أصداء

حتى لا نزوّر التأريخ 4

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

منْ أخطأ بحق منْ، البعثيون أم القادة الجدد؟

(دخل أحد الرجال على الأمام زين العابدين (ع) سائلا : أني نويت حج البيت الحرام هذا العام فهل ستقبل حجتي ؟ فسأله الإمام وأي معصية كنت عليها ؟ فرد الرجل أني كنت في صف الجيش الذي قاتل أباك الحسين (ع)، ولكن يشهد الله أني لم أشهر سيف ولم أطلق سهم ولم أرم برمح، فرد عليه الإمام : لا تقبل لك حجة. فسأل الرجل ولماذا ؟ فرد عليه الإمام : لأنك أكثرت السواد في عيني أبا عبد الله يوم الواقعة).

تلك هي الحقيقة الأكثر مرارة وغصة في قلوب كل العراقيين والتي يتحمل وزرها البعثيون، فبرغم أن غالبية البعثيين كانوا من الناقمين على صدام وسلطة القبيلة أو من المحايدين أو من الصامتين إلا أنهم كانوا يشكلون في عيون العراقيون كثافة وسوادا وجمعا أعظم، وهو ما كان كافيا لأن يرهب العراقيين ويحبط في نفوسهم أي رفض أو إحتجاج أو رأي سالب في السلطة الفاشية.

ولكن برغم مرارة هذه الحقيقة التي عززها منطق هذه الرواية التاريخية التي أفحمني بها أحد الأصدقاء الإسلاميين، كان علينا أن نعضّ على جراحنا ونتعامل مع الملف البعثي الشائك تعاملا منطقيا وعقلانيا إستجابة الى ضرورات وإملاءات الواقع العراقي الجديد الذي ينتظرنا، وهو أحد أهم التعاملات التكتيكية التي يفرضها القاموس السياسي القديم والحديث شئنا أم أبينا، إضافة الى ما نحن مطالبون به من سلوك إنساني يدعم أخلاقياتنا التي نريد منها أن تقف بالضد من سلوك الطغمة الفاشية.

يوم 9 / 4 / 2003 خرج معظم العراقيون من قمقم العبودية تؤسرهم البهجة حد الصدمة، حد تقبيلهم لجنود الإحتلال في الشوارع ومعانقتهم ونثر الورود عليهم، وكان هناك من يصرخ بصوت عال بوجه الجنود الأميركان (لقد تأخرتم كثيرا) !!.

وربما لم تعش أمة من الأمم هذه التجربة التي عاشها العراقيون في مشهد إستقبالهم لقوة جاءت تحتل بلادهم، فكان هذا المشهد الشكسبيري وحده كافيا لإعطاء الصورة الحقيقية لما كان عليه العراقيون في عهد الطاغية الفاشي صدام حسين، وهي واحدة من أكثرمفارقات التاريخ تراجيدية ومأساوية. وربما قد يفاجأ البعض ــ وبالأخص الأخوة القادة الجدد المغتربين ــ إذا ما قلنا أن هناك بعثيين كانوا بين المحتفلين بهذا المحتل !!!، برغم القلق والتوّجس الذي كانوا عليه لضبابية مصيرهم الذي سيؤلون إليه، فالكثير منهم إحتفظ بمشاعر مختلطة ومخاوف مشروعة، تلك التي تنم عن خشيتهم من أن يعاملهم عراقيو النظام الجديد على أنهم كانوا (أهل سلطة)، والحقيقة الواقعة أنهم لم يكونوا كذلك الى حد كبير كما أسلفنا القول في الحلقة السابقة.

سنحاول هنا أن نجيب على سؤال متأخر أكل عليه دهرالشارع العراقي المضرج بالدماء وشرب وهو: من أخطأ بحق من، سواد البعثيون أم القادة الجدد ؟ ولا بأس هنا من نبش بيدر الصور العراقية المتراكمة والمتلاحقة للوقوف على الحقائق حتى لا تضيع وسط هذه الأعاصير التي تضرب بنا منذ ما بعد ( 9 / 4 / 2003 ) حتى تفتح أمامنا فسحة من المراجعة عساها تثمر عن شيء من علاج لمصاعبنا وإن كانت متأخرة.

مذكرين قبل أن نمضي في سردنا هذا، بما بيناه في الحلقة السابقة من أننا كنا شهود حدث عند نقطة العبور الحدودية العراقية السورية في الأيام القليلة التي سبقت وأعقبت إنهيار النظام السابق. كنا نشاهد هناك بأم أعيننا هروب الأعداد الكبيرة من البعثيين، ومنطقيا ما كان لهؤلاء أن يهربوا لو لم يكونوا ممن أرتكبوا الجرائم بحق أبناء شعبهم وممن أدركوا المصير الذي ينتظرهم إن هم بقوا داخل العراق، ومنطقيا أيضا لم يكن ليظل من ظل من القسم الأعظم من البعثيين بيننا لو لم يكونوا متأكدين من برائتهم من الجرائم التي إرتكبت في عهدهم المقبور.

وللإجابة على هذا السؤال المتأخر الذي أشرنا إليه ننقل هنا واقعتين تصلحان لأن تكونا نموذجين يعكسان الصورة التي كان عليها الشارع العراقي في الأسابيع والأشهر الأولى التي أعقبت هزيمة الفاشست صدام حسين، لنقف على حقائق مؤسفة أسست وساهمت لاحقا في قتامة الصورة التي تؤطرنا الآن بالدماء.

في غمرة الإنشطة الوطنية المحمومة الساعية لإعادة تشكيل المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية العراقية عقب الفوضى التي صاحبت إنهيار النظام الفاشي، سعى عدد كبير من تلك المؤسسات وهي تعيد هيكليتها الى عمليات إنتخاب رؤسائها ومدرائها تماشيا مع ما رفع من الشعارات الجديدة كالديمقراطية وسلطة الشعب وحريات التعبير والإختيار، وكنتُ قد تابعت بعض من هذه الإنشطة في بغداد، فحضرت إجتماعا لمنتسبي الشركة العامة للنقل البري ــ إحدى شركات وزارة النقل ــ المُعد لإنتخاب مديرا عاما لها، وكان الدكتور(محمد صابر الموسوي) أحد أبرز المرشحين الذي سبق له إن شغل هذا المنصب في العهد السابق وكان الرجل أكاديميا بحتا ويحمل عدة شهادات تخصصية عليا من دول غربية في مجال النقل والموانيء (1)، وهكذا تم إنتخابه بأغلبية كبيرة، أما منظم عملية الإنتخاب هذه فهو السيد (بهاء أحمد المياح) وكان مقربا من حزب المؤتمر الوطني في حينها.

وفي اليوم التالي رافقت السادة الموسوي والمياح الى نادي الصيد العراقي في مدينة المنصور( المكان الذي إختاره الدكتور أحمد الجلبي مقرا مؤقتا له ولحزبه حزب المؤتمر الوطني العراقي ) وذلك من أجل الحصول على الدعم المعنوي من هذا الحزب الذي كان وقتها محج العراقيين كلهم والجهة الأبرز في العراق الجديد، وبينما نحن جالسون في إحدى قاعات هذا النادي فإذا بعصبة مسلحة ( من المراهقين) تابعة للجهاز الأمني الذي شكله الجلبي يقودها عبد العزيز الونداوي أحد أعضاء حزب المؤتمر الوطني (2)، تداهمنا وتطلب منا مرافقتهم الى مكتب (الأمن)، وكان بإنتظارنا هناك (العميد) همام القريشي رجل (الأمن) الثاني بعد ( آراس حبيب ) مدير أمن الجلبي، وإذا بالسادة المنوه لهم متهمين بالعمالة للنظام السابق ولحزب البعث، وبذلت قصارى جهدي لأبعاد الأهانة عن الدكتور المنتخب ولإنقاذ ماء الوجه لصاحب فكرة الأنتخاب الصديق ( بهاء المياح ) وإغلاق ملف القضية وعودة الدكتور الى منزله، ولكن قبل أن يأخذ السادة الونداوي والقريشي حصتهم الكافية من إلقاء المحاضرة السياسية ( التهديدية ) على الحضور متهمين الأخ الدكتور بعضويته بحزب البعث، ومن أنهم سيقضون على كل البعثيين إن عاجلا أو آجلا !! (3).

بعد أقل من شهرين من هذه الحادثة كنت حاضرا ومتابعا لعملية إعادة تشكيل الهيئة الإدارية للإتحاد العام للتعاون ( وهو إتحاد يضم عدد كبير من الجمعيات الإستهلاكية والخدمية في عموم العراق )، وبعد صراع وسجال إمتد طويلا بين طابور القيادات القديمة وموظفي هذا الإتحاد الذين توزع بعضهم على عدة أحزاب لتلقي الدعم (المعنوي) منها، تم إنتخاب هيئة تحضيرية مهمتها تسيير أمور الإتحاد وشؤونه المالية وإنقاذ موظفيه من الجوع والبطالة والعطالة بسبب توقف رواتبهم لعدة شهور أعقبت سقوط النظام السابق، على أن تقوم هذه الهيئة بالتحضير لأنتخاب إدارة جديدة للإتحاد بكامل الصلاحيات، ولم يمض أسبوع على ذلك حتى داهمت مقر الإتحاد العام للتعاون عصبة من الشباب تحمل معها كتاب تهديد بالقتل للهيئة المنتخبة موقع من قبل ( لجنة القصاص من أزلام النظام السابق) مطالبين الهيئة المنتخبة بترك الإتحاد لأنهم بعثيين وبخلافه سيكون الموت مصيرهم !!.

وبعد بحث ومتابعة لمعرفة الجهة الرئيسية الراعية للجنة القصاص هذه، تبين أن رجل الدين ( م. خ ) إمام أحد المساجد هو مرجعيتها ومباركها، فصاحبت رئيس الهيئة المنتخب وبعض أعضائها الى هذا المسجد، وهناك إستمع إمام المسجد بشيء من الكياسة والأدب للتفاصيل التي طرحها زائريه، وبعد أن إطلع الإمام على كتاب التهديد فاجأ الحضور الزائر بأنه لا يشك بمصداقية (معلومات) هذه اللجنة وشرعية ما قاموا به، فرد رئيس الوفد عليه ( سيدي إذا تركنا لكل جهة أن تقاضي وتقتص من المواطنين بهذا الشكل فهذه فوضى وإلغاء لدور القضاء وسيادة القانون الذي جئنا لإحترامه وتفعيل دوره في العراق الجديد، وإلا فما الفرق بيننا وبين مجرمي صدام ؟ ). فظهرت علامات الغضب والإستهجان على ملامح شيخ المسجد لسماعه هذا الرد فنهض ونفض عبائته قائلا ( إنتهى اللقاء، لديّ محاضرة أهم من زيارتكم ) !!.

تحمل هاتان القصتان في طياتهما نموذجين للطريقة الخاطئة التي وقع فيها السادة المتنفذين في العراق الجديد، والتي ستكون فيما بعد السبب الرئيس وراء التدمير الذي لحق بالعراق والعراقيين، بل والخطورة التي شكلتها على العملية السياسية بمجموعها.

وقبل وبعد أن إخترع النظام الجديد ( هيئة إجتثاث البعث) بصلاحيات تحكمّت فيها الإمزجة الشخصية الى حد كبير، كان هناك أكثر من متطوع لألقاء الفتاوى السياسية ضد البعثيين والتحريض على طردهم من وظائفهم وملاحقتهم ( ليدفعوا ثمن ما نحن دفعناه من الضحايا الذي تساقطوا على أرض السواد، وثمن القهر والظلم والعبودية والفقر والجوع الذي لحق بأهلنا ).
ولكن،
هناك حقيقة مازال العفر والضباب يغلفها، وربما قد غابت عن الكثير من الساسة العراقيين أولي الأمر اليوم، وهي أن نصف التحريض ضد البعثيين ــ إن لم نقل جله ــ جاء من أعضاء بعثيين !!. وكانت تلك إحدى مخططات عصابات صدام لأعادة القاعدة البعثية الى أحضانهم بعد أن كانت قد (كفرت) بصدام وحكومة القبيلة الفاسدة التي همشتهم منذ ما يزيد على عقدين من الزمن، وقد نجحت عصابات صدام في ذلك أيما نجاح (4)، وهكذا نقول للتاريخ ــ حتى لا نزوّره ــ أن القادة الجدد للعراق الجديد هم من أخطأ التعامل مع البعثيين بعد هزيمة زعيمهم صدام وليس البعثيون، فالكثير من أخوتنا الذين أمسكوا بأدوات السلطة كانوا يفتقرون الى المعايير والرؤى الستراتيجية لكيفية التعامل مع ملف البعثيين، الملف العراقي الأخطر والأهم على الإطلاق في عراق ما بعد التحرير(5).

وهكذا أعاد قادتنا الجدد ــ بهذا الخطأ ــ قاعدة البعث العريضة هدية الى الصداميين مرة أخرى، ليشكلوا القسم الأعظم من مشاهد القتل والتدمير والتشريد والتهجير، والتفتيت والتهديم لكل مسعى وطني لبناء العراق الجديد، وكان الكم الهائل من مليارات الدولارات التي سرقتها وأخفتها عصابات صدام مع مخططات مسبقة منذ عام 2001 (6) تكفي لأن تشتري ذمم هؤلاء المرتدين البعثيين الذين واجهوا عسف الإدارة العراقية الجديدة.

ولم تنته إنشطة البعثيين (العائدين) عند الترويع والقتل والأرهاب ــ وكان هذا سلاحهم الأول ــ بل توزع على العديد من مظاهر التدمير الذي نواجهه.
فالفساد المالي والإداري على سبيل المثال حلقة من حلقات التآمر البعثي على مؤسسات الدولة الجديدة ولهم فيه مساهمة حقيقية فاعلة، وكان هذا سلاحهم الثاني (7)، أما السلاح الثالث فكان يتمثل بالطابور الخامس، الذي نجح فيه البعثيون نجاحا كبيرا جدا في دس السموم وبث الإشاعات وزرع الفتن وتحريض المواطنين بعضهم ضد بعض (ومعروف أن بث الأشاعات والأكاذيب والتحريض واحد من أساسيات العقائد الفاشية).

اما الإعلام فكان السلاح الرابع والأخطر الذي عوّل عليه البعث، فالمليارات من الدولارات المخبأة في الداخل والخارج تصرف بسخاء منقطع النظير على مختلف وسائل الإعلام، صحف وإذاعات وقنوات فضائية، وعلى منظرين وكتاب ومحللين ومحرريين ومراسليين، عراقيا وعربيا، للتحريض ضد العملية السياسية الفتية في العراق، مستفيدين من المناخات الحقوقية الجديدة التي وفرّت حرية الصحافة والتعبير ( حد الفلتان ) وهذا جانب مهم آخر حقق فيه البعثيون الفاشيون نجاحا كبيرا، والمصيبة ( وما أكثر مصائب العراق) إن أخوتنا إداريو العراق الجديد يقدمون كل يوم الهدايا تلو الهدايا لعصابات صدام من خلال أخطائهم ومطباتهم وعثراتهم التي صارت مستعصية على الإحصاء !!.، وليس أقلها إعلام الدولة المعلول بل والمحرّض أحيانا دون قصد، وهذه مفاجأة أخرى ربما لا يدركها إلا ذوي الإختصاص.

وننوه هنا على سبيل المثال الى واحدة من أهم وأخطر ما قام به الإعلام (المشبوه تمويليا ) عندما أطلقت في ذات صباح شرارة ستكون لاحقا السبب وراء حرائق كبيرة نئن من جحيمها اليوم وستستمر طويلا وربما لعقود زمنية طويلة، فمعظم المحللين لم ينتبهوا الى حقيقة أن العراقيين لم يكونوا ليعيروا كثير إهتمام في يوم من الأيام طوال تاريخهم ليدققوا في الهوية المذهبية لمدراء الحكم في العراق لولا إن إحدى الصحف قد ظهرت صبيحة تشكيل مجلس الحكم المحلي لتحمل جدولا فيه أسماء كل عضو من الأعضاء مع الإشارة أزائه الى قوميته ودينه و(مذهبه) وهو ما حصل للمرة الأولى في تاريخ العراق، وكانت تلك هي الشرارة الأولى للفتنة التي إستقطبت إهتمام عامة العراقيين ودفعتهم منذ ذلك الحين الى الحديث عما سمي بالمحاصصة والطائفية إلخ.

وأخيرا، مازلت أتذكر ما قاله لي أحد القادة الكبار من أقرباء صدام عام 2005 من أن (هدفنا هو أن نوصل العراقي الى قناعة يترّحم فيها على النظام السابق حتى لو ألبسوه اليوم ذهبا ) !!.... وعندما نسمع اليوم وعلى لسان معظم المواطنين البسطاء، العبارة المؤلمة ( والله لو باقين على نظام صدام أرحم لنا من هذه الحالة المأساوية التي نعاني منها ليل نهار)، ندرك حجم النجاح الذي حققه البعثيون على الأرض وهذه حقيقة لا يحجبها غربال مكابراتنا.

في حلقتنا القادمة سنحتاج الى الإجابة على سؤال آخر، منْ قلبَََ لمنْ، ظهر المِجَنْ، العراقيون أم العرب ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من خلال أكثر من لقاء جمعنا مع الدكتور الموسوي قبل إنتخابه بيّن لنا الرجل من أنه أكاديميا لا يفقه في السياسة والأحزاب أي شيء، لكن ضرورات منصبه الوظيفي فرضت عليه قبول درجة نصير في حزب البعث ولم يكن له أي نشاط حزبي إطلاقا.
(2) هو الآن مديرعام في هيئة إجتثاث البعث.
(3) كان لحزب المؤتمر الوطني جهاز أمن يحتل مبنى وغرفة توقيف، وكنت من المقربين من هذا الحزب وكتبت تقريرا من ثلاث صفحات الى الدكتور أحمد الجلبي خلاصته ( إن هؤلاء القياديون العابثون من حولك ( بلا إستثناء) يتصرفون مع المواطنين بعقلية وأساليب سلطة لا بعقلية تنظيم حزبي، وإذا ظلوا من حولك وبهذه العنجهية فستجد نفسك لوحدك بعد حين، وستخسر كل هذه الملايين التي هبّت تحييك من مختلف أرجاء العراق وسينفضون من حولك بسبب هذه العصابات !!).
(4) وهو ذات الأسلوب الذي أتبعته الحركة الصهيونية ضد يهود العراق لحملهم على الإلتحاق بدولة إسرائيل.
(5) لمن لا تعجبه مفردة التحرير، عليه البحث في إشكالية الأنظمة الفاشية، التي لا تهزم ولا تسقط ولا تحرر شعوبها إلا بغزو جيوش خارجية، ومن أشهر النماذج الفاشية هي (ألمانيا هتلر وإيطاليا موسوليني وأوغندا عيدي أمين)، وهناك دراسة مقارنة للزميل عباس المؤمن عنوانها يفند فيها طبيعة الانظمة الفاشية.
(6) المعلومات من السياسي المخضرم القديم ( أ. ر) والمنشق عن البعث منذ 1964، أخبرني بها عام 2003.
(7) كانت مؤسات الدولة بطبيعة الحال تغص بالبعثيين، وكان المدير الذي يعفى من منصبه لكونه بعثي، يدير الدوائر (كردة فعل طبيعية) على المدير الجديد المعّين مكانه (وكثيرا ما كان المدراء الجدد قليلي الخبرة)، وكثيرا ما كان الموظفين (وأغلبهم من البعثيين) هم أدوات إفساد للمدراء الجدد، خصوصا وأن الفساد كان قد إستشرى ونخر كل مؤسسات الدولة العراقية منذ ثمانينات القرن الماضي، وهؤلاء الموظفون كانوا مهرة وذو باع وخبرة في الفساد والإفساد.

عبدالجبارالبياتي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف