أصداء

الطائفة الشيعية بين التهميش والعداء والقتل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ان رؤيتى الخاصة فى موضوع البحث حول الشيعة بين التهميش و العداء و القتل.. تعتمد على احداث و وقائع التأريخ الاسلامى و خاصة المتعلقة بالتهميش و التشدد والعداءالمذهبي والطائفي ونتائجه السابقة والحالية...و لا أعتمد على الرؤيا الطائفية او المذهبية او الدينية مهما كان نوعها،وان تسليط الضوء على هذا التأريخ ومعرفة حيثياته وحقائقه قد يساعدنا لمعرفة اسباب وآليات التهميش والعداء للطائفة الشيعية اوللأقليات الدينية او المذهبية او القومية في الشرق الأوسط.
القسم الأول: التشييع
القسم الثاني: ائمة وزعماء الشيعة... عبر التأريخ الأسلامي.
القسم الثالث: الطائفة الشيعية والعصر الحديث.
القسم الرابع: استنتاجات.
القسم الأول:مهد التشييع.. متى بدأ التشييع..
أ) ان المؤرخين والباحثين عندما يحددون فترة نشوء التشييع يتوزعون على مدى يبدأ من ايام النبي محمد (ص) ونهاياته بعد استشهاد الأمام الحسين (عليه السلام ).
بعض النماذج من الأراء في ذلك الموضوع:
1) رأي يرى انهم تكونوا بعد وفاة النبي.. ويذهب بهذا الرأي:
ابن الخلدون: حيث قال الشيعة ظهرت لما توفي الرسول وكان اهل البيت يرون انفسهم احق بالأمر..وان الخلافة لرجالهم دون سواهم من قريش ولما كانت جماعة من الصحابة يتشيعون لعلي ويرون استحقاقه على غيره.
2) الدكتور احمد امين حيث قال:وكانت البذرة الأولى للشيعة الجماعة اللذين رأوا بعد وفات النبي ان اهل بيته اولى الناس ان يخلفوه.
3)اليعقوبي: قال ويعد جماعة من المتخلفين عن بيعة ابي بكر هم النوات الأولى للتشييع ومن اشهرهم سلمان الفارسي واباذر الغفاري والمقداد ابن الأسود والعباس ابن عبد المطلب
ب)الرأي الذي يذهب الى تكون الشيعة ايام خلافة الأمام علي،ومن الذاهبين الى هذا الرأي النوبختي في كتابه فرق الشيعة.. وابن النديم وكذلك الدكتور عبدالعزيز الدوري حيث يقول ان التشييع تميز سياسيا ابتداء من قتل امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام).
ج)الرأي الذي يذهب الى ان ظهور التشييع كان بعد واقعة الطف..حيث يقول الدكتور كامل مصطفى ان استقلال الأصطلاح الدال على التشييع انما كان بعد مقتل الحسين حيث اصبح التشييع كيانأ متميزا له طابعه الخاص.
القسم الثاني:ائمة وزعماء الشيعة...عبر التأريخ الأسلامي.
ان ائمة الشيعة الأثنى عشرابتداء من الأمام علي بن ابي طالب وحتى الأمام الثاني عشر محمد ابن الحسن تعرضوا عبر التاريخ الى كل اشكال محاولات العزل والتهميش والأبعاد والتعذيب والقتل،كما تعرض زعماء ووجهاء وعلماء الشيعة استمرارا لأئمتهم الأثني عشر منذ العصر القديم وحتى وقتنا الحاضر الى ذلك النهج عينه من مطاردة وسجن وقتل وأعدام...وكل وقت او عصر لهم اي للشيعة ضالمهم ان كان حاكما او فكرا متشددا بدعم من الحاكم وفي الوقت الحاضر كرست الحركات الوهابية المتشددة وكذلك الممثلين للطائفية المتشددة كما في العراق في عهد صدام حسين ابشع اشكال التميز الطائفي والقتل الجماعي للشيعة وقتل وأعدام علماء الدين الشيعة تحت مختلف الأدعائات والأتهامات ولكن جوهرها هو الحقد والكراهية القديمة - الجديدة لهذه الطائفة ولأئمتها واهل البيت.

القسم الثالث:الطائفة الشيعية والعصر الحديث..
ان سياسة التهميش والعداء والقتل التي كانت تمارسه الخلافة الأموية والعباسية وحتى ظهور الوهابية اتجاه ائمة الشيعة وزعمائهم والطائفة برمتها عمق الكراهية والخلاف وجذره.. وهذا بدوره خلق ظروف الأنحسار والأنكماش والتراجع والخوف الشيعي اينما كان ولغاية ظهور العقيدة الوهابية لمؤسسها محمد عبدالوهاب ابن سليمان النجدي المولود عام 1111 ه/اي 1699 م والمتوفي 1206 ه/ اي 1791 م حيث انتشرت بسرعة في منطقة الدرعية شرق نجد عام 1143 ه/ اي 1730 م .

من معتقدات الوهابية ومسارها ونهجها:
1) ان شـد الرحال الى المشـاهد و قصد زيارتها من الشرك تهدر معه الدماء و الاموال.
2)ان الاستشفاع بالنبى بعد موته ( اى طلب الشفاعه منه ) فقد أشرك الشـرك الاكبر... حيث جعل النبى عندئذ وثنا يعبده من دون الله.. وعلى هذا اوجبوا هدر دمه و ماله.
3) كرس علماء و كتاب الوهابيه وبطريقه مبالغه فى الدفاع عن يزيد بن معاويه والثناء عليه... يزيد بن معاويه.. أباح دماء الصحابه و اعراضهم فى وقعة الحره بالمدينة المنورة حيث اباح لجنده ثلاثة أيام يقتلون رجالها و كلهم من الصحابه و أبناء الصحابه و يهتكون الاعراض... وقبل ذلك فعله فى كربلاء فى قتل ثمانية عشر رجلا من أهل البيت فيهم الحسين و أولاده و أولاد أخيه الحسن ومن معه من أخوته و أبناءهم وحتى الرضع منهم أضافه مجموعة من أنصارهم، وبعد ذلك فعله فى مكة المكرمة وأحراق الكعبة...

ان ذلك جذر الخلاف بين الوهابية و الطوائف و المذاهب الاخرى وعمق نهج التشدد و التعصب و التطرف المذهبى فى الاسلام ليس اتجاه الشيعه فحسب وانما اتجاه المذاهب والاديان و الطوائف غير المسلمة ايضا. ومن هنا نرى اليوم ممارسات تكفير واستباحة دم واموال الأخرين من الناس من مختلف انتماءاتهم المذهبية والدينية والعرقية.


الشيعة والعصر الحديث:
يتوزع الشيعة بين السعودية والعراق ولبنان وايران ودول اسلامية اخرى، ومنها على سبيل المثال الطائفة الشيعية في السعودية حوالي مليوني شخص.
اشار الملك عبدالله بتأيده، حين كان وليا للعهد لمزيد من الحقوق للشيعة ومنها..خلال الحوارات الوطنية الشاملة جلب اعضاء بارزين من رجال السنة المتشددين للمشاركة فيها والعمل من اجل الأقتراب والأندماج السياسي والأجتماعي ومحاربة الخطاب المحلي الذي يحث على الكراهية والتطرف وكذلك دعى الى توسيع الحضور الشيعي في المؤسسات الحكومية وعلى الخصوص في المجالس الوطنية والمحلية بما في ذلك مجلس الشورى والمجالس الأقليمية... ورفع ما تبقى من قيود على الشعائر والممارسات الدينية والشيعية وبالتحديد السماح ببناء مساجد وحسينيات للشيعة وانتاج وطبع وتداول مواد دينية داخل مجتمعاتهم. وقرار الحكومة بالسماح باحياء ذكرى عاشوراء عام 2004 اي قبل سنتين ولأول مرة بتاريخ الطائفة الشيعية في السعودية وهو اجراء هام والتشجيع على التسامح وازالة المضاهر المعادية للشيعة في المساجد والمدارس وكبح التصريحات التي تحث على العنف المضاد للشيعة.

ان العداء تجاه الشيعة خلق رد فعل كبير عندهم حيث سعى بعض رجال وعلماء الدين الشيعة في العراق مثلا ومنذ الستينيات من القرن الماضي الى تشكيل احزاب دينية شيعية سياسية وتنظيم جمهرة الشيعة فيها والعمل على كافة الأصعدة من اجل الوصول والهيمنة على السلطة السياسية وما انتصار الثورة الأسلامية الشيعية في ايران وقيام دولة ولاية الفقيه الشيعية المتشددة الا نتيجة لذلك ولا زالت ردود الفعل عند الشيعة والموروثة من الأضطهاد والتهميش والعداء والقتل عبر التاريخ والعصر الحديث تتجه باتجاه التشدد والتعصب الطائفي الشيعي خاصة والأسلامي عامة اتجاه الأخرين من الطوائف الدينية الأسلامية وغير الأسلامية وكان ابرز معالم ذلك التشدد هو الهيمنة الشمولية والدكتاتورية الأسلامية - الشيعية على الدولة والمجتمع في ايران وتكفير وقتل المخالفين لنهجهم من المسلمين وغيرهم وامتدت سموم التعصب والتشدد الديني والمذهبي الوهابي والشيعي المتطرف في كل ارجاء الشرق الأوسط ومانراه اليوم ما يجري في العراق وفي المنطقة والعالم من ارهاب يتمثل في السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة وقطع الرقاب بطريقة الذبح الحيواني والقتل على الهوية واساليب التهجير وحرمان الناس من الأستقرار والعيش بسلام وكل مظاهر القتل الجماعي اليومي هو نتيجة الفكر التكفيري القديم الحديث للوهابية والسنة والشيعة المتشددين والمتطرفين المدعومة باموال ورجال بقايا النظام الدكتاتورى الشمولى الاجرامى لصدام حسين وبعض دول الجوار الداعمه و المنظمه و المموله ماليا و الراعيه دينيا و مذهبيا لهؤلاء القتله الارهابيين ومن هنا ان المتضرر الرئيسى هم المعتدلون من كل تلك الاطراف و كافه الاقليات و الطوائف الدينيه و العرقيه غير المسلمه والتى تمثل فى الواقع أكثرية الشعب الساحقه ومن هنا تكمن أهمية المساعى و الجهود الكبيره وعلى كافة الاصعده التى تقوم بها و تسعى من اجلها الحكومة العراقيةالرامية الى جمع شمل وتوحيد كافة الاطراف المعتدله و المتضرره من الارهاب والتى تسمى تلك المساعى بالمصالحة الوطنية والتى تمثل فى الواقع الاجراء الفعال و الرئيسى لشعبنا العراقى فى كفاحه ضد المتشددين و الارهابين الاسلاميين و البعثيين و كل من وراءهم.
استنتاجات:


1.ان الفكر و الممارسة الدينية او المذهبية او السياسية للايديولوجيات السياسية و التى تعتمد على التشدد و التعصب و التهميش و العداء للاخرو خاصة المرتبطه بنهج حاكم او بنهج حكم باكمله تؤدي الى الضلم والدمار والقتل وكذلك تكون سببا لردود فعل من الأخر يعادله بالقوة وتكون سببا في مضاعفة الألم والمعانات والأنحراف والقتل لعموم الأمة والمجتمع.


2. على الدول الأسلامية المتشددة خاصة وغير المتشددة عامة التخلي عن الأسلوب القديم الحديث الخاطئ والأستفادة من التاريخ في الموقف والتعامل مع الأديان والطوائف المسلمة وغير المسلمة واعتماد اساليب الحكم المتحضرة التي تعترف بالأخر وتصون حقوقه وشركته في المواطنة اسوة بالدول والأمم المتحضرة والذي يمثل المسلمين جزأ من كيانها او التي تحتضن المسلمين المغتربين عندها.
3. عدم السماح دستوريا لأفكار بعض الأديان او المذاهب او الأيديولوجيات السياسية الشمولية التي تؤدي الى او تشجع الكراهية والحقد والخلاف بين الأديان والمذاهب والطوائف وتعمل على اساس تكفير الراي والفكر الأخر او المضاد.


4. حماية مصالح وحقوق البشر عامة والأقليات العرقية والدينية والمذهبية خاصة وذلك من خلال اقرار دستور متحضر يمنع هيمنة الدين او المذهب او الفكر الواحد على السلطة السياسية للدولة.


المصادر:
1. الشيخ احمد الوائلي.... هوية التشييع.
2. تأريخ ابن خلدون....3/364.
3. تأريخ اليعقوبي.... 2/104.
4.المسألة الشيعية في المملكة العربية السعودية
Middle East Report Nr. 45


الدكتور ناظم باقر الجواهري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف