تناقض بين امن الخليج والمشرق العربي!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هناك من لاحظ بحق فى ان الاهتمام العالمى ولاسيما من قبل الولايات المتحدة الامريكية بصفتها الدولة الاقوى والاكثر نفوذا وسيطرة فى العالم قد قل بالقضية الفلسطينية اذ ان كلينتون لم يعطيها اهمية الا فى نهايات فترة رئاسته السياسية،ثم اعلن بوش الابن خارطة الطريق وفق اقامة دولتين ثم تركت الدولة العبرية تثور وتجول كما يتراءى لقادتها ثم تضييق الخناق على الشعب الفلسطينى قتلا وتنكيلا وحصارا صارخا ثم نزع الاعتراف الامريكى بالرئيس الفلسطينى الراحل عرفات وتركه وحيدا حتى اغتالته اسرائيل ثم فازت حركة حماس بالانتخابات فاتخذوا ذلك ذريعة لقتل العملية السلمية وبعدالحاح المسألة الايرانية من جراء تدخل ايرانى فى العراق زاد من الورطةالامريكية هناك والمسألة النووية،عاد الامريكيون والغرب لاعلان اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ولكن ذلك لا يغير من حقيقة ان الاهتمام الامريكى بمنطقة الخليج يتزايد يوما بعد يوم وليس ذلك بسبب الملف الايرانى فحسب بل ان الموضوع ابعد من ذلك بكثير حيث طرح الفكر الامريكى فكرة فحواها ان مركز الثقل وعنصر الجاذبية فى المنطقة العربية قد انتقل من المشرق العربى (الصراع العربى الاسرائيلى ) الى الخليج العربى وقيام تصور امريكى للعلاقة بين امن الخليج والقضية الفلسطينية يقوم على اساس انها معادلة صفرية بمعنى ان تزايد الاهتمام بالخليج لابد ان ينتقص بالقدر نفسه الاهتمام بالقضية الفلسطينية فالقضية الاكثر الحاحا بالنسبة للولايات المتحدة هو النفط واستمرار ضخه بصورة منتظمة وسلسة بلا اى مشاكل واستمرار الخليج العربى كسوق هائلة للمنتجات والثقافة وليس لحماية اية نظم خليجية معينة مادام ذلك لا يؤثر على استمرار ضخ البترول والمثال الابرز هنا هو محاولة شاه ايران التنسيق مع الولايات المتحدة لعزل الخليج عن محيطه العربى وذهب شاه ايران وجاء من بعده حكام الملالى ليحاولوا عزل الخليج عن محيطه العربى بل يحاولون الهيمنة على الخليج وفق اعتقاد راسخ لديهم بان لهم حق القوامة على الخليج وفى سبيل ذلك لا يتورعون عن العبث بامن الخليج والعبث بامن لبنان القومى لتحقيق قوامتهم ومخططاتهم عن طريق حزب الله الشيعى الذى يأخذ مرجعيته من ايات الله فى قم وينفذ تعليمات السيد ايه الله على خامنىء وعندما يذهب نصر الله الى طهران يقبل فى خشوع يد المرشد الاعلى للثورة الاسلامية ومن ثم فان ايران البلد المسلم صارت خنجرا ضد استقرار الخليج. مع طموح نووى لا يهدد اسرائيل بل هو لتهديد دول الخليج لتأسيس دول القوامة الفارسية. الخليج فى حالة اشتعال بين مشروعين امريكى وفارسى والقضية الفلسطينية سوف لن تتقدم الا تكتيكيا لفترة معينة قصيرة لأن الثقل قد انتقل من المشرق الى الخليج وهذه حقيقة تتأكد على مر الأيام.
د. عبدالعظيم محمود حنفى
خبير استراتيجى مصرى