لماذا لا يثور المصريون!؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هل الإفراط فى التدين عموما تغييب للعقل!؟ وهل كلما زادت وطأته كلما إنسحب العقل وترك مساحة فارغة تملأها الخزعبلات والأمل فى المعجزات... وأمثال الحاج زغلول النجار! هل صحيح أن الدين هو أفيون الشعوب كما قال منظرو الشيوعية قديما!؟
هل حدث وثار أى شعب متدين عبر التاريخ على حكامه ولو كانوا يستعبدونه؟ هل تحكى لنا الآثار المصرية القديمة عن قيام ثورة شعبية ما فى أى زمن من الأزمان السحيقة!؟
هل ثار المصريون القدماء على الحكم الإغريقى أو الرومانى أو العربى؟
يحدثنا التاريخ عن بضعة هوجات وإنتفاضات لم يكتب لأى منها ولو نجاحا نسبيا لفقدان الزخم الشعبى الواسع رغم الظلم البين الفادح من جانب الحكام المستعمرين والعروبيين منهم بوجه خاص. هل التفسير المنطقى لذلك هو أن الشعب المصرى كان ولازال من أكثر الشعوب التى تغالى فى التمسك بالدين!؟ أى دين كان!
ينبغى تخليص البحث إبتداء من أى إشتباه لحركة تكون فى جوهرها مجرد صراع على السلطة بين أجنحة مختلفة. فمثلا ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية هو مجرد صراع على السلطة لا يندمج فيه رجل الشارع الفلسطينى العادى رغم معاناته الشديدة منه! وكذا ما يجرى فى العراق بين الأجنحة المختلفة وقريب منه ما يجرى فى المحروسة بين "الديمقراطى" والمنحلة.
وكذلك ينبغى تنقية البحث مما يشتبه بالثورة كمثل ما قامت به طالبان عند إستيلائها على أفغانستان وفتح كابول فلم تكن على أى الأحوال ثورة شعبية وإن لم يقاومها الشعب الافغانى الذى رحب بها مقابل بعض الأمن الذى وهبته أياه الحركة وقتها.
هل ما يجرى فى الباكستان إرهاصا لثورة شعبية أم هو صراع على السلطة بين العسكريين بقيادة برويز والطالبانيين بقيادة المدارس الدينية؟ هل يمكن لبرويز أن يسحب البساط من تحت أقدام الطالبانيين لو إرتدى قفطانا إسلاميا وإستقطب خمسة أو ستة شيوخ ليفتوا بأن الخروج على الحاكم هو ضد الإسلام أيا ما فعل!؟
أليست موضوعات جديرة فعلا بالبحث والتفكير!؟
فى نهاية فترة شهر ونصف قضيتها - جنب الحيط- فى مصر إتجهت للمطار. وبانتظار تحرك الأتوبيس الداخلى من مكان لآخر داخل المطار فجرا سمعت المرأة المنقبة تطالب السائق بالتحرك فورا لكى تلحق بصلاة الفجر... إعتذر السائق بأن النظام يلزمه بانتظار وصول عربة أخرى قبل التحرك... ولكن المرأة صاحت بغضب "هذه صلاة! أى أهم من الطائرات ومن النظام ومن العربة الأخرى ومن أى شىء!"
إرتعب السائق ورئيسه وتحرك الباص فعلا لكى تلحق المرأة صلاة الفجر!
بقيت أتأمل المنطق المعوج الذى تكلمت به المرأة. حتى ولو كانت الصلاة أهم من النظام ومن الطائرات، فالصلاة ذاتها لم تتأذى من النظام وإنما الذى تأذى - إن كان- فهى صلاتها هى شخصيا... فهل تظن المرأة أن صلاتها شخصيا هى الصلاة عامة!؟ وهل لذلك من يهاجم فكر وسلوك الجماعة المنحلة أو الفئة الضالة يتهم بأنه يهاجم الإسلام ذاته!؟ كانت أجازة سيئة على أى الأحوال. كنت أنظر حولى وأتسائل من يمكن أن يبدأ الإصلاح وكيف!؟
لم أصل لإجابة، وجميع من سألتهم من مثقفين لسائقى تاكسى إحتاروا، بعض من الفئتين أجاب بالإتكال على إرادة غيبية بشعوذة وغباء مفرطين!
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com