رئيس و وزير و ثلاثة سفراء مقابل ماذا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
العراق الجديد أو عراق ما بعد مرحلة صدام حسين کما يحلو للإعلام العربي أن يطلق عليه، هو قطعا عراق غريب و فريد من نوعه، وقد لايلائم غالبية"الاهواء"و"الامزجة"التي طالما نظرت للعراق على إنه"منارة المجد التليد"و"بلد الاسود"و"عاصمة العرب". إنه عراق يسير نحو الهاوية"کما يتردد دوما في وسائل الاعلام"، عراق يتآکل و يسحق عظام أبناءه بعد أن ينهش لحومهم، عراق بات يخافه الجيران حتى بضعفه بعد أن کانوا يرتعدون منه وهو في کامل عنفوانه"الشمولي".
هذا العراق، الذي بات"حديث الدنيا و شاغل الناس"، طفقت دول المنطقة تتسابق في طرح تنظيراتها و أفکارها المختلفة بشأن"الطريق الاصح"لإيجاد الحل الامثل لما يعانيه من أزمات خانقة، بل وحتى إن بعضا من هذه الدول التي ترزح تحت أطنان من المشاکل و الازمات المتباينة، شرعت تتمنطق بطروحات يذکر البعض منها بمواضيع سبق وأن قرأها الناس في مجلتي"حبزبوز"و"المتفرج"العراقيتين الساخرتين.
العراق، صار أيضا ميدانا يصول و يجول فيه أصحاب الطروحات"الثورية" و"القومية"من المحيط الى الخليج، وبات کل يوم يطالعنا فلان من الکتاب بمقالة نارية يترحم فيها على أيام"الدکتاتور"وفي غمرة حالة نوستالجيا متصاعدة من أعماقه لرئيس جاء بطريقة غير شرعية لکنه أعدم بطريقة قانونية و شرعية، مثلما تطالعنا ثلة أخرى بالحديث عن عراق باتت تمزقه الطوائف و الاعراق فيتباکون کالثکالى على"عروبته"و"وطنيته"المصادرة من قبل أغراب سرقوا العراق من أصحابه الشرعيين، وکأن الشيعة من کوکب آخر مثلما أن الکورد أساسا کانوا و لايزالون مجموعة قدمت قسرا الى بلاد الرافدين و إستولت على حين غرة على مقاليد الحکم!!
غالبية وسائل الاعلام في المنطقة و الکثير الکثير من الکتاب العرب و غير العرب"الترک خصوصا"يلمحون دوما لرئاسة العراق و وزارة الخارجية و سفارات العراق في هولندا و السويد و الصين التي غزاها الکورد بغير وجه حق و جعلوها إقطاعيات خاصة بهم، والحق ان هکذا منطق من هکذا کتاب لا أراه من وجهة نظري مغالطا للحقيقة بل هو عين الحقيقة و حتى انه يتجاوز الحقيقة بمئات الفراسخ، ذلک ان الکورد الذين رضوا بتلک المناصب مقابل تخليهم عن أحلامهم بالاستقلال قد أساءوا الاختيار مرة أخرى عبر تأريخ سوف لن يرحمهم مستقبلا، وکما يقول المثل خذ الحکمة من أفواه الاطفال و المجانين، فقد صدق العقيد القذافي حين قال ذات مرة أن"الاکراد خرجوا من المولد بدون حمص"وانهم لم يستغلوا الفرصة التأريخية لإعلان إستقلالهم.
لقد قايضت الولايات المتحدة الامريکية الکورد بتلک المناصب مقابل أن ينأوا بأنفسهم بعيدا عن شواطئ الاستقلال الى آجال لا يعلمها إلا الراسخون في العلم، واليوم يهل من يمن على الکورد بهذه المناصب والتي قد لاتعني شيئا بالمرة مقابل إستقلال و سيادة شعب طالما ذاق الامرين من حکومات و"کتاب" و"مثقفين"بل وحتى من"شعوب"برمتها، وکل ذلک لم يکن إلا لأنه شعب غير عربي ولانه لم يستغل الدين الاسلامي لإقامة دولته القومية کما فعلها الجيران"الخصوم".
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com