رد على كمال غبريال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عفواً يا استاذ كمال غبريال
لا يحلو لى فى الحقيقة بدء حديثى بتنميقات لغوية ومقدمات تمهيدية على غرار ( ترددت كثيراً ) - التى يحبها الأستاذ كمال ودائماً ما يبدأ بها صدماته الكتابية - فالأرادة حاضرة عندى منذ زمان اما ان افعل وارتكب الكتابة فى هذا الشأن فلست اجد ولا انكر اننى - وفى كل مرة قرأت فيها للأستاذ كمال غبريال مقالاً - كتبت العديد من الصفحات رداً على كلماته لكن الشعور بالعبثية والبيزنطية كان العامل الرئيسى فى تراجُعى عن الدخول فى مجادلات عقيمة تنتهى دوماً من حيث تبدأ ولا انكر كذلك ان هذه المُداخلة المقالية انما هى أيضاً من قبيل البيزنطيات والمجادلات العقيمة لكن قلمى وقد ابى الصمت وتحول زنه ( الأكثر مراراً من السحر ) كطنين نحلة او ذبابة لا تغادر الا بضربة نشابة او جرعة بيروسول مُحكمة ( وفى حالتنا هذه الكتابة والرد وإن كانت احب ان اسميه ابداء الملاحظة حتى لا ندخل فى دائرة مهاترات الردود وكلمة من هنا واخرى من هناك وقد لاننتهى )
الأستاذ كمال يدرك تماماً انه صوت جديد مخالف يحاول ان يضخ دماء جديدة فى الصخرة الأرثوذكسية العتيقة ويدرك ايضاً انه سيصنف تحت بند الأبن الضال المُحرض من قبل ابليس وسيندرج تحت بند عدو البيعة الذى ستصلى الكنيسة من اجله كى ما يحل الله تعاظمه ويبدد مشورته - هكذا يقول - لكنه - وعلى الرغم من ذلك يتحرك بنفسية وعقلية المصلح اللوثرى المحرر لنا نحن العبيد فهو يرى اننا ضحايا لخطاب الكنيسة الذى لا يقصر في أداء هذا الدور وهو صناعة العبيد، ويرى اننا فى اسفل السلم الكنسى ويمتعض على هذا الأساس من توقيرنا للأساقفة والكهنة بلفظة ( سيدنا ) ويتقزز من سجود الأحترام ( الميطانية ) ويشمئز - ضمنياً - من اعترافنا للكاهن وحصولنا على الحل ويرى ان كل هذا يُعملق ذوات الكهنة ورئاساتهم، ويؤدى فى ذات الوقت إلى تضاؤل شخصية الملايين من الأقباط، وتحولها إلى شخصيات تابعة، ومشاريع لكائنات ذليلة، لا تصلح إلا للسير في قطيع، سواء داخل الكنيسة أم خارجها
ولأنه وكما يبدو ثائر على هذه الأحوال المتردية - التى بالغ كثيراً بنفسية هى اقرب إلى المريضة والمتربصة فى وصفها وتحليلها - اخذ يعدد المساوىء والكوارث الناتجه على هذا النظام الكنسى السادى ويوصم رجال الأكليروس بالذات المتضخمة المنتفخة وينتقد فينا نحن العبيد الطاعة العمياء ( ابن الطاعة تحل عليه هنا اللعنة ) ويندد بعزلتنا داخل كنائسنا التى اهدرت طاقاتنا ومواهبنا واصابتنا بالعجز والعقم وافقدتتنا صفة شريك الوطن إذ لا دور محدد لنا ( وكأنه بأيدينا )
ولا يرى اخيراً بداً من نعتنا بالعقلية الخرافية التى تؤلف وتبتكر وتردد العشرات والمئات من معجزات القديسين، استيلاداً لشعور كاذب بالقوة،
ويرى الرجل مشكوراً ان علينا أن نعيد النظر ( في القرن الواحد والعشرين ) في النتائج التي تترتب على قيادة الرهبان لمختلف الأنشطة الكنيسة التى توسعت صلاحياتها وأنشطتها كثيراً عن الكنيسة الأولى، وتعقدت احتياجات شعبها المادية والحضارية، ويرى ان الثقافة التى تحكم الرهبان هى ثقافة عسكرية وعليه يرى اهمية مراجعة حكم الكنيسة من قبل الرهبان فربما هذا هو المدخل لحل مشكلة الزواج والطلاق في الكنيسة الأرثوذكسية، بالإضافة إلى مشكلة ثقافة الانعزال وأحادية الرأي والخضوع والديكتاتورية، تلك المشاكل التي إن تغاضينا عليها اليوم فلن يحتملها الغد ( البابا القادم لابد وان يكون علمانى وانتظروا كمال غبريال مُرشحاً لكرسى البابوية )
كان هذا مًلخصاً ضمنياً لما يراه الأستاذ كمال غبريال فى كنيسته الأرثوذكسية
سادة وعبيد
وكلاهما مريض نفسياً
السادة بداء العظمة والسادية
والعبيد بالعجز والعقم بل والماسوشية
انها الأشكالية التى تحتاج إلى رؤية علمانيه غابت عن كنيستنا الفى عام وها قد جاء الوقت لتصحيح مفاهيم ومسار ومصير الكنيسة
( طال انتظرنا والشوق مالينا )
وجاء هو ورفاقة فى الوقت المناسب والمكان المناسب لأنقاذنا نحن السالكين فى الظلمه
حمل كل منهم مشعله ليضىء المسكونه بأسرها بالتعاليم القويمة
جاءوا ليحلوا تعاظمات رجال الأكليروس وليطرحوا عنا نيرهم لأنه نير صعب وحمل ثقيل
جضروا ليعلموننا ان نشق عصا الطاعة ونتوقف عن الأحترام والخضوع والتوقير
اضاعت الكنيسة الفى عام وها قد حان الوقت وان الأوان
الأن سنثبت اننا الأجدر فى السباق بعزمنا، الصعب هان والفوز منا قد دنا - وعذراً لسابق ولاحق -
يا سيدى العزيز - واسمح لى ان اناديكم بسيدى - توقيراً منى لشخصك العظيم واحتراماً منى لقلمك الفياض بالدرر
من قال اننا - نحن المسيحيين نشعر - ونحن بين ايدى الكهنة بما وصفته انت بالخنوع وبالعجز وبالتواكل والتبعية
من قال اننا نحيا شعور العبيد ونحن نقبل يد رجال الأكليروس ونحيا بين اعمدة كنيستنا
الم تجرب ولو لمرة واحدة ان تذوق حلاوة قبلة حانية على يد والدتك كل صباح عرفاناً منك بجميلها على شخصك الموقر؟!
الم تجرب ولو لمرة واحدة ان تمرر شفتيك - ولو مرور الكرام - على يد والدك العجوز كأقل درجة شكر له على ما انت فيه الأن
ولو فعلت.. هل ثمة احساس بالعبودية روادك
هل شعرت انك عبد وهو سيد
بنفس المنطق التوقيرى المنطقى لا نجد نحن المسيحيين بداً - واسمح لى ان لا اضمك معنا فانت معترض على هذا - من تقبيل يد الكاهن على سبيل التوقير اولاً وهو الذى ارضعنى الأيمان ومهد لى بتعاليمه طريق الملكوت على ان اكمل وثانياً لانه لامس بيديه الطاهرتين جسد مُخلصنا وانت اعلم دون الدخول فى تفاصيل ليس هذا هو المكان المناسب لها
لم اشعر ولم يشعر مسيحى مما اعرف ومما لا اعرف بشعور العبودية الذى تزعمه دوماً فى كتابتك
انا مسيحى اوقر الكاهن واحترامه وفى ذات الوقت لم يمنعنى هذا من المشاركة الأيجابية فى مجتمعى والمساهمة بكل ما املك فى ارساء كل ما احب ان تكون عليه بلدى
وانا مسيحى احاول بكل ما املك فى المشاركة فى صنع القرارالسياسى الذى يُمس جارى واخى المسلم قبل ان يمسنى - على الرغم من المعوقات التى تحول دون ذلك
ليس مقالى هذا رداً منى على مقاللك عفواً يا قداسة البابا ( صحيح لماذا نعته بالقداسة.. الم يشعرك هذا ببعض الدنو والعبودية، كان اجدر بك ان تنادية بشنودة حتى لا يتأذى شعورك المرهف )
اعود فأقول ان هذا ليس رداً منى على مقالك الأخير
انما هو رد اجمالى على فكرك الثرى الذى اقول فيه حقاً انه من الصعب ان الم لم اشلائه دفعة واحدة ولا حتى على دفعات
وقد يلاحظ الأستاذ كمال وقد يلاحظ القارىء كذلك ان ثمة تشتتاً وتفككاً فى مصاب مقالى وغاياته لكننى ارى اجمالاً اننى قد اوضحت رؤية عامة لفكر الأستاذ كمال واحساسه الدفين بالعبودية فى سنى عمره الأولى والذى تحول مع الوقت إلى اسقاطات نفسية نحو كنيسته
وقد ظن ان كلنا هذا الرجل فعمم المسألة وتحدث بلسان العامة و الخاصة، كمن له سلطان الحل والربط، كالسيد ونحن العبيد
امر هو ورفاقه بتوصيات علمانية لما قدروا انها إشكاليات كنسية ولابد وان يُخضع له ويُطاع
نقبل الأيدى إذن يا سيدنا كمال ونقدم فروض الطاعة الولاء لعلمانيتك التى انتظرناها الفى عام
اتعرف يا سيدى - واقولها حقاً - اننى احبك
احبك جداً
واصلى - انا الخاطى المتهاون فى حياتى الراقد فى فراشى -
من اجل خلاص نفسك ونفسى ونفوسنا جميعاً
ونصيحتى لك - انا الذى اصاغرك فى السن بمقدار لا يقل عن النصف - ان كف يا ابى عن لعب دور المُصلح
فقد فسد الملح
وإن فسد الملح فبماذا يملح
ولا اجد ختاماً لمقالى هذا افضل من كلمات الأستاذ / كمال غبريال
" حين تبدأ الذات في التضخم، فإنها لا تتوقف عند حد، خاصة إذا لم تجد أمامها مقاومة، بل عوامل متعددة مساعدة"
لا انا بل نعمة الله التى معى