عن قتل الأسرى المصريين!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"وحدة شاكيد" هو إسم فيلم إسرائيلى وثائقى يسجل موقعة حربية وقعت بين وحدة إسرائيلية وأخرى مصرية فى حرب عام 1967. يعقب بعض قدامى الجنود الإسرائيليون فى الفيلم على وقائعه بأن قتل الجنود المصريين خلال تلك الموقعة لم يكن له أية ضروروة حربية البتة، خاصة وأن الحرب كانت قد بانت نتائجها منذ اللحظات الأولى للمعركة. عموما هى الحرب والعداوة والكراهية الموروثة بين اليهود والأعراب وكلاهما فعلا يستحق الآخر، وإن كان قد صعب على دماء المصريين لأنهم ظلموا ودخلوا حربا غير متكافئة من أجل عنجهية وكبرياء شخص واحد.
ولقد طالب أحد أعضاء مجلس الشعب المصرى بذبح السفير الإسرائيلى قصاصا لما قام به الإسرائيليون باعتباره كان عملية قتل لأسرى مصريين!!!
ويجكى لنا التاريخ الإسلامى أن الرسول الكريم قد إستشار فيما يفعله بأسرى معركة بدر من الكفار. وأن أبا بكر قد أشار عليه بتحصيل الفدية وإطلاق الأسرى، أما عمر بن الخطاب فقد أشار بقتلهم! ومال قلب الرسول لرأى أبو بكر وأنفذه... وجاء قوله تعالى "ما كان لنبى أن يكون له أسرى حتى يثخن فى الأرض، تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة...."!
أما واقعة قتل الأسرى من يهود خيبر بالذات فقد وردت بتفاصيل فى منتهى الدقة فى كتاب لا يأتيه الباطل من أى إتجاه. وبنظم كلامى بديع جرى وصف كيف دب الرعب فى قلوبهم فنزلوا من صياصيهم، فريقا يقتل وفريقا يؤسر. قد جرى الحكم الإلهى على الفريق الذى تم أسره بأن يؤخذ الأطفال رقيق والنساء إماء! وبأن يقتل جميع الشيوخ والرجال والفتيان ممن نبت لهم شعر العانة!
يقص علينا التاريخ روايات عن قتل الإسرائيليون لأعدائهم رجالا وأطفالا ونساء بل وبهائم أيضا. ويقص علينا أيضا عمليات كثيرة عن قتل أسرى لا حول لهم ولا قوة كمثل ما كان يقوم به الرومان والمغول. وكذلك ما قام به الصليبيون عند فتح أورشليم مثلا... ولكن كل هذا لا ينفى عملية قتل المسلمون الأوائل ليهود خيبر، ولا عمليات قتل خالد بن الوليد لأسرى حروب الردة وإسترقاقه لأولادهم ونسائهم!
عموما عملية قتل الأسرى صارت جريمة مشمئزة للشعور الإنسانى بفضل الثقافة الغربية الراقية فقط! ثم تم تحريم وتجريم قتل الأسرى بموجب المعاهدات الدولية. ومضطر هنا لمواجهة أتهامات تترد بأن كتاباتى معادية للإسلام، وأتساءل هل هذا المقال يتضمن بأى حال عداء للإسلام؟ هل حدثت الوقائع المبينة بهذا المقال أم لم تحدث؟ وإن كانت قد حدثت فلماذا محاولات التنصل والغضب من ذكرها أو تذكرها؟ والسؤال الأهم لماذا نذكرها وما الفائدة من ذلك؟
إنما نذكر بتلك الحوادث التاريخية حتى نساهم فى أنهاء حالة الشيزوفرانيا التى يعيشها العرب جميعا! نكتبها حتى نساهم فى الحث على عملية مواجهة الحقائق وتنمية الإدراك بدلا من إختيار العيش فى غيبوبة إرادية. نكتبها حتى نساهم فى تنمية العقل النقدى الذى يدرك الوقائع ويفكر ثم يقرر ويفعل بدلا من العيش فى الأوهام التى يخلقها الإنسان لذاته ويتعلق بها ويغضب لمجرد أن أحدا فقط يذكره بالحقائق الدامغة.
لقد غضب المسلمون غضبة مضرية لأن البابا بنديكيت قال أن الإسلام قد إنتشر بالسيف! وفى مصر تضع كثير من العربات ملصق عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ومن تحت منها سيف بتار!!! وشعار موقع الجماعة المنحلة به سيف ومسدس!!! أما رمز حزب الله اللبنانى فشعاره متطور قليلا إذ يتضمن آية كريمة وبجانبها رسم الكلاشنكوف!!! فهلا وضح أحدا لم غضب المسلمون من كلام البابا!؟
عادل حزين
نيويورك
Adel.hazeen@gmail.com