قضايا المواطن عندما يعبر عنها بما يشبه النباح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ثمة فرق كبير بين " النباح " وبين " النقد " او الطرح البناء عندما يتحول النقد الى " نباح " لا يُصغى إليه لأنه عمل دون " بشري " ولا يرقي الى مستوى البشر . البشر يحتاجون الى النقد البناء بعيداً عن بحة " النباح " وعلو صوت النابح ولكن كيف يتحول النقد الى نباح أو الناقد الى " نابح " هنا لابد من الإشارة الى عاملين، اولهما . نفسي معني بكاتب النقد أو الناقد و الاخرموضوعي تقع مسؤوليته على كاهل من يشرف على سياسة الجريدة أو المجلة أو وعاء النقد بصورة أشمل .
العامل الأول: عندما يخلط الكاتب بين مشكلته أو ما يعاني منه والقضية المراد طرحها بشكل واع أو لا شعوري في معظمة يتحول النقد الى صورة اقرب الى " النباح " الذى ذكرت لأنه يستخدم ميكانيزم الدفاع عن ذاته ولو كان من خلال قضية الغير، فالحيادية مطلب صعب في جميع المجالات ولكنها في مثل هذه الحالة أصعب، خاصة أذا كان المجتمع يحتكر الياته التاريخيه والاجتماعيه الخاصه به للتقييم وأصعب هذه الحالات الشعور بالنقص أمام مجتمع قد حددت فيه المراتب والمواضع والدرجات مسبقاً فهو يموضع الفرد في زاوية وموقع محدد لا يستطيع معها فراقاً فهو هنا (اى الفرد ذو الحاله) في حالة دفاع دائم عن نفسه حتى قبل أن يبادر أحد بالهجوم وكل انتقاد لما يكتب اويقول هو طعنه في وجوده فيخرج النقد من فمه نباحاً لا يمكن أن يرد عليه ادمياً ويتطلب النزول الى درجة أقل من ذلك فيترك بالتالى ليذهب مع الريح .
العامل الثاني: مسؤولية من يضع سياسة الجريدة أو المجلة،والقراء واصحاب القضايا والشأن عليهم أن يختاروا و " الحال هذه " الأكثر استقرار نفسياً والأكفأ قلماً والمنساب اجتماعياً دونما شعور بالنقص أو الدونية حتى لا يعاني من المجتمع ولا يعاني المجتمع منه ومن إشكاليات وبواعث نفسه . هذا إذا أردنا أن نرتقي بمستوى الخطاب الناقد في جرائدنا ومجلاتنا وإلا سنضطر الى فك رموز " نباحاً " لا يستحق أن يرد عليه . فبذلك سنخسر مساحة هي أولى أن تكون للنقد البناء المتداول ضمن النسق " الإنساني " ولا يندرج نحو مستويات اقل .
أن قضايا الوطن لا تحتمل " النباح " ولكنها تحتمل النقد الراشد، والمواطن لا يحتاج الى سب أو طعن أو استهزاء بالآخر للدفاع عن همومه ولكنه يحتاج الى عرض موضوعي مقنع مسند بالأدلة والروح الواثقة والنفس الطويل للحوار لا دفقة " النباح " القصيرة التي يجرى تجاهلها لقصر نفسها وعجزه .
فالنقد في أساسه يولد نقداً مضاداً أذا افتقد الى الموضوعية والمعّول يبقى في أين يكمن الجزء الأكبر من المصلحة العامة ولدى أي طرف لأنها في حقيقتها (اى المصلحه العامه) " كلُ " لا يملك الفرد منه إلا جزءاً منظوراً إليه من جانبه في حين أن الآخرون كذلك لهم زواياهم التي يرون بقية أجزاءها من خلالها .
على كل حال الجرأه شى جميل ولكن لابد لها وان تقترن بالصدق والموضوعيه وليس بالتشنج والردود الاشبه بالنباح لانها(اى الجرأه) فىذلك قد تخرج من الصفه الايجابيه فى اقترانها بالانسان الى صفه هى ايجابية ايضا ولكن لغيره من مخلوقات الله.
عبدالعزيز محمد الخاطر
كاتب من قطر