أصداء

الأسباب السايكولوجية لطيبة المشاعر لدى شيعة العراق

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الأسباب السايكولوجية لطيبة المشاعر الانسانية لدى شيعة العراق

بداية يعرفني القراء انني بعيد تماما عن التفكير والسلوك الطائفي، فأنا أعتبر كافة المذاهب والفرق الاسلامية الشيعية والسنية هي من صنع البشر ولاتمثل حقيقة الاسلام، وأشير كذلك الى انني لاأستطيع السفر الى العراق وزيارة أهلي في كربلاء نظرا لما يتهدد حياتي من خطر القتل من قبل الاحزاب الشيعية والمخابرات الايرانية بسبب كتاباتي المنتقدة لهذه الجهات.. لذا عندما أتحدث بصورة أيجابية عن شيعة العراق فأن كلامي هذا لايدخل ضمن باب التعصب الطائفي بقدر ما يتعلق بواجب اخلاقي ووطني يفرض عليّ الأشارةالى حقيقة سايكولوجية تربوية موجودة في الواقع.

والحديث عن رقة وطيبة المشاعر الانسانية الذي يخص شيعة العراق العرب الذين تشوهت صورتهم وطمست في ظل هذا التوتر والحرب الأهلية والقتل في العراق، له ما يبرره فشخصية الشيعي العراقي العربي هي شخصية في منتهى اللطف والعذوبة والرقة الانسانية، وهي شخصية صوفية منذ الولادة تأخذ اتجاهاً مسالماً شفافاً مليئاً بمشاعر الحنان والتعاطف والشفقة على الاخرين ولعل هذه الحقيقة غائبة عن معظم المجتمعات العربية.


أما عن الأسباب السايكلوجية التي تجعل شخصية الشيعي العراقي العربي بهذه الدرجة من الرقي الانساني فهو تعود الى جذور تربيته، فالتشيع على العكس من بقية المذاهب ليس توجهاً دينيا فحسب، وانما هو ذاكرة متواصلة وقيم اخلاقية وتربوية يتعلمها الفرد منذ ولادته وتظل ملازمة له طوال حياته على مدار الايام والشهور والسنين.


فطقوس عاشوراء السنوية، وذكرى وفيات الأئمة ومناسبة أعياد ميلادهم وغيرها من المناسبات التي تزدحم بها ايام السنة لدى الشيعة.. هذه كلها عبارة عن مهرجانات تعبوية بمفاهيم الحق وكراهية الباطل والظلم وحب العدالة حيث تغذي شخصية الشيعي وتتأثر اخلاقيا وتربويا وتزرع في روحه كراهية شديدة للتعسف والظلم والاعتداء على الاخرين، وتنمي فيه مشاعر التعاطف والشفقة والمحبة والروح المسالمة الوادعة.


يضاف اليها عملية البكاء الجماعي التي ينخرط فيها الشيعة اثناء اقامة طقوس عاشوراء وذكرى وفيات الائمة.. وعملية البكاء الجماعي هذه لها دور سايكلوجي تربوي كبير في تنشئة الافراد والجماعات تنشئة رقيقة بعيدة عن الخشونة تصل الى درجة التصوف والماسوشية السلبية المرضية احيانا.

وعند الحديث عن طيبة قلب الشيعي العراقي العربي لاننكر الدور الاجرامي للميليشيات الشيعية من عملاء ايران، وكذلك المجاميع الشيعية التي أنخرطت في الأجهزة الحزبية والامنية في زمن نظام صدام.. فهذه المجاميع الشيعية المجرمة هي من الحثالات والجراثيم البشعة التي لايخلو منها اي مجتمع وطائفة وعرق... وهي لاتمثل حقيقة شيعة العراق العرب الشرفاء المتنوريين.


فالشيعي العراقي هو روح وقلب العراق النابض وبعملية جرد بسيطة سنجد ان غالبية الأدباء والفنانين والكتاب والرياضيين هم من شيعة العراق العرب، وكذلك معظم الشخصيات السياسية العلمانية والتكنواقراط هم من الشيعة.


ومن بنى العراق واختلط عرقه بدمه في المصانع غالبيتهم من الشيعة، ومن دافع عن العراق وأعطى حياته في كافة الحروب أكثرهم من الشيعة وكمثال بسيط فقط في الحرب العراقية الايرانية واثناء محاولة الجيش تحرير مدينة الفاو في البصرة وتطهيرها من العدو الايراني أعطى الجيش العراقي - 30 - الف شهيد في يوم واحد غالبيتهم العظمى من الشيعة ومعروف كان أكثر أبناء الطائفة السنية- وليس جميعهم - يقودون المعارك من بعيد كضباط وفرق أعدامات خلف الجيش وحرس جمهوري وأمن خاص وحماية ومخابرات واستخبارات وأمن في بغدادو كافة المدن بعيدا عن الحرب تاركين الموت لأبناء الطائفة الشيعية.


أردت من وراء كتابة هذه الكلمات تسليط الضوء على شريحة رائعة من حيث القيم والسلوك والابداع والوطنية هم شيعة العراق العرب الذين تشوهت صورتهم وظلموا في لجة حمى التناحر الطائفي القذر... وأتمنى الا تخسر المجتمعات العربية والحكومات العربية هذه الشريحة الشريفة العربية الأصيلة وتظلمها بأحكامها التعميمية وتأخذها بجريرة جرائم ايران وعملاؤها من الميليسشيات.

خضير طاهر

kodhayer@netzero.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف