أصداء

هل ننتظر ديمقراطية الغابة الامريكية 2

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هل ننتظر ديمقراطية الغابة الامريكية /الجزء الثاني

فى الولايات المتحدة، تشيع انتهاكات حقوق الانسان على يد دوائر تنفيذ القانون والقضاء.
ان سوء استخدام الشرطة للسلطة فى منتهى الخطورة. قال تقرير لهيومان ريتس ووتش ص! در يوم 4 ديسمبر 2006، انه منذ هجمات 11 سبتمبر، استخدمت وزارة العدل الامريكية مبرر الشاهد المادى لوضع 79 شخصا على الاقل فى السجن من دون توجيه اتهام. وفى الاول من ديسمبر 2006، ذكرت واشنطن بوست ان شكاوى المواطنين التى جمعتها هيئة المراجعة حول ما نسب من سوء استخدام للسلطة لدائرة شرطة نيويورك، قد ازدادت 60% فى فترة 2001 -2005.


كرايج فوترمان، استاذ القانون بجامعة شيكاغو الذى درس معالجة دائرة شرطة شيكاغو للشكاوى ضد الشرطة، قال انه فى الاعوام الخمسة السابقة، ! كان 662 م ن 13.500 من افراد الشرطة فى شيكاغو، هم الموضوع لعشر او اكثر من الشكاوى، وانه رأى "صورة حصانة فى دائرة شرطة شيكاغو. لديهم عدد قليل من الشرطة يدبرون الجرائم ولديهم حصانة مطلقة". وفى سبتمبر 2006، اعتقل اربعة اعضاء من قسم العمليات الخاصة لدائرة شرطة شيكاغو بتهمة سلسلة من اعمال السطو والخطف والاعتقالات الزائفة. ولكن التحقيقات دلت على ان قسم الشؤون الداخلية للشركة كان على علم بالاتهامات العديدة ضد افراد الشرطة لمدة اربع سنين من دون اتخاذ اجراء انضباطى ضدهم. وفى نوفمبر 2006، قدم اثنان من السجناء السابقين فى سجن كوك كاونتى دعوى الى محكمة فيدرالية يتهمون فيها بانهما تعرضا للهجوم من قبل الحراس، وتعرضا لضرب مبرح وهما مكبلا الايدى. مايكل ميجيا، احد السجنين، كبل الحراس يديه وشد من قفا رقبته، ودق رأسه ووجهه الى الجدار الاسمنتى.


وقام افر! اد الشرطة ايضا بركل السجينين وهما مكبلا اليدين ومرتميان على الارض. وفيما بعد، قدم هذان الشخصان شكاوى، ولكن قسم الشؤون الداخلية للسجن قرر عدم التحقيق. وفى يوم 17 نوفمبر 2006، تعرض مصطفى طباطبائى نجاد- عمره 23 سنة من جامعة كاليفورنيا فى لوس انجيليس - لصدمة بندقية // تيسر// على يد احد افراد شرطة الجامعة، بعد ان رفض طلبات باظهار بطاقة هويته الشخصية. وفى صباح 25 نوفمبر 2006، اطلق خمسة شرطيين من دائرة شرطة نيويورك 50 رصاصة على سيارة فى داخلها ثلاثة رجال عزاب بعد ان اصطدمت السيارة بسيارة شرطة لا تحمل علامات. اصيبت السيارة باحدى وع شرين رصاصة. وقتل احد الرجال بالسيارة، وجرح الآخران. وفى 5 ديسمبر 2006، التقطت صورة فيديو لشرطى من لوس انجيليس-سين جوزيف ميد- وهو يضع القيد فى يدى غلام عمره 16 سنة فى داخل مركز القسم المركزى. وقد سجلت افعال الشرطى بكاميرا خفية مركبة فى الكرسى.


ظلم العدالة يثير الصدمة تماما. اكتشف تحقيق دام عاما كاملا من نيويورك تايمز لمحاكم بلدة وقرية بولاية نيويورك، سلسلة طويلة من مساوئ واخطاء القضاء. فى بعض القضايا، ارسل المدعى عليهم الى السجن من دون توجيه تهمة او محاكمة، او اخ ذوا من بيوتهم من دون اجراءات سليمة. فى يوم 4 مارس 2006، ذكرت الاسوشيتد برس ان جميع السجلات تقريبا بقيت سرية واكثر من خمسة آلاف مدعى عليه اكملوا رحلتهم عبر المحاكم الفيدرالية.


ظلم العدالة يثير الصدمة تماما. اكتشف تحقيق دام عاما كاملا من نيويورك تايمز لمحاكم بلدة وقرية بولاية نيويورك، سلسلة طويلة من مساوئ واخطاء القضاء. فى بعض القضايا، ارسل المدعى عليهم الى السجن من دون توجيه تهمة او محاكمة، او اخذوا من بيوتهم من دون اجراءات سليمة. فى يوم 4 مارس 2006، ذ كرت الاسوشيتد برس ان جميع السجلات تقريبا بقيت سرية واكثر من خمسة آلاف مدعى عليه اكملوا رحلتهم عبر المحاكم الفيدرالية من 2003 الى 2005. ونسبة المدعى عليهم الذين صدرت بحقهم احكام وحكم عليهم، لكن ما زالت اغلب سجلاتهم مخفية، ارتفعت من 1.1% فى عام 2003 الى 2.7% فى عام 2005. هذه القضايا تدل على ان الافتراضات الدستورية الأمريكية بالشفافية فى المحاكم لا تحترم.
القضايا التلفيقية والخاطئة يمكن اكتشافها على نطاق واسع. فقد ذكرت لوس انجليس تايمز فى يونيو 2006، ان التحقيقات والمراجعات التى اجراها الخبراء من جامعة متشغن بشأن 328 قضية جنائية مثيرة للجدل فى الأعوام السبعة عشر السابقة، كشفت انها جميعا ملفقة أو خاطئة.


وعلى اساس هذا الاكتشاف، قدر الخبراء ان عشرات الآلاف من الأبرياء سجنوا حاليا بالولايات المتحدة. ان رجلا فى شيكاغو قد وضع فى السجن منذ أواسط تسعينات القرن العشرين بعد صدور حكم عليه باغتصاب امرأة، ورفضت الشرطة طلباته المتكررة لفحص الحمض النووى بذريعة نقص الأدلة. فى عام 2006، قيل له ان فحص الحمض النووى تظهر انه ليس المعتدى. وفى اعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، احال مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالات حكومية أخرى 6472 شخصا الى المدعين العامين بتهم له علاقة بالارهاب. قالت سجلات لمركز بحوث فى جامعة سايراكوس، ان قرابة ثلاثة أرباع المشتبه بهم بالارهاب من قبل الولايات المتحدة فى الأعوام الخمسة التى أع! قبت هجمات 11 سبتمبر لم يقدموا حتى الى المحاكمة لنقص الأدلة ضدهم. وفى 64% من القضايا ما قرر المدعون العامون الفيدراليون انهم لا يستحقون المحاكمة، بينما 9% آخرون إما رفض القضاة النظر فى قضاياهم واما افراد تبين انهم غير مذنبين.


فى الولايات المتحدة اكبر عدد من السجناء بالعالم. فحسب تقرير اصدرته وزارة العدل الأمريكية فى 30 نوفمبر 2006، انه بنهاية العام 2005، كان ما يقرب من 2.2 مليون نزيل بسجون الولايات والسجون الفيدرالية أو سجون البلاد والمدن. و! وصل عدد الأحداث فى الاصلاحيات بمن فيهم اولئك المعلقة عقوباتهم او المطلق سراحهم بكفالة الى أكثر من سبعة ملايين رجل وامرأة لأول مرة. وان نحو 3% من الأحداث الأمريكيين أو واحد من كل 32 حدثا كانوا فى سجون البلاد اما بعقوبة معلقة أو بكفالة. ومعدلات السجن فى أربع ولايات أمريكية - لويزيانا وتكساس ومسيسبى واوكلاهوما - تزيد عن 650 فى كل مئة الف مع ارتفاع الرقم فى لويزيانا عن كافة الولايات الأخرى، بمعدل مذهل هو 797. ونتيجة ذلك، كانت سجون الولايات تعمل بين 1% دون الطاقة و14% فوق الطاقة. وكان النظام الفيدرالى يعمل 34 % فوق الطاقة. وحسب تقرير لتشاينا بريس ومقرها فى نيويورك يوم 4 أكتوبر 2006، حاليا يوجد 173 الف شخص فى سجون ولاية كاليفورنيا، منهم 1700 ليست لديهم احوال معيشية عادية. وفى 33 سجنا، كان عدد النزلاء اكثر من ضعف الطاقة. وتحولت بعض ملاعب الجمباز الى مآو مؤقتة للسجناء، وحتى الكنائس استخدمت مؤقتا لينام فيها السجناء. سوء استخدام السلطة فى السجون الامريكية شائع أيضا. ان الولايات المتحدة هى البلد الوحيد فى العالم الذى يسمح بأن تستخدم الشرطة الكلاب لترهيب السجناء. قال تقرير تحقيق لهيومان رايتس ووتش ان انظمة سجون خمس ولايات فى الولايات المتحدة من ضمنها كونيكتيكوت ودلاوار وايوا وساوث داكوتا ويوته، تسمح باستخدام كلاب شرسة وبدون كمامات لترهيب وحتى مهاجمة السجناء فى محاولات لاخراجهم من زنازنهم. اكتشف ان سجون كونيكتيكوت قد استخدمت كلاب الشرطة لحوالى 20 مرة للهجوم على السجناء.
وفى ولاية ايوا، وقعت 63 حالة مثل تلك من مارس 2005 الى مارس 2006. وقال تقرير للحكومة الامريكية صدر يوم 16 يناير 2006 ان سوء المعاملة للمهاجرين غير الشرعيين حدثت فى خمسة سجون، كانت مهملة بحق المهاجرين غير الشرعيين الذين اضربوا عن الطعام أو انتحروا. اما المهاجرون الشرعيون فكان يقدم اليهم ايضا طعام نصف مطهو. وعلم ان سجن ولاية فلوريدا استخدم عناصر كيمياوية ضد السجناء 238 مرة فى عام 2000، و285 مرة فى عام 2001، و447 مرة فى عام 2002، و611 مرة فى عام 2003 و277 مرة فى عام 2004، مما خلف عشرة سجناء بجروح خطيرة وبعضهم بأمراض عقلية. ان لدى الولايات المتحدة حوالى 60 // سجنا للأمن السوبر // فيها قرابة 2000 سجين. يقيم النزلاء فى زنازن مساحتها ستة امتار مربعة، مضادة للصوت بأنوار واجهزة مراقبة على مدار الساعة. هذه السجون خلفت سجناء كثيرين ! بأمراض عقلية. اكثر من ذلك، يجرد السجناء غالبا من بعض الحقوق الأساسية. قالت افتتاحية نيويورك تايمز يوم 31 يوليو 2006، ان الولايات المتحدة لديها أسوأ سجل فى العالم الحر حين يتعلق الأمر بتجريد المجرمين المحكوم عليهم من حق التصويت. وعلى النقيض من ذلك، ترى اغلب الدول الأوربية ان هذا الحق مهم للغاية لذلك تحضر صناديق الاقتراع الى السجون.


اصبحت السجون مستنبتا للأمراض والجرائم. وجاء فى تقرير صدر عن وزارة العدل الامريكية يوم 7 سبتمبر 2006، ان اكثر من نصف نزلاء ! السجون بالولايات المتحدة يعانون من مشكلات عقلية. وتلقى نحو 56% من نزلاء السجون الفيدرالية العلاج، أو ظهرت عليهم أعراض أمراض عقلية مختلفة بما فى ذلك السوداوية والمس والهلوسة. وفى كل عام، يطلق سراح ما يزيد عن 1.5 مليون سجين يحملون امراضا معدية تهدد الحياة. وفى كل سنة، مات حوالى سبعة آلاف امريكى فى ا! لسجون الأمريكية. وبعض تلك الوفيات تعود لاسباب طبيعية، ولكن الكثير منها بسبب اختلالات عقلية لأمراض لم يتم تشخيصها وامراض لم تعالج. واظهر تقرير اصدرته وزارة العدل الأمريكية فى نوفمبر 2006، ان حوالى 37% من نزلاء السجون على مستوى الكاونتى والمدينة لديهم حاليا مشكلات طبية فضلا عن البرد أو الفيروسات حسب مسح وطنى. فى خلال عام 2004، ازدادت حالات الايدز المؤكدة فى سجون الولايات والسجون الفيدرالية من 5944 الى 6027. ومعدل حالات الايدز المؤكدة فى سجون الولايات والسجون الفيدرالية ( 50 لكل 10000 نزيل سجن ) اكثر من ثلاثة اضعاف عن اجمالى سكان الولايات المتحدة ( 15 لكل 10000 شخص ). اما اعمال الانتحار بين نزلاء السجون فهى فى ارتفاع. ففى يوم 28 ديسمبر 2006، ذكرت يواس ايه توداى ان 41 سجينا قد انتحروا فى كاليفورنيا فى عام 2006. وفى شبكة سجون تكساس 24 عملية انتحار. وذكرت سجون تكساس ايضا انه وقعت 652 محاولة انتحار فى عام 2006، بزيادة 17% بالمقارنة مع العدد فى عام 2005.
الاعتداءات الجنسية فى السجون الأمريكية شائعة. فى يوم 19 مايو 2006، قال تقرير للجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب ان 13% على الأقل من نزلاء السجون الأمريكية قد عانوا من اعتداءات جنسية، وكثيرون عانوا من اعتداءات جنسية متكررة. وتقدر ان حوالى 200 الف نزيل سجن حاليا فى الولايات المتحدة كانوا أو سيصبحون ضحايا للعنف الجنسى. ومن المحتمل ان يتجاوز المليون عدد السجناء الذين عانوا من اعتداءات جنسية بالعشرين عاما الماضية.

عاطف السيلاوي

الاردن / عمان

atefselawi@maktoob.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف