أصداء

اللي مايشتري يتفرج..!!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صحت كمن يصرخ من مغص كلوي مفاجئ.."مش معقول". لم أصدق عيني وفركتهما أكثر من مرة..لعلي كنت في كابوس وأنا أرى بسطة أسلحة تتوسط ساحة الجامع جنبا الى جنب مع بسطات الخضار المنتقلة على الكارات فالكلاشن بهيبته وجلالة قدره يتواضع ويجلس الى جانب البصل والقنابل الشقية بأشكالها وأحجامها المختلفة تستعرض في معية الفجل والأفوكادو والمسدسات سريعة الطلقات بأنواعها المعروفة وغير المعروفة ترافق البطاطا والفلفل الأخضر والرصاص سيد الموقف يلمع مزهو ا بزيه النحاسي وعينه على الفراولة الدلوعة كأنه يغازلها بينما الموز يبدو مأخوذا تماما وهو يتأمل ال ام سكستين الطويلة والقصيرة مضطجعتين تحت قدميه بإغراء ممثلات هوليود..!!

البائع ينادي على بضاعته..كلاشنات طازة..قنابل ع السكين..أصابع البوبو يارصاص.. ام سكستين ياعسل..مسدسات ع الذواق ياشباب.

هنا..لكل قطعة سلاح سعرها وبالدولار..!!

و هنا لكل قطعة سلاح مشتر ينتظرها بلهفة والسوق رائجة.. و الحال عال العال.. وكأننا في مقديشو أو بيشاور!!

ويستطيع كل قادر أن يختار أداة الموت الملائمة لغريمه وله أن يحدد الوقت والمكان المناسبين..!!

أصبح لكل شيء سعر إلا الإنسان.. فهو يتضاءل ويبدو كل يوم أكثر تفاهة وضآلة من اليوم الذي سبق.!!

نفس المنظر ا لغريب شاهدته للمرة الثانية أمام البنك في مدينتنا المنسية والتي يبدو أن الشيطان لا يغادرها صيفا أو شتاء ولم نظلم الشيطان ونحن قمنا ونقوم بأفعال يعجز عنها الشيطان نفسه ويستحي منها..؟!!

أنا لم استغرب من بسطة السلاح في حد ذاتها فقد رأيتها في سوق السيارات قرب عبارة "غزة ترحب بكم" قبل شهور ولكنى استغرب أن تصل عدوى البسطات النارية إلى مدينتنا بهذه السرعة ويصبح البيع علنا وفي أماكن حساسة وعلى عينك يا تاجر واللى ما يشتري يتفرج..!! وفي عهد حكومات ربانية وو حدوية وطنية تفخر بوجود خطط أمنية لا تخر منها المية..!!

والمواطن الغلبان الذي لا يملك ثمن أرغفة بيتا تكفي عدد الأفواه في بيته يسأل ويتساءل..

أين من ذلك الشرطة والتنفيذية والأمن الوقائي والأمن العام وحرس الرئاسة..؟!!

أين وزير الداخلية من هذا الكرنفال..؟!! وهل يتوقع منا أن نقيم احتفالا سنويا أحياء ليوم الانفلات العالمي..؟!!

هل يعلم سيادته أننا نصنف عالميا الآن في غزة على الدرجة الخامسة في مستوى الغياب الأمني وهي نفس درجة تصنيف بغداد.ّ؟!!

من يملك مالا يشتري سلاحا يقتل به من شاء في أي وقت ومكان يشاء فالطاسة ضايعة..!!

طيب..ومن لا يمتلك..ماذا يفعل.؟!!

ياعم عباس وياخال هنية.. أعذراني سآخذ من وقتكما الثمين ثوان.

بالله عليكما.. أجبباني

ماذا تفعلان لو كنتما مكاني..؟!!

هل أرحل..؟!!

هل أغلق بابي علي وعلى أولادي حتى الموت لكي نضمن عدم الخروج الى الشارع والاحتكاك بأصحاب الرؤوس الحامية و المدججين بكل أنواع الاسلحة..؟!!

سيداي..

يقول عمر بن الخطاب: والله لو عثرت بغلة في العراق........ والحال يقول أن آلاف البغال تتعثر كل يوم في غزة وما من مجيب..!!

الآن من الممكن كما في بغداد أن تفاجأ براجمات صواريخ تقصف منزلك ودون سابق انذار لان ابنك تبول رغما قرب سياج حاكورة عائلة فلان..أو اصطدم عفوا بخيال ابن عائلة علان!!

ومن الممكن أيضا كما في الصومال ودارفور أن يموت خمسة أشخاص أو عشرة أو عشرين بسبب نصف شيكل أو لترين ماء وقد حدث هذا فعلا في مدينتنا مدينة العجائب والغرائب ولازالت حرب البسوس طاحنة بين عائلتين كبيرتين..في غياب تام للقانون..فلا أمن ولا أمان وما الزي الأزرق الذي نراه أحيانا راجلا أومخترقا الشوارع بالماجنومات الزاعقة إلا جزء من ديكور باهت متهالك ومن يتجمل ويقول غير ذلك أمام الكاميرات وفي الإذاعات كذاب ابن كذاب..!!

أرجو ألا يعظني أحد ويحدثني عن الصبر والأخلاق في وقت يلعلع فيه الرصاص ويفرض إرادته على كل من حوله وأرجو ألا يزايد على أحد وأنا أرى مسلحينا الأشاوس وقد كسروا بجدارة الرقم القياسي العالمي لموسوعة "طز" في ممارسة الاغتيالات والاختطافات والتصفيات..!!

آخر التقليعات في هذا الشأن تقول أن خاطفي الصحفي البريطاني معرفون ومكان المختطف معروف ولربما يشارك في طبخة الخطف الصحفي نفسه ومع ذلك يحجم أولو الأمر عن اتخاذ أي قرار يعيد إلى الشارع والمواطن بعض الهيبة..!!

لقد بات من الصعب علينا أن نفرق نحن معشر الغلابا بين رصاص القبائل ورصاص المقاومة، فالطخ في أي وقت وفي كل مكان ولانعلم ما السبب..!!

لقد تمكنت منا ثقافة العنف..وبدأت المسدسات تحتل الخواصر كما البليفونات..تهدد وتتوعد بصمت قمة في البلاغة

أيها السادة

لينظر كل منا كل صباح في المرآة ويتأمل وجهه العبوس الذي سيمن به على أهل بيته وجاره ويلاحظ بدقة سلوكيات وألفاظ أطفاله الغليظة وغير المتوقعة المستمدة من نفايات الشارع والقضائيات..!!

نعم لقد بدأنا ننزلق إلى هاوية الضياع ولن تنقدنا من أنفسنا إلا معجزة، ولن يعود إلينا إيماننا بكل المقولات الوطنية العظيمة الا عندما تختفي بصراحة ميليشات العائلات وزعران التنظيمات فمن كليهما بدأت المشكلة التي يغذيها بدهاء أولاد عمنا وجيراننا..!! ومن يقول غير ذلك فهو أما مهووس أو مدسوس.!!

والى هنا يكفي ما كتبت..فقد تذكرت اننا نعيش عصر "بحبك ياحمار.. وبوس الواوا.."

ولهذا أهتف عفوا تعليقا منغماكما يفعل ممثل كوميدي مصري أظنه "مظهر أبو النجا "

..ياااااحلاوة..

توفيق الحاج

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف