عيد الميلاد في سجون الاحتلال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إلى عيسى حلاوة
"لِكَي تَفتَحَ العُيونَ العَمْياء
وتُخرِجَ الأَسيرَ مِنَ السِّجْن
والجالِسينَ في الظُّلمَةِ
مِن بَيتِ الحَبْس".
(اشعيا، 7:42)
يتسرّب العيد ببهجته وروحه وعطر محبته إلى زوايا منسية في العالم. ومن تلك الزوايا تصل رسالة الميلاد وفي جوهرها محبة وتضامن بين أهل الأرض وسكانها الأشقياء. قد يحسن إخوتنا الكتاب والصحفيون تسليط الضوء على المهرجانات الجذابة، ذات الأضواء والبهارج، في صالات الفنادق الفارهة. لكن مباهج العيد ومعانيه السامية قد تصل الى أطراف لا نرجّح فرحها في العيد، و قد توجه لنا رسالة بليغة في العيد. وفي هذا النطاق أسوق المثال التالي:
عيسى حلاوة، شاب طموح من قرية عين عريك قرب رام الله في فلسطين، أعرفه نظرا لتزاملي أثناء الدراسة في بيت جالا مع شقيقه الأكبر عزيز الذي أصبح كاهنا وهو اليوم كاهن الرعية في بيرزيت. تم القبض على عيسى عام 1990 من جنود الاحتلال. وخرج بعد سنتين، طامحا في بداية جديدة في حياته، فعمل... ثم تزوج وأنجبت زوجته ثلاثة أبناء.
وفي عام 2005، اقتحم الجنود منزل أهله ليلا وهو بينهم، فالقوا القبض عليه وعلى شقيقه الأصغر إيهاب.
ولم يخرجا الا بعد عشرين شهرا من الذل والمعاناة. وبعد خروجهما كتبتُ عنهما في ايلاف ووجهت الأنظار إلى المعاناة التي كابدتها والدتهما في زيارتها لابنيها كلما أتيحت لها الفرصة. اذ هي تحمل هوية القدس التي تتيح لها حرية التنقل، رغم المعاناة أيضا في الوصول إلى المعتقلات، وبخاصة في صحراء النقب.
ذهبت في أيلول الماضي إلى بيت لحم، للمشاركة في مؤتمر دولي نظمته جامعة بيت لحم الكاثوليكية حول العلاقات الإسلامية المسيحية في البلدان العربية وفي العالم. وذهبت إلى عين عريك، لزيارة عيسى وإيهاب وأهلهما الصابرين. فتحدثا عما لقياه من الذل والمهانة في السجن، دون أن توجه إليهما أية تهمة. وكم مرة عقدت المحاكم الأمنية جلساتها، ففشلت في إلصاق أي تهمة بالشقيقين.
في البداية كانا معا. إلى حين قررت السلطات نقل عيسى إلى سجن أكثر قساوة، في النقب، نظرا لكونه " يشكل خطرا حقيقيا على أمن البلاد" على حد تعبير المدعي العام اليهودي. وحدثنا عيسى بألم بالغ عما يعيشه الأسير الفلسطيني. قد لا تكون وسائل التعذيب الجسدية مستخدمة في كل الأوقات... لكن من التفتيش إلى المحاكمة إلى العزل الانفرادي إلى منع الأهل من الزيارة إلى الوحدة القاتلة إلى سماع الأخبار عن تقاتل الإخوة الفلسطينيين في غزة. هي معاناة معنوية تختلط مع حبس الجسد في غياهب السجون.
سألت عيسى: ما الذي كان يشجعك على الصبر؟، فأطل بورقة كان يحتفظ بها في جيبه، كمن يحتفظ بكنز ثمين: هذا ما صبرني: وهي رسالة بعثتها ابنته ذات سبعة الأعوام، رسمت له عصفورا طليقا يخرج بفرح من القفص، وتقول له في الرسالة: أعلم بأنك تتألم يا والدي، ولكن اصبر وتحمل من أجلنا فنحن نحبك. أما إيهاب فقد قدم دراسة الثانوية العامة في السجن، وحصل الدرجة الرابعة على مستوى الطلبة الأسرى، وهو نظام خاص معمول به في الأراضي المحتلة.
إلا أن عيسى حدثنا أيضا عن عيد الميلاد في السجن، فقال:
كنت المسيحي الوحيد ضمن مئات الأسرى الفلسطينيين. جاء الجنود يوما لتفتيش مهاجعنا، وإذا مجنّدة ترفع بيدها صورة التقطتها من تحت وسادتي: ما هذا؟ فأجبتها صورة مريم العذراء تحمل طفلها يسوع. وهل أنت مسيحي؟ نعم. فقالت للجنود: لا تفتشوا هذا المهجع بعد اليوم ظنا منها أنها تقدم خدمة للمسيحيين. فقلت لها لا: أنا فلسطيني، ومثلما تعاملين أخوتي... عامليني.
إلا أن ما أثر بالأكثر، هو عيد الميلاد في سجن النقب. قال عيسى، تفاجأت بوفد من الأخوة الأسرى، أتوا إليّ ليلة عيد الميلاد، فقالوا، نحن نمثل كل الأطياف السياسية في هذا المعتقل. ومنهم إسلاميون... وأنت أخونا المسيحي الوحيد... لا نريدك أن تبقى وحدك. فقد جمعنا التبرعات من أجلك وسنحتفل معك بأجمل عيد هنا.
ترقرقت الدموع في عيني عيسى وهو يحتضن ابنته ويحدثنا: تصوّروا كم كانت فرحتي بعيد الميلاد العام الماضي. فقد علق السجناء معي كل زينة استطاعوا تدبيرها في ذلك المكان المنعزل. وأقاموا وجبة غداء كبيرة. ووزعوا الحلويات على كل السجناء... إذ لم يريدوا ولم يقبلوا أبدا أن أبقى وحيدا في العيد.
خرج عيسى بعدها من الحبس، ليس بمنّةٍ من أحد، بل لانتهاء مدة محكوميته مع أخيه إيهاب، بعد أكثر من عام ونصف... خرج يحمل في جسده أمراضا عدّة... وهو الآن يبحث عن عمل كريم يعيش به، إذ كان قبلها يعمل في "القصارة والتكحيل"، لكنّ جسمه لم يعد يحتمل هذا النوع من العمل الشاق. وها هو يعيش عيد الميلاد هذا العام مع أهله وزوجته وصغاره... لكنه حتما لن ينسى عيد العام الماضي... حيث تجلى التآلف المسيحي الإسلامي في أبهى صوره. وأين؟ في سجون الاحتلال.
كل عام وأنتم بخير
الأب رفعــت بدر
www.abouna.org
abouna.org@gmail.com
التعليقات
مقال جميل
برسوم الايلافي -مقال جميل اتمنى ان يستفيد منه المتعصبين - الذين يعمدون الى شيطنة الاسلام والمسلمين ودمغهم بالارهاب والتطرف .
رسالة شكر
محمد عبد الوهاب -مقال جميل جدا ... انا اسمي محمد عبد الوهاب ..وانا احترم جميع رجال الدين من مختلف الديانات فهم اقرب الى الله منا واطهر قلبا ..فكل البشر على مختلف الديانات يجمعهم امر واحد هو حب الله ..بارك الله بكم .. وانا افضل يا اخوي برسوم الايلافي الطيب ان نستخدم كلمة بعض المسلمين ..وليس كلمة المسلمين لانها عامة وتشمل الجميع ..انا معك وايدك ان من المسلمين من هو متعصب ...ربما انا ومن هم مثلي ممن لديهم اب مسلم وام مسيحية .. يشعر بشيء ويعيش حياة لا يعلما الا الله ( لا اقصد الحياة داخل المنزل ، ولكن المجتمع خارج المنزل ) فنحن داخل المنزل نعيش حياة رائعة انتجت طبيب ومحاميان وشرطي وثلاث معلمات ومهندس ولله الحمد..واشكر كل الاخوة من جميع الديانات من اصحاب الفكر الانساني النير ..من امثال الاب رفعت بدر
ايهما افضل
س. خير الله -ماذا عن الميلاد في السجون خارج الاحتلال الاسرائيلي؟ ماذا عن الميلاد في السجون العربية؟ كعربي لو خيروني بين السجون الاسرائيلية والعربية لاخترت الاولى وتعرفون لماذا.ماذا عن عيسى في سجن صيدنايا او سجن تدمر او اي سجن آخر حيث الداخل مفقود واذا خرج ونادرا ما يحدث ذلك فهو مولود.وبالمناسبة عندى سؤال اوجهه للقراء: ايهما افضل ابو غريب صدام او ابو غريب ما بعد صدام ولماذا نسمع ونكتب عن الثاني وننسي الاول؟اذا تمكنت من الاجابة الصحيحة تربح المليون......
الى:س.خير الله
mohd amin -لا ادري هل كان السيد خير الله يريد ان يشيد بالسجون الاسرائيلية, لان سجون العرب سيئة؟يا اخي لا توجد سجون جيدة ولو توفرت فيها خدمات 5 نجوم طالما قيدت حرية الانسان الذي خلق حرا ويجب ان يظل كذلك .ولعلم السيد خير الله,هناك الكثير من المساجين الفلسطينيين الذين اصيبوا بعاهات او اعاقات دائمةاوامراض عضوية او نفسية او عصبية نتيجة التعذيب ,فهلترغب في ان تعيش هذه التجربة حتى تقارن بينها وبين بعض السجون العربية؟ صدقني ان المخابرات هي المخابرات والسجون هي السجون ووسائل التعذيب هي ذاتها عند العرب واليهود !(إسأل مجرّب).
لعلكم تستفيدون
محمد المسيحي -لعل المتعصبين الذين يسبون وبلعنون المسيحية واليهودية ويستهزؤن بصلب المسيح ومن كان يدير شؤون العالم خلال الايام الثلاثة التي قضاها المسيح المصلوب تحت التراب والتهكم بالايمان المسيحي وسب وشتم المسيح والتشكيك بتعاليم المسيحية, يستفيدون من هذه المقالة ونامل (وهو ما لن يتحقق لان التعصب والارهاب والتطرف والقتل هو اساس إيمانهم), متناسين شرب البول والذبابة وجنة الحوريات وانهر الخمر واحفاد القردة والخنازير ووووو, في التوجه نحو جادة الصواب والتعقل والمنطق,إن كانوا يؤمنون بالمنطق.
المحبة أكبر
الحقيقة -كل عام والأمة العربية بمسيحيها ومسلميها بألف خير.نشكر الأب الفاضل بدر على هذا المقال الأكثر من رائع ، ونشكر جهوده التي يبذلها دائماً في شبيل ترسيخ معنى الألفة والعيش معاً.
تعصب واتبعني ؟!!
مفهوم طبعا -عجبا كيف يصلب الاله ؟!! عقائد المسيحيين قائمة على الديانات القديمة من فرعونية ومجوسية وهندوكيه ويونانية ان الرموز والطقوس مأخوذة بلا تحوير او تدوير من هذه الديانات القديمة صورة طبق الاصل ؟!!!اختلف المسيحيون حول طبيعة المسيح وحول طريقة ولادته ومكان ولادته ومكان وطريقة موته وكنه رسالته ـ ولايزالون مختلفين ـ حتى يحكم الله وحده لاشريك له بينهم وهو اعدل الحاكمين . وهذه العقيدة لايمكن للعقل قبولها ولاتوافق حتى السنن الكونية، ولهذا وجد لها النصارى حلاً، فقالوا لأتباعهم المقولة المشهورة: &;اعصب عينيك واعتقد &;، أي من غير أن تفكر هل هو مقبول عقلاً أم لا؟
لاعقلانية لامنطق ؟!!
برسوم الايلافي -يااخ جرجس المسيحي ان تتكلم عن العقلانية والمنطق اود ان اخبرك انه لا عقلانية ولا منطق عندكم ، انتم فقط مثل الجاهليين العرب زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنطقهم اننا وجدنا آبانا هكذا ونحن على طريقتهم نسير ؟!! يعني لا عقلانية ولا منطق اغمض عينك واتبعني ولم تكلفوا خاطركم التفكر مثلما فعل نظراؤكم المسيحيون الغربيون الذين طرحوا كثيرا من الاسئلة المحرجة على قساوستهم فلما لم يجدوا اجابة انفضوا للتفتيش على من يرد على الاسئلة ذهبوا فمنهم من هداه الله الى الاسلام ومنهم ذهب الى البوذية ومنهم من الحد الخ .. وبقبتم انتم متعصبون على طريقة عنزه ولو طارت ؟!! بينما دعا الاسلام الى التفكر وحث على التفكر وطرح اسئلة واجاب عنها قال للمشركين هذه الاصنام التي تعبدونها هل تنفعكم هل تضركم هل اذا وقعتم في ظرف قاهر من تدعون هل تقولون يا الله يا رحمان ام تقولون يا هبل او ياعزى ؟! هداكم الله الى انوار الاسلام ..
Not true
Rowaida -لا يوجد اختلاف في العقيدة المسيحية وجميع الطوائف المسيحية يقرون بان المسيح هو الله في الجسد والقرآن يدعو المسيح روح الله وكلمته. اماهذه المقولة اعصب عينيك واعتقد فليس لها وجود في الحياة المسيحية اطلاقا ولم نسمع بها وعلى العكس فالمسيح جاء ليفتح العيون وليس لعصبها
هذا هو المسيح 1
برسوم الايلافي -المقصود بكلمة الله هي كن فيكون اي كن يا عيسى بذرة في جوف امك الصديقة مريم ولتمر مريم بكل مراحل الحمل من اعياء وغثيان وشكوى ومن وضع من آلام المخاض فخروج من المكان المعتاد الذي خرج منه اطفال الدنيا من بين دم ووسخ ثم ارضعيه يا مريم ولينطق في المهد [ وليقل اني عبدالله ] وليفعل كما يفعل اي طفل في الدنيا تبول وتغوط اضحك وابكي واحزن واجري وكل وشرب واذهب ا لى الخلاء زي الناس واكبر وتفكر وفي سن الثلاثين سبصطفيك الله لتكون نبيه لهداية خراف بني اسرائيل الضالة وسيغشاك الملاك جبرائيل وسينزل عليك كتاب الانجيل وستدعو وستعاني وستكذب وسندعمك بالمعجزات سيؤمن بك اناس ويكذبك ناس يشون بك الى الحاكم البيزنطي ثم يقع شبهك على الخائن ثم يصلب وينجيك الله منهم يتوفاك ويرفعك اليه ثم يختلف حولك المؤمنون بك ويحولونك الى اله تعبد من دون الله وتكون فتنة ثم يرد الجميع الى الله فيحكم الله بين المختلفين ستكون وجيها في الدنيا والاخرة
هذاهو المسيح 2
برسوم الايلافي -وسيحبك اتباع النبي الذي بشرت به ويتسمون باسمك وباسم اسم امك الصديقه ويصلون عليك وستعود قبل قيام الساعة فتجاهد في سبيل الله سبع سنين تدعو فيه الى الاسلام تهدم الصليب وتريق الخمر وتقتل الخنزير ولن تكون هناك حرية اما الاسلام واما حش الرقبه وسيتبعك خلق كثيرون ثم تموت ويصلي عليك المهدي وتقوم القيامه
معليش ولا مؤاخذه 1
اوس العربي -الله جل جلاله واحــد أم ثلاثــة ؟هل المسيح هو الله؟وقد اهتم المحققون بمناقشة الطبيعة الواحدة للمسيح والتي تقول بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية (المرقسية).وفي بيان معتقدها يقول حبيب جرجس عميد الكلية الاكليريكية بمصر موضحاً عقيدة الأرثوذكس المصريين في مسألة الطبيعة الواحدة : "إن فادينا العظيم قد تنزل عن سماء مجده، وقبل أن يتحد بالإنسان باتخاذه جسداً حقيقياً بنفس عاقلة ناطقة، فحبل به بقوة الروح القدس…واتحادهما بدون اختلاط ولا امتزاج، يصيران شخصاً واحداً، ذا طبيعة واحدة…صار المسيح ذاتاً واحدة جوهراً واحداً طبيعة واحدة، مشيئة واحدة".
معليش ولا مؤاخذه 2
اوس العربي -ولعل هذا المذهب أشد مذاهب النصارى إذ أنه جعل الله هو المسيح عليه السلام كما قال الله عنهم: { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم} (المائدة :17).ويعجب المسلمون كيف جعل أتباع هذا المذهب الله بشراً؟ فالقديم الأزلي لا يصير محدثاً، ولا يجري عليه ما يجري على البشر من عوارض كالنوم والنسيان والأكل والشرب وكونه يرى…لكن النصوص المقدسة تثبت أن المسيح ليس الله، فثمة مفارقات واضحة بينهما، فالمسيح بشر، أصابته العوارض التي تصيب سائر البشر، وهي عوارض تنزه النصوص التوراتية، بل والإنجيلية الله عز وجل عنها.فالمسيح مولود امرأة، وهيهات لمولود المرأة، ابن آدم الدود، أن يكون إلهاً، فقد جاء في التوراة "فكيف يتبرر الإنسان عند الله وكيف يزكو مولود المرأة. هوذا نفس القمر لا يضيء والكواكب غير نقية في عينيه. فكم بالحري الإنسان الرمّة وابن آدم الدود" (أيوب 25/4-5).
ولامؤاخذه 3
اوس -فالمسيح نام في السفينة (انظر مرقس 4/35-38)، أما الله "إنه لا ينعس ولا ينام حافظ إسرائيل" (المزمور 121/4).والمسيح كان جسداً مرئياً، والله لا يرى "الذي لم يره أحد من الناس، ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية" (تيموثاوس (1) 6/16). وهو ما يقوله يوحنا: " الله لم يره أحد قط " (يوحنا 1/18).يمضي يوحنا فيقول: " الله روح" (يوحنا 4/24)، أي ليس جسماً في حين كان المسيح جسماً محسوساً باللمس والمسيح عن نفسه يقول: " انظروا يديّ ورجليّ، إني أنا هو، جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي. وحين قال هذا، أراهم يديه ورجليه" (لوقا 24/37-41).
ولامؤاخذه 4
اوس -بل لا تقدر الأجسام أن ترى الله، ومن رآه يموت (انظر الخروج 10/28) فكيف يزعم هؤلاء بأن البشر رأوه. والمسيح كان صوته مسموعاً، أما الآب فالأسفار تخبر أن أحداً لم يسمع صوته، ولم يره "والآب نفسه الذي أرسلني يشهد لي. لم تسمعوا صوته قط ولا أبصرتم هيئته" (يوحنا 5/37)وكيف يقول النصارى: إن جسداً بشرياً قد اكتنفه في بطنه إلى حين ولادته، والله غير ذلك "العلي لا يسكن في هياكل مصنوعات الأيادي" (أعمال 7/48). ومن المحال أن يكتنفه جسد أرضي مهما عظم، فالسماوات والأرض لا تسعه " هل يسكن الله حقاً على الأرض؟ هوذا السماوات وسماء السماوات لا تسعك، فكم بالأقل هذا البيت الذي بنيت" (ملوك(1) 8/27)والمسيح صلب - كما ذكرت الأناجيل - ومات، والله عن نفسه يقول: "حي أنا إلى الأبد" (التثنية 32/40)، ويقول: "أقسم بالحي إلى أبد الآبدين" (الرؤيا 10/6)، وهو "الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور، لا يدنى" (تيموثاوس (1) 6/16).
ولامؤاخذه 5
اوس -كما أفادت نصوص أخرى عجزاً للمسيح وقعوداً عن مرتبة الألوهية فدل ذلك على أنه ليس الله فقد جهل موعد الساعة " وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السماوات، إلا أبي وحده " (متى 24/36).وقال عن نفسه: "أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً " (يوحنا 5/30).لذا عجز أن يعد ابني زبدى بالملكوت (انظر متى 20/23)، ولما سماه أحدهم صالحاً قال: "لم تدعوني صالحاً؟ ليس أحد صالحاً إلا واحد، وهو الله" (لوقا 18/18-20).وذكر بولس أن للمسيح شركاء "من أجل ذلك مسحك الله بزيت الابتهاج أكثر من شركائك" (عبرانيين 1/8-10). فهل هؤلاء شركاء له حتى في الألوهية؟.كما ثمة نصوص أفادت بأن المسيح عبد إلهاً غيره، ناداه وهو على الصليب: " إلهي إلهي لماذا تركتني" (متى 27/46).وقال عن الله: " أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 20/17).كما كان المسيح يعبد ربه ويصلي له، ومن ذلك صلاته ليلة أن جاء الجند للقبض عليه (انظر متى 26/39)، فإذا كان هو الله فلمن كان يصلي، هل الله يصلي لله؟ وهل الله يدعو الله؟ ثم هل يستجيب الله لدعاء الله؟!
ولامؤاخذه 6
اوس -وقال للشيطان لما طلبه أن يسجد له: "مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد:" (متى 4/10).كما تثبت النصوص تغايراً بين المسيح والله، وتذكر عشرات النصوص أن المسيح مرسل من الله والمرسَل غير المرسِل، منها "الكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني" (يوحنا 14/24). وأكد يوحنا المغايرة بين الآب والابن، وأنهما ليسا واحداً في قوله على لسان المسيح : "لم أتكلم من نفسي، لكن الأب الذي أرسلني، هو أعطاني وصية ماذا أقول، وبماذا أتكلم" (يوحنا 12/49)، فإذا كان الابن مساوياً للآب في كل شيء أو هو الآب نفسه، فلم كان الابن لا يتكلم من تلقاء نفسه بل لابد له من موافقة الآب الذي أرسله وأعطاه وأوصاه بالكلام الذي ينبغي أن يقوله.
ولامؤاخذه 7
اوس -ويقول المسيح أخرى: "أرسلتني إلى العالم…ليؤمن العالم أنك أرسلتني…" (يوحنا 17/21-24). ومن النصوص التي أفادت المغايرة قول بولس عن المسيح "الذي أقامه من الأموات" (كولوسي2/12)، فالقائم من الموت غير الذي أقامه.ويقول بولس: "نشكر الله أبا ربنا يسوع المسيح" (كولوسي 1/3). فالأب ليس الابن، بل أبوه. ويقول المسيح: "كما أحبني الأب" (يوحنا 15/9)، ويقول: " ليفهم العالم أني أحب الآب وكما أوصاني الآب " (يوحنا 14/31)، فالمحب غير المحبوب، والموصي غير الموصى.ويقول: "ما سمعته من أبي" (يوحنا 1/15)، فالسامع ليس القائل.
ولامؤاخذه 7
اوس -ويؤكد الفرق بينه وبين الله، فيقول: "أبغضوني أنا وأبي" (يوحنا 15/24).ومما يفيد أيضاً المغايرة بين الأقانيم الثلاثة قول بطرس: "يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيراً" (أعمال 10/38)، فالله مسح عيسى بالروح القدس، فهم ثلاث شخصيات متمايزة منفصلة.وجاءت نصوص تقول بأن المسيح بعد القيامة "ارتفع وجلس عن يمين الله" (مرقس 16/19). ويقول بولس: "المسيح جالس عن يمين الله" (كولوسي 3/1)، فالذي عن اليمين غير للذي عن شماله.وقد قال لمريم: " وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" (يوحنا 20/17)، فالصاعد غير الذي يصعد إليه.كما أن هذه الغيرية تنطوي على عدم تساوٍ بين الله والمسيح، فقد قال المسيح: "أبي أعظم مني" (يوحنا 14/28)، وقال: "أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل" (يوحنا 10/29)، وقال: "الحق الحق أقول لكم: إنه ليس عبد أعظم من سيده، ولا رسول أعظم من مرسله" (يوحنا 13/26)، وقال: "الحق أقول لكم، لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الآب يعمل" (يوحنا 5/19).
الى تعصب و اتبعني
بسمان -لقد خرجت عن موضوع المقال و هذه حالة معروفة بين المعلقين, عشوائية وعدم دقه في التفكير و الطرح و النقاش.
الله واحد
برسوم الايلافي -قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن كفوا له احد ـ صدق الله العلي العظيم الواحد الاحد