إننا خونة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
1
وطن بلا مواطنين تداعيات في ضوء إعلان دمشق
قبل خبر اعتقال فداء حوراني، كرئيسة منتخبة لمجلس إعلان دمشق، قلت أن سورية لازال فيها خيرا بانتخابها لفداء، وبعده تواردت الأنباء عن توالي الاعتقالات، هذا لم يفاجئني أبدا، سلطة بلادي منذ زمن بعيد، وبعيد جدا اتخذت قرارها بتصفية ونهب الشعب السوري رمزيا وماديا، وتحويل سورية إلى بقايا، ليجيب أحدا منا على سؤال، من هو العدو رقم واحد بالنسبة لنظام بلادي السياسي؟ اعتلت عذاباتنا، قمم خاوية، سرعان ما انهارت، عند أو ل منعطف، وأسفرت عن وجه، كان يحلم به نظام بلادي! أن يخرج لديه أصوات تخون المعارضة السورية، تلك المعارضة الحقيقية التي دفعت من حياتها وحياة أبناءها سجونا وتشرد وفقر، مرة سألني مثقف أمريكي مهتم بالشأن السوري سؤالا: لا أصدق أنك كنت معتقلا 12 عاما وتقبل أن تتحالف مع عبد الحليم خدام، كيف هذه لم تخطر ببالي؟ والآن سأجيب على السؤال الذي أجبت فيه الرجل لكنني لم أكتبه في السابق، قلت له: ببساطة متناهية، خدام يشكل ضمانة أقله لبعض رموز الطائفة العلوية في سورية. ولهذا لم يكن لدي مانع من التحدث مع رفعت أسد ساعات عبر الهاتف، متيقنا أن هذا ما تحتاجه سورية، رموز سياسة تشكل ضمانة لأبناء الطائفة الذين لهم مصلحة في التغيير ويخافونه. كنت مخطئا أو مصيبا، ليس هذا هو المهم، ولكنني اكتشفت، أن جملة المصالح المعقدة التي راكمها نظام بني على أساس أقلوي، ولن يسمح مهما كان الثمن بأن يتحول إلى نظام طبيعي. ويستخدم كل الأساليب الممكنة، من أجل هذا الهدف، جملة المصالح المعقدة هذه صار فيها تشكيل ما فوق طائفي ناطق باسم نظام طائفي- تشكيل يتشدق بكل القيم القومية و العروبية، والطبقات الشعبية، التي هزمها هو نفسه، مع نظامه، كما هزم المجتمع السوري- والتوصيف هنا إجرائي أولا ولا يتناول أبناء الطائفة ولا عقيدتهم، لكنه يتناول آليات إنبناء النظام منذ ولادته عام 1970. حاورت وأنا كنت ومازلت أزعم بأنني علماني، وربما أكثر، الأخوان المسلمين ولازلت أدافع عن هذا الحوار من أجل لغة تبث الطمأنينة لدى أبناء الأقليات السورية عموما، والأقلية العلوية بشكل خاص، ولم أكن أخفي هذه النقطة أو أتعامل معها بتكتيك، أو أجعلها مجالا للمساومة مع أي طرف كان، رغم أنني كسبت من عداوات مع الأصدقاء في جماعة الأخوان المسلمين، ورغم قناعتي أنهم الفصيل الأكثر مؤسسية في الحياة السياسية السورية، ولا يمكن للمعارضة تجاوزهم- بشوية- شعارات! ومع ذلك هنالك قضايا لا يمكن للمرء أن يساوم عليها، خصوصا أنه في جو من الحرية. لا أعرف في الحقيقة هنالك مسألة تثير الريبة، كيف لمعارض يكون لديه استعداد للتعاطي مع الرموز الأمنية القائمة في البلد الآن، ويشتم خدام في كل مناسبة! ليس دفاعا عن خدام، وهو أقدر بالدفاع عن نفسه. ولا أبيض صفحة أحدا كائن من كان، حتى لو كان والدي رحمه الله الذي كان يعتبر من رموز البعث القلائل الذين كانوا نظيفي اليد واللسان، في محافظة درعا في فترة من الفترات! ولكن أمرا يدعو للريبة حقيقة، من المعروف في سورية مثلا! أن العماد المتقاعد حكمت الشهابي، كان أقوى شخصية سنية في الحكم، بحكم المناصب التي تقلدها منذ تولي الأسد الأب السلطة، بدءا من رئيس لاستخبارات النظام وانتهاء برئيس أركان النظام على مدى أكثر من عشرين عاما- مع ذلك بقي منفذا لا أكثر ولا أقل- لا أحد يأتي على ذكره! ربما كما قال لي أحد الأصدقاء، لو بقي خدام خارج المعارضة لما اقترب منه أحد من علمانيي وديمقراطيي سورية المساندين للطبقات الشعبية السورية، في آخر بدعهم والتي تقول أن خدام هو من صاغ القانون 49 القاضي بإعدام كل منتسب لجماعة الأخوان المسلمين! لا أعتقد أن من كتب هذه الجملة مقتنع بها! لأنهم أكثر من يعرفون، أن في زمن الرئيس الراحل، لم يكن لديه مراكز قوى تصيغ قرارات إستراتيجية! كان لديه منفذين، لهذا وغيره من الأسباب التي سأتناولها تباعا قلت منذ البداية نحن خونة! وقال لي هذا الصديق نفسه، ألا تشعر بخيانة لذاتك المنتهكة عندما كان خدام نائبا لرئيس النظام السوري، وتجلس معه الآن؟ وأقول لبعض الأصدقاء التالي: إذا كنت تجد من مصلحتك بقاء النظام، لسبب أو لآخر فهذا من حقك، ولكن لماذا تشعر بعقدة الذنب، وتحاول أن ترمي بما يثقل ضميرك على الآخرين. أليست هذه خيانة للذات قبل الوطن. بأي معتقد يمكن أن تبرر لهذا النظام اعتقال رموز، هم النظافة بعينها، ولا أتحدث هنا عن أناس لا أعرفهم بل أتحدث عن أناس أعرفهم، جيدا كما أزعم. كلنا خونة كمثقفين وأشباه مثقفين، ولكل خياناته وعلى طريقته! عندما تعتقل فداء حوراني، وتجد من يبرر اعتقالها من جهة، ويتهمها بالخيانة. ليس خيانة أن أحاول توظيف ما أراه مناسبا من أجل هدف واحد وهو التغيير السلمي الديمقراطي في سورية. وبنفس الوقت هي خيانة لتاريخ، كان فيه السيد خدام والسيد رفعت الأسد نائبي رئيس نظام فتك بالأخضر واليابس في سورية قبل لبنان، وفي فلسطين قبل سورية. نعم هي خيانة لذات فردية، لكن لو كان الأمر كذلك، أقصد لو كانت المسألة فردية، وتتعلق بأقنومات رمزية لحالة فردية لشبه مثقف مثلي، لما كنت ربما أتحاور مع خدام أو مع غيره. المسألة ببساطة لها وجهين:
أحدهما شخصي وهذا لا علاقة له بأحد! في أنني رأيت في خطوة الرجل حالة تستحق التوقف عندها ومعرفة كنهها، وجوهرها، وتفاصيلها. والوجه الثاني: تجذر الإشكالية الطائفية في سورية، والخوف من تفجرها تقتضي منا إضافة إلى عوامل أخرى أن نحاول تهيئة كل المناخات الضرورية لتغيير سلمي ديمقراطي، حتى لو قاده الرئيس بشار الأسد نفسه وفي حال عبر عن أدنى رغبة بذلك- ياريت- ليته يفعل ذلك لكي أصفق له وأنا غير ملوث! والذي أمر باعتقال رفاق وأصدقاء لي، كل ما قاموا به أنهم سوريون. أما لجهة الأمريكيين: القول واضح يا سادة كلما أطلقت على الأمريكيين تجد حاضنا على كافة الصعد لدى الاستبداد العربي، والسوري الإيراني بشكل خاص. لأنني مقتنع كالكثير غيري أن الأمريكيين أصبحوا في مسامنا. ومع ذلك سنعود مرارا وتكرارا لنقاش الأصدقاء حول هذا الأمر، ولكن قبل أن نختم هذا الجزء: للأسف نقول التالي: أن الاستبداد من التجذر والقوة والشراسة، في أنه لن يؤثر عليه( شوية حكواتية مثلي وجر) بل يؤثر عليه عاملان فقط: الأول أمريكا بما تمثله في العالم وفي المجتمع الدولي، والثاني تفكك هذا الاستبداد من داخله، فإذا كان في سورية هنالك إمكانية لتوفر الأول، فإن الإمكانية الثانية شبه معدومة لأن النظام متماسك طائفيا. الجو في سورية أوصله الاستبداد إلى حالة من الشبهة العميقة. لدرجة أنك عند كل اجتهاد، تجد نفسك ملوثا. ولكن لسورية، ولدمشق مكانا يجعلها أكبر مما يصيبنا من تلوث فردي. الطرقات كلها زحلقة، والمعايير ضاعت في أروقة الاستخبارات، وهذا ما يجعلنا نشكر السيد جورج بوش، علانية وبصراحة، فلقد استطاع الاستبداد أن يلوثنا جميعا، حتى الصامتين منا ربما يكونوا أكثر تلوثا من- العلاكين، أمثالي. سورية ملف يجب فتحه، حتى آخر ما يفرزه من روائح..
لم يخكم أحد يا أصدقاء!
هل هنالك فيكم من هو خائن؟ إذا كنتم خونة فنحن كذلك. ما تم في إعلان دمشق من انتخابات وتحشيدات نظنه طبيعيا، وتم على رؤوس الأشهاد، والطرف الآخر الذي تتباكون عليه، لديه من الخبرة في هذا المجال الكثير، وإلا كيف بقي كل هذا الزمن في واجهة المعارضة؟ لهذا قلنا في القسم الأول من هذه الخواطر، سورية ملف يجب فتحه! وكوننا خونة وكما يقال- عنزة لو طارت- لهذا نحن هنا لا نحاور فقط وإنما نحاول أن نفتح ملفا، وأبدأ بسؤال واحد: هل توقيت الهجوم بهذا الشكل، وهذه اللغة، على إعلان دمشق ومناضليه، عمل سياسي يخدم العمل العام من أجل سورية، الآن ربما يستطيع المرء أن يفهم سر هجومكم المسبق على جبهة الخلاص، وحركة خدام؟ ثم هل أنتم مقتنعون فعلا: أن أمريكا جاهزة لكل إشارة من أي معارض مهما كان؟ لم نجد أحدا منكم تكلم عن الاجتياح الإيراني الممنهج لدمشق الحزينة بكم! وليس بالنظام، فأهل دمشق تعودوا على القمع والنهب والعيش في خوف ليل نهار، تنهب حواريهم وبيوتهم، تنتهك حاراتهم الطينية، ويهجروا منها على عينك يا تاجر، وأنتم صامتون، أين سكان دمشق الأصليين الآن؟ أسألكم أين هم؟ كم تملك الجاليات الإيرانية والمتعاونين معها من دمشق الآن؟ لا ليس هذا فحسب بل تكتبون في الصحف الإيرانية أيضا لكي تهاجموا إعلان دمشق ومعتقليه، بهذا تستحقون كل التحية! مرة أخرى رياض الترك في مرمى النيران،هل هذا يعني شيء ما؟و لماذا؟ من المستفيد من هذا الأمر في هذه اللحظة من عمر سورية، ورياض الترك ليس رمزا لا ينقد أبدا لا أحد فوق النقد، ولكن هنالك مسافة بين النقد وبين التخوين والتشهير، والاتهام المبطن والصريح بالعمالة؟ ثم عن أية ليبرالية تتحدثون؟ هل كذبتم الكذبة وصدقتم أنفسكم!؟ وعن أي مشروع أمريكي قادرة معارضة لا تجد مكانا تعقد فيه اجتماعا غير بيت السيد رياض سيف، ويمكن لها أن تحمل مشروعا أمريكيا؟ ما هو المشروع الأمريكي يا سادة في سورية، وأنتم تعرفون المشروع الأمريكي؟ لا تقولوا العراق، فأنتم أدرى من يقوم بذبح الشعب العراقي؟ وعلى مبدأ أهل مكة أدرى بشعابها. رياض الترك الذي أمضى حياته في السجون والمعتقلات وتحت الرصد، ينتظركم الآن لتحموا سورية من أمريكيته! هو أمريكي تفتق عقلكم عما يدور في أذهانكم غير القادرة على التجدد! ربما لو كنت في سورية لكنت أجبن من أن أكتب، ما أكتب! ولكنني لم أكتب كي أصور الواقع بعكس ما هو عليه! دعونا نخرج من تحت الطاولة إلى فضاء
سورية الحقيقية مهما كانت روائحه! أن تنتخب المعارضة السورية ومهما كانت الأسباب امرأة لرئاسة مجلسها الوطني، وليست أي امرأة! بل هي بنت حماة، وهذه دلالة ربما أزعجت العلمانيين منكم! ولا أظن هذا خافيا معناه عنكم! فهم يصادرون العلمانية والديمقراطية كلها مع السلطة، والمعارضة إما أمريكية أو طائفية أو أصولية؟ فكيف تستوي هذه معكم يبدو أن وجود نساء في قيادات المعارضة، أزعجكم أيضا، ولهذا اتهمتم فداء حوراني بالعمالة لأمريكا وبررتم للنظام اعتقالها. أظن أنكم تباركتم بعمامة نصر الله! خوفكم من الديمقراطية هو ما يسيطر على وعيكم ولا وعيكم معا. لأنكم ستصبحون كمصطفى بكري حبيب قناة الجزيرة! في مصر وحزبه الذي لم يستطع أن ينجح شخص واحد للبرلمان لو لم ينزل على قائمة الأخوان المسلمين! تخافون الديمقراطية لأنها تضعكم أمام هواجسكم وجها لوجه! أنتم معارضة وهذا يكفيكم الآن تجمعون امتيازات الغرب وإيران معا، فلمن تصح هذه!؟ كلام رياض الترك سطحي وكلامكم بعدم كلامكم عن إيران عميق، وذو بعد نظر استراتيجي! فأنتم علمانيون على شعب مقهور، ومع القاعدة ضد الأمريكان، ومع حسن نصر الله ضد لبنان! عن أي مشروع تضحكون به على البشر! أنتم لم تتحدثوا بشكل نظري! عميق! حتى نتحدث معكم بشكل نظري بسيط! أنتم رسمتم حدا للخيانة لمن يختلف معكم وبررتم للسلطة رميهم في السجن! أ يوجد عمق نظري بعد هذا العمق!نحن الآن نحتاج إلى إعادة تقييم نظري وسياسي ومعرفي، لواقعنا، كيف نستلهم حقيقة نتائج هذا الفرز، وقرع الطبول، على شبابيك الزنازين!وأصوات أطفال حرموا في الأعياد من أبائهم..
القسم الثالث والأخير
بعد نتائج انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق، وجدت نفسي في الحقيقة، أمام مشهد كنت أتطلع إليه منذ زمن مع غيري من المعارضة السوري، وهو وحدة الفعل المعارض، وأعتقد أن المجلس الأخير للإعلان قد كرس هذا الأمر على أرض الواقع، لهذا قررت بشيء من التفاؤل، أن ابتعد عن الاحتكاك مع أطر المعارضة التنظيمية، لأنني لا أجد نفسي حقيقة في مثل هذا النشاط الخلاق.وأظن أن وظيفتنا، قد انطلقت من النقد لواقع بكل مستوياته، في السلطة والمعارضة، وهذه وظيفة ليست بالأمر السهل، حيث تترافق مع الحاجة لمتابعة و لقراءة عميقة للواقع السوري، وما يحيط به من متغيرات، وما يعتمل في داخله من حركية اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية. حتى تنقد لا بد لك من هامش ليس قليل من الاستقلالية عن حقل النقد ذاته، لأنك لا تستطيع أن تكون مستقلا بالمطلق أمام حقل فيه من التباينات والآراء، والأصدقاء والحلفاء والخصوم الكثير. وهذا ما حاولت في السابق والآن الحفاظ عليه، رغم كل الضغوط وعلى كل المستويات. لهذا أنا أكتب من خارج أية مؤسسة للمعارضة،رغم حضوري لمؤتمر جبهة الخلاص الوطني الذي عقد في برلين، ووجدت نفسي مرة أخرى، أنني لا أصلح لهذا النوع من الفعل المعارض. بغض النظر عن موافقتي أو عدمها عما تمخض عنه هذا المؤتمر من نتائج، كنت قد كتبت عنها، كثيرا، لأنني مؤمن أن الفعل المعارض هو فعل نقدي، ولا أحد داخله فوق النقد، مهما كان، ولكن هنالك فارق بين النقد وبين التخوين وتبرير اعتقال كائنا من كان لمجرد أن لديه رأي. وبهذه المناسبة أسجل نقدي على العطالة النسبية لهيئات جبهة الخلاص. والتي لم ترتقي في الحقيقة، لما يتعرض له الفعل المعارض في داخل سورية وخارجها، واحتياجات هذا الفعل. ومرة أخرى أسجل بعض الملاحظات كنت قد سجلتها وأعيدها هنا بتفصيل أكثر: وسأضرب مثالا: امتلأت المواقع الكردية السورية بقضية الشاب جهاد صالح الذي هددته المخابرات السورية، كما جاء على لسان حزبه، هددته بالخطف من لبنان. بينما الاعتقالات و الاستدعاءات وحملات التخوين التي تمت وتتم لقوى إعلان دمشق ورموزه، لم تأخذ حيزا بسيطا من اهتمام الأخوة والرفاق الأكراد السوريين، وهم يفهمون ما أقصده بشكل جيد. وكأنني ألمح تشفيا عند بعضهم!أو عدم اهتمام عند بعضهم الآخر، أرجو أن أكون مخطئا في هذا الانطباع.
الملاحظة الثانية- أن إعلان دمشق بخطوته الأخيرة، وانفتاح تيارات جبهة الخلاص أيضا قد كسرت كل الحواجز بين تيارات المعارضة السورية، وأرجو أن تكون هذه بداية راسخة، لفعل معارض بمؤسسة، واحدة قادرة على تمثيل المطلب الديمقراطي السوري، فأنا ربما أختلف مع الكثير في هذا المجال، في أن المعارضة أمام نظام متماسك قوي، وهواجس من كل حدب وصوب، تقف عائقا أمام الفعل المعارض، إضافة إلى اعتقالات وما شابه. ربما لدى هذه المعارضة الكثير من العمل على تفرض تنازلا ما في المستوى الديمقراطي، على هذه السلطة، أما تغيير النظام جملة وتفصيلا فهذا أمر اعتقده بعيدا جدا. فشعبنا منهك، خائف، مبعثر جهويا، ووضع إقليمي لا يساعد، ووضع دولي له أجندات متعددة الرؤوس والمصالح. كيف تفرض على هذا النظام مطالبها بالتدريج كما جاء في بيان إعلان دمشق الختامي، ما هي الوسائل والأدوات؟ هذا هو سؤال من الأسئلة المهمة في هذه المرحلة.
الملاحظة الثالثة- على تيارات جبهة الخلاص عموما، والسيد خدام خصوصا مهمة إعادة تقييم نقدية لتجربتهم خلال السنتين الماضيتين، وإعادة قراءة للأوضاع الإقليمية والمحلية والدولية، وكيفية التعاطي معها، إن بناء مؤسسات راسخة للمعارضة يمنع كائن من كان أن يفكر بأن المعارضة السورية هي أداة ضغط فقط، ويمنحها حرية الحركة والاستقلالية التامة. ويجب ألا يضيع ما قامت به الجبهة وهو مهم حتى الآن، في متاهات قراءة تقليدية للحدث السوري، وما أفرزته نتائج عمل المعارضة في الداخل.
غسان المفلح
التعليقات
ما أحلى التواضع
TAREK -مالك و مال نصر اللة.رحم اللة أمرء وأنت تعرف الباقى
شكرا ولكن...
مصطفى برقوق -شكرا ياأستاذ غسان فأنت واحد من الذين يمكن وصفهم بالنظافة والانتماء الأصيل للوطن، ولكن هل تعتقد أن رفعت الأسد سيشكل ضمانة لأي شيء، للطائفة أم للوطن،؟؟؟ ألا يبدو الأمر مستغربا، لو لم تكن تدافع عن إعلان دمشق لكنت تساءلت كثيرا. ثم ألا يمكن طمأنة الطائفة إلا برمز كهذا وماذا عن قلق الطائفة السنية من رمز كهذا؟ نعم يوجد داخل الطائفة من يمكن الاعتماد عليهم وليس بالضرورة رموزا كبيرة ولكن لايمكن أن ننتقل من تحت الدلف لتحت المزراب...
لا يا شيخ
عبد الله- معارض سوري -حبيبي أنت تشعر انك خائن شو بدك بغيرك؟ عيب يا شيخ
نشكر الاخ المفلح
برجس شويش -نحن نشكر الاخ غسان المفلح على مقالاته الجريئة ضد قلعة اطغى نظام فردي وعائلي وطائفي وعنصري، فصفات اللاوطنية ينطبق على النظام نفسه، ان نظاما غارقا في الفساد يسرق وينهب خيرات وطنه وفوق هذا يقمع شعبه بوحشية ويقف ضد تطلعات شعبه في الحرية والديمقراطية ويزج خيرة ابناء الوطن في السجون بتهم باطلة، ان هكذا نظام يجب ان توجه نفس التهم التي يوجها للشرفاء من ابناء الوطن. من الملاحظ بان التعليقات على مقالاتك الرائعة قليله لا استطيع ان افهم هل بسبب الخوف الذي ينتاب البعض من اجهزة مخابرات النظام ام انهم يوافقون على سلطة القمع والفساد متأثرين بثقافته المخادعة والمضلله، مع العلم ان الاسم اعلاه هو اسمي الحقيقي اتحدى النظام ومخابراته وازلامه
غسيل ماض كالح أسود
عبد المجيد قـاوقـجـي -كيف يستطيع كاتب هذا المقال وهو المناضل والمعارض القديم أن يضع يده بيد الجزار الذي سبا سوريا والخدام الذي سوف تبقى يداه وقلمه ملوثة بدماء آلاف الأبرياء. مما لا شك فيه يجب التخلص من هذا الحكم بأي شكل من الأشكال ولكن ليس بواسطة من شاركوا بإرهاب هذا البلد وسبي خيراته أكثر من ثلاثين سنة. هل يمكننا أن نتسامح مع ماضي الخدام ورفعت الأسد . إنها قمة الخيانة لكل ضحايا هذا البلد.يا سيد غسان أنا لا أقبل لا التعامل مع البعثيين الذين عذبوني سنوات طويلة ولا مع اعدائهم الذين كانوا حلفاءهم وعسكرهم في الماضي.نريد تغييرا ديمقراطيا حرا بلا أية أفكار طائفية أو عرقية أو عنصرية, حتى نتجنب أخطاء الخمسين سنة الماضية ونبدأ حياة حرة نظيفة جديدة... هذا هو أملي وجوابي المباشر لمقالك اليوم.
إيلاف موقع مـتـحـيـز
قـــارئ مــتــابــع -مما لاشك فيه وبعد متابعات طويلة أن موقع إيلاف لا ينشر سوى الآراء المتحيزة لخطه السياسي المعروف الذي يخدم ورقة الطريق الأمريكية ويتعايش معها ومنها وخاصة ضد سوريا.كم أتمنى أن يلتزم هذا الموقع بمزيد من الشفافية وعدم الالتزام بكل ما في هذه الكلمة من معان كريمة حرة, بأحد,سوى الحرية الصحفية.ولكن مع العربان هذا مجال ضيق وصعب.