أصداء

التخريب الاسرائيلي والتصدي الاردني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الموقف الأردني من القضية الفلسطينية:

تزامنت أعمال الحفر الاسرائيلية الاستفزازية مع اعادة منبر صلاح الدين للمسجد الأقصى بعد ان تم اعادة بناءه في الأردن بمبادرة مباركة من الملك عبدالله الثاني.

حذرت الأردن اسرائيل مرارا من مغبة اعمال الحفريات واقترحت ان يتم احالة الموضوع لمنظمة اليونيسكو لدراسة الموقع وتقديم توصيات بالخطوات التي يمكن اتخاذها. اسرائيل رفضت ذلك. وفشلت الديبلوماسية في اقناع العجرفة الاسرائيلية في العدول عن القرار الخاطيء.

موقف الأردن من القضية الفلسطينية واضح ومعروف وهو تقديم المساعدة والدعم والمساندة ولكن بدون تدخل مباشر وغير مباشر. ويعتبر الأردن أن الهدف هو قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعلى كل الأراضي التي تم احتلالها عام 1967. فلماذا التشكيك من قبل الاطراف في نوايا الأردن الذي قدم الاف الشهداء دفاعا عن القضية الفلسطينية من معركة باب الواد الى الكرامة.

لماذا الحقد الاسرائيلي على الأردن:

قيادة اسرائيل الحالية ليست أفضل من القيادات السابقة التي تتصرف بعنجهية وقصر نظر وتعمل جاهدة على احراج الأردن في كل مناسبة. الحقد الاسرائيلي على الأردن سببه هو التمسك الأردني بحقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عنها في الساحة العالمية. ونذكر جيدا الغضب الاسرائيلي عندما تبنت الاردن عام 2004 مبادرة احالة موضوع الجدار العنصري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي والجمعية العامة في الأمم المتحدة. الأردن يستغل كل مناسبة وفرصة لتأكيد أهمية ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وشدد على ان علاج هذا الجرح سيساعد في جلب الاستقرار وسيقلل العنف والارهاب. وهذا الموقف الحاسم يزعج اسرائيل.

فلماذا التشكيك في موقف الأردن وتقليل أهمية دوره في الدفاع عن المقدسات وحمايتها:

تجاهلت بعض وسائل الاعلام العربية عمدا او جهلا الدور الأردني الهام في الحفاظ على المقدسات وصيانة ودعم الاراضي المقدسة والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس. حاول البعض التقليل من أهمية الدور الأردني في الاشراف على المقدسات حتى في خطب الجمعة. هذا موقف من لهم أجندة تعمل لحساب قوى اقليمية. التشكيك في الدور الأردني ليس جديد واعتدنا عليه.

وعودة سريعة للتاريخ، المتابعون للأوضاع يذكروا أن الأردن أرغم (بضم حرف الألف) على خوض حرب لم يكن العالم العربي قادر على محاربتها، وتحت فيضان من الشعارات الحماسية الشفهية وغوغائية الشارع اضطر الأردن الدخول في الحرب وحدث ما حدث. لو رفض الأردن الاشتراك في تلك الحرب لانهالت الاتهامات بالخيانة والعمالة من خريجين أكاديمية احمد سعيد للديماغوغية التخوينية. العرب الذين أيدوا الحرب يتحملوا مسؤولية سقوط القدس والضفة الغربية في ايدي اسرائيل.

ورغم كل ذلك استمر الأردن بالدفاع عن المقدسات ودعم المقدسات وهذا الدور سيستمر حتى يتم التوصل الى اتفاق نهائي في وضع القدس.


ادانت الأردن الانتهاكات الاسرائيلية للأماكن المقدسة في القدس بدون أي تحفظ. الاردن له دور رسمي في حماية وصيانة المقدسات وتقدمت الأردن بشكوى رسمية ولكن اسرائيل نفت كالعادة انها تقوم بأعمال تخريبية.

العالم يعترف بالدور الأردني في رعاية المقدسات:

فوكس نيوز صديقة اسرائيل الحميمة وبوق المحافظون الجدد قالت في 6 فبراير (شباط) 2007

"الأردن له دور في حماية المقدسات والاعتناء بها ورعايتها في القدس ونقلت فوكس نيوز عن الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة قوله ان رئيس الوزراء معروف البخيت أكد ان اعمال الحفر هي مصدر قلق واهتمام بالغ للأردن وللملك والحكومة والشعب الاردني."

وأضافت فوكس نيوز:

"في عام 1988 عندما قرر المرحوم الملك حسين فك الارتباط بين الاردن والضفة الغربية تمسك بحق الاحتفاظ بالمسؤولية عن الأماكن المقدسة وهذا حق تعترف به اسرائيل". هذا ما قالته فوكس صديقة اسرائيل.

صحيفة الاندبندنت البريطانية
في العاشر من فبراير (شباط) 2007 قالت "ان العاهل الأردني الذي لا يزال مسؤولا كوصي على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس وصف أعمال الحفريات بانتهاك صارخ وتصعيد خطير. هذه الاجراءات ستخلق جوا سلبيا لا يساعد على نجاح الجهود التي تبذل الآن لاعادة تفعيل عملية السلام."

صحيفة ماليزيا صن
التي تصدر في كوالا لومبور والناطقة بالانجليزية قالت في 6 فبراير (شباط) الحالي:

"سلالة الهاشميين تمتد تاريخيا لنفس العائلة التي ينحدر منها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وقامت العائلة الهاشمية الاردنية بدور الوصاية على المقدسات منذ اوائل القرن العشرين واستمر الدعم والحماية للمقدسات حتى بعد حرب 1967".


رسالة الملك حسين واهتمامه الشديد في المقدسات:

في رسالته لرئيس الوزراء الأسبق عبد السلام المجالي بتاريخ 4 ديسمبر كانون الاول 1997 بعد افتتاح الجلسة رقم 13 للبرلمان شدد الملك حسين اطاب الله ثراه على أهمية احترام حقوق الاديان الثلاثة الاسلامية والمسيحية واليهودية في القدس وأكد أهمية وضع مكانة المقدسات فوق اي مصالح سياسية وفوق سيادة اي دولة.


محطة البي بي سي:

أشارت لما قاله الملك عبدالله الثاني كطرف له مصلحة في حماية المقدسات عندما وصف اعمال الحفر بالغير مقبولة تحت أي ذرائع.


الخارجية الأميركية

وثيقة رقم 93085 عام 1994 الصادرة من دائرة الشؤون الخارجية الأميركية والتي تتعلق بالعلاقة الاميركية الاردنية أشارت الى الدور الأردني المستمر الآن وفي المستقبل في حماية وصيانة الاماكن المقدسة في القدس الشرقية.

المادة 9 من اتفاق السلام الاردني الاسرائيلي

تلزم اسرائيل باحترام الدور الاردني الخاص والمميز في العناية والاشراف على الاماكن المقدسة وعلى اسرائيل احترام هذا الدور. وتنص الاتفاقية ان اي مفاوضات للتوصل الى حل نهائي يجب ان تأخذ بعين الاعتبار الدور الاردني التاريخي. هذا الحق سوف لا يمنع الفلسطينيين من تشكيل حكومتهم المستقلة وعاصمتها القدس. وهذا لا يعني ان الاردن يفرض ارادته على الآخرين.

كتاب Jerusalem Holy Places and the peace process
(الأماكن المقدسة في القدس والعملية السلمية)

لمارشال بيرغر وتوماس ايدينوبولوس 1998 خصص الكتاب عدة صفحات للدور الاردني في رعاية المقدسات الاسلامية والمسيحية وكرر ما قاله الملك حسين رحمه الله ان خصوصية الاماكن المقدسة ستبقى فوق اي مصالح سيادية او سياسية.

الأردن تقع عليه مسؤوليات كبيرة، مسؤولية أمانة وعهدة الاماكن المقدسة وفي هذه الفترة التاريخية المصيرية الصعبة والتي تم ادراجها كبند هام في اتفاقية السلام مع اسرائيل. الأردن يلعب دور حيوي وتاريخي وسوف يواصل هذا الدور الفعال البنّاء والايجابي والمتواصل تاريخيا بغض النظر عن الهزات السياسية التي تتعرض لها المنطقة والعهدة الهاشمية للمقدسات ستبقى كأمانة في اعناق وضمائر الاردنيين ملكا وحكومة وشعبا.


نهاد اسماعيل
لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف