معقولاً لأنه يعني ان اسرائيل في خانة المنتهي او الآيل للسقوط او المحجم ولكن ان صح ان ايران تلعب لعبة بالمستوى الامريكي(الدولي) فهذا يعني ان اسرائيل تصبح طرفاً مثل كل الاطراف العربية البائسة وهذا شيء مفرح لأن امريكا ستضحي بهذا الضعيف لخدمة مصالحها ان عاجلاً او اجلاً.ويعتقد وعلى نطاق واسع ان ايران تستمد دورها وعمقها من الاداء الروسي المتميز والعائد الى الخارطة الدولية ونتمنى ان يكون هناك تحالفاً ايرانياً -روسياً جذريا رغم ان الايرانيين مثل العرب في رهانهم على الامريكان وتوظيفهم للعلاقة مع روسيا لأستخدامها كورقة ضغط للتقرب من الامريكان ومقايضتهمز
لعبة فارسية قذرة
عبدالله -لعبة فارسية قذرة مع الصهيونية الامريكية فهم وجهان لعملة واحدة والهدف القضاء على العرب !لماذا لا يتم توظيف الشباب بالسعودية العاطلين لكونا جيش عملاق يضرب له الف حساب مجهز باحدث التقنيات والتكنلوجيا مع نقل التنقيات الى ارض الوطن مع تبادل الخبراء فلا يحمي الوطن الارجاله فصديقك اليوم غدا عدوك
فعلا لماذا لايتم ذلك
صالح محمد -فعلا لماذا لا يتم ذلك ؟ وصدق عبدالله لعبة والله يستر والمرجو من دول الخليج العربي السعي حثيثا وراء تدريب المواطنين وتأهيلهم ثقافيا وعلميا وعمليا ودينيا و..الخ لحماية البلاد والعباد من الاخطار حتى التي قد تنبع من الداخل وهم الاكثر مصيبة يقول المثل اذا كان المك من معدتك من أين تأتيك العافية عافانا الله من مصائب الدنيا آمين
رد على اكرم
سمير الامير -اكرم سلامة ما تقوله هو من احلام اليقضة فالخاسرين هم الشعب العرب والشعب الايراني فقط فلا تضحك على نفسك وعلينا