أصداء

تنبؤ أميركي بمستقبل مظلم في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تسونامي المجازر والحروب المذهبية لثلاثين عاما

تنبؤ أميركي بمستقبل مظلم في الشرق الأوسط

حروب وفتن وصراعات مذهبية وايديولوجية

بؤر المجازر المتوقعة:

ما يجري في الشرق الأوسط من صراعات مذهبية في بداية القرن الواحد والعشرين جرّبتها وعانتها اوروبا في القرون الوسطى. أي ان العرب والمسلمين المعاصرين لم يتعلموا من دروس التاريخ ويكرروا اخطاء ارتكبها الأوروبيون قبل 400 عاما. هل هذا يعني اننا نحتاج لأربعمائة عام أخرى قبل ان نستيقظ ونخرج من أزمة الصراعات الدينية والمذهبية والقبلية. هل سننتظر حتى عام 2500م لكي يغيّر العرب والمسلمون سلوكهم ويضعوا حدا نهائيا للخلافات والصراعات المذهبية والتي وصلت الى مرحلة المذابح المتبادلة في العراق. وهناك فئات تتأهب لاشعال فتنة طائفية ومذهبية في لبنان التي تشهد اعمال الاغتيال والتفجير والقتل والتي تأتي بايعاز من عواصم اقليمية تستعمل لبنان كورقة مساومة في مشاكلها مع الولايات المتحدة.

ناهيك عن الصراع الايديولوجي الفلسطيني الفلسطيني بين طرف ديني طالباني التفكير وآخر علماني الذي أدى الى قتل أكثر من 100 فلسطيني.
الصومال والسودان من الدول الفاشلة المرشحة للحروب الأهلية. دولتان تكررا نفس الاخطاء.

مآساة الجزائر:
والشعب الجزائري لا يزال يدفع ثمن الغاء انتخابات شارك فيها اسلاميون وحصلوا على مكاسب.
ولمعاقبة الحكومة باشر هؤلاء بقتل آلاف من الابرياء تحت غطاء اسلامي. ينفذوا القتل الجماعي من موقعهم كمعارضين خارج الحكومة فكيف سيتصرفوا اذا توصلوا الى السلطة. هل ستعود العقلانية والهدؤ والوئام والمحبة أم ان القتل العشوائي سيتحول الى قتل بالحلال.

مهزلة فلسطين المحتلة:
في فلسطين المحتلة يتنازع طرفان يخضعان تحت الاحتلال على كراسي ومناصب سرابية وهمية ولديهم الاستعداد لقتل المواطنين وقتل بعضهم بعضا للحصول على الكراسي وارضاء قوى اقليمية لها مصلحة في تأجيج الصراعات في المنطقة. طرف يعمل بأجندة تحتوي على مزيج غريب من ايديولوجية ايرانية وطالبانية في آن واحد وطرف آخر علماني عقلاني ولكنه فشل في تحقيق اي مكاسب للشعب الفلسطيني رغم براغمايته واعتداله. وأحسن وصف للوضع الفسطيني جاء بمقال لعزمي بشارة الذي وصف الحالة المأساوية بمقال تحت عنوان " السجناء يتقاتلوا على ادارة السجن" أو ما شابه ذلك.


الحروب الدينية الاوروبية

نشبت في اوروبا حربا ضروس عام 1618 ولم تنته االا عام 1648 بعد أن أكلت الأخضر واليابس في البلدان التي شاركت في تلك الحرب أو أجبرت على خوض تلك الحرب والتي اندلعت على أسس طائفية دينية ومذهبية وشملت الكاثوليك واللوثريين (البروتستانت) والتحق بها فئات ومذاهب اخرى مثل الكالفانيون والانجيليون وغيرهم. هذه الحرب أدّ ت الى مقتل ثلث سكان البلدان التي الآن تحتل معظم ألمانيا ودول مجاورة. ووصف المؤرخون المشهد في تلك الحقبة كالآتي:

"ان البلدان والقرى بدت خالية ومهجورة من السكان حتى ان الذئاب المفترسة عادت لتفترس من بقي حيا".

انتهت تلك الحرب بمعاهدة ويستفاليا الشهيرة التي اعترفت بالقوميات الأوروبية المختلفة وهّمّشت دور الدين وفصلته عن الدولة فصلا كليا ونهائيا لمنع حدوث حروب مذهبية ودينية وأهلية على خلفية عقائدية ودينية ونجحت هذه السياسة في منع الحروب الدينية لعدة قرون. الحرب العالمية الأولى والثانية لم تكن دينية بل قومية وسياسية. وهذا ما يتوقع بعض الخبراء الاميركيون ان يتكرر في الشرق الأوسط. وهل يتعمل العرب الدروس:

الدرس الذي لم يتعلمه العرب والمسلمون:
فصل الدين عن السياسة أي الطلاق بين المرجعية الدينية والنظام السياسي. تسييس الدين او تديين السياسة لا يجلب الاستقرار والرخاء والتسامح والمحبة. هذه السلعة الأخيرة أي سلعة المحبة والرحمة والتسامح نادرة جدا في العالم العربي والاسلامي. لا تجدها في العراق وايران والباكستان ونيجيريا واندونيسيا وافغانستان والسودان والصومال والجزائر وغزة الخ الخ.


والسؤال هل سيتكرر سيناريو الحرب الدينية في الشرق الأوسط.
Andrew Sullivan (Sunday Times)
يقول اندرو سوليفان الكاتب والمحلل المعروف في الصندي تايمز والمتابع للمشهد السياسي الأميركي من واشنطن أن العراق الآن تشبه ألمانيا في القرن السابع عشر أي انها دولة غير قابلة للحياة كدولة مستقلة ومستقرة. على مدى التاريخ خضعت العراق لحكم الفرس والاغريق والاتراك والانجليز. وكانت مقسومة الى ثلاث مقاطعات حتى في العهد العثماني. بغداد احتلت المركز والموصل احتلت الجزء الشمالي من البلاد والبصرة في الجنوب. وبني تقسيم العراق على أسس عرقية وطائفية بين عرب وأكراد وأشوريين وعرب المستنقعات والشيعة والسنة الخ.

ومما زاد معادلة الانقسام تعقيدا وتوترا هو احتواء العراق على مقدسات شيعية خاضعة لحكم سني.

العراق بركان خطير تفجر بعد الغزو عام 2003

وصف وينستون تشرشل الوضع في العراق قبل 70 عاما كالآتي " من يحكم العراق مثله مثل الذي يجلس على حافة بركان خطير".

ويضيف اندرو سوليفان " ان حكم صدام الوحشي للعراق وحروب الابادة التي شنها ضد الشيعة والاكراد زادت من سخونة حمم البركان. وبات من الواضح ان غزو العراق عام 2003 نزع الغطاء عن البركان وهذا الغطاء الحديدي الذي أخمد البركان لفترة طويلة هو صدام حسين."


انتهازية القاعدة وضبط النفس الشيعي

استغلت القاعدة فرصة غزو العراق لخلق البلبلة والفوضى لاشعال حرب طائفية ومذهبية في العراق. ولكن الشيعة صبروا على الأقل عامين قبل ان يلجأوا للعنف المضاد. وتحت قيادة آية الله على السيستاني امتنع الشيعة عن الانتقام رغم تعرضهم للذبح والقتل لمدة عامين كاملين على أيدي السنة المتطرفين من زرقاويين وتكفيريين وتهجيريين وتخوينيين وبقايا البعثيين. ولكن ضبط النفس الشيعي انتهى بعد الاعتداء على جامع سامراء اوائل العام الماضي وهنا بدأت نقطة التحول. وانفتحت ابواب الجحيم ولم يستطع السيستاني اغلاق الابواب واضطر أن يأخذ مقعدا خلفيا ولم يستطع التدخل.

وجاء مقتدى الصدر (وصفته الصندي تايمز البريطانية بالبلطجي) بتاريخ 17 ديسمبر (كانون أول) عام 2006 لينتهز الفرصة المتاحة ليمسك بالمبادرة.

ولا يقتصر العنف في العراق على عناصر داخلية بل اجتذب العنف اهتمام ايران التي تزود السلاح والمال للشيعة الأمر الذي أقلق المعسكر السني العربي المعتدل.


صدام شيعي سني على نطاق شرق أوسطي:
Helen Cooper (New York Times)
وفي مقال كتبته هيلين كوبر في النيويورك تايمز في 13 ديسمبر كانون الأول الماضي أشارت الى سيناريو ينطوي عليه دعم ايراني للشيعة ودعم عربي اقليمي للسنّة. وهذا ما استمع اليه نائب الرئيس بوش ريتشارد تشيني اثناء زيارته للرياض اواخر عام 2006. الدول العربية لا تقبل ابادة السّنة في العراق على أيدي ارهابيين من الشيعة تدعمهم ايران.


ويقول أندرو سوليفان الخبير في الشؤون الأميركية أنه اذا اندلعت حرب سنية شيعية على نطاق الشرق الأوسط سيتم جر لبنان والاردن والسعودية الى حلبة الصراع ضد التيار الشيعي الايراني وستكون حربا شاملة بتمويل من أموال النفط المتوفرة بغزارة في السعودية وايران وساحة الصراع وأتون هذه الحرب هي العراق.

الاقتصاد العالمي سيواجه أخطر وأعمق أزمة في تاريخه، البطالة والفقر ستنتشر والعالم سيواجه كوارث غير مسبوقة.

واذا تمكن المتطرفون من سّنة وشيعة الحصول على أسلحة بيولوجية وكيماوية وحتى نووية فلا أحد يستطيع تنبؤ حجم الكارثة التي ستدمر المنطقة وشعوبها. حينئذ لا أميركا ولا الناتو ولا أي قوة في العالم تستطيع ايقاف تسونامي المجازر.


نهاد اسماعيل

لندن

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف