أذار شهر اكراد العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد لايعرف او يتنبه الكثيرين الى معاني كثيرة يحملها شهر اذار من كل عام الى اكراد وجبال كردستان العراق، ففي هذا الشهر دائمآ كانت تضاف افراح اواحزان الى ابناء كردستان، ولان المواجع والأ لأم التي اصابت الاكراد تمتد الى عقود طويلة محزنة وكئيبة، فان ذلك دائمآ مايترك بصماته على الذكريات والصور المحزنة التي أحاطت بجبال كردستان وأهلها الطيبين الكرام .
وحتى لاناخذ الصورة من جانبها المظلم، فان في هذا الشهر ذكريات اخرى جميلة ومفرحة يفرح لها اهل كردستان ومن حقهم ايضآ ان يفخرون بها، لانها جاءت كنتيجة طبيعية لنضالاتهم الطويلة وتضحياتهم الكبيرة التي لاتقبل المزايدة او المساومة .
قد يريد البعض ان يحشر امور ومفردات العمل السياسي اليومي في مثل هكذا مواقف تاريخية، وهذا خطاء يقع فيه الكثيرين لان تضحيات ونضال الاكراد في خانة ثابته . اما العمل السياسي اليومي فهذا نوع من العمل حسب المتاح والمستجدات والمتطلبات التي قد يختلف فيها البعض او يتفق هنا او هناك، لكن كل هذا لايمكن ان يكون بنفس كفة ميزان او خانة تضحيات ومواجع اكراد العراق النجباء . فهذه امور مثل ضوء الشمس لايمكن أخفائها او التستر عليها، لان ثمنها دماء وارواح وأمنيات وكرامات أنتهكت دون رادع أنساني او قانوني . ولو قدر لجبال ووديان وحجر كردستان ان ينطق . لقالت مايدمي القلوب ويحزن الافئدة .
أن في الاول من أذار ذكرى وفاة الزعيم الكردي الخالد الملا مصطفى البرزاني . و قبل ذلك باعوام طويلة وفي التاسع من نفس الشهر يصادف ذكرى ولادة هذا الزعيم الكردي المتفرد . وفي هذا الشهر يصادف ايضآ ذكرى توقيع بيان اذار الشهير الذي أقر واعترف بحقوق الاكراد الانسانية والقومية والقانونية، لكن تبين فيما بعد ان تلك الخطوة كانت مجرد تكتيك مرحلي من النظام . وفي هذا الشهر ايضآ يصادف ذكرى قصف مدن كردية وحلبجة بالسلاح الكمياوي . لكن ايضآ في اذار من كل عام يصادف عيد نوروز الذي له مكانة خاصة وجميلة عند كل الاكراد ويحتفلون به بطرقهم الخاصة التي تحمل معها نكهة وجمال كردستان . وفي هذا الشهر ايضآ يصادف ذكرى الانتفاضة ضد النظام السابق في عام 1991 حيث قام ابناء مدن كردستان بطرد الاجهزة الامنية والعسكرية التابعة للنظام والتي عاثت فسادآ وقتلا وتنكيلا بهم لسنين طويلة .
انه شهر غني بالارث والحاضر الدائم في وجدان وضمائر ليس الاكراد فحسب بل كل الاحرار الحقيقين في العالم . واليوم والصورة مختلفة تمامآ ولاتشبه ذلك الماضي القريب الحزين . فان من اقل حقوق الاكراد البديهية ان يتم النظر الى تضحياتهم ومعاناتهم بكل احترام وتقدير . وان يشاركهم الجميع بافراحهم . التي يجب ان تكون امتداد لافراح كل العراق وكذلك احزانهم بنفس المستوى من المشاركة والتقدير . والعكس ايضآ صحيح مع كل فئات الشعب العراقي الاخرى .
فتحية لكم ياأهلنا الطيبين في كرستان العراق .. و مبروك لكم كل انجازاتكم التي لن تاتي من فراغ بل من عمل مهني وعلمي مدروس يتوقع له الكثيرين النجاح والتقدم السريع والمميز . ولنجعل نحن العراقيين جميعآ من كل هذه الذكريات المحزنة والمفرحة نقاط التقاء على المحبة والعدل والسلام واحترام الاخر الشريك في الوطن .. وضمان حقوق الجميع بشكل قانوني ودستوري واضح لايقبل الشك ولاالتاويل .. وحفظ الله العراق وكل العراقيين الخيرين .
محمد الوادي