أصداء

السياسة الى الفن.. في ظل غياب الاختصاص

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نعم ولماذا لا اكون نموذجا حيأ للعنوان الذي سبق.. فمن السياسة ( على طول ) اريد القفز الى ساحة الفن لاكتب ما يحلو لي.. وانتقد او امدح او استعرض كناقد فني بعض الاعمال الفنية العراقية ومن زاوية فنية بحتة... اعرف ان ذلك سيقلب الطاولة على راسي من قبل الجميع خصوصا اولئك الذين يعتبرون الفن ساحتهم بدون منازع... وجميع من يحترمون الاختصاص لهم الحق ايضا ان ينتقدوا ذلك التطفل.

لكن الذي يبرر لمثلي ان يكتب في الفن هو ان الفن لم يعد حكرا على اهله، فالشاشات العراقية جلبت لملأ اوقات البث كل من لا يعرف من الفن الا اسمه واضفت صفة النجومية على كل من ظهر امام عدسة الكاميرا ساعة اوساعتين.

هكذا استخفت شركات الانتاج ومن يتعاملون معها بذوق المواطن العراقي وقدمت له كوميديا هزيلة تثير الشفقة والاشمئزاز... ويكون المشهد الضاحك يضحك فيه المواطن على من يقدم نفسه على انه فنان وليس الضحك نتيجة الاداء الكوميدي المطلوب.

ان الشعب العراقي شعب صاحب نكتة كما هو معروف، ولا يحتاج الذين يؤدون النكات من العراقيين الى تجربة في الفن، فالمقاهي العراقية والجلسات الخاصة دليل واضح على ذلك، لكن الذين نراهم في شاشات الفضائيات العراقية ليس باستطاعتهم حتى اضحاك المشاهدين بسرد النكت، مع انهم يحاولون ذلك بطريقة تكلّفية بشكل مبالغ فيه.

ثم ان النقطة الثانية والمهمة التي اسجلها على هذا الكم الهائل من الاعمال الفنية التي نشاهدها في الاشهر الماضية هو انها اصبحت حكرا على مجموعة من الاشخاص لا يتجاوز افرادها عدد الاصابع تجدهم يتكررون في جميع الاعمال.. وهذا يعني بالضرورة ان تكون جميع الاعمال التي يؤدونها ذات مستوى هابط، لانها على الاقل جاءت بطريقة مستعجلة.

كم جميل ان ارى فنانا رائعا وله تأريخ طويل في الفن كالفنان قاسم الملاك في عمل واحد كل سنة او اكثر، رغم انه فنان قدير ورائع وله اعمال على الساحة الفنية يشهد الجميع بنجاحها، لكنه مع ذلك التاريخ الفني لا يوصل المتلقي الى حالة الاشباع نتيجة الحضور المفرط على الشاشة كما يفعل الاخرون.

اما النقطة الثالثة التي اسجلها بشكل عفوي ولست بحاجة حينما استعرضها الى شهادة اهل الاختصاص، بل اسجلها كمتلقي يتذوق العمل الفني قبل كل شئ... ان تلك الوقفة تتمثل في ان اغلب الاعمال الكوميدية العراقية الحالية تتمحور حول شخصية واحدة وهي شخصية الرجل الجنوبي البسيط الذي يستخدم لهجة بذاتها، حتى اصبحت الادوار تكرر نفسها بطريقة متكلفة واصبح هذا ( الكركتر ) لا يخلو منه اي مادة هدفها الكوميديا منذ بداية التسعينات حتى اللحظة... حتى سأمنا ذلك الدور نتيجة الملل المتولد عن تكراره بشكل مبالغ فيه.

كما ان الاشخاص القائمين على تقديم تلك الادوار وصلوا الى حد الاستهانة والاستنقاص من قيمة الشخصية التي يؤدون دورها بحيث اصبحت اضحوكة مسيسة.

سوف نزاول الكتابة في الفن طالما اصبح الفن يستقطب العديد من المتطفلين عليه!!!

وختاما:

هل من جديد يا سيادة الفن؟!!!

جمال الخرسان

كاتب عراقي

Mosawi_gamal@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف