أمة .. تريد دستورا!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بلد ليس به قانون يتكلم وينظر أبناؤه عن الدستور وعن الحريات والضمانات!؟ أمة من الرعاع لم تتطور بعد ولم تتعدى عصر القبيلة أو العصابة تريد دستورا!؟ شبه دولة جميع علاقاتها تقريبا سواء فيما بين الرعية والدولة، أو بين الناس بعضهم والبعض مؤسسة على الهمجية والقوة والغصب، أبناء عصر "فتح عينك تاكل ملبن" و "اللى يجوز أمى أقول له ياعمى" يريدون دستورا!؟
المدون المصرى كريم عامر حكم عليه بالسجن أربعة سنوات لأنه كتب مقالات تعبر عن وجهة نظره فى الأديان عموما، التى لا يعتنق أيا منها، وفى الإسلام خصوصا بوصفه من طلاب الأزهر السابقين. لم تشفع له جميع نصوص الدستور والقانون والشريعة والماجنا كارتا ومبادىء ويلسون وكل ما ينادى بحق الإنسان وحريته فى الإعتقاد وفى التعبير عن رأيه، كلها كلها ذهبت إلى المزابل وحكم على كريم بالسجن!؟
فى الإستئناف ومن أول جلسة كشر القضاة عن أنيابهم وهجموا على كريم هجمة دراكيولية شرسة. من أول جلسة لسان حالهم زعق بأنهم هم أيضا يغيرون على الإسلام وأن قسمهم باحترام القانون والحكم بين الناس بالعدل لا يهم ولا يثبت إن كان يحول بينهم وبين إدعاء غيرتهم اللانهائية على الإسلام. حكم القضاة من أول جلسة وبدون سماع أو تحقيق أى دفاع للمتهم بتأييد الحكم المستأنف!
ليس هذا فقط بل وقبلت محكمة الإستئناف دعوى حسبة أقامها وأدعى بها رعاع آخرون بالمخالفة للطريق القانونى والذى صدر من بعد ان شاعت دعاوى الحسبة التى تقام من كل باحث عن الشهرة ومن كل مدعى الغيرة الشديدة على الدين، صدر القانون واضعا حق دعوى الحسبة بيد النيابة العامة فقط. ولكن هل يعوق القانون قضاة المحكمة الإستئنافية والمحامين وشلة الرعاع جميعهم عن إقامة وقبول دعوى حسبة صغيرة من أجل نصرة الدين!!!؟
ليس هذا فقط، بل تعرض جمع المحامين الذين تبرعوا للدفاع عن كريم وهم فى طريقهم للخروج من مايعرف بالمحكمة "مجازا" لمحاولة الإعتداء عليهم جسديا. لقد تجمع الرعاع والغوغاء والدهماء من المحامين وأعضاء الجماعة المنحلة للهجوم على محامين يؤدون واجبهم الذى، ليس فقط شرعه القانون، بل وأوجبه وأبطل بعض أشكال المحاكمات إن لم يمثل فيها محام عن المتهم. ولكن لسان حال هؤلاء الرعاع كان يقول قانون إيه وضمانات إيه وبتاع إيه؟ القضية هنا قضية الإسلام!!!
وهذا مثال تافه وصغير جدا يثبت أنه لا يوجد قانون ولا يذكر أى وجود لأى قانون تم إحترامه منذ الخمسينات من القرن الماضى على الأقل. الناس تعتقل وتعذب، والحقوق تغتصب والأعراض تستباح، ليس من أصحاب السلطة فقط بل من كل من يقدر وله حول. وأحيانا وعندما تكون المخالفة صارخة يصنعون قانونا أو إستثناء يشمل الحالة فتصبح بعون الله والقانون الجديد "قانونية"! بتسألنى إزاى؟ أنا ماعرفش...أو بالأحرى "أنا لسه جديد هنا"!!!
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com