أصداء

تفجيرالحافلات من يحمي لبنان بعد اليوم!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بين التنظير لأحوال الأمة وبين ما يقع على أناس هذه الأمة من أفراد وعائلات مسافة صار من الضروري رؤيتها وهي رابضة على الأرض مع بقع الدم المنتشرة في شوراع هذه الأمة وكان آخرها في العراق حدث ولاحرج وفي لبنان الجزائر ـ حيث تبنى تنظيم القاعدة في المغرب العملية ـ هل كان ينقص هذه الأمة فرع المغرب لتنظيم القاعدة!؟ هذه السيارات المفخخة من مول ثمنها ومن أوصلها إلى مراكز الشرطة الجزائرية في مدن الأمازيغ وكأنها رسالة مزدوجة. والمفارقة التي يمكن المرور عليها سريعا في هذه الأحداث هي أن من تدعي المعارضة ومن كانت في صفوف المعارضة لديها موقف أكثر بربرية من موقف السلطات القائمة في هذه الأمة من أقليات هذه الأمة. لو استعرضنا اللوحة:
الأخوان المسلمون في مصر وموقفهم من أخوانهم الأقباط؟! القوى التي كانت في السابق معارضة عراقية وموقفها الآن من الأقلية السنية والمسيحية وكيف تتعامل مع مفهوم الدولة؟


حزب الله في لبنان الذي جاء على رسالة أمة المستضعفين بات هو من يسبب في ألم المستضعفين من كل الطوائف اللبنانية؟ وقفت الحرب مع إسرائيل نهائيا ولازال سلاح حزب الله يسرح ويمرح في لبنان؟ فالقرار 1701 في جوهره ومضمونه ورسالته هو إيقاف الحرب نهائيا وسحب كل المبررات لبقاء السلاح في يد أية جهة لبنانية غير الدولة الشرعية. وهذه الرسالة يفهمها جيدا حزب الله وحلفاءه في خارج لبنان. وهذه المفارقة تذكرنا بالمفارقة اليهودية حيث الشعب الذي تعرض لمحرقة النازية يقوم منذ سبعة عقود وأكثر بممارسة أشد أنواع التدمير المنهجي للإنسان الفلسطيني! هذه المفارقة نجدها تندرج في أفق الثقافة السلطوية في بعض البلدان العربية وانتقلت بالعدوى والمزايدة إلى صفوف من يدعون بأنهم معارضة وخصوصا التنظيمات الجهادية هذه الموضة التي لم تعرف هذه الأمة كيف تتخلص منها ومن إرثها الدموي. هذه الموضة التي خدمت لفترة طويلة أعداء هذه الأمة كما تصفها اليوم تلك التنظيمات ويقصدون أمريكا وإسرائيل. وخدمتها على حساب هذه الأمة في أفغانستان وفلسطين ولبنان والآن في العراق. والتي لاتعدو كونها الخندق الأخير لثقافة متخلفة. وإن كان هذا الكلام يزعج قناة الجزيرة فإننا نجد أن شعارا واحدا يجب أن يتم العمل عليه ( كفى دما ودموية ).


في لبنان الوضع مختلف نسبيا تبعا لاختلاف التجربة السلطوية السورية فيه وتبعا لتنظيمات ومجموعات تعد ولاتحصى تربت في كنف السلطة السورية ومستعدة لتفجير الوضع اللبناني في أية لحظة تتسنى لها أو تأتيها الأوامر من الخارج. إن الوصول لوضع عبوتان ناسفتان في حافلتين للركاب في منطقة مسيحية يلزمه تنظيما ليس هاويا ولا فرديا بل يلزمها تنظيما على دراية وتمويلا سلطوي واضح في هذا الأمر.

وليس مهمتنا نحن كيل الاتهامات لأحد ولكننا نحاول أن نقول بأن الوضع اللبناني بات الآن على شفير الهاوية. ومن يحمي أفراد هذه الأمة من تفجيرات تنظيماتها المدعومة من سلط بعينها من يحمي أفرادها من أبواق الإعلام الجهادي والمقاوم!


نحن هنا لانطالب بحماية قوى الرابع عشر من آذار بل نطالب بحماية دم الفرد اللبناني من هذه المصالح التي وصلت إلى حدود لا قيم فيها ولا أخلاق ولا حد من حدود الإنسانية ونحن نرى نساءا ضحايا من تفجير الحافلتين. ولفت نظري صورة يقف عسكر لبنانيون جانب الحافلة وهم يبتسمون دليل على أن الموت والدم بات منظرا أقله لايمنع الضحك والابتسام. لبنان الأفراد العاديين هو الذي نحتاج إلى حمايته ولا توجد جهة في هذه الأمة قادرة على حمايته لذلك طالبت قوى الرابع عشر من آذار بحماية دولية لحدودها مع سورية. وبغض النظر عن هذه المطالبة نحن بحاجة لحماية الفرد اللبناني من مستقبل ينتظره في حال تم المضي بقضية المحكمة الدولية وهذا أمر لا يجب التراجع عنه بأي حال من الأحوال.


وإن أخطر ما في تركة نظام الوصاية السوري اللبناني في لبنان هو: بقاء السلاح في أيد ليس من مصلحتها تسليمه للدولة اللبنانية وإزاء هذا الهدف مستعدة للقيام بأي شيء مهما كان من أجل ألا تسلم سلاحها وبذلك يستطيع نظام الوصاية أن يرسل للعالم قولا مفاده: بدوني لا يستتب الأمن في لبنان. وهذه الرسالة إن تم الرضوخ لها عربيا ودوليا ستعتبر لطخة عار في جبين هذه الأطراف.


في البشرية الآن حدود يجب عدم التنازل عنها مطلقا لأي طرف كان وهي حماية البشر في بقاءهم على قيد الحياة. ويبقى السؤال مشرعا من يحمي اللبنانيين بعد اليوم؟

غسان المفلح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف