أصداء

سلامات أبن عمي باي كي – مون !!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كنت قد كتبت مقالة قبل أيام قليلة عن الامين العام للامم المتحدة السيد باي كي - مون. اشكره على موقفه الانساني الصريح في أدانة القتل والبطش الذي تعرض له مئات من زوار كربلاء في الذكرى الاربعينية لاستشهاد الامام الحسين "ع ". في وقت اختفت تماما كل اصوات العرب الرسمية والشعبية عن هذه الجرائم. فكان عنوان المقالة في حينها " شكرآ ابن العم باي كي -مون ". لاني في حينها شعرت هو الاقرب الى أوجاع المذبوحين انسانيآ، ولم اجد حرجآ في وصفه ب " أبن العم " رغم انه لاتجمعني معه سكاكين الذبح الماركة المسجلة التي تسمى " القومية " ولايجمعني معه دين ولالغة ولاتاريخ ومصير مشترك ولادم مشترك " كما يردد ابطال الفضائيات العربية " الخائبة. لكن الذي جمعني معه هوأنسانيته وصدقه، وحسبي هذه اكبر من كل العناوين الاخرى خاصة في عالمنا العربي الدموي المتفاخر باالذبح والقتل والتحريض والاقصاء والطائفية المقيته حد النخاع وبفتاوي القتل الصريحة المعلنة والمدعومة من بعض الرسمي والشعبي. فهل يمكن ان يكون من يحمل هذه الصفات هو اخي وشقيقي فقط لانه يتكلم اللغة العربية ويتخذ الاسلام دينآ كما يدعي !! الجواب بالتاكيد النفي لان اخر شيء يصلح له من يحمل صفات السؤ هذه ان يكون بمثابة الاخ وابن العم. اذن اخي وابن عمي الحقيقي هو " الانسان " الحقيقي الذي أسمه " باي كي - مون " ومن على شاكلته ومن سار على طريقه حتى لو كان في القطب الشمالي او أقصى القرن الافريقي او في الصين او عبر البحار والمحيطات. وحتى لو كان هندوسيآ او بوذيآ او بلا دين فهو أخي طالما يحترم الانسان ويحرص على حياته وحرماته. وماحاجتي الى أخ مسلم مزعوم يقول ويردد الشهادة الى الخالق جل جلاله ورسوله العربي الامين " ص" وهو يحز رقبتي بسكينه لتكون بحق ذبحة " أسلامية " بحته !!

وايضآ ماحاجتي بعمرو موسى الامين العام لما يطلق عليها الجامعة العربية. وهو لايتذكر العراق الاعند ما يطالب بتقسيمات وحصص طائفية الى طائفة على حساب أخرى لاينتمي اليها. ويتجاهل صناديق الانتخابات ونتائجها. ونفس الشيء ينطبق على بعض الحكومات العربية التي تسير بنفس هذا الاتجاه الخطير !!. حيث لم يصل وزير خارجية عربي واحد او مسؤول او رئيس دولة عربية الى بغداد منذ سقوط الصنم السابق الانادرآ ولغرض حسابات خاصة و ضيقة. او كما تصريح الرئيس المصري الذي يستحق بحق لقب " التصريح الحزورة " عندما قال نصآ في تركيا ( مساندة العراق بما يضمن أستقراره ووحدة اراضيه ووفاقه الوطني !!) لان انتخابات العراقيين لم ينزل بها " البلطجية " بسيوفهم الى الشارع وبحماية السلطة واما الكاميرات كما حدث في مصر فانه يبحث عو توافق على طريقته هذه !! وفي الوقت الذي يقف فيه مبارك في انقرة يلقي حزورته المكشوفة مسبقآ هذه فانه لايتجرأ من عبور جبال كردستان جوآ الى بغداد !! بينما لم يصبر كثيرآ " أبن عمي " الامين العام الجديد للامم المتحدة الاوصعد طائرته ووصل الى بغداد ليعبر من هناك وبصوت عالي عن دعمه للعراق الجديد وللعملية الديمقراطية ونتائجها في البلد ونبذه للارهاب والتطرف، وايضآ عن اعلانه وتصميمه على اطلاق حملة اعمار العراق خلال خمسة سنوات قادمة. كان صوته أنسانيآ بكل معنى الكلمة مثل موقفه ومثل شجاعته في زيارة بغداد في هذا الظرف الصعب. وكان صوته الانساني اعلى بكثير من قذيفة السؤ والرذيلة التي سقطت بالقرب من مكان انعقاد مؤتمره الصحفي.

نعم وصلت رسالة السؤ هذه الى الامين العام للامم المتحدة لتكون الصورة اكثر وضوح امامه وامام المجتمع الدولي عن حجم الكارثة التي يحاربها العراقيين. وقد سبقته قبل ايام جريمة شنعاء في الفلوجة والرمادي عندما تم تفجير صهريجين محملة بغاز االكلور المركز وقتلت وجرحت مئات الأطفال والنساء والشيوخ والشباب بدون اي ذنب لهم سوى عراقيتهم الأصيلة. ونفس الشيء وصلت الرسالة الاخرى بعد اربعة وعشرين ساعة من زيارة الامين العام حيث فجرت سيارة وسط سوق في مدينة الصدر فقتلت وجرحت العشرات من الابرياء. هذه الصور السابقة واللاحقة والغير مشرفة تطالب " هيئة علماء السنة " في بيان لها قبل يومين من الحفاظ " على منجزات المقاومة البطلة " فهنيئآ لكم بهذه المقاومة وبمنجزاتها الارهابية في الفلوجة او في مدينة الصدر وكل مدن العراق الاخرى.

كما التهنئة الحقيقية والكبيرة يستحقها أخي الانسان وشريكي في أنسانيتي السيد " باي كي - مون " على سلامته.

وشكرأ لك على شجاعتك. التي افتقدها الكثير من اصحاب الاغاني والاناشيد التي تمجد ببطولاتهم وفروسيتهم التي هزمت الاعداء ودخلت من أوسع ابواب التاريخ. !! لكن في الحقيقة وعلى ارض الواقع ليس من هذا شيء يذكر سوى تلك أوهام البطولة والفروسية في اغاني سوق النخاسة الرخيصة هذه. فانت الشجاع وانت البطل وانت الكريم وانت المتفضل وانت صاحب الخطوة الرائعة في زيارتك الى بغداد وانت من تستحق التحية والسلام والتهنئة بالسلامة ياابن عمي " باي كي - مون ".

al-wadi@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف