أصداء

كنت أعمى والآن أبصر!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كنت أعمى والآن أبصر كان عنوان مسرحية كنسية عرضت عام 2003 على مسرح كنيسة بالإسكندرية إعتبرها بعض المتأسلمون مسيئة لهم عام 2005. وفى رمضان ذلك العام الأخير قامت كتائب الغوغاء بتحريض من إخوان "المحظورة" (بلاش الخراب) بمحاصرة تلك الكنيسة وحرقوا ودمروا عدة ممتلكات للمسيحيين فى محرم بك بالأسكندرية إنتقاما من تلك المسرحية، كما قاموا بطعن راهبة ومحام قبطى تصادف وجودهما خلال تلك الأحداث على سلم تلك الكنيسة.


وقد قرأت خلال تلك الأحداث موجز للقصة الأصلية كما وردت فى الكتاب المقدس وهى تحكى أن رجلا كان أعمى لسنين طويلة وشفاه السيد المسيح. وأخبر شيوخ اليهود ذلك الرجل أن من شفاه هو رجل خارج عن ناموسهم وأنه خاطىء وسألوه عن رأيه فيه، فأسقط فى يد الرجل وقال كلمته الفلسفية الرائعة ذات المعانى المتعددة " أنا لا أعرف من شفانى -يقصد المسيح - ولا أعرف عما تتكلمون، وكل ما أعرفه أننى كنت أعمى والآن أبصر"!

فى عشرة دقائق لا غير لمست الطبيبة الشابة - الجميلة جدا - بآلتها العجيبة التى إخترعها الإنسان الذى هو إنسان، وليس الإنسان "الغير إنسان" عين الكاتب فأبصر بمعجزة بشرية عجيبة أتاحها البحث والعلم والإتقان... قولوا عن الغرب أنه كافر... قولوا عن نساءه أنهن غوانى... قولوا عنه أنه يتاجر فى الجنس والعرى... قولوا عنه ما شئتم، ولكن عندما يلم بكم المرض فليس لكم إلا هؤلاء الناس - الذين هم ناس- لكى يطببوكم ويشفونكم ويقصرون معاناتكم. أيا ماقلتم هجاءا وسبا وشتما فى الغرب والغربيين لا يعنينى، وإنما كل ما يعنينى هو أننى "كنت أعمى والآن - بفضلهم- أبصر".

كويتب - من الناس الذين هم ليسوا ناس- يصف بعض الناس الذين يعيشون معه فى ذات الوطن بأنهم جرذان! أو بمعنى آخر يريد أن يقول أن الكتاكيت طلعت لها أسنان وهذا يضايقه جدا... لا يعنينا رأيه ولكن أن يقوله تحت عنوان "إسلام.." فهذا أدعى بالمسلمين أن يتصدوا له.. لأن أى من يسخر من غيره يضع نفسه وما يمثله محلا لسخرية مماثلة أو أشد - بدون علم وتقدير-! وقد نهى عن مسبة آلهة الغير حتى لا تسب آلهة الشخص ولو كان يعتقد أن آلهته افضل من آلهة غيره! أم أنه ياترى لا يعرف هذا التكليف "الشرعى"؟

*مقارنة:
* جميع الشعوب التى حاربت بعضها بعضا جاء أبناؤها إلى أمريكا ولم تقم بين أى منهم أية معارك أو حتى خلافات بسبب الإختلاف الاساسى القائم بينهم فى بلاهم. جاء البروتستانت والكاثوليك الذين أشبعوا بعضا قتلا فى إيرلندا ولم تقع حادثة واحدة بينهم على خلفية طائفية! جا الهندوس والمسلمين الهنود ولم نسمع عن حادث طائفى واحد بينهم فى أمريكا بالذات! قس على ذلك جميع أجناس الدنيا ماعدا جنس واحد... جنس واحد أحرق أبناء طائفة ما منه "معابد" الطائفة المخالفة لهم فى ديترويت! جنس واحد يكرهون المختلف معهم ولو كان من أبناء وطنهم وجارهم وزميل مقاعد الدراسة! هؤلاء أيضا من الناس الذين ليسوا ناس.

عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف