كريم عامر وقبله شهدى سرور والحكميات

كريم عامر مدون مصرى يكتب وينشر على الأنترنت... يعنى يفكر ويكتب ما يفكر فيه على الكمبيوتر والصفحة متاحة كجميع صفحات النت... كتب كريم رأيأ تضمن أنه ملحد ولربما كانت هذه تمر دون مشاكل فكل يوم يعبر آلاف عن إلحادهم ومنهم من يسبون الذات العليا وقليل ما يعترض أحدا، خصوصا إن لم نكن فى رمضان ولا أمام مسجد فى صلاة جامعة! لكن أن يضمن كريم مدونته إستهزاء وسخرية بالذات الأعلى من العليا ويقول بسخرية تعالوا نبايع رئيس مصر أميرا للمؤمنين فهذه هى ثالثة الأثافى لدى الحكومة، والحكومة يعنى القضاء الذى صار أفراده يعينون بالواسطة حينا وبالوراثة أحيانا...

يقولون أن هذا أول حكم بحبس مدون مصرى! وهذا ليس صحيحا على إطلاقه فقد تم القبض والحكم على شهدى نجيب محمد سرور وهو إبن الشاعر والكاتب الفنان نجيب سرور رحمه الله، وحكم على شهدى وقتها بالحبس ثلاثة أعوام، ليس لأنه دون شىء ما على الإنترنت، بل لأنه نشر قصيدة كان والده الشاعر قد ألفها تتضمن عيبا فى الذات الهيكلية -محمد حسنين هيكل- وبعض متنفذى السلطان فى مصر. وقد قبض على شهدى وحبس أربعة أيام على ذمة التحقيقات وعندما أفرج عنه قال " أحسست أن والدى يضحك على بداخلى"... فماذا قال نجيب سرور فى قصيدته والتى حبس من أجل نشرها على النت ولده شهدى!؟

القصيدة من نوع النقد الصادم ولذلك تحفل بمفردات صادمة. ويحفل التراث العربى والإسلامى بكثير من المفردات التى تتفوق على مافى تلك القصيدة ولكن إدعاء الأدب والفضيلة أدت ببعض مدعى الثقافة - وأكثرهم كانوا مما وصفهم نجيب سرور فى قصيدته- أدى بهم ذلك الإدعاء إلى إظهار الإشمئزاز من كلمات القصيدة وإدعاء النبل والرقى من الكلمات ولكن الغيظ كله كان من كشف حقيقتهم بتلك القصيدة.. وسنورد بعض أبيات من تلك القصيدة من بعد معالجة بعض الكلمات التى إدعى بعض القوادين أنها خادشة للحياء! والتى حاكموا شهدى على نشرها كما يحاكمون الآن الكاتب "كريم عامر" على أفكاره وعلى نشر تلك الأفكار...!

"مش عيب اقول "يوم" أميات وانا مطرشق
ما عادش فيها خشـا ولا عيب ولا نيله
ومصر قدام عنيّه "وشها" مرشّـق
م "الهبش".. دمامل وما باليد ولا حيله
تسرق شلن تبقى هيصه وبلوه وجَرِيمَه
تسرق أُلوف الأُلوف تبقى م الابطال
وكل ما السرقه تكبر.. القانون سيمه
وكل ما السرقه تصغر.. فيه حرام وحلال
عقود عمل ع القفا بس العمل بره
هاجر وسيب البلد مفروشه للغربان
يعنى يا إما السجون يا الشنق يا الهجره
يا اما تهمه جنون يا العيشه ع الصلبان"
وفى بعض من أجمل أبيات تلك القصيدة والتى لا زلت أبكى كلما قرأتها يقول نجيب سرور:
"بعد التحيه يا شهدى والذى منه..
ها اوصيك وصيه تصونها زى نن العين
ولما اموت احكى عنى وقول لهم " إنه..
مصرى ابن مصرى و"يلعن" ام اللى ماله عنين
ابويا مات مصرى ثاير.. بس عاش فيَّه
ابويا عايش.. أبويا تاره لسَّـه مامتش
ابويا كافح وكان عنده الكفاح غيَّه
واللى ابوه زى ابويا يبقى ما اتيتمش
انا ابويا جدع.. قصدى ابويا كان
وعاش غريب فى الوطن.. ياقسوة الغربة
وترابنا من عهد خوفو بيحضن الجدعان
مبروك عليك التراب يا نازل التربه !
يابنى انا جعت واتعريت وشوفت الويل
وشربت أيامى كاس ورا كاس طرشت المر
يابنى بحق التراب وبحق حق النيل
لو جعت زيى ولو شنقوك ما تلعن مصر
اكره واكره واكره بس حب النيل
وحب مصر اللى فيها مبدأ الدنيا
دى مصر يا شهدى فى الجغرافيا ما لها مثيل
وفى التاريخ عمرها ما كانت التانيه"
الكلمات المعالجة هى التى بين "..." ونترك إدراكها لحصافة القارىء... وسنوالى من بعد ذلك تطعيم بعض المقالات ببعض أشعار ذلك الفيلسوف مع موالاة "معالجة" بعض الكلمات...

عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com