لماذا يهاجر العراقيون والأصح لماذا يهرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
اكد خبراء اميركان واخرين من هيئة الأمم المتحدة بانه لم يحدث في الشرق الأوسط منذ خمسون عاما اي منذ هجرة الفلسطينيين عن ديارهم في اسرائيل.. هجرة مأساوية كالتي تحدث اليوم للعراقيين.
والسؤال الكبير والذي لم يجرء احد من القائمين على حكم العراق الإجابة عليه هو.. لماذا يهرب العراقيون،، لكن البعض من الأجوبة الساذجة جاءت لتقول انها هجرة للعمل ول لعيش الرغيد، ويصفها آخرون... انها للسياحة وزيارة الأقارب..
لكن هذا لا يهمني فكثيرين منهم متخوفون من قول الحقيقة ولا اريد ان اصفهم بالمصلحيين، لأن قول الحقيقة قد يكلفه ذلك فقدان منصبه بل وحتى حياته، ومهما يكن فالحقيقة لن تغيب طويلا!
لماذا يهرب العراقيون، سؤال بدون جواب، أحقاً لم يعد ا لعراقي قادراً على العيش في وطنه، وهل صحيح ان ميليشيات الحكومة التي انتخبتها الملايين متورطة في ايذاء شرائح معينة من ابناء وبنات العراقيين ومساهمة في الفوضى الحاصلة، وهل كل ما جرى للعراق من تدمير ودماء وتهجير سببها اميركا ومن ساهم معها من فصائل طائفية غير وطنية، كثيرون من العراقيين أجابوا بنعم وبعضهم قال انها ليست كذلك، ويبقى السؤال المحيّر بدون حل.
ولكن أليس غر ي باً في دولة محررة وفي ظل حكومة منتخبة أن يستمر هروب مواطنيها وبشكل يومي ومستمر وتحت علمها وانظارها ومن دون ان تحرك ساكنا، الم يكن الأجدر ووفق منطق العقلانية والنزاهة ان تقوم ولو باجراء دبلوماسي ان تعترف وبكل هدوء بعدم كفاءتها او على الأقل الإعتراف بان الإنتخابات التي جاءت بهم الى السلطة قد تم تزويرها على يد عملاء اجانب، اليس الأفضل للحكومة ان تقول ان بعضا من وزراءها لم يكونوا بمستوى المسؤولية والنزاهة والوطنية!!
الا تعلم الحكومة ان شعبها يقتل ويهجر ويسلب على يد بعضا من الميليشيات التي باتت معروفة وتنسب لأحزاب فاعلة في وسطها اضافة لجرائم ارهاب تنظيم القاعدة الذي دخل العراق باستئذان المحررين، الا تشم الحكومة رائحة دم الأطفال والنساء والرجال المغدورين، ام انها تشك في ان هؤلاء الأبرياء من كوكب آخر!
ثم الا تعتقد هذه الحكومة انها مرشحة مستقبلا للمحاسبة كما حوسب نظام صدام.
لقد اصبح الهروب ظاهرة نتلمس أخطار ها كل يوم، وان ناقوس الخط ر قد دقته اقلام الشرفاء من العراقيين حتى وصل الأمر للطلب من العراقيين أن لا يغادروا البيت والوطن، بالرغم من انهم يلاقون القتل والإختطاف والتهجير يوميا، ليس لذنب اقترفوه انما لأنهم شرفاء وابرياء ول أن وطنيتهم تجاوزت مفهوم الدين و المكان.
لماذا لا يريد ان يفهم { البعض } من ساسة العراق الجدد ان الشعور بال وطنية ليس ت كلمات تردد ولا فتاوى ودعوات ولطم على الصدور ولا هي سكاكين وخناجر وتعليق صور الرؤوساء والمعممين. الوطنية ليست مسرحا للطقوس وللخيالات، فالوطن محبة ومشاعر ومكان للحياة، انه جنة الله على الأرض، الوطن يتيح لك حقوق انسانية طبيعية، وهو مكان منامك يعطيك بقدر ما يأخذ منك، انه حقوق وواجبات.... كيف السبيل لتفهمون!
تساءل ارهقنا جميعا.. لماذا ي هرب العراقيون، وما الذي يجعله م ترك بيوتهم واصدقاءهم و كل الأشياء الجميلة التي تربطه م بالوطن أليس لأنه م بدون حماية حكومية رسمية وينتظرون الموت على يد منظمات ارهابية احيانا وطائفية احيانا اخرى، اليس الهروب خارج الوطن اكثر امانا ليأخذ العراقي فرصته في المساوات والحياة، اليس بقاء الوطن حلما جميلا في ذاكرة العراقي وهو في الغربة أفضل الف مرة من أن يبقى في وطنه ملاحقا ويصبح الوطن في نظره مكانا كالسجن موبوءا بالمجرمين والقتلة، هل سأل الحاكمون المنتخبون انفسهم لماذا يهرب العراقيون؟
كل يوم يهرب اكثر الفي عراقي افراد وعائلات، منهم من يرى في محافظات شمال الوطن اكثر استقرارا وهدوءا، فيما يرى آخرون ان اللحاق باقاربهم واصدقاءهم في دول العرب والغرب اكثر انتعاشا وحقوقا، وبمعادلة بسيطة تستطيعون ان تتعرفوا على عدد الهاربين، وعن حجم الكارثة الإنسانية التي حلت بشعب العراق.
تدعي الحكومة الباسلة بان الملايين من العراقيين البالغين ذهبوا الى صناديق الإنتخابات وادلوا باصواتهم تأييدا لهم، وقد انتخبهم العراقيون بكل حرية لقيادتهم....، ترى لماذا اذن هربت هذه الملايين التي يزعمون انها انتخبتهم.... كيف يجرء الناطق بلسان الحكومة العراقية ان يصرح فيقول.... هذا { غير صحيح }.... وبالمناسبة فقد اصبحت مفردة { هذا غير صحيح } ملازمة للناطق باسم الحكومة، فكل ما يجري في العراق وتقر به الإدارة الأمريكية والبريطانية وكاميرات الأعداء قبل الأصدقاء وآخرها ما كشفته قناة بريطانية عن فرق الموت، يطل علينا الناطق الوسيم....ويردد دائما وفي كل مقابلاته { هذا غير صحيح } وان العراقيين بخير ويعيشون اسعد ايامهم... يبدو انه لا يقرأ ولا يسمع ولا يشاهد.. سامحه الله.
ونعيد للتذكير لسيادة الناطق الرسمي.. بان اكثر من اربعة ملايين من العراقيين الشرفاء بينهم أساتذة وعلماء ورجال دين ومن مختلف المهن هم الأن خارج الوطن..يا سيادة الناطق في العراق يقتل العلماء والأساتذة ويهجر الآمنون من بيوتهم.. يا سيادة الناطق ان كنتم صادقين ومخلصين للعراق، اطلبوا من اميركا لإعادة النظر بكم وبحكومتكم لإنقاذ شعب العراق من الموت والتهجير.
ان كان هناك نية صادقة لعودة الأمان والإستقرار الى العراق، ولعودة العراقيين الهاربين فان ذلك يتطلب قرارا امريكيا حازما وجريئا وسريعا..
فابعاد كل المتورطين في تبني الإتجاهات الطائفية والمذهبية والعنصرية.
وتشكيل حكومة جديدة من الكفاءات الأكاديمية المستقلة حصريا، واعادة الإنتخابات.
وايقاف العمل بالدستور لحين كتابة دستور حضاري جديد يتماشى مع متطلبات العصر.
هو الحل الأمثل لإستقرار العراق والمنطقة، وعندها فقط سيعود العراق للعراقيون سالما معافى، ويعود العراقيون كما كانوا من زاخو الى الفاو اخوة متآلفين متآخين دون تمييز وبعيدين عن إرهاب الطائفية والمذهبية والعنصرية.
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل