أصداء

النقد الذاتي حتى لا نستمر في الهزيمة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد الهزيمة الكارثية في حزيران 1967 كتب الدكتور جلال صادق العظم كتاب " النقد الذاتي بعد الهزيمة " تطرق فيه إلى بعض الأسباب التي قادتنا هرولة إلى الهزيمة، وليتنا وقفنا عند تلك الهزيمة وراجعنا حساباتنا حتى نخرج من تلك الهزيمة، لكننا أستمرينا في الضلال والطغيان والتردّي بشكل متسارع، فحصدنا هزائم جديدة متجددة لسنا في مجال تعدادها الآن. وسأحاول هنا التطرق إلى بعض المشاكل في الأراضي الفلسطينية التي تكرس الاحتلال بقصد أو بدون قصد، وتبعدنا عن النصر والتحرير، ومن هذه المشاكل:


خطف الأجانب:
تكررت عمليات خطف الأجانب في الأراضي الفلسطينية خصوصا في قطاع غزة، والأجانب المختطفون هم إما عاملون في مؤسسات إنسانية خيرية، تقدم العون لأبناء شعبنا، أو صحفيون يغطون الاعتداءات والجرائم التي يتعرض لها شعبنا.أو عاملون في مؤسسات دولية....الخ ومن هذه الجرائم جريمة اختطاف الصحفي البريطاني جونستون مراسل هيئة الاذاعة البريطانية في الأراضي الفلسطينية، وكأن خاطفيه ومن يقف وراءهم يريدون التعتيم الاعلامي على ما يجري من جرائم وانتهاكات سببها الاحتلال الاسرائيلي، ولا يدرك الخاطفون أن انقلاب الرأي العام العالمي ضدنا هو نتيجة لقصورنا الاعلامي، ولضخامة طاحونة الاعلام المضاد التي تقلب الحقائق وتجعل من الجلاد ضحية، أن خطف الأجانب فضيحة اخلاقية وسياسية من العار السكوت عليها، وكل من قام بها او يعرف عنها او يسكت عليها، أو يعلم مكان المختطف هو شريك في هذه الجريمة التي تلحق الأذى والضرر البالغين بشعبنا وبمصالحه الوطنية العليا، وهي لا تخدم إلا أعداء الشعب والوطن.


الفساد الوظيفي:
تكلم أحد وزراء حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية عن الفساد الوظيفي الذي خلفه سلفه في الحكومة السابقة عندما قام بتعيين أشخاص غير مؤهلين وليسوا من أصحاب الكفاءة بدرجة مدير او مدير عام، وصرح معالي الوزير بانه لن يوافق على تلك التعيينات ومعه كل الحق في ذلك، لكن ما لم يقله الوزير، هو الفساد في التعيينات الوظيفية السابقة للحكومة السابقة، فمؤسساتنا ينخرها الفساد، ومناصب مسؤولة رفيعة يتبوؤها غير أكفياء يعرفها الجميع، وهم مسؤولون عن أشخاص بوظائف دنيا أكثر كفاءة وتأهيلا من المسؤولين عنهم، فكيف ستسير الأمور في هذه المؤسسات؟؟


الفلتان العشائري:
لا يمر أسبوع ان لم نقل يوما، لا تجري فيه محاولات اغتيال قد تودي إلى الوفاة، أو إلى جروح بالغة من قبل عائلات على خلفيات ما أنزل الله بها سلطانا، وبعض العائلات تقوم بإغلاق بعض الشوارع في قطاع غزة، وتقيم المتاريس الرملية، ليقوم مسلحوها بفرض قوانينهم في المنطقة، والأجهزة الأمنية مشغولة في بعضها البعض، أو لا تستطيع حماية نفسها، فمن المستفيد من هذا الفلتان؟؟ ومن المسؤول عن استمراريته؟؟؟ ومن المسؤول عن وضع الحدود لهذه الظاهرة؟؟؟؟


الاستيلاء على العقارات:
يقوم بعض المحتالين خصوصا في منطقة القدس بالاستيلاء على أراضي الغير والبناء فيها، مستعملا البلطجة والزعرنة ومستغلا غياب مالكي هذه الأراضي، ولا رادع لهؤلاء ولن تتوقف مشاكلها عند هذا الحد بل ستكون عواقبها وخيمة مستقبلا.


تعدد مرجعيات الاجهزة الامنية:
قامت حركة حماس بتشكيل ما يسمى القوة التنفيذية في قطاع غزة، بعد تشكيل الحكومة العاشرة، ونتيجة لعدم سيطرتها على الاجهزة الأمنية القائمة، وبعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، لم تدمج القوة التنفيذية في الأجهزة الأمنية، ولم يتم حلها أيضاً وهذا يخلق مشاكل أمنية خطيرة، ويفقد السلطة مصداقيتها، فلماذا لا يتم توحيد الاجهزة الأمنية، وتوحيد مرجعياتها، ولماذا لا يتم ابعادها عن الصراعات الحزبية الضيقة؟؟ وهذا ما يجري في جميع دول العالم.


نهب المال العام:
مسؤولون كبار في المؤسسات الرسمية، وفي مؤسسات غير حكومية نهبوا الملايين، ولم نسمع عن اصدار حكم على واحد منهم، مع أن المدعي العام اعلن مراراً ومنذ أشهر عن فتح ملفات الفساد، وعلى العكس لا يزال بعضهم يتبوأ منصاب رفيعه، ويسهر مع ذوي مناصب رفيعة فهل هؤلاء فوق القانون، وصلى الله وسلم على الرسول الأعظم عندما قال: " والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " هذه نماذج بسيطة من ممارسات الهزيمة الذاتية الموجودة عندنا، والتي تكرس الاحتلال والتي نتعامل معها كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال فتظن ان احداً لا يراها.

جميل السلحوت

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف