أصداء

منظمة مجاهدى خلق والصراع الامريكى الايرانى

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في باريس يوم 26 يناير كانون 2/2007، كشفت منظمة "مجاهدي خلق" الايرانية المعارضة عن وجود حوالي 32 الف عنصر مخابرات للنظام الإيراني في العراق؟ والقت الضوء على كيفية زرع نظام الملالي لعملائه في جميع المحافظات العراقية منذ الأيام الأولى لوقوع الاحتلال، وكيفية تطوير هذا الزرع وتنظيمه أكثر بعد أشهر قليلة، و ان مجاميع كبيرة من هؤلاء العملاء الذين تم تدريبهم في ايران قد دخلوا إلى العراق من خلال المعابر الحدودية بقيادة وتوجيه مباشرين من القادة الاقدمين فيما يسمي بجيش القدس الايراني وعرضت المنظمة صوراً للمعابر المستخدمة، مع الإشارة إلى مسار التسلل إلى العراق، وتم عرض رسماً بيانياً لتوزيع هذه المجاميع من العملاء، وأماكن تواجدها على أرض العراق. وأظهرت البيانات التي تضمنتها كشوف الرواتب من أي مصدر تأتي، ومن المسؤول عن صرفها. وجاء في التفاصيل ان رواتب العملاء الأوائل كانت تصُرف من بنك "سبه" الايراني، وبالريال الإيراني، نظراً لوجودهم وقتها داخل إيران للتدريب والاستعداد قبل أن تقع الحرب ويجري احتلال العراق! ثم أصبحت تصرف بعد ذلك من قبل قيادة القوات المسلحة الخاصة بفيلق بدر، ولكن عن طريق مكتب عبد العزيز الحكيم في بغداد. على أن يأتي مفوض خاص لاستلامها شهرياً "، ثم يتولّى توزيعها على ممثلي فيلق بدر في مختلف المحافظات العراقية حسب الجدول المعتمد. وسبق لمنظمة مجاهدى خلق ان كشفت لاول مرة عن محاولات ايرانية لبناء اجهزة طرد مركزي لتطوير اسلحة نووية وهى التى كشفت أمر مصنع تخصيب اليورانيوم السرى فى ناتانز فى عام 2002 وأنشطة أخرى مشبوهة،وهو ما أدى الى انتباه المجتمع الدولى الى المحاولات النووية الايرانية مما اضطر السلطات الايرانية وقتها الى الموافقة على تعليق برنامجها النووى لتخصيب اليورانيوم فى أكتوبر 2003.


تأسست منظمة مجاهدي الخلق في عام 1965 لمناهضة الفساد وقد شاركت هذه الحركة في الثورة الاسلامية الايرانية عام 1979 ولكن بعد ذلك اصطدمت بالنظام الايراني حيث لقى المئات من اعضائها مقتلهم في السبعينات وبداية الثمانينات. وانتقلت المجموعة الى فرنسا والعراق ثم انقسمت المجموعة مع قيام المليشيا المرتبطة بمجاهدي خلق والمسلحةمن قبل صدام حسين بمهاجمة الاهداف الايرانية والامريكية في التسعينات، قبل تخليها عن العنف عام 2000. وبعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 أبرمت القوات الاميركية اتفاقا لوقف اطلاق النار مع مجاهدي خلق ينص على وقف اي عمل عدائي ضد قوات التحالف وعلى جمع الاسلحة الثقيلة. وسمح لاعضاء هذه الحركة في مرحلة اولى بالاحتفاظ باسلحتهم الخفيفة للدفاع عن انفسهم واشار الأمريكيون الى ان ما بين 4000 الى 5000 مقاتل من المنظمة جمعوا في معسكرات، ووقتها احتج الايرانيون مشيرين الى خطر اعضاء منظمة مجاهدى خلق الذين ينتشرون على بعد 15 كم من الحدود الايرانية. الاعلان من جانب المنظمة عن اسماء العملاء الايرانيين فى العراق فى هذا الوقت مبعثه ان المنظمة اانتهزت فرصة الصراع الامريكى الايرانى المحتدم على النفوذ فى العراق وكان رد فعل الحكومة العراقية هو اعلانها انه تريد طرد اعضاء المنظمة من العراق. ولكن ما هو موقف الادارة الامريكية هناك موقفان فى واشنطن من منظمة مجاهدى خلق الايرانية المعارضة. الاول رأى يذهب الى أنه على واشنطن أن تستبعد فكرة تقديم الدعم لمنظمة مجاهدى الشعب المعروفة باسم (مجاهدى خلق)، والجماعة التى تتصدرهم، وهى المجلس القومى للمقاومة.. ذلك لأن منظمة مجاهدى خلق (PMO) تعتبر منظمة إرهابية ماركسية وغير ديمقراطية، وكانت جزءاً من التحالف الثورى العريض الذى قام بعزل الشاه، ولكنها تطهرت بعد ذلك فى عام 1981 ثم انحازت إلى نظام صدام حسين. وبينما تعتبر هذه الجماعة ذات الصبغة النقابية الدينية واحدة من أفضل المنظمات المعارضة فى الخارج تنظيماً دقيقاً، إلا أنها لا تتمتع سوى بمساعدة محدودة داخل إيران وذلك بالنظر لموقفها التحالفى مع العراق العدو اللدود الإيرانى أثناء الحرب العراقية الإيرانية (1981-1988).هذا بالإضافة إلى أن منظمة مجاهدى خلق لجأت فى أنشطتها إلى تبنى الإرهاب أسلوباً فى عملها ضد نظام الشاه، كانت مسئولة عن عمليات اغتيال أربعة ضباط أمريكيين على الأقل فى إيران إبان السبعينيات. كما عبرت عن توجهاتها السياسية والإيديولوجية عندما ساندت الغزو الروسى لآفغانستان عام 1979، ووقفت ضد الإفراج عن الرهائن الأمريكيين عام 1981. ومن ثم فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكنها أن تقدم الدعم والمساندة لمنظمة لها مثل هذا التاريخ الطويل من الإرهاب.


الرأى الثانى يدعم التعاون بين الولايات المتحدة ومنظمة مجاهدى خلق بل ان بعض التقارير الاخبارية تحدثت عن أن القوات الأميركية تقوم بتدريب وتسليح تنظيم مجاهدي خـلق بغرض تفجير النظام الايراني. و أن هناك اجتماعات سرية عقدت بين المخابرات المركزية الأميركية وبعض الضباط الكبار فى وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون وبعض مسؤولى منظمة مجاهدى خلق وأن الوسيط الذى لعب الدور المهم فى هذه الاجتماعات رجل أعمال إيرانى كبير يعيش فى لوس انجلوس وعلى علاقة وثيقة بالإدارة الأميركية الحالية وكان من المقربين من شاه إيران السابق وما زال يملك علاقة وثيقة مع ابنه على بهلوى. وأضافت تلك التقارير أن ما دفع هذا الوسيط الإيرانى إلى لعب هذا الدور هو اعتقاده الشديد أن العائلة المالكة الإيرانية السابقة لن تستطيع أن تحقق أى إنجاز فى طهران إلا بقوة تساندها. و أن شخصية مقربة من مجاهدى خلق كانت تحضر تلك الاجتماعات.وأوضحت تلك التقارير أن السر وراء هذه الاجتماعات هو أن أميركا تسعى لاستخدام مجاهدى خلق لتفجير الأوضاع فى إيران لإحداث التغيير الذى وعدت به أميركا فى طهران، وذلك عن طريق تدريب قوات هذا التنظيم بأحدث الأسلحة وأحدث الأساليب العسكرية الأميركية وإعدادهم للعب الدور المخطط لهم فى هذه الاجتماعات. وصرح بعض القادة العسكريون الأمريكيون انه لا بد من اعادة النظر في تصنيف وزارة الخارجية الاميركية لحركة مجاهدي الشعب كحركة ارهابية. وحججهم فى ذلك ان هذه المنظمة سلمت سلاحها وهي تتعاون مع الأمريكيين بشكل واضح. لذلك فأن قدرة الحكومة العراقية على طرد اعضاء تلك المنظمة حاليا من العراق امر محل نظر شديد.


د. عبدالعظيم محمود حنفى
خبير الدراسات الاستراتيجية
مدير مركز الكنانة للبحوث والدراسات القاهرة

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف