أصداء

عودة الوعي العربي.. شكرا إيران

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-
إذا لم يكن للإيرانيين المعاصرين من ذوي العمائم السوداء والأساطير الصفراء من منفعة لهذا الشرق وللحضارة الإنسانية الحاضرة، فإن نفعهم تجلى أيما جلاء في قمة العرب الأخيرة ولله الحمد.
في هذا الإنتباه العربي الذكي الحازم لخطورة الحضور العمائمي الصفوي الإيراني في ساحة المشرق عامة، في ذلك الحرص الشديد، وتلك الهمّة المباركة التي قام بها السعوديون وأستجاب لها العرب عامة وبسرعة فائقة منقطعة النظير.
اين هذا من ذاك البطئ السلحفاتي التاريخي العربي عبر الخمسين سنة الفائتة، في التعامل مع واقعنا ومتغيراته وإشكالياته المتلاحقة.
هذه المرّة اثبتم ايها الأهل أنكم أُهلٌ للمسؤولية.
هذه المرة، كُنتم حقا بمستوى الطموح، فالخطر اليوم داهمٌ..بل هو خطر وجوديٌ يبشر لا سمح الله بضياع آخر ما نملك.
قرآننا وحرفنا العربي ولحمة مجتمعاتنا وثروتنا الإقتصادية ومستقبل أجيالنا وحرمة حدودنا...!
حضور مُتّقي ( جعله الله من المتقين ) كان ضروريا في قمّتكم ايها الطيبون...!
كان ضروريا للتذكرة بهذا الذي ينتظرنا ( لا سمح الله ) بعد عشرة أعوام أو عشرون لو إستتب للعجم حكم العراق وتمددّوا بإسترخاء صوب ما جاوره من بلدان العروبة.
اقسم أن غير قليلٍ من زعماء العروبة سنراهم لا سمح الله حجابا في قصور وقبور واقبية الولي الفقيه يومئذ، لو قيض للإيرانيين ( لأي سبب من الأسباب ) أن ينتصروا في هذه المواجهة مع الأمريكان والعرب والعالم.
لقد نجحتم يا أهلنا... نجحتم ولو بتأكيد خيار السلام مع إسرائيل، ودعوتكم الحازمة للعراق بإصلاح حاله بالخروج من مستنقع الطائفة إلى فضاء المواطنة الشريفة الفسيحة الرحبة.
لقد احسنتم وأجدّتم ووفقتم بارك الله بكم.

-2-
ربما لأول مرّة في تاريخ العرب حديثه وقديمه، يفكر زعمائنا بواقعية براجماتية خلاّقة لا تخلو من قدر كبير من الإبداع.
ابرز تلك التحولات الشجاعة ( والتي لا نشك في أن لتشنج الإيرانيين وتصلبهم دورٌ كبير فيها )، موقف العرب الصلب الشريف العادل في الإصرار على السلام مع إسرائيل.
مثل هذا ما كُنّا نأمله وننتظره منذ زمنٍ بعيد طويل، مثل هذا كان يمكن أن يكون قد تحقق قبل سنين عديدة، بل عديدة جدا.
لو إنه كان كذلك، لكنّا قد وفرنا الكثير من التضحيات الرهيبة في الثروة والرجال والمال والسيادة والكرامة والزمن، الزمن الذي هو بحد ذاته ثروة جبارة كان ينبغي إستُثمارها في خلق تنمية وتطور يكفل لشعوبنا الرفاه ويوفر علينا تلك الإختناقات والأورام التي كان من ابرزها تلك الفاشيات القومية والمنظمات والأحزاب الإرهابية الإسلاموية.

-3-

ومن ملامح عودة الوعي العربية الجديدة، قولٌ رائع جميلٌ لملك السعودية، لا اشك في أنه لم يُقال سابقا منذ عشرات إن لم نقل مئات السنين....!
قولُه... نحن زعماء الأمة وقادتها المسؤولون عن كل ما حصل ويحصل لهذه الأمة والذنب يقع علينا وحدنا...!
هل سلف لحاكم عربي أن قال مثل هذا بمثل هذه الثقة والجرأة والصدق....!
هل سمعتم سابقا عن حاكم عربي قال أنا المسؤول عن ما اصاب بلدي أو أمتي...؟
ابدا...ابدا... ابدا.
تحمل المسؤولية من قبل الحاكم جهارا نهارا وعلى رؤوس الاشهاد، يدل على أننا نتعافى... أن هذه الأمة توشك فعلا على أن تتعافى، تعود إلى رشدها، إلى واقعها، إلى ما بين أيديها... تتحرر من ربقة الماضي... عظمة الماضي الموهومة.. اساطير الماضي... عنصرية الماضي... قداسة الماضي...!
المريض العربي يتماثل للشفاء... هذا ما عبر عنه بحرارة لسان الملك السعودي النبيل...!
نعم... انتم المسؤولون، ومجرد إعترافكم بهذا يطمأننا إلى أنكم ستبادرون إلى التغيير، فالإقرار بالذنب فضيلة، والوعد دينٌ بعنق الأحرار وأنتم احرارٌ يا سادة...!
وأنتم فضلاء...
وحيث تتغيرون نتغير نحن.
أو ليس الناس على دين ملوكها...!

كامل السعدون

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف