انها دعوة الى احترام الاسلام وليست ضده
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عقب مطالبة العديد من الاقباط والمسلمين المعتدلين بالغاء او تعديل المادة الثانية من الدستور المصرى والتى تنص على ان دين الدولة الاسلام وان الشريعة الاسلامية هى المصدر الاساسى للتشريع كتب بعض المتطرفين والمتعصبين يقولون ان الاقباط يريدون القضاء على الاسلام وطرد المسلمين من مصر!!!
وهذا الكلام رغم تفاهتة وسطحيتة الا انة فى نفس الوقت يعد خطيرا للغاية ولابد من الرد علية لانة يحرض مشاعر الانسان المسلم البسيط ضد الاقباط فى مصر ويدعو بطريقة مباشرة وغير مباشرة الى فتنة طائفية وصراع دينى من السهل جدا ان يؤدى فى نهاية المطاف الى حرب اهلية بين عنصرى الامة المصرية.. وقد راينا من قبل كيف ان حوادث طائفية كثيرة راح ضحاياها مئات المصريين قامت بسبب اشاعات رددها بعض المغرضين مرة عن تحول امرأة مسلمة الى المسيحية ومرة عن تحويل منزل الى كنيسة ومرة عن مسرحية قيل انها عرضت فى كنيسة وكانت تحمل اهانة للاسلام..وغيرهم من الاشاعات التى روجها - ولا يزالون- عن عمد وسبق الاصرار بعض المتطرفين لاشعال حريق ضخم ونشر الفوضى فى مصر ومن ثم يسهل لهم القفز على كرسى الحكم.
ان المطالبة بتعديل او الغاء المادة الثانية من الدستور المصرى لا تعنى ابدا القضاء على الاسلام كما يحلو لبعض المتطرفين الترديد لان الاسلام كان موجودا قبل دستور السادات ولا اعتقد انة سوف ينهار اوينتهى وجودة من مصر لو تم الفصل بين الدين والسياسة والدولة فى مصر.. وقد اساء السادات كثيرا للاسلام والمسلمين عندما استغلة لاغراضة واهدافة السياسية وعندما استخدم ورقة الدين لضرب خصومة ومعارضية وتمزيق الوطن والشعب الواحد حتى يسهل لة حكمة.
اننى ادعو الى الغاء المادة الثانية من الدستور لانها تفرق بين المصريين على اساس الدين وتساهم فى زيادة التوتر والتطرف من قبل المتأسلمين والمتعصبين.. وكلنا يذكر كيف استغل المتطرفين وجود الدين والشريعة فى الدستور لارهاب وتكفير الفنانين والادباء والكتاب واصحاب الاراء الحرة والمفكرين ومطاردتهم فى المحاكم لدرجة ان البعض منهم ترك مصر وهاجر الى الخارج هربا منهم ومن تطرفهم. اتمنى ان نركز على هويتنا كمصريين وكل ما يجمعنا كشعب عريق لة حضارتة وتاريخة.
ان الدعوة الى الغاء المادة الثانية ليست دعوة ضد الاسلام بل عل العكس هى دعوة صادقة وخالصة الى احترام الاسلام ووقف استغلالة فى السياسة او التجارة كما هو حادث الان فى مصر.. انها دعوة الى تحكيم العقل والمنطق وعودة الاديان الى دور العبادة وقلوب الناس.. دعوة الى نشر العدل والمساواة بين ابناء مصر واحترام حقوق الاخر غير المسلم..انها دعوة للقضاء على الهووس الدينى والمبالغة فى التدين والعودة الى الجذور والاصول المصرية الطيبة البسيطة التى لا تعرف الكراهية او التعصب وانما الحب والعطاء والسلام.
واخيرا اود تذكرة جميع المصريين ان مصر كانت وستبقى قبل وبعد المسيحية والاسلام..وقد كنا مصريين قبل تعرف مصر الاديان وسنظل الى الابد مصريين.. فلماذا اذن ندرك هذة الحقيقة الهامة ونركز على هويتنا المصرية بدلا من هويتنا الدينية؟؟
صبحى فؤاد
استراليا
الثلاثاء 20 فبراير 2007