الاختطاف والابتزاز السياسي سيفشل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تكتيك ايراني لتحويل الانظار عن ازمة الملف النووي
في اللحظة التي تجد طهران نفسها محشورة في زاوية تقوم بتنفيذ مغامرة مثيرة لتحويل الانظار من القضية التي تزعجها. لذا ليس من الصدفة ان تقوم ايران بخطف طاقم دورية بحرية تتألف من 15 عسكري بريطاني في مياه شط العرب في اللحظة التي تتعرض فيها لضغوط شديدة من مجلس الأمن حول برنامج تخصيب اليورانيوم.
الغريزة الطبيعية لدى الخاطفين الايرانيين هي استعمال قضية الرهائن البريطانيين كرافعة ضغط وابتزاز للتأثير على المداوالات والمشاورات الجارية الآن في مجلس الأمن. ومن المتوقع أن يصدر مجلس الأمن قرار بفرض عقوبات على ايران وعزلها سياسيا.
عملية الاختطاف الأخيرة يمكن تفسيرها كالآتي اذا تعاونت بريطاينا وأعطت ايران مزيدا من الهامش للمناورة والهروب من العقوبات قد تنظر الحكومة الايرانية بعين العطف على امكانية اطلاق سراح الأسرى. ومن وجهة نظر ايران هذا طلب عقلاني لان ايران تصر ان نواياها النووية تبقى سلمية.
لا أحد يصدق ايران
ويرى خبير الشرق الأوسط "كون كوغلين" في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن ايران فقدت المصداقية ولا أحد يصدق التصريحات والتطمينات الايرانية بما فيهم وكالة الطاقة النووية الدولية في فينا. التناقضات والمفارقات التي اكتشفها المفتشون التابعون لوكالة الطاقة النووية الدولية أقنعت الدول الغربية ان ايران تخفي برنامج نووي سري لأهداف عسكرية. وحتى أن السيد محمد البرادعي مدير الوكالة الذي حاول كل ما في وسعه ان يعطي ايران الفرصة الكافية لاثبات حسن نواياها بدأ يساوره الشك في نوايا ايران. القرار الايراني بالمباشرة بعملية التخصيب في منشأة ناتانز رغم الادانة البريطانية والأميركية عزز هذه الشكوك.
الخطف والابتزاز عادة قديمة
ليس أمرا غريبا وليس جديدا على الايرانيين أن يستعملوا خطف الرهائن لأغراض الابتزاز السياسي. حيث لجأ حلفاء ايران في لبنان لخطف عدد كبير من الرهائن في الثمانينات لمنع الدول الغربية من التدخل في حرب لبنان الأهلية. وفي النهاية اطلق سراح هؤلاء بعد صفقة سياسية بين طهران وواشنطن. ومن البريطانيين الذين اختطفوا في تلك الفترة تيري ويت وجون ماكارثي.
وليس سرا ان ايران تقوم بنفس التكتيكات في جنوب العراق في محاولة يائسة لارغام الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن لتعديل ومراجعة مواقفهم من ايران.
التحريض على العنف وتسليح فرق الموت
وأعلنت مصادر بريطانية موثوقة أن لدى قادة القوات الحليفة في العراق اثباتات بنشاطات ايرانية عدائية تجاه قوات التحالف العاملة في العراق لا سيما في جنوب البلاد وازدادت وتيرة النشاط الايراني العدواني منذ انتخاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي وضع ايران في مواجهة مع الغرب حول برنامج ايران النووي. ومن المعروف ان ايران تقوم بتدريب فصائل الموت وتدريب وتمويل وتسليح جيش المهدي وفيلق بدر وفرق شيعية أخرى موالية لمقتدى الصدر. واتهمت السلطات البريطانية ايران في تنظيم وتحريض العنف ضد القوات البريطانية العاملة في البصرة. واعتقلت قوات التحالف في الاسابيع الأخيرة عددا من الايرانيين من وحدة القدس التابعة للحرس الجمهوري الايراني وجاءت عملية الاختطاف الأخيرة للبحارة البريطانيين كعملية انتقام.
ووصفت الحكومة البريطانية الاساليب الايرانية بالفظّة وهي بمثابة تهديد واضح وعملية ابتزاز سياسي والايرانيين بارعين في هذا المضمار.
مناورة فاشلة
ومن المتوقع ان تفشل المناورة الايرانية في تحقيق هدفها حيث أن عملية من هذا النوع وفي هذا التوقيت تثبت النوايا الايرانية الخبيثة وفي هذا السياق قال محلل استراتيجي بريطاني على محطة سكاي نيوز الفضائية: " تتصرف ايران هكذا وهي دولة غير نووية فكيف ستتصرف اذا كان لديها اسلحة نووية؟ وسوف لا تستفيد ايران من عملية الخطف واذا لم تطلق سراح الأسرى حالا وبدون اشتراطات ستجد نفسها في وضع أسوأ وتكون قد اساءت قراءة العقلية الغربية".
نهاد اسماعيل
لندن
nehad ismail - London، UK