ايران و کوريا تزوجتا تسع مرات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طريفة أجد من المناسب جدا إيرادها قبل أن أدخل في صلب الموضوع، کانت هناک أختان احداهما مزواجة"کثيرة الزواج" أما الثانية فلم تتزوج سوى مرة واحدة في حياتها، و سألوا يوما الاختين بشأن کم مرة تزوجتا، فقالت الثانية: لم أتزوج سوى مرة واحدة فقط، وحين سألوا الاخرى بادرت بسرعة للإجابة: أنا و أختي تزوجنا تسع مرات!!
هذه الطريفة تذکرتها وانا أتابع تلک التبريرات و المعاذير التي توردها العديد من أنظمة المنطقة بشأن سياساتها المختلفة"السقيمة و الخاطئة" على شتى الاصعدة، وبدلا من أن تقوم تلک الانظمة بمواجهة الحقيقة ولو لمرة واحدة و تضع النقاط الاصلية على الحروف الحقيقية و تسلک أقصر السبل و أفضلها لمکاشفة شعوبها، فإنها تصر على التشبث بذات"النهج"السياسي العقيم الذي تتبعه منذ عقود طويلة.
ان نشر غسيل"الاخطاء و المنزلقات"لأنظمة محددة على شماعات دول أخرى من خارج المنطقة لها أخطاء"يتيمة"، هو في واقع الامر سياسة غبية من حيث تحاشيها لجوهر المشکلة و تجنبها الخوض في أساس المسألة وليس البحث و النبش هنا و هناک لإيجاد ورقة توت أخرى تغطي بها عريها"وهما منها" لبرهة أخرى من الزمن.
الجمهورية الاسلامية الايرانية بنظامها السياسي ـ الفکري المثير للازمات و المشاکل في المنطقة، قد تکون واحدة من أهم الانظمة التي تتبع سياسة"رقع"و"تجميل"و"تقليب"أخطائها السياسية على مختلف الاصعدة ولاسيما مايتعلق منها بداخل ايران و المنطقة و العالم. وقد لاتکون المعضلة النووية التي سببتها دولة"ولاية الفقيه"آخر المشاکل المستجدة من قبلها ولکنها قطعا ستشکل الدعامة التي بإنهيارها سينهار النظام السياسي ـ الفکري باکمله. ان الحديث عن المشاکل و الازمات التي تنطلق من تحت"عباءات"و"عمائم"المؤسسة الدينية الايرانية، هو حديث ذو شجون و يحتاج الى راوي قدير و مستمعين جيدين کي يکون بمقدورهم متابعة"سيرة عباقرة قم"الى النهاية. وکما تذکر الروايات المتعلقة بآخر الزمان"کما هي واردة عن الاحاديث النبوية"، ان کل حجارة تنادي ان هناک يهودي مختف خلفها کي يجهزون عليzwnj;(!)، فإن کل رکن و زاوية من دول المنطقة من أقصى دول المغرب العربي و حتى الخليج تروي الحکايات و الاساطير عن الايادي الايرانية الطويلة التي تعبث هنا و هناک بحثا عن مرتکزات لها لنشر فلسفتها الفکرية ـ السياسية أملا في الاجهاز على النظام العربي الرسمي الذي بات يترنح لأسباب عديدة وطرح"النموذج الايراني"بديلا عنها. ومع کل تلک التبريرات التي سيقت من قبل"الدول السنية السبع"التي اجتمعت مؤخرا في اسلام آباد، لکن کل الدلائل باتت تشير الى تخوف تلک الدول من"السرطان"الايراني الذي بات يهدد الامن و السلام في سائر ارجاء العالم و ان خطر"التوسع"الآيديولوجي لطهران بات بمثابة أمر واقع يتجسد على الارض من خلال عدة أشکال و تيارات سياسية ـ فکرية اسلامية على طول و عرض الساحة بل وان الصرخات الاخيرة التي تعالت من الخرطوم أکدت مجددا حقيقة الخطر الايراني و ضرورة التصدي له. أما الحديث عن المآسي و الکوارث المخلفة من عبث الايادي الايرانية في کل من لبنان و العراق، فهو أمر قد تجاوز کل الحدود و المعايير و القيم المتعارف عليها، وهو دليل حي على المعدن الحقيقي لهذا النظام السياسي و تجسيد عملي لفلسفته الفکرية على الارض. وبعد کل هذا، تطالعنا أصوات صادرة من طهران بأنها "لم تقم بأي عمل يثير القلق و الخوف في المنطقة و العالم، وانها اسوة ب"بيونک يانک"، لم تمارس إلا حقها الشرعي الذي تکفله لها الانظمة و القوانين الدولية"المرعية، طهران تناست ان الذي بدر عن کوريا الشمالية برغم فداحته فإنه أمر قابل للمساومة و السيطرة عليه"وهو امر أکدته الکثير من الاوساط السياسيـة القريبة من کوريا الشمالية" وهو الخطأ الوحيد الذي بدر من هذه الدولة الشيوعية ضد العالم، فهل تريد طهران أن تکون کتلک المرأة المزواجة و تبرر زيجاتها"غير الشرعية" بزيجة يتيمة"شبه شرعية" لأختها"في الشر"بيونک يانک؟!
نزار جاف
nezarjaff@gmail.com