أصداء

عندما لا يصدق رئيس الوزراء

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بين " الحق على الطليان " في تفسير ما قالته ملكة الاردن عن حجاب المرأة المسلمة، و بين حجب كتاب الدكتورة نوال السعداوي "اوراق حياتي" في معرض الكتاب في قاهرة المعز، و بين مذكرات وزير المالية العراقي محمد الحديد الذي اتهم ملك العراق الاسبق غازي بالموافقة على وعد بلفور، الى كتاب "الفوز" لرئيس مجلس ادارة جنرال الكتريك، توقفت اسبوعين و انا مطمئن الى ان القرأة هي المخرج الامن من الكتابة التى تؤدي الى وجع الرأس و البطن و القدم احيانا في هذا العالم العربي المليء بالتناقضات و المنغصات.


و اذا ما اضفت نسخة "ويندوز فيزتا " التى نزلت الى الاسواق و لعب بيل جيتس فيها دورا غير طبيعيا في نقل العالم الالكتروني الى خيال جديد و مقدرة فذة تحول الكاتب الى ناشر، و المتصفح الى غول نهم للانترنت، و صورا و شاشات واوامر للكومبيتر عبر الصوت بدلا عن الطباعة، و مشاركة ملفات من اجهزة محمولة اخرى غير متشابكة و غيرها من "المكتب 2007"، لتشعر بأنك في حلم او امام ساحر جعلك ترى في برنامج "ويندوز اكس بي " القديم صفيحة سمنة فارغة و مليئة بالصداء. كيف بالله كنا نستخدم هذا البرنامج، و اكثر من هذا!


عالم غربي يفكر في المستقبل و التقنيات و تطوير العالم و جانب من عالم عربي بعضه يقبع خلف مهاترات و اكاذيب و احاجي، هذه اتفاقية ام مشروع و هذا زي اسلامي ام لا، و هذه امرأة ام كرسي طاولة، و هذا خائن ام فيلسوف و غيرها من قواقيع التخلف.

اسبوعان لم يخرجاني من تلك المتع في القرأة و التصفح و الثقافة الا مداخلة رئيس مجلس النواب الاردني الاسبق المهندس سعد هايل سرور في جلسة برلمانية تسائل فيها عن اسباب توقيع ورقة اتفاق سرية بين رئيس وزراء الاردن و نقابة المهندسيين ممثلة في التيار الديني الذي يتولى رئاستها. و عندما نفى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت وجود مثل هذا الاتفاق، تفاجاء بالمهندس سعد هايل سرور يظهر الورقة الى العلن، و يالها من وصمة عار في جبين حكومة يعتقد البعض انها بانكارها الاتفاق رغم وجود ورقة الاتفاق "بتوقيع رئيس الوزراء " انها حكومة غير صادقة و جديرة بالرحيل.


و يرى اخرون ان هذا الاتفاق السري،و الذى جرى بين نقيب المهندسيين (ممثل التيار الاخواني ) وبمعاونة وزير مسؤول ( المحسوب على التيار الاخواني و لكنه ليس منهم )، كانت القشة التى قصمت الظهر، و يبدو ان تيار الاخوان قد باع الرئيس وورقة الاتفاق الى سعد هايل سرور، على حد ادعاء البعض، فيما يرى اخرون ان تلك الورطة سببها الوزير المحسوب على تيار الاخوان. و يذهب البعض الاخر الى ان كل ماجدث سببه غياب الحنكة السياسية لرئيس الوزراء و ضعفه امام الرغبة في البقاء في منصبه تحت اي ظرف، وهو ما يستغله التيار الديني و يتلاعب به من خلال مشاركته غير "بلو تووث" وزاري ممثل في وزارتين.


ان موقف رئيس الوزراء اما م النواب بدا و كأنه "غير صادق " فيما يقول، في الوقت الذي من معرفتي به و منذ ان كان مقدما في الجيش العربي و احد مرافقي الامير الحسن انه على درجة عالية من الصدق و الامانه و حسن الخلق، فيكف وصل به الحال الى تلك الحالة؟..اكاد لا اصدق، و لكنها السياسية الملعونة.


رؤساء الوزراء المتميزون هم الذين يطورون و يسهلون الرؤية و المهمة المكلفين بها، و هم الذين يضعون النظم و القيم للمؤسشسات و الافردا و الاطقم الوزارية العاملة معهم لتحقيزهم و تحقيق النجاح المستدام. و هذا النجاح يأتي من خلال الاعمال و التصرفات الامينة و الصادقة ليكسبوا ثقة الشعب اولا، و المتعاملين معه ثانيا.نجاح يأتي من خلال الاتصال الصادق و الفعال، و النقدير للامور، و بناء المعرفة الحقيقية، و التصميم على النجاح، و التكوير و الادارة المجتمعة لخلق قيم المنظومة الصادقة لاجل النجاح.


رؤساء الوزراة المتميزون، هم الذين يضعون الخطط و الرؤية و الهدف و الاخلاقيات، و هم انفسهم نماذج لبيئة التميز و الصدق.
و عندام لا يصدق رئيس الوزراء، و يتمادى في اخفاء حقيقة اتفاق كتبه بيده و المسودة موجودة في يد رئيس مجلس النواب الاردني الاسبق، فان هذا نذير قثدان المصداقية، فقدان ثقة الشعب و النواب و مؤسسات المجتمع المدني في كل ما يصرح به رئيس الوزراء.

العلاقا ت الخارجية، الامور المالية، البناء، الاشغال، المواد، التقنية، المعولماتية، المياه و الري، كلها تحتمل الخطاء و الصواب، و لكن فقدان المصداقية و الظهور الى العلن بهذ ه الصورة يطرح السؤال: كيف ينظر الشارع الى الحكومة بمجملها بعد هذا؟
اعود فاذكر بكلام الصحفي المصري الكبير على امين و الذي قال:ان السياسة هي فن الكذب، و بطرافة الشعب المصري ذو الاحساس السياسي بالواقع عندما قالوا: الحق على الطليان....وهو ما قد يستفيد منه الرئيس لينجو من فعلته!

د.عبد الفتاح طوقان
aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف