الملف الايراني اختبار حيقيقي لخبرة الكبار
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الكبار في هذا العالم ليسوا كثيرين لكنهم يتلاعبون بجداره في مصير هذا العالم كما يشاؤون، ومن حسن الحظ فانهم حتى هذه اللحظة تعاملوا مع العديد من الملفات الدولية بخبرة عالية على صعيد الحلول الدبلوماسية، لكن الحلول الطائشة قد لا تكون بعيدة في اية لحظة عن متناول اليد وهذا ما يجعل مصير العالم على كف عفريت خصوصا وان آليات المواجهة العسكرية لو اريد لها ان تُفعّل فانها يمكن ان تفني الكرة الارضية.
ان الدول العظمى اصبحت معنية في جميع ازمات العالم باي نقطة جغرافية حيوية، وهذا الاهتمام الدولي هو سلاح ذو حدين فكما انه قد يوفر زخما دبلوماسيا يساهم في توفير مناخ سياسي يفتح آفاقا اكبر... الا انه من جهة اخرى قد يولد حالات تضاد وتصادم بين الارادات نتيجة المصالح ونتيجة الحسابات المعقدة مما يدفع الازمة لمزيد من التشنج.
هذه الحسابات بكل استحقاقاتها تنسحب على الملف النووي الايراني الذي وضع الدبلوماسية الدولية امام اختبار صعب لما يتمتع به من خصوصية واقعة بين كماشتي الوقت والمكان، فالحالة الايرانية بملفها النووي سوف تكون هي الاختبار الاصعب للدول العظمى شرقية كانت ام غربية.. انها اختبار لاكتشاف اذا ما كانت في جعبة الكبار في هذا العالم ادوات وآليات اكثر نجاحا لهذا الازمة او مثيلاتها من الازمات التي قد تفاجئ العالم في اية لحظة.
ومع أن هناك فوارق بين الولايات المتحدة الامريكية من جهة وبين الاتحاد الاوروبي وبين بعض البلدان المهمة في العالم من جهة اخرى حول طبيعة التعامل مع الازمات الدولية الا ان تلك الفوارق لا يمكن ان تتعدى حدودا معينة يتفق الطرفان بضرورة بقاء الخصوم بعيدا عنها.
ان الملف النووي الايراني واقع في منطقة الدخان والمقصود بها هو ذلك الشرق الاوسط المتخم حتى النخاع في براكين الملفات الساخنة، والاهم من ذلك ان تلك الملفات تتفاعل فيما بينها في توقيت واحد مما يعني صعوبة الاقتراب من الحلول العسكرية فالبراكين اذا ما انفجرت لا تُبقي الا الرماد..كما أن الحلول السلمية الدبلوماسية حتى هذه اللحظة اغلقت ابوابها باحكام ولم يتبق الا مفاوضات من اجل المفاوضات... تاتي على حساب الوقت الذي يعتبره جميع الاطراف مكسبا وان تعاكست الاتجاهات في ذلك، اذ ان الجانب الايراني يحاول وبكل ما يمتلكه من خبرة وتجربة على صعيد الدبلوماسية الدولية ممارسة دور المراوغ الجيد بغية كسب مزيد من الوقت من اجل اكتمال عدة المفاعل النووي الايراني بشقه العسكري التسليحي وهذا من جهة اخرى يتضاد تماما مع رهان الوقت الذي تريد الولايات المتحدة الامريكية ان تلعب على وتره اذ انها تعرف بان الايرانيين حتى هذه اللحظة لم يتوصلوا لبناء مفاعل نووي بالمستوى المطلوب وان التكنلوجيا النووية التي يمتلكونها لم تصل الى تلك الحالة المتقدمة على هذا الصعيد مما يعني ضرورة المباغتة قبل ان تفلت الفريسة من شباك الصياد.
الوقت يمر والحلول تستنفذ والخيارات لا يوجد فيها مناسب على الاطلاق لكن ما يتبقى في جعبة الكبار هو ما يمكن الرهان عليه... فهل هنالك مفاجئات في الحلول والخيارات؟
ليس طويلا من الزمن كافي لكشف الحقيقة.
كاتب عراقي
gamalksn@hotmail.com
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف