أصداء

ترقية سورية لبيلوسي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فرحة وزير الدعاية السورية محسن بلال خلال لقاء على قناة "العربية"، متحدثاً عن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي الى دمشق، لا تفوقها الى الإبتسامة الحاقدة لدى إجابته سؤال المذيع له عن الملف اللبناني قائلاً " أقول لك بكل أمانة. الملف اللبناني لم يطرح على طاولة سيادة الرئيس".


الفرحة الكبيرة بإستقبال المسؤولة الأميركية الرفيعة أربكت فهم السيد بلال لتعقيدات المؤسسات السياسية والتشريعية في الولايات المتحدة وجعلته ينسب للسيدة بيلوسي، "المحترمة" كما أصر على وصفها مراراً، ألقابا ومناصب ليست لها. فهي رئيسة الكونغرس بحسب الوزير الحصيف (كررها أكثر من مرة بما يسقط شبهة الإلتباس ويعزز الإستنتاج بقلة الدراية وضحالة المعرفة)...


للإيضاح فقط: بيلوسي هي رئيسة مجلس النواب الأميركي الذي يؤلف مع مجلس الشيوخ جسماً واحداً يسمى الكونغرس الأميركي. وللمزيد من التوضيح حول بديهيات "الفخامة والهيبة" التي يبدو انها تعنى السيد بلال كثيراً فإن اللغة السياسية الأميركية تسمي مجلس النواب "المجلس الأدنى" (Lower House) ومجلس الشيوخ "المجلس الأعلى" (Upper House) للدلالة على علو كعب الأخير. طبعاً لا يقلل هذا من الأهمية الرمزية لزيارة السيدة بيلوسي وإن كانت النتائج السياسية لها ذات طبيعة داخلية أميركية أكثر منها نتائج على مستوى علاقات سوريا المضطربة بالمجتمع الدولي نظرا لما يعتبره الأخير دوراً سورياً سلبياً حيال الإستقرار في العراق وفلسطين ولبنان ولإتصال هذا الدور بالمحددات الأميركية لمصادر تهديد الأمن القومي الأميركي.


غير أن ما يسهل للوزير الجذل على قناة العربية وحلفائه وتلامذته بلورة إستنتاجات سياسية حول "منعطفات السياسة الأميركية" "والإقتناع المتأخر بضرورة الحوار مع سوريا" وبأن سوريا "هي البلد الأقوى في المنطقة" هو تماما هذا القصور المعيب في فهم هيكليات إنتاج السياسة الأميركية قبل فهم مضمونها ودلالاتها وإنعكاساتها.


أما حين يفتر ثغر السيد بلال عن إبتسامة كأنها من عوالم "مارلبورو" لدى حديثه عن التقارب الأميركي السوري وقنوات الحوار المستجدة فإنه يؤكد على الرغبة السورية الدائمة في إكتساب ود واشنطن في الوقت عينه الذي تشتم دمشق ويشتم حلفاؤها ذوي أي صلة بالأميركيين لا تكون قد مرت عبر الجمارك السياسية في قاسيون.


أما الفرحة الأكبر لدى حديثه عن لبنان وإدعائه أن السيدة بيلوسي لم "تطرح الموضوع على طاولة السيد الرئيس" رغم ما قالت أنها تحدثت به مع حاكم دمشق عن "حزب الله" ففيها كل ما يضمره بعثيو دولة القائد المؤبد للبنان من كره وضغينة وحقد. فلا ينقشع سن في دمشق الا لدى الحديث عن لبنان الغائب أوالمغيب بالمعنيين السياسي والفعلي. كأن القاعدة التي يراد إحياؤها "كلما غاب لبنان زادت دمشق البعث لمعاناً... وكلما عانى لبنان إرتاحت سوريا وهنأت"
للسيد بلال كلمتين:
إقرأ قليلاً عن الولايات المتحدة لتعرف أكثر عن زوار دمشق وإستمع بدقة لتصريحات الزائرين وإبتسم حينها... لأسنان أكثر بياضاً....

نديم قطيش

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف