التطهير العرقي استراتيجية اسرائيلية رسمية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عرض لكتاب "القتل السياسي" الذي يفضح عقلية شارون الشريرة:
في كتابه Politicide يكشف بروفسور علم الاجتماع الاسرائيلي باروخ كيمرلنغ Baruch Kimmerling عن شخصية شارون الشريرة التي ظهرت ملامحها وهو في العشرينات من عمره. منذ اوائل الخمسينات من القرن الماضي لعب شارون دورا محوريا في التطهير العرقي ومن المهمات التي نفذها بشغف وحماس كانت طرد مئات من العائلات البدوية في صحراء سيناء بذرائع أمنية واهية. ومضى 40 عاما
الكتاب بمجمله هو ادانة واضحة وصريحة لعملية التطهير العرقي التي بدأت منذ 1947 في فلسطين واستمرت حتى هذه اللحظة.
لفترة زمنية طويلة اعتقد شارون ان علاج مشكلة اسرائيل الديمغرافية يكمن في اخلاء الفلسطينيين كليا من اراضيهم. ولخدمة هذا الهدف تم وضع ما يسمى خطة ديD لاخلاء القرى الفسطينية من سكانها الاصليين. وهذا الاسلوب ادّى لاختفاء 486 قرية فلسطينية من الخارطة. الأسلوب يعتمد على مزيج من التخويف والاستفزاز والغارات الليلية وقتل عدد من السكان ونشر الرعب مما يجبرهم على النزوح. هذه السياسة اثبتت نجاحها واصبحت جزءا من الممارسات الروتينية ضد الفلسطينيين.
تابع باروخ كيمرلنغ تاريخ اسرائيل منذ 1947 حتى عام 2003 ومن الاستنتاجات التي توصل لها هي أن اسرائيل تحولّت الى ما يسمى "ديمقراطية النخبة والاسياد" وهذا مصطلح كان ينطبق على ديمقراطية جنوب افريقيا العنصرية Herrenvolk democracy.
تم تعيين شارون كقائدة لوحدة 101 ذات السمعة السيئة والمشهورة بالغارات وعمليات القتل بدون سبب أو مبرر واستعمل شارون استراتيجية بسيطة وسهلة التطبيق: وهي الاستفزاز وخلق الظروف لللاقتتال العربي اليهودي.. هذه الاسترتيجية الشريرة أثبتت فعاليتها على المدى البعيد في تحقيق الأهداف.
من أبرز العمليات التي قادها شخصيا:
اكتوبر(تشرين أول) 1953 قاد فصيلة اسرائيلية لمهاجمة قرية قبيا. تم تدمير 45 منزل على رؤوس اصحابها وأنتهت الغارة بمقتل 67 رجل وامرأة وطفل.
فبرابر (شباط ) 1955: شن هجوما غير مبرر وبدون سبب على موقع للجيش المصري في غزة وتم قتل 45 جندي مصري.
ديسمبر(كانون أول) 1955 شن هجوما على مركز عسكري سوري قرب شواطي بحيرة طبريا وبدون سبب وتم قتل 60 جندي سوري.
وصلت وحشية شارون قمتها في السبعينات حيث قتل الاف الفلسطينيين وتم تدمير الاف المنازل لتهدئة قطاع غزة.
ويؤكد الكتاب ان ما ارتكبه شارون هو قتل جماعي استهدف مدنيين وبهذا يكون قد ارتكب جرائم حرب. العقوبات الجماعية هي جرائم حرب (صفحة 62)
ويضيف باروخ كيمرلنغ على صفحة 74 أن القانون الدولي يحرم قتل غير المسلحين ويذكّرنا الكاتب أن فقرة 55 من معاهدة لاهاي لعام 1907 تنص على ما يلي "الدولة المحتلة تقوم بدور الادارة المؤقتة وعليها حماية الممتلكات والافراد".
في عام 1982 هندس شارون ونفذ غزو جنوب لبنان بمباركة ادارة دونالد ريغان ووزير خارجيته اليكساندر هيغ. لم يكتفي شارون بتأسيس حزام أمني في الجنوب بل قرر الوصول الى بيروت وفرض حصار على المدينة. القصف الجوي والمدفعي ادى الى قتل الالاف من المدنيين. شارون اعطى الضو الأخضر لمذابح صبرا وشاتيلا.
شارون دمر السلطة الفلسطينية بذريعة مكافحة الارهاب مستغلا العمليات الانتحارية ليقول للعالم والولايات المتحدة ان ياسر عرفات هو بن لادن اسرائيل.
اثناء الهجوم على جنين عام 2002 قتل الجيش الاسرائيلي مئات الفلسطينيين ودمر مئات المنازل مما خلق 5000 لاجيء بدون مأوى ورفض شارون السماح للجنة تابعة للأمم المتحدة لتحقق في مجازر جنين.
يعتبر 17 كانون أول ( ديسمبر) 2000 تاريخ مهم في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني
في هذا اليوم اتخذت الحكومة الاسرائلية قرارا بتنفيذ هذه السياسة الغير شرعية
الهدف ( صفحة 162) هو استعمال الاعدامات الغير قانونية لاستفزاز الفلسطينين لكي يقوموا بالرد ومن ثم تقوم اسرائيل بعمليات انتقامية واسعة النطاق ولقتل من تريد قتله. كان اعدام صلاح شحادة وذبح 9 اطفال و8 بالغين بقنبلة وزنها طن هي مثال على سياسة الاغتيال المقصود. ( قائمة باسماء من تم اغتيالهم مدرجة على صفحتين 162 و 163 وتشمل الشيخ احمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي).
سياسة التطهير العرقي:
موشي يعلون وصف الفلسطينين بالسرطان ويجب ازالته بعلاج الأشعاع (الكيمو-ثرابي).
صفحة 169 تتحدث عن الجدار الذي يحيط بغزة اتي هي أكبر سجن في العالم.
وفي تقرير لأمنيستي انترناسشيونال منظمة العفو الدولية والتي أرسلته المنظمة لوزير الدفاع الاسرائيلي لكي تلفت نظر الحكومة الاسرائيلية ان ما ترتكبه اسرائيل في الاراضي المحتلة هو جرائم حرب.
وفي صفحات 194و 195 و 197 يسرد الكاتب أمثلة على التعسف الاسرائلي مثل منع الغذاء والدواء من الوصول للسكان وعن تدمير المدارس وقتل الطلاب والمعلمين.
سياسة التخلص من الفلسطينيين والتطهير العرقي:
ما اراده شارون هو دولة اسرائيلية بدون الفلسطينيين. وهذا وضع خيارين صعبين امام اسرائيل: لتحقيق هدف التخلص من الشعب الفلسطينين: اما الانسحاب لحدود 1967 او طرد الفلسطينين من خلال عملية تطهير عرقي شاملة.
سياسة الاستفزاز:
بعقله وتفكيره الشيطاني رسم شارون الاستراتيجية كالآتي:
استغلال حوادث 11 ايلول 2001 احسن استغلال للاصاق وصفة الارهاب على الفلسطينيين. هذا يتطلب بالضرورة استفزازهم والتحرش بهم وتضييق الخناق عليهم حتى يأتي رد عنيف من الفلسطينيين. يعلن شارون ان هذا عمل ارهابي ويجب مكافحته. ثم يقول للعالم لا يوجد شريك فلسطيني ويستغل ذريعة الأمن للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وبناء الجدار الفاصل.
الكتاب يقول ان الهدف النهائي هو منع ظهور دولة فلسطينية قابلة للحياة. ولتحقيق هذه الغاية يلجأ لسياسة القتل والتدمير والاستفزاز.
دفع الاباء ثمن الهولوكوست ودفع الابناء ثمن حوادث ارهاب 11 ايلول (سبتمبر)2001 ونجحت اسرائيل في استغلالهما أحسن استغلال ونجاح اسرائيل يعكس الفشل العربي والاسلامي والفلسطيني.
الكتاب يتألف من 234 صفحة والناشر VERSO لندن ونيويورك.
نهاد اسماعيل
لندن
nehad ismail، London، UK