أصداء

المهنة: معارضة عراقية سابقة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الايميل وسيلة عظيمة للتواصل مع العالم، فهي الوسيلة الاسرع والاقل تكلفة والاضمن لوصول الاخبار والتواصل مع المؤسسات الحكومية والمالية والاحباب والاصدقاء، وتعتبر في كثير من البلدان المتحضرة وثيقة رسمية يمكنك استخدامها اما م القضاء لاثبات حقك عند المخاصمات القانونية.
وليس اخيرا يعتبر الايميل وسيلة لاطلاعك على مايدور حولك في العالم الواسع من حقائق، يراد لك عمدا مع سبق الاصرار ابعادك عنها.


هذا ما اكتشفته من ايميل وصلني من صديق اراد ان يعلمني بأخر اخبار الجوازات العراقية وحروفها السين والجيم والاخر الهاء واعلان بشأن اسقاط الجنسية العراقية(وهذا الاخير فتشت عنه في كل الصفحة ولم اجده) وتمديد الجوازات في السفارة ا لعراقية في برلين.
عندما فتحت الرابط (اللنك بلغة الكمبيوتر اُجلّ الرب بيل غيتس و قدره) اكتشفت حقائق لم اكن اعرف بها وقد دارت على بعد كيلومترات قليلة من بيتي في برلين التي اسكنها منذ نهاية سنة 1979 اي منذ اكثر من 27 عاما وسبب اقامتي هنا كان هو النفاذ بجلدي وعائلتي للمرة الثانية، كوني من المعارضة العراقية قبل ذلك لخمس سنوات قضيتها في بيروت لنفس السبب، التي ما ان وصلتها حتى اشتعلت ارضها الجميلة بحروب طائفية لم تنته الى حد الان وينزف قلبي معها كما ينزف ضد ومن الحرب الطائفية في العراق.
لااود الاسترسال في ما يمليه علىّ شريط ذكرياتي المؤلم، كلما ارى واسمع او اقرأ شيئا يتعلق بالعراق وبتاريخي الماضي والحاضر وما ورث وسيورث هذا التاريخ بمواجعه ليقض مواجع اولادي حاليا و في المستقبل ايضا وحتى الاحفاد من بعدهم، وما ال اليه وضع المعارضة العراقية الحقيقية التي ساهمت بحفر قبر الدكتاتورية الصدامية وحزبها الفاشي في العراق، ليس ذلك التاريخ فقط وانما مايجري حاليا من خراب متعمد على كل الاصعدة.


عذرا لم اكن اريد الاسترسال ولكنه شريط الذكريات الذي ان بدأ يفرض نفسه على ذهني فلا استطيع الخلاص منه الا بوسيلتين اما ان استسلم له واتركه يقلب جمرات خِلتُ ان جذوتها قد ماتت، ولكن مع كل هبة ريح خفيفة تناثر رماد رمادي اللون والرائحة، فاذا بتلك الجمرة تزداد احمرارا وتشتعل نارا تحرق ما اصبح هشيما قبل اوانه في حساب الزمن.


اما الوسيلة الثانية فهي الاصرار على قطع سلسلة شريط الذكريات المقيم ذاك، واستخدام طريقة: قلب الصفحة والابتداء بموضوع اخر والتركيز عليه فقط، وهذا صراع طويل مع الذات والذكريات حتى ينتصر احدهما.

اذن لنعد الى اللنك واخبار الجوازات العراقية و جيراني الاقربون الابعدون في مبنى السفارة العراقية في برلين.

وجدت في صفحة الانترنت الخاصة بالسفارة العراقية في برلين اخبارا عن زيارات مسؤولين عراقيين من وزراء وبرلمانيين عراقيين ووفود اخرى، ولقاءات مع من يسمون انفسهم:ممثلين للجالية العراقية في برلين والمانيا عموما، وعن حفلات عشاء بالمناسبات الدينية والوطنية ودعوات وكولسات غريبة ولقاءات مع اساتذة للاثار والتاريخ من العراق وغيرها من النشاطات، وكأني لست في هذا العالم ولااسكن في هذه المدينة ولم اسلم السفير الحالي السيد علاء الهاشمي يوما ما نداء( الديمقراطية ولكن) بخصوص فتح مراكز انتخابية في المانيا لجالية يصل عددها حوالي خمسة وثمانين الفا من العراقيين نساء ورجالا واطفال وشيوخ قضوا عمرهم في هذه الغربة، لم يأت اكثرهم عبر زمالات دراسية للحكومات العراقية المتعاقبة، او عن طريق احزاب عراقية كانت لها اتفاقاتها مع الدولتين الالمانية الغربية ودولة المانيا الديمقراطية التي انهارت بسقوط جدار برلين والنظام الاشتراكي.


استغربت عند استعراضي لكل تلك النشاطات وتذكرت مئات الاسماء العراقية التي عملت لاكثر من عشرين سنة ضد الدكتاتورية الصدامية، وقد انزوت بعيدا عن الانظار وتحارب بصمت ضد الطائفية والمحاصصة الدنيئة في العراق وتذكرت الاف المستقلين الذين لايجدون منبرا ولا مكانا لهم في تلك الصالونات التي تتقاسمها الاحزاب ذات القيادات الديناصورية، و طاقم السفارة ويحاول هؤلاء دفع المستقلين وخصوصا الليبراليين الى الزوايا المظلمة اكثر فأكثر لكي لايجدوا مكانهم في عراق اليوم

وبعيدا عن الاخطاء الطباعية والصياغات الصحفية الباهتة والاخطاء القواعدية للاخبار والمواضيع التي لاافترض ان المشرفين عليها هم صحفيون من الدرجة الثانية او مادون لانني لاافترض بالدبلوماسي ان يجيد اللغة العربية، كما عودنا الكثير من الساسة الجدد على اخطاء صياغات الجمل العربية وقلب قواعد اللغة العربية كيفما يشاؤون (بأستثناء القيادات السياسية الكردية التي تتحدث لغة عربية سليمة احسدهم عليها)
اقول بعيدا عن تلك الاخطاء التي سردتها انفا اجد من المستغرب جدا في زاوية من زوايا هذه الصفحة واسمها (حول العراق) تسرد اخطاء تاريخية عن تاريخ العراق، وتختزل عصورا تاريخية مهمة منه، فيما يتوقف سرد تاريخ العراق عند سنة 1920 والاستعمار البريطاني وعبارات مثل وقد قاتل العراقيون بالمكوار والفالة وكأن مابعد ثورة العشرين قد استقر الامن والامان، وعاش العراقيون بخيراتٍ.. وخلفوا صبيانا وبناتٍ واصبح العراق من دول العالم المتحضر صناعيا واجتماعيا ولم ينخره حتى الان الحقد الطائفي والتناحر السياسي، حتى وصل عدد من هربوا من الظلم والقتل واخيرا جرائم العزل العنصري والطائفي الى اكثر من ستة ملايين انسان خارج العراق.
اما الاشد ايلاما في هذا الموضوع بالذات فهو تثبيت مساحة العراق ومدنها الاساسية والديانات ونسبها في العراق والتمثيل السكاني واللغات، فيما تفتقد هذه المقالة التي يفترض علميتها ودقتها في المعلومات( لانها صورة الدولة العراقية وممثليها في المانيا) تفتقد لاهم رقم في حياة كل الشعوب والدول ومؤسساتها الا وهو رقم عدد سكان العراق، وكلي علم بأن كل حكومات مابعد سقوط الطاغية لم تكلف نفسها عناء اجراء احصاء سكاني للعراقيين داخل البلاد وخارجها، بينما تحمس البعض ممن في قلبهم هدف سياسي، قفزوا بسببه على جهد المعارضة ونضالاتها للاستيلاء على السلطة، تحمس هذا البعض لاجراء استفتاء على دستور ملغم، و اجراء انتخابات لمرتين خلال اقل من ثلاث سنوات. اما اجراء الاحصاء السكاني فتم تأجيله ليتسنى دخول مئات الالاف من عرب وعجم لهذه البلاد وتغيير ديمغرافيته ايضا بعمليات التهجير القسري.

والحق يقال

في زاوية صغيرة من الصفحة توجد عبارة (العراق ماينخاف عليه احنا اهله) فزاد خوفي على العراق، وتساءلت يارب ان كنت موجودا حقا فحافظ على الاهل والاصدقاء لاني لم اعد املك شيئا في هذا البلد غير هؤلاء، بعد ان بيع العراق واستبيح، ونسّيني: يارب ان وجدت: بأني عراقية الروح والهوى، ونسّيني قبل هذا وذاك: بأني ناضلت من اجل العراق وتشهد شوارع برلين ومظاهراتها والكثير من بيوتها وندواتها وصحفها وكنائسها حديثي عن العراق حتى ملت من وجودي فيها، لابل حتى جدران شقتي التي اعيش فيها بكرامة انسانية هنا تدفع الدولة ايجارها، ملت حتى هذه الجدران بكونكريتها المسلح نقاشاتي عن العراق وسماع نقاشات صراخية تأتي من جهاز تلفزيوني قديم ينقل فضائيات عربية، ولااملك شروى نقير ولا شبر من ارض العراق حيث يملك ابطال اليوم وكثير منهم لم نكن قد سمعنا بهم سابقا، يملك هؤلاء الحل والعقد في ذاك البلد البعيد، فيما يخاف الاخرون منا ومن كلمة الحق الذي يجب ان يقال.
اني اخاف عليك حقا ياعراق لاني لم اعد من اهلك كما قرروا

فخرية صالح

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف