جماعات الضغط تحرج البرلمان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رغم هذه الفوضى من السلبيات التي خلفتها البداية المتعثرة للتجربة الديمقراطية العراقية الجديدة الا انها في المقابل خلقت في العراق الكثير من الملامح الايجابية للممارسة الديمقراطية وان كانت تلك الملامح تمشي على استحياء.. ومن جملة تلك المظاهر الحضارية التي نشطت تحت رعاية التجربة العراقية الجديدة هي جماعات الضغط ودورها المتميز في الحفاظ على شعرة الديمقراطية.
وحتى لو لم تكن الحريات متوفرة في العراق منذ فترة طويلة مما يعني ان جماعات الضغط لازالت طفلا يحبو على قدميه الا انها رغم ذلك سجلت حضورا متميزا وبذلت جهودا رائعة لازالت تحلم بتحقيقها زميلاتها في دول المنطقة توفرت لها ظروف افضل بكثير مما توفر في العراق.
ابتداءا بتعديل القرار 137 الذي اتخذه مجلس الحكم والذي يتعلق بحقوق المراة، مرورا بقضية استبدال العلم العراقي والذي كاد مجلس الحكم ان يمرره لولا الدور الذي قامت به جماعات الضغط وانتهاءا بما حصل في مجلس النواب في الجلسة السرية التي كانت تتعلق بمخصصات اعضاء مجلس النواب وما بين ذلك قضايا عديدة كانت محور جدل بين صاحب القرار في العراق وبين تلك الجماعات استطاعت الاخيرة ان تسجل فيها حضورا مشرفا بشهادة الجميع.
ان ردود الافعال القوية التي ابدتها الجماعات الضاغطة لازالت تؤشر على قدرة تلك الجماعات على تشكيل رقيب متميز على جميع المرافق السياسية للدولة بما في ذلك مجلس النواب، خصوصا وانها استطاعت ان تجعل من هذه القصة قضية راي عام بامكانه ان يضغط بقوة لسحب المشروعية عن مشروع مخصصات مجلس النواب والذي يخول الاعضاء مميزات رئيس الوزراء.
لقد تم تناول القصة من زوايا مختلفة ومن قبل اطراف وجهات ووسائل اعلام عديدة مما ساهم في استمرار الضجة الاعلامية على المعنيين بهذا المشروع وهذا ما يجعل اصحاب القرار في المطبخ السياسي العراقي على دراية تامة بما يمكن ان يحدث حينما يفكرون بتقديم مشاريع مماثلة في المستقبل.
وفي الوقت الذي نشيد فيه بدور الجماعات الضاغطة.. نتسائل كما تسائل غيرنا عن تلك الكتل التي اشتهرت بأداء دور المشاكس في الحياة السياسية العراقية بشكل عام وتحت قبة البرلمان بشكل خاص او حتى عن بعض الاعضاء المشاغبين الذين ملئوا الدنيا ضجيجا صباح مساء حول صغائر القضايا وكبائرها؟! لماذا لم نشاهد لهم تلك الصولات والجولات البطولية التي كانت تسجل لصالحهم دفاعا فقط عن خمسة آلاف بعثي؟!
كذلك لماذا لم نسمع عن انسحاب ولو عضو واحد من بعض الكتل التي كانت معروفة بسياسة الانسحاب من البرلمان؟! اين وطنية النواب؟ اليس ذلك التفاف على ثروات العراق؟ ام ان المصالح التي تأتي على حساب الالم العراقي هي من يحرك وطنية الاعضاء الكرام؟!
تحية لجماعات الضغط... ومرحى لهذا الرقيب الفطِن اما ممثلي الشعب فلايسعنا الا ان نقول لهم: حظ اوفر على هذه الخسارة التي نتمنى ان يكون الاعتراف بها على طريقة من يتحلى بالروح الرياضية، وعليهم ان يستعدوا لجولات قادمة لكن لخدمة الصالح العام لا لخدمة الجيوب الخاصة والتي لم يتغيب عنها اعضاء البرلمان بعكس الجلسات الاخرى التي ترفع لعدم اكتمال النصاب.
جمال الخرسان
كاتب عراقي