أصداء

أفغانستان... الخيانة مستمرة !!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من قاموس السياسة الأميركية

أفغانستان.. العراق..مفردات حلّت ضيفا ثقيلا على قاموس السياسة الأميركية ، واستوطنته كما يستوطن العنكبوت زوايا الدار المهجورة .
وضيفهم الثقيل بات مجهرا الكترونيا يظهّر للمجتمع الأميركي حركة " بيتهم الأبيض " المكوكية، وخفاياها .
وبمجهر عادي ومتواضع تبدو "الهزيمة" الأميركية في العراق مؤذية . ليس فقط بالنسبة إلى الإدارة الأميركية والمجتمع الأميركي فحسب ، ولكن على المستوى الإقليمي والدولي .لكن إذا كانت "الهزيمة" في العراق مؤذية، فإنها في أفغانستان ستكون بمثابة الفاجعة أو الكارثة.

فالإستراتيجية الأميركية حيث "الحرب على الإرهاب " ستعود إلى نقطة البداية. والبداية على قاعدة " النمر المجروح " قد تكون بداية النهاية لأمل ما في تحقيق استقرار ما في منطقة الشرق الأوسط المعقدة بأبسط الملفات والقضايا كما أكبرها .

واستنادا لبعض التقارير الغربية التي تصدر بين الفينة والأخرى، فان أفغانستان تتحرك بين حدّي سكين.
فالرئيس الأفغاني حامد كرزاي يبدو منهك القوى .وقد لا يزيد صدى صوته عن صوت أي حاكم في المقاطعات الأفغانية.وما يزيد الطين بلّه تلك التقارير في الصحافة الغربية ، بما فيها الأميركية ، التي تتحدث عن تحوّل " المؤسسات الكرزانية " الحكومية إلى واجهة عريضة للفساد السياسي والاقتصادي .
وما يزيد في الطنبور الأفغاني نغما، حركة طالبان ، الغائب والحاضر مجددا، حيث سياسة لملمة الجراح وتجميع للقوى ، إن كان في جنوب أو شرق أفغانستان أو كلتيهما معا.

"الإناء ينضح بما فيه" ..!!

في الواقعة التاريخية .. الولايات المتحدة الأميركية "خانت" أفغانستان مرتين .الأولى كانت بعد عام 1989 عندما غادرت قوات الاتحاد السوفييتي الأراضي الأفغانية . حيث لم تولي الإدارة الأميركية آنذاك الاهتمام المطلوب لإدارة الأزمة الأفغانية .فمنعت أو غضّت الطرف عن محاولات قادة " المجاهدين " ، أو المقرّبين منها ، والمسلحين أمريكيا من تمزيق أفغانستان .
وعندما أُسقطَت حركة طالبان 2001 أطلقت الإدارة الأميركية وعودا محلية ودولية للاهتمام بأفغانستان اهتمام الأم بابنها ،بل إنها وضعت استراتيجيات ، ورصدت أموال لتحويل بلاد الأفغان جسرا "للديمقراطية والتقدم" في العالم الإسلامي .
لكن لم تلبث أن خانت واشنطن "أبناءها " الأفغان. ففي عام 2002 سحبت الإدارة الأميركية أفضل ما لديها من قوات خاصة لإعدادها من اجل حرب مُخطّطة مسبقا على العراق.وبناء عليه وجدت حركة طالبان ومقاتلي تنظيم القاعدة طرقا مفتوحة للخروج من أفغانستان .
وربما، وفقا "نظرية المؤامرة "، التي تجيدها واشنطن، فانّ هذه الأخيرة قد سمحت لمقاتلي طالبان والقاعدة بالخروج سالمين.وكانت" الخيانة" للمرة الثانية.
لكن "الخيانة "الأميركية لأفغانستان ليست إلا قصة من رواية عالمية تتعدّد شخصياتها، وأبطالها، وأهدافها ، وضحاياها .والأبطال على المسرح الأفغاني لم يكونوا إلا هيئات الإغاثة والتنمية الدولية على تعدّدها وتنوّعها.
مقارنة مع بؤر التوتّر المختلفة من العالم حيث الحاجة إلى المساعدات، كان نظام المساعدات المقدّم إلى أفغانستان خجولا وبطيئا. كما وشابه ، بحسب تقارير أميركية وأوربية ،الفساد والبيروقراطية .فبدلا من بناء قلعة الديمقراطية والتقدم ، وفقا للحلم الأميركي ، كان بناء قلعة من الفشل .
فالعقود "الخلبية" وجدت طريقا سريعا إلى بلاد الأفغان .ثم العقود المنتفخة بالدولارات الأميركية حيث وصلت القلة منها إلى ذوي الحاجة ، أو لم يصل أبدا .فهل الخيانة ستستمر؟؟
أمجد نيوف ا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف