أصداء

الصابئة المندائيون.. مصير مجهول يلفه الضياع والتشرد والتشرذم والاندثار

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الصابئة المندائيون في مؤتمر زيورخ الأول الخاص بأقليات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمرأة

كتبت البحث أدناه خصيصا ً إلى "مؤتمر أقليات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و المرأة " المنعقد في مدينة زيورخ الخاص بالأقليات والذي دعت إلية منظمة ( أقباط متحدون ) للفترة24 ـ 26 ـ مارس ـ 2007 وقد قرأت ما أسعفني به الوقت من بحثي هذا في إحدى جلسات المؤتمر إذ خصص 15 دقيقة لكل متحدث وقد أسعدني أن اسمع صوت شعب مسالم عراقي رافديني أصيل ضارب بعمق التأريخ صوت يحمل هموم القهر والاضطهاد والتميز منذ آلاف السنين ( صوت الصابئة المندائيين ) وحاولت بكل جهدي أن انقل صورة مأساتهم وأزمتهم الحالية التي يمرون بها، وكذلك من خلال لقاءاتي الجانبية على هامش المؤتمر وقد شاركني بذلك عراقيين اصلاء كتبوا عن هم العراق ومعاناة أقلياته د. سيار الجميل د. عبد الخالق حسين و د. ناظم الجواهري.

عنوان البحث: الصابئة المندائيون.. مصير مجهول يلفه الضياع والتشرد والتشرذم والاندثار

وأنتم يامنْ أ ُضطهدتُم في الدنيا وأنتم صامتون سألبسكم نورا ً و أ ُلبسَ مضطهديكم الخزيَ والهوانَ فأين يذهبون. ((كنزا ربا، الكتاب المقدس للصابئة المندائيين ))


أسوثه نهويلخون،،،، السلام عليكم

سنعمل جنبا" لجنب من أجل أن نضع أول أولويات أهدافنا أننا نناضل من أجل المساواة والعدالة والحرية والديمقراطية للجميع دون تميز وأفضلية ومحصصات لهذه الفئة أو تلك على حساب الأقليات وحرية وكرامة الإنسان. وسنعمل من اجل ضمان حقوق الأقليات أولا ً فهي صمام الأمان لضمان مستقبل آمن للجميع.
ونعمل من اجل طرق كلِّ الأبواب مطالبين المجتمع الدولي وحكوماته وأحزابه واتحاداته ومنظماته وهيئاته الدولية بضرورة الالتفات إلى مآسي ومعاناة أوضاع الأقليات الدينية و الاثنية وإنصافها من الظلم والجور والاستعباد والاستبداد والاستبعاد ومن التطرف والإرهاب والتمييز والإقصاء. مسترشدين بمبادئ حقوق الإنسان ورسالات السماء والرسل والأنبياء والمعاهدات والمواثيق الدولية.
أن الوضع الخطير والمأساوي الذي تمر به منطقتنا ( الشرق الأوسط ) والمناطق المجاورة لها من ويلات وفواجع وقتال وتطرف وقسوة و وحشية وخراب ونهب للثروات وانتشار الفساد المالي والإداري والفلتان الأمني وتهديد لمصائر شعوب المنطقة واقلياتها خصوصا ً والذي ينتشر بشكل مخيف أسرع من انتشار الأمراض الفتاكة والطوفان في العصور الغابرة. ويقف على رأس الأخطار كلها الإرهاب والتطرف والتفرقة والتمييز فقد أصبحت ظواهر معاشه يومية تهدد حياة المواطن وتزيد من رعبه وقلقه.

نعم الكل يعلم أن قوى عديدة تقف وراء هذه الأفعال والأعمال تدفعها وتدعمها وتنظمها وتساندها وتروج أفكارها، أنها دول كبيرة وصغيرة وشركات رأسمالية عملاقة و مافيات لا تقل قوة وشراسة عن تلك الدول مجندين معهم أحزابا" ومنظمات عديدة مختلفة الأهداف والتوجهات ولها مؤسسات دينية وثقافية واجتماعية وجامعات ومؤسسات ومدارس تربوية ومحطات إعلامية متنوعة ( تعمل كل هذه تحت مختلف المسميات )، أنها معارك كبيرة طاحنة من أجل النفوذ والهيمنة ونهب الثروات، و إدامة المصالح وتصفية الحساب، أنها تعمل بسرعة كبيرة دون كلل أو ملل من اجل مصالحها أولا ً فتراها تعمل من أجل استمرار دوامة العنف وتأجيجه تحت مختلف الذرائع والبدع سواءا" الدينية أو المذهبية أو القومية أو الطائفية أو العرقية أو الجنسية و إثارة النزاعات والانقسامات وخلق بؤر للتوتر وخلط الأوراق وإشاعة الاضطراب والبلبلة،أنها سلسلة مبرمجة لا تنتهي ولا يمكن الانتظار والتفرج عليها إنها أفكار وخطط روجت لها دوائر متعددة الأهداف والمصالح والنيات وذلك منذ أزمنة ليست بالقريبة فشراء الذمم وخلق البدائل وسياسة التوريط ونظرية المؤامرة ونظرية صراع الحضارات وحوار الأديان وسباق التسلح وأفلامه التي لا تنتهي، أنه حديث طويل متشعب خطير ومخيف ومفزع.... لكن هل نستكين ونشاهد ما يصيبنا.... وما حل بنا وينتظرنا وما سيؤول إليه المصير المجهول الذي يقف بانتظارنا كأنه السيف المسلط على رقابنا، أن الخاسر الأول والمتضرر الأكبر من كل هذا هم الأقليات الدينية والقومية والطائفية والعرقية في هذه المعارك والصراعات والمناحرات التي لن تنهي أبدا" مادام هناك حساب ربح وخسارة.
أن ما تشهده دول المنطقة وعلى سبيل المثال ( الصومال، والسودان وجنوبه و غربه وقضية دارفور، وأثيوبيا وإرتريا ومصر وحقوق الأقباط وتطلعاتهم وليبيا والجزائر والمغرب و الصحراويين وفلسطين ولبنان وسوريا وتركيا وإيران واليمن والسعودية والعراق ودول الخليج وأفغانستان وباكستان وكشمير وغيرها من الدول التي أصبحت بؤرا" للتوتر في آسيا وأفريقيا مزروعة ببراكين موقوتة للانفجار في كل الأوقات، فشعوب هذه المناطق تلفها دوامات صراع التعصب والعنف والإرهاب والقتال والخراب وانقسامات وتكتلات قومية و طائفية ودينية وتوتر وتخلف وتسلح وتبديد ثروات ومصادرة الحقوق والحريات والديمقراطية والكيل بعدة مكايل حسب الولاء و المصالح والأهواء ونبقى نحن من أهل ( الاقليات ) نتحمل الخسارة الكبرى بنزيف لا ينقطع ودم لا يرقأ.


أن ما يمر به العراق اليوم هو إنذار كبير مدوي لكل المنطقة وخصوصا ً ( للأقليات ) فحذار منه !!
أنه إنذار يستحق الوقوف عنده ودراسته ووضع الخطط المستقبلية من أجل المساعدة والمساهمة بإيقافه وتحجيمه بفضح مخططاته ومراميه وأهدافه البعيدة إن ترك له الحبل وبهذا الدعم والإسناد والتأجيج المتعدد الأوجه والأشكال فسوف يسري إلى كل المنطقة ويدمرها.


نحن الصابئة المندائيين : حملة تراث الإنسانية وتأريخها، جئنا نستنجد بكل شريف وخير ومناضل ومؤمن و عالم وامرأة وشيخ وشاب وطفل، جئنا نطلب عونكم ووقفتكم الإنسانية والأخلاقية والتاريخية، أن قوى الظلام والإرهاب والتعصب والتطرف والنعرات الطائفية ومحاصصاتها والمصالح الدولية والإقليمية والمحلية والأنانية وضيق الأفق وقصر النظر وسياسة الهيمنة والاحتلال قلعتنا من جذورنا الضاربة في عمقها وامتدادها وبعدها الذي يمتد آلاف السنين، نعم لقد قطعت أوصالنا و أضحينا أشلاء ً متناثرة في كل بقعة من بقاع الأرض لقد شتت معتنقي هذه الديانة المسالمة ودمر تراثنا وآثارنا كل هذا من اجل طمسه وزواله، أنها ضريبة الأقليات الباهضة الثمن التي دفعناها و لا زلنا ندفعها وكأنها الدين الذي لا ينتهي إلا بموت صاحبه ولربما سيمتد الأمر حتى يطال أبناء أبنائنا أن بقي واحد منهم يقول أنا صابئي مندائيي، نعم فلقد ضربنا الزلزال المدمر والذي هو بأقصى درجاته ولا من معين لنا من هذه المصيبة إلا الله وحسبي الله ونعم الوكيل.


منذ زمن قديم في تأريخه تناول موضوع الصابئة المندائيين كدين وتسمية أصلهم ومعتقداتهم ولغتهم كثير من الباحثين والدارسين والمؤرخين من مستشرقين وعرب مسلمين وغير مسلمين وقد اختلفوا في اصل الدين الصابئي المندائي وجذوره وبتسميتهم ومعتقدهم وتأريخهم لأسباب عديدة جدا ً لست هنا بصد طرحها، وقد انقسم المؤرخون والباحثون والدارسون في أصلنا إلى مدرستين أضيفت لها رأي ثالث أخر، فالقسم الأول يعتقد بان أصلهم من منطقة البحر المتوسط ( والذي يشمل الأردن وفلسطين وحران القديمة ومصر ) والمدرسة الثانية ترجعنا إلى الأصل الشرقي الفارسى الهندي وهنالك رأي ثالث وهو الأصل الرافديني الآرمي البابلي السومري.كما أختلفوا في الأصل اختلفوا في التسمية، وسوف أحاول توضيح تسميتنا وعقيدتنا ولغتنا كما وردت في العديد من البحوث والدراسات والأديان.
كلمة الصابئة مشتقة من الفعل الآرامي-المندائي ( صبـا ) ويعني اصطبغ، تعمد، ارتمس في الماء أما كلمة "المندائيين" فمشتقة من كلمة ( مندا ) والتي تعني في المندائية المعرفة أو العلم، وكلمة مندايى باللغة الآرامية تعني ( العارف ) من الفعل ( مد ّعا ) أي عرف وعلم، وبذلك يكون معنى عبارة الصابئة المندائيين: المصطبغين (المتعمدين ) العارفين بدين الحق.

( وأسم (الصابئين ) كاسم لهذه الطائفة غير معروف عندنا لا دينيا ً ولا تأريحيا ً لاننا نعرف أنفسنا ( مندايي ) فلا بد إذا ً من ان تكون تسميتنا بالصابئين قد جاءت من الأقوام التي حولنا، فإذا علمنا أن الشعار الديني الرئيسي لدينا هو الارتماس في الماء الجاري وان طهارتنا اليومية تمارس كذلك عن طريق الاغتسال في الماء وان هذه الممارسة تسمى عندنا ( مصبته ) أي التعميد ترجح لدينا أن التسمية ( صابئي ) مأخوذة من فعل ( صبا ) *الآرامي ومعناه يرتمس ويتعمد ونحن نقول في صيغة الأذان عندنا ( انش صابى بمصبته شلمى ) أي كل من يتعمد بالمعمودية يسلم. كما نقول في التعميد ( صبينا ابمصبته اد بهرام ربه ) أي تعمدت بعماد إبراهيم الكبير، و لا بد هنا الاشارة الى ان اللغة المندائية تخلو من التنقيط ومن بعض الحروف الموجودة في اللغة العربية ومنها حروف ع غ ض ظ ويستعاض عنها في بعض الأحيان بحرف الهاء لانه أسهل في اللفظ علما" ان حرف العين موجود الا انه مهمل عمليا" ومن هنا بدأت أول مشكلات النطق فتحول الفعل [ اصطبغ ] إلى [ اصطبأ ]وبمرور الوقت تحول اللفظ الى [ صبأ] ومنه بدأت أول المشاكل مع إخواننا المسلمين حيث نتذكر جميعا" أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يلقب بالصابئ لانه خرج عن دين آبائه لكنها تعني في اللغة المندائية تعمد، ارتمس في الماء. ولدينا الكثير من العبارات التي تذكر كلمة ( المصبته ) كثيرا ً في طقوسنا. فمن المعقول أن يكون الأقوام المجاورون لنا، وكثير منهم آراميون ويعرفون اللغة الآرامية، قد أطلقوا علينا اسم ( الصابئين ) أي المغتسلة بالآرامية.

وقد أيد هذا الرأي كثير من الباحثين منهم نولدكه و الأب الكرملي و الليدي دراوروالبرفسور اوليري وكثيرون غيرهم.
اللغة المندائية : وهي إحدى لهجات اللغة الآرامية الشرقية، تكتب اللغة المندائية من اليمين إلى اليسار مثلما بقية اللغات الآرامية، تحتوي اللغة المندائية على أربعة وعشرين حرفا ً مرتبا ً ترتيبا ً ابجديا ً وهي تبدأ بحرف الألف وتنتهي به، وباللغة المندائية دون الصابئة المندائيين كتبهم ومارسوا فيها شعائرهم وطقوسهم إلى يومنا هذا. ) من كتاب الصابئة المندائون ص 8 و 9

أركان الديانة المندائية : ترتكز الديانة المندائية على خمسة أركان هي
1ـ التوحيد 2ـ التعميد 3 ـ الصلاة 4 ـ الصوم 5 ـ الصدقة المباركة ( زدقة بريخا )

المعتقد والأنبياء
يؤمن الصابئة المندائيون بالله ووحدانيتــه ويسمى في كتابنا المقدس والكتب الدينية المندائية الأخرى "الحي العظيم" أو "الحي الأزلي"كما نؤمن بأن آدم (ع) الرجل الأول، هو أول أنبيائنا ومعلمنا والنبي الثاني شيت (ع) ويسمى شيتل في المندائية وسام بن نوح (ع) وكان أخر أنبيائنا يحيى بن زكريا (ع) وكذلك يؤمن الصابئة باليوم الآخر.
لقد ورد ذكر الصابئة بثلاث مواضع في القرآن الكريم : فأولها في قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئيين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف ٌ عليم ولا هم يحزنون ) سورة البقرة / الآية 62، والثاني في قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئيين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد) سورة الحج /الآية 17، والثالث في قوله تعالى (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ً فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ) سورة المائدة / الآية 69.
ويقول العقاد في كتابه ( أبو الأنبياء ) ص108 ( أن الدين الصابئي دين قديم، والمحقق من أمرهم أنهم يرجعون إلى اصل قديم لان استقلالهم باللغة والكتابة الأبجدية لم ينشأ في عصر حديث ) وفي ص109 يقول ( ولا يعرف دين من الأديان تخلو عقيدة الصابئة من مشابهة له في إحدى الشعائر )

الكتب الدينيـــــــة: للصابئة المندائيين العديد من الكتب المقدسة، في السابق كانت الكتب المندائية جميعها مخطوطات، ولم تكن مطبوعة، وقد قام بنسخها باليد، رجال الدين أو الكتاب الكهنوتيون، طيلة قرون عديدة. وللصابئة المندائيين العديد من الكتب الدينية التي تداولوها ويهتدون بها منذ نشأتنا إلى يومنا هذا.
لقد قدم لنا الأستاذ الباحث عزيز سباهي في الصفحات ( 13، 14، 15، 16 ) من كتابه القيم ( أصول الصابئة المندائيين ) كشفا ً مفصلا ً عن الأدب المندائي (( بستة مجاميع )) حسب تقسيم الليدي دراور له إذ يقول الأستاذ ( عزيز ) في كتابه انف الذكر (( ولعل دراسة السيدة أ. س. دراور هي وحدها التي استطاعت أن تحصي كل ما دوّن من الأدب المندائي ).

ومن أهم كتبنا:
1 ـ كتاب الـ ( كنزا ) هو كتاب ( كنزا ربا )، أو الكنز العظيم،أو السيدرا، هي جميعها أسماء لكتاب واحد ألا وهو الكتاب المقدس للصابئة المندائيين.
وهو يجمع صحف آدم وشيت وسام (ع) ويقع في ستمئة صفحة وهو بقسمين :
القسم الأول: من جهة اليمين ويتضمن سفر التكوين وتعاليم "الحي العظيم" والصراع الدائر بين الخير والشر والنور والظلام وكذلك هبوط "النفس" في جسد آدم (ع) ويتضمن كذلك تسبيحات للخالق وأحكام فقهية ودينية
القسم الثاني: من جهة اليسار ويتناول قضايا "النفس" وما يلحقها من عقاب وثواب.
وأدناه النص المترجم للعربية مما جاء في افتتاحية الكتاب المقدس (كنزا ربا):
(سبحانك ربي العظيم، أسبحك ربي بقلب طاهر، رب العوالم كلها، مسبح ومبارك ومعظم ذو الوقار والجلال الله الرب سبحانه ملك النور السامي ذو الحول الشامل، الذي لا حدود لقدرته النور البهي والضياء الساطع الذي لا ينضب الرؤوف التواب الغفور الرحيم مخلص كل المؤمنين وناصر كل الطيبين العزيز الحكيم، العلي البصير العارف الذي على كل شئ قدير رب عوالم النور جميعها، العليا والوسطى والسفلى ذو السيماء العظيم الموقر الذي لا يرى ولا يحد لا شريك له بملكه ولا كفء له بسلطانه من يتكل عليه لا يذل رب الملائكة جميعا، لا وجود بدونه وما من شئ لوله أزلي ليس له بداية، وأبدي ليس له نهاية)


2 ـ كتاب ( دراشة أد يهيا ) ويضم تعاليم وحكم ومواعظ النبي يحيى بن زكريا (ع)
3 ـ كتاب ( سيدرا اد نـِشماثا ) ( الأنفس )والذي يتضمن التعميد ( المـَصبتا )والأرتقاء ( المـَسقثا ).
4 ـ كتاب ( ديوان حرن كويتا ) أو ( ديوان حران كويته ) وهو محاولة لعرض تاريخ الطائفة المندائية وقد وضع الكتاب ودون في العهد الإسلامي الأول
5 ـ كتـاب ( أدم بغرة ) وهو شرح لجسد الإنسان
6 ـ كتاب ( النياني ) وهو كتاب الصلاة و الأدعية
7 ـ كتاب ( القلستا ) وهو تراتيل طقوس الزواج، وهنالك العديد من الكتب الدينية الأخرى.

الرمز او الشعار
الدرفش أو العلم والدرفش هو رمز المندائيين وهو قطعة من القماش الأبيض و ( الدرفش ) أو العلم يرمز إلى عالم النور ويستخدم في العديد من الطقوس الدينية ومنها التعميد ويعتبر كذلك رمزا ً للضياء والنور السماوي


الطقوس والشعائر
التعميد أي المَصـبتا : يعتبر التعميد عمدة الدين المندائي وركن أساسي من أركان بناء الدين المندائي وواجب على كل مندائي، حيث يمثل ولادة ثانية من خلال الارتماس في الماء الجاري ( يــَردنا ) الذي يغطس فيه. وخلال التعميد تقرأ مجموعة من النصوص من كتاب الأنفس ( سيدرا اد نشماثا )وبهذا التعميد عمد نبينا ( يهيا يــُهانا ) أي النبي ( يحيى بن زكريا ) ( ع ) عمد ( السيد المسيح) ( ع ) في نهر الأردن قبل ألفي عام. وبهذا التعميد يتعمد المندائيون منذ طفولتهم أي بعد شهر من ولادتهم، والتعميد ( المـَصبتا ) عدة أنواع منها التعميد المفرد والجماعي وتعميد يوم الأحد وغيرها. وخلال التعميد يلبس المتعمد ورجل الدين الذي يقوم بأجراء التعميد الملابس الدينية البيضاء ( الرستة ) والتي تلبس أيضا ً في العديد من الطقوس الدينية.

يتجه الصابئة المندائيون في صلاتهم وفي ممارسة الشعائر الدينية الأخرى نحو جهة الشمال وذلك لكون عالم الأنوار (الجنة) في هذا المكان المقدس من الكون الذي تعرج إليه النفوس في النهاية لتنعم بالخلود إلى جوار ربها، ونستدل على اتجاه الشمال بالنجم القطبي جغرافيا، وتوصي الديانة الصابئية المندائية بالصدقة (المادية والمعنوية) كما إنها توصي بالصوم الأكبر وهو الامتناع عن نحر الحيوانات والامتناع عن تناول اللحوم في أيام معدودة من السنة وعددها ست و ثلاثون يوما وتؤكد على الزواج (بما في ذلك رجال الدين) الذي يتم خلال سلسلة من الطقوس الدينية يقوم بها رجال الدين وبحضور شهود وجمع من الناس في احتفالية يسودها الفرح والطقوس التي تجرى تؤكد قدسية الزواج وثباته وصيانة العهد بين العروسين والدعاء لهما بحياة مثمرة ومستمرة.
لكل فرد مندائي بالإضافة إلى اسمه المتداول ( المدني) له اسم ديني ( الملواشة ) يتداوله المندائي في العديد من المراسيم الطقسية.

المحرمات في الديانة المندائية
تشترك الديانة الصابئية المندائية مع الديانات السماوية الأخرى في تشخيص وتحديد الكثير من المحرمات وهي في تشخيصها تأخذ بعدا علميا وإنسانيا وإجتماعيا ً ومنها
التجديف باسم الخالق (الكفر)، القتل، الزنى، السرقة، الكذب، شهادة الزور، خيانة الأمانة والعهد، عبادة الشهوات، الشعوذة والسحر، الختان، شرب الخمر،البكاء على الميت، الطلاق ( إلا في ظروف خاصة )، أكل الميت والدم والحامل والجارح والكاسر من الحيوانات والذي هاجمه حيوان مفترس، الانتحار و إنهاء الحياة والإجهاض، تعذيب النفس وإيذائها.
شيء عن تأريخنا ومساهماتنا ومعاناتنا:
تشير كتب التاريخ أن الصابئة المندائيين قد شاركوا بفاعلية كبيرة في بناء الحضارة العربية الإسلامية عندما فسح لهم المجال وساد التسامح الديني وخصوصا ً في الفترة العباسية ومن ابرز علمائنا بتلك الفترة ( ثابت بن قره، والبتاني وسنان بن ثابت وأبو إسحاق الصابي وهلال أبن المحسـِّن الصابي والعديد من الأسماء التي تركت بصماتها الكبيرة في بناء الحضارة العباسية.تشير المصادر التأريخية القديمة أن أهم مناطق سكناهم وتواجدهم هي من شمال مدينة ديالى العراقية وما يقابلها من الجاني الإيراني تمتد إلى الجنوب العراقي حيث طيب ماثا والاهواز وكذلك وسط العراق وجنوبه ولم يزل قسم من الصابئة المندائيين يسكن في إيران ولا تقل معاناتهم عن صابئة العراق.
ومن أبرز المهن التي اشتهروا بها الصابئة صياغة الحلي الذهبية والفضية والنقش عليها وتطعيمها بالميناء، وكذلك بالنجارة والحدادة والتي من خلالها كانت لهم مساهمة كبيرة في توفير مختلف وسائل الإنتاج القديمة للزراعة ووسائط النقل في أهوار العراق.
وفي بداية القرن العشرين وبعد صحوة العراق من عصوره المظلمة التي جثمت عليه أكثر من أربعة قرون، فقد هب َ الصابئة المندائيين في بناء الحياة الجديدة للدولة العراقية الفتية بعد عاشوا عزلة طويلة قاسية كانوا مجبرين عليها لقد باشروا في بناء المجتمع والحياة الجديد مشاركين مع بقية نسيج الأسرة العراقية الكبيرة التي تألف الشعب العراقي، بكل همة وعزيمة ونشاط وإخلاص ومثابرة وتضحية وحب للوطن وشعبه بصدق لا مثيل له، أن تضحياتهم ومساهماتهم رغم قلة عددهم لكنها أخذت حيز كبير في سجل البناء والتضحية، ويشهد بذلك لهم القاص ِ والداني والعدو قبل الصديق وما حب طيبون وشرفاء ونجباء شعب العراق لهم وعلى مختلف أطيافهم إلا دليل ساطع على ذلك من خلال ما تدونه أقلامهم وتصريحاتهم وتضامنهم مع محنة المندائيين الحالية.

أن نسيج الأسرة العراقية الكبيرة التي يتألف منها الشعب العراقي متعددة الأطياف الدينية والقومية وأن الأقليات الدينية غير المسلمة (المسيحيين والصابئة واليزيدين واليهود ) والأقليات القومية الرئيسية ( العرب والكرد والتركمان بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ) والأقليات القومية غير الرئيسية ( الأكراد الفيليين والشبك والأرمن والكلدواشوريين والسريان والفرس) هم من مكونات هذا الشعب ولهم نفس الحقوق في كتابة دستوره وتقاسم خيراته وبناء مؤسساته وإعادة الأمان والاستقرار له و أن مصيرهم مرتبط بمصير وطنهم وشعبهم.
تشير كافة التقاريرالدولية المهتمة بشؤون الاقليات في العراق على تزايد وتسارع انخفاض اعدادهم في العراق بشكل مخيف ويدعو للحزن والأسف.


أهملت الدساتير العراقية القديمة بشكل متعمد العديد من هذه الأقليات العراقية الأصيلة في عراقيتها وهمشتها وحرمتها من العديد من الحقوق وفرضت عليها قوانين تعسفية مخالفة لمبادئها الدينية ولتراثها ولغتها وثقافتها وأثارها ومعابدها ونال معتنقيها كثير من التفرقة والامتهان والذل لكرامتهم ولحرياتهم في العبادة ولم تعطيهم حقوقهم في النشر والتعريف بثقافاتهم وتراثهم في العديد من وسائل الإعلام و المؤسسات التربوية وعدم دعم الدولة في مساعدتهم بذلك وعدم تقليدهم المناصب الرئيسية في مؤسسات الدولة وإهمال كبير في تطوير وبناء معابدهم ونشر تراثهم والمحافظة عليه.

وفيما يخص الصابئة المندائيين : نال الصابئة منذ بدأ ظهور الأديان السماوية ليومنا هذا أنواع شتى من الاضطهاد الفكري والديني والسياسي والاجتماعي.... ولست هنا بصدد سرد لتأريخ طائفة الصابئة ومعاناتها لكني سوف أتناول بعض أهم الأحداث الكبيرة والمشهورة في تأريخ الطائفة بهذا الخصوص والتي أثرت سلبيا ً بمسارها !....فأولها قبل آلاف السنين تعرض الصابئة إلى اضطهاد اليهود لهم ومحاولة إبادتهم وقتل 360 من علماء دينهم !! وقد هجروا ديارهم من بقوا منهم أحياء والتي دونها الصابئة ضمن إحدى مخطوطاتهم القديمة (حران كويثا ) باللغة المندائية. ومن ثم صراع الصابئة مع المسيحية منذ بداية نشأتها واضطهاد الأخيرة لهم واتهامها لهم بالهرطقة والثنوية وبالتالي محاربتها كل من ينطق بالآرامية واتهامها إياه بالمندائية إذ كانت تعتبر كل من يتحدث الآرامية صابئي أو مندائي.
وكذلك حالها مع الإسلام وقد عانوا من فترات عصيبة أكبرها فتوى الأمام أبو سعيد الاصطخري الذي حرض على عدم اخذ الجزية منهم واعتبرهم ليسوا أصحاب دين أو كتاب!! وقد نالهم من جراء فتواه أقسى أنواع الاضطهاد والذل.


والذي يريد الاطلاع بإمكانه أن يبدأ من كتاب( الخراج ) الذي ألفه أبو يوسف للخليفة هارون الرشيد ويحكم بنفسه على الواقع الذي كانت تعيشه الاقليات الدينية غير المسلمة.... والكتاب يعد من أول كتب القانون في الجزية والخراج في الإسلام.
كل هذه الأسباب وغيرها جعل طائفة الصابئة تتمحور حول نفسها وتتخذ من الاهوار وحافات المياه والأماكن القصية والبعيدة عن مراكز الحضارة أماكن لسكناها في ذلك الزمن.
وحتى في هذه المناطق النائية والقصية وعند بداية حملات التبشير المسيحية في القرن السادس عشر الميلادي نالهم من الاضطهاد ومن التحريض عليه من قبل البعثات التبشيرية المسيحية والتي عمدت إلى تحريض الوالي العثماني في ولاية البصرة آنذاك على إجبارهم على اعتناق الإسلام بحجة كونهم ليسوا أصحاب دين وليس من اتباع المسيحية كما كانوا يدعون !!!
وذلك بعد أن تيقنت (البعثات التبشيرية ) بأنهم لا يدخلون المسيحية وبعد أن تفاجئ المبشرون بوجودهم بهذه الأعداد وتزمتهم والتزامهم بدينهم !!!
وفي التأريخ الحديث نال الصابئة الكثير من الظلم والحيف والاضطهاد رغم تفانيهم وحبهم وتضحيتهم في سبيل وطنهم سواء أكان ذلك في العهد الملكي أو العهد الجمهوري وقد تجلى الحقد الكبير والواضح بعد ( انقلاب 8 شباط الدموي الأسود عام 1963)، وكانت حصة الصابئة من الاضطهاد شيء يفوق تحملها وحجمها فراح ضحيته العديد من الشهداء وزج بآلاف من أبنائها (من النساء والرجال والشيوخ) بالسجون والمعتقلات لسبب سياسي أو غير سياسي إذ اعتبر كل من تحدث بالديمقراطية والتقدمية والحرية والمساواة هو شيوعي وملحد وراح كل الحاقدين من الرجعية الدينية و من حملة الأفكار القومية العربية الشوفينية يمارس ابشع أنواع الاضطهاد والإذلال لنا وقد لحقت بالطائفة مآسي كبيرة من جراء ذلك، وخير دليل هو ما صدر منذ اليوم الأول( لهيئة انقلاب 8 شباط) بحق أحد أبنائها النجباء العالم الجليل( عبد الجبار عبد الله) البيان الذي يحمل الرقم (6) وقد ناله من التعذيب والإذلال والتحقير الشيء الكثير، لا لذنب اقترفه ألا لكونه صابئيا ً أولا ولكونه يحب العراق ويعمل وعمل بإخلاص له...... ( تصور بيان رقم ( 6 ) وفي اليوم الأول بأسم شخص و كان كل عمله رئيس جامعة بغداد !!!!
((( والذي لم تستلم طائفة الصابئة أي مركز مثله أو اقل منه أو مشابه له من مؤسسات العراق التي زاد عددها اكثر من آلف مؤسسه ووزارة بعد هذا المنصب إلى يومنا هذا ))).
وقد امتد الاضطهاد والتعسف والغبن على طوال فترة الحكم العارفي للأخوين( عبد السلام وعبد الرحمن ).

وفي حقبة حكم البعث وصدام وجلاوزته التي امتدت اكثر من خمسة وثلاثين عاما ً نالنا الشيء الأكثر من الاضطهاد الفكري والديني والسياسي و الاجتماعي.

أخذنا حصتنا من حروبه التدميرية القذرة التي لا يوجد لها راس ولا أساس والتي راح ضحيتها شعب العراق وخيراته.. لقد زج الصابئة بالجيش وفي محرقة الحروب مرغمين مجبرين رغم تحريم ديانتهم القتل والقتال بكل أنواعه وأشكاله.
سوف أكتفي ببعض الأمثلة والتي لازالت تتكرر عن ما كتبته أعلاه من تجاوزات بحق أبناء الصابئة المندائيين:

لقد نالنا صنوف شتى من الذل والتميز وطالتنا أنواع لا حصر لها من الشتائم والسباب (يكفي انه ما من صابئي لم يشتم ويعير انه ((صبي نكس ))أي ((صبي نجس)) أو تضعيف أسم الصابئي إلى أسم الصّبي وتصغيره إلى ( الصبيبي ) إمعانا ً بالتحقير والسخرية يحدث هذا في الشارع أو في المدرسة، بدون استثناء صغير وكبير شتم بها وأكثر منها في حالة حدوث أي خلاف أو بدونه مع إخواننا في الوطن والأيمان بالله، لقد ذقنا شتى أنواع الذل والتميز طبقت ( قوانين الأحوال الشخصية) لدين الدولة علينا بينما كان للطائفة المسيحية والموسوية قانونها الخاص بها. (بالوقت الذي كان يوجد لدينا مبادىء وقوانين دينية ومدنية خاصة بنا لم يأخذ بها )لم نأخذ استحقاقنا من المناصب العليا والمهمة في مؤسسات الدولة.

كنا ومنذ آلاف السنين (نصرخ ونستجير) بأننا(( نعبد الله ولنا كتاب ونبي )) ولكن يظهر لنا من حين لحين من يروج علينا عكس ذلك مستغلا ً ضعف إمكانيات الصابئة وخوفها وعدم امتلاكها وسائل إعلامية أو قوة تردع من يسئ لها متهمين الصابئة المندائيين ( عبدة كواكب ونجوم ) وأخرها في عصرنا الحديث ((مثال ذلك )) مقالات و كتاب ( المؤرخ عبد الرزاق الحسني ) * وقد امتدت هذه الافتراءات المشينة في منتصف التسعينات من القرن الماضي إلى المناهج الدراسية في المدارس المتوسطة والثانوية مثال ذلك ما دون في شرح كلمة الصابئة في كتاب ( القرآن الكريم )** للصف الثاني المتوسط والخامس الثانوي، فيكتب تفسير الصابئة عند ورود ذكرهم في آياته بأنهم ( قوم عبدة كواكب ونجوم ) بدل أن يكتب عنهم ويعلم ويفهم الدارسين وتترسخ بأذهانهم أنهم قوم من أوائل الموحدين بالله ولهم كتاب ونبي وأنهم شركاء في الوطن ! وقد أمتد هذا التعريف المدسوس إلى البلدان العربية المجاورة نتيجة تبادل الخبرات بين الدول العربية في المناهج الدراسية!

بعد معرفة الطائفة ما ورد من تفسير في كتاب( القرآن الكريم) في المناهج الدراسية انفة الذكر راجعت الطائفة وزير التربية والمسؤولين عن المناهج ولكن لم يجدوا الآذان الصاغية لطلبهم !!! وأستمر هذا التعريف في المناهج الدراسية لسنوات عديدة إلى ان راجع وفد كبير من الطائفة رئيس النظام آنذاك وكان أول مطلب لهم تغير ذلك التفسير !!!!.

وقد مورست اشكال عديدة من أساليب الترغيب والترهيب على أبناء طائفة الصابئة لإجبارهم على تغير دينهم.

ناهيك عن استغلال بعض أئمة الجوامع (بيوت الله ) في الترويج للعداء للصابئة، والتي زادت هذه الظاهرة في السنوات العشر الأخيرة من حكم الطغاة، (في خطب الجمعة وبمكبرات الصوت وعلى الهواء مباشرة )وبدون أي حياء أخلاقي، متسترين بأسم الدين (والدين منهم ومن أعمالهم القذرة براء ) مستغلين دعم السلطات أن لم يكن بتوجيهها نافثين سموما ً فتاكة في محاربة الديانة المندائية و الحط من كرامة معتنقيها، وقد كانوا بأفعالهم هذه يعطون الضوء الأخضر ويشجعون أصحاب النفوس المريضة والحاقدة من الجهلة وذوي الاتجاهات التكفيرية وحملة الأفكار الهدامة من الأجهار بعدائهم وإيذائهم لأبناء الصابئة..
ويعلم الجميع ان ( بيوت الله) هي ليس فقط للعبادة و إنما هي البيئة الصالحة للتربية على الأيمان الصحيح المبني على المحبة والعدالة و الإنسانية والسلام والتسامح وهي ايضا ً المكان المناسب لبث الوعي والتربية الثقافية التي بشرت فيها الأديان لخير المجتمعات والبشرية !!!

لم تنصفنا وسائل الإعلام العراقية المتنوعة ( الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعات ) بتعريف الشعب بديانتنا ومعتقداتنا وثقافتنا بل راحت من حين لحين تثور تصريح يسيء لنا هنا وهناك.
في السنوات الأخيرة وبعد اشتداد الحاجة إلى إصدار مجلة دورية للصابئة تعني بشؤونهم وافقت السلطة المقبورة على ذلك لكن ألزمت الطائفة على اعتبارها نشرة داخلية تصدر فقط للصابئة وتوزع بين أبنائها في المندي !!! وقد كانت تصدر أعدادها من (مجلة أو نشرة أفاق مندائية ) بعد موافقة الجهات الأمنية. وكذلك أصدرت الطائفة نشرة (هيمنوثا ) أي الأيمان تهتم بالديانة و الثقافة المندائية ( توزع فقط بين ابناء الصابئة ولا يسمح بتوزيعها خارج ذلك بناءا ًعلى توجيهات السلطات الأمنية) وقد أغلقت الأخيرة بسب نشرها رد على أحد الأساتذة ( أستاذ جامعي والمتحدث الديني الدائم لبرنامج تلفزيوني مشهور في عراق صدام ) لتجاوزه على الصابئة في إحدى البرامج التي بثتها محطات التلفزيون العراقية وعبر الأقمار الفضائية، أغلقت النشرة الداخلية وتم استدعاء ومحاسبة كاتب المقالة من قبل الجهات الأمنية بينما تم تكريم الأستاذ الجامعي وبث اللقاء التلفزيوني عدة مرات ؟؟
هذه بعض التجاوزات التي قد تركت الأثر السلبي على نفسية وشخصية الفرد المندائي. هنالك العديد من التجاوزات والمآسي والكوارث التي مرت بها الصابئة المندائيين ومن يود الإطلاع فيمكننا مساعدته وتزويده بذلك أن رغب الاتصال بنا.


لقد غادر ولازال يغادر آلاف من أبناء الصابئة وعوائلهم العراق إلى شتى بلدان العالم هربا ً من الظلم والبطش والاضطهاد والتميز والتفرقة وأضيف إليها الآن الاحتلال و المحاصصات والمفخخات و الإرهاب وغياب القانون انهم متناثرون الآن في شتى بقاع الأرض، لا توجد معلومات دقيقة عن عددهم سابقا بشكل دقيق وتشير العديد من المصادر ان عددهم وصل حوالي 70 إلى 100 ألف وبسبب الظروف القاهرة التي يمرون بها غادروا موطنهم إلى المجهول ويقدر عددهم في العراق عندما سقط نظام صدام عام 2003 حوالي 35 ألف إنسان.

وهذا مقاطع صغيرة من أخر مقالة ولقاء نشر على شبكة بي بي سي حول الصابئة ومعاناتهم ولكم الحكم في تقدير معاناتنا ومأساتنا ومستقبلنا. ((الصابئة في العراق على وشك الانقراض )) بقلم ( كروفورد انجس ) بي بي سي نيوز ـ دمشق الأحد 4 مارس 2007 وقد تناقل التقرير العديد من الصحف والمواقع الإعلامية.


)) أجبر أكثر من 80 في المئة من أفراد الطائفة على مغادرة العراق واللجوء إلى سوريا والأردن، مع أنهم لا يحسون بالأمن حتى في هذين البلدين، ولكن ليست لديهم خيارات كثيرة، حيث لا يرحب الغرب بهم.
يعتقد أن عدد أفراد طائفة الصابئة لا يتجاوز 70 ألفا، يقيم خمسة آلاف فقط منهم في العراق.
يقول كنزفرا ستار، وهو واحد من خمسة رجال دين من الصابئة في العالم( رئس طائفة الصابئة المندائيين في العراق والعالم ):"لا ينظر إلينا على أننا طائفة دينية، بل على أننا كفار، ولذلك فدمنا مباح".
وأضاف ان وضعهم اليوم يعتبر محكاً للعراق الجديد، ففي بلد علماني من المفروض أن تزدهر حياة المهندسين والأطباء والصاغة بصرف النظر عن دينهم وطائفتهم.
أما والوضع على ما هو عليه في العراق الحالي، والغرب لا يرحب بهم كلاجئين، فيخشى ستار أن تندثر الصابئة في وقت ليس ببعيد..)).

يحيى غازي الأميري


أحد أبناء الصابئة المندائيين
عضو الهيئة الإدارية المؤقتة لرابطة الكتاب والصحفيين والفنانيين المندائيين
عضو اتحاد الكتاب العراقيين في السويد
ممثل مكتب البرنامج المندائي في الخارج، أحد منظمات المجتمع المدني
ممثل جمعية مالمو الثقافية المندائية في اتحاد الجمعيات المندائية في المهجر
باحث وناشط سياسي في الدفاع عن حقوق الإنسان و حقوق المندائيين

كتبت البحث خصيصا ً الى "مؤتمر أقليات الشرق الأوسط" المنعقد في مدينة زيورخ الخاص بالأقليات والذي دعت إلية منظمة أقباط متحدون للفترة24 ـ 26 ـ مارس ـ 2007
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
*المؤرخ عبد الرزاق الحسني : (1903ــ1997) مؤرخ عراقي مشهور له العديد من المؤلفات وأشهرها كتاب ( تأريخ الوزارات العراقية ) لكونه يعد من أهم المصادر لتأريخ العراق الحديث، نشر كتاب حول الصابئة المندائيين عام 1931عنوانه (الصابئة المندائيون...في حاضرهم وماضيهم ) فيه العديد من الافتراءات والدس على الديانة المندائية وقد تصدت له الطائفة ورئيسها الروحاني آنذاك المرحوم الشيخ دخيل عيدان و أحالته للمحكمة التي قررت إدانته.
نشر عدة مقالات بعدها عن الصابئة وقد أطلعت على مقالة طويلة كتبها عام 1932في مجلة ( الهلال ) المصرية وقد ( عجبت اشد العجب ) عند قراءتي لها لما تحتويه من تلفيقات مدسوسة وغير صحيحة، وكلما أقرأ كتابا ً من كتبه الأخرى يتملكني العجب والحيرة... فالرجل رحمه الله يكتب على ضوء الوثائق والوقائع فلماذا كتب عن الصابئة كل هذه الافتراءات (بدون وثائق ووقائع ) من بداية عنوان المقالة تشويه وافتراء على الديانة المندائية ومعتنقيها عنوانها (عبدة الكواكب والنجوم لازالوا يعيشون في العراق )؟؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف